الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة المهام النبيلة للمجلس الوطني العراقي

هادي الخزاعي

2004 / 9 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الجلسات العلنية للمجلس الوطني العراقي وهي تبحر بروية واناة في أرخبيل متلاطم من العقديات والمشاكل المتنوعة، كتلك التي أنتجتها الحرب، وتلك التي خلفها النظام البائد، أو تلك التي عبرت الحدود، سواء مع الدبابة الأمريكية، أو بسمة مرور مباركة من العمائم المزيفة واللحى المنفوشة، هي الجلسات التي تؤسس للحالة العراقية الجديدة في حياة العراق السياسية، المدشنة بأول الجلسات التي لم تكن تخلوا من صخب. فالتنوع العراقي المطلق، الذي يتشكل منه قوام المجلس الوطني العراقي، لابد وأن يرمي بضلاله الكثيفة على مفردات أجندته اليومية المكتضة بالهموم والمهام التي تنتظر أن ينفض عنها الغبار المتراكم منذ عهد أول ديناصورمنقرض الى آخر ديناصور تناسلت من صلبه آلاف الديناصورات الصغيرة والعضات السامة.
في الجلسة الخامسة كما اظن، التي جرت صباح الثلاثاء الموافق 21/9 ، كان جدول الجلسة يتناول مناقشة ألغاء قانون( أجتثاث البعث)من عدمه.
وعندما تناوب الأعضاء في تسجيل ملاحظاتهم، كان سهم بوصلة الأجتهادات، يتقفز بين جهة اليمين وجهة اليسار، ولم يستقرهذا السهم على قرار، حتى في الأستراحة التي أعلن عنها رئيس الجلسة.
كانت الدماء تفور في عروق الجميع، فالبعث في العراق، بصقوره وحمائمه، بل وحتى صيصانه، كان قد سجل للعراقيين فصولا من الدم المجاني، حيث كانت عدالة الموت والخراب والعداء البعثية موزعة على الجميع ولم تستثن أحدا. ولأن قوام المجلس كان يتشكل من قوس قزح عراقي تتباين حدة الوانه من الثقيل الى الخفيف، ومن الحارالى البارد، كانت الملاحظات تحمل جينات تلك الألوان، وكل كان مقنعا بكل حرارة الضمير وعمق الوجدان، ولا يمكن لك، وأنت تعرف ماذا فعل البعث في العراق من فكر وممارسة، أن تنكر عليهم صدقيتهم وحماستهم التي وصلت حد الغصة.
ولكن أود هنا وأنا ألحظ هذا الفوران في الدم الذي تلظى به العديد من المتداخلين، أن اسال عن مهمة أعضاء المجلس بالضبط. أليست مهمتهم تشبه الى حد ما مهمة المحلفين في المحاكم أثناء خلوتهم عند نهاية الجلسات، لمناقشة القناعات التي تكونت لديهم بعد أن أستمعوا الى كل شيء أثناء المرافعات ؟
أذا كان الأمر بنعم، وهو الأكثر موضوعية وحضارية وأنسانية، فمطلوب من اعضاء المجلس أن يكونوا أكثر سعة للصدر والحلم، وأن لا يتحول التكليف عندهم في قاعة المؤتمر،الى محض هموم وقضايا شخصية ، فهي والحالة هذه، بداية طريق الأنزلاق والمهالك التي تتناقض والقسم والعلم الذي تحتكمون تحت ظله.
البعض طالب باجتثاث البعث فكر وبشر، بلا فوارز أو نقاط، والبعض الأخر طالب بأن لا يؤخذ المتعفف من البعثيين بجريرة مرتكبي الجرائم الجنائية أوالذين أمتدت اياديهم الى المال العام، وأن تراعى حرمة حقوق الأنسان
عند معاينة الملفات، مع تغيير في عنوان القانون، لأنه عائم وغائم مما يربك عند التنفيذ. والبعض نظر الى الأمر من زاوية دائرية، حوت كل الأسباب والنتائج التطبيقية الخاطئة التي جاءت بآلياته وشكله من جهة وبالنتائج غير المحسوبة على صعد مختلفة، الأخلاقية والأجتماعية والأنسانية من جهة أخرى، وبعض تناول الأمر من زاوية المصالحة الوطنية، بضوابط الأنتقاء التي يترشح منها من لم يسهم بأدارة عجلة العداءالبعثية ضد الذين رفضوا أن يمتثلوا لمقولات صدام ومنها " العراقيون بعثيون وأن لم ينتموا.. ".
وكمحصلة لمجمل هذه التعاطيات، يأتي دور عضو المجلس للخروج من جبة همه وموقفه الخاص، والخروج أيضا من خندق الجهة التي يمثلها عند صياغة القرار، الى الخندق العام المشترك الذي يتمترس فيه جميع العراقيين، وهو خندق الوطن، ليامن أبحار السفينة سالمة، في رحلة أنجاز المهام النبيلة.
أن العراق في هذه المنعطف الساخن سخونة تموزه، بحاجة الى الكثير من الأصدقاء والى القليل من الأعداء، وهذه ليست بحكمة أعتباطية، بل هي أشبه بالقانون الوضعي الذي نفتقد سنه الآن، ولا أعظم من أتمام أنجاز هذه الحكمة في حياة العراق الداخلية، مع مراعات أستعمال المصفي ( الفلتر ) لنأمن الصداقات.
--------------------------
أستحضار غير بعيد

في آذارالفائت أستضافت العاصمة الكوردستانية مؤتمرا للمصالحة الوطنية، حضره الكثير من الخيرين وفي مقدمتهم رئيس مجلس الحكم أنذاك، الفقيد الشهيد عز الدين سليم، وكانت الكلمات التي قيلت في ذلك المؤتمر، أشبه بالمجاديف التي كانت تهم بدفع سفينة العراق الى الشاطىء الآمن، ولكن للأسف ليس كل ما يشتهيه المرء ينله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيع دراجة استخدمها الرئيس الفرنسي السابق لزيارة عشيقته


.. المتحدث باسم الصليب الأحمر للجزيرة: نظام الرعاية الصحية بغزة




.. قصف إسرائيلي يشعل النيران بمخيم في رفح ويصيب الأهالي بحروق


.. بالخريطة التفاعلية.. توضيح لمنطقة مجزرة رفح التي ادعى جيش ال




.. هيئة البث الإسرائيلية: المنظومة الأمنية قد تتعامل مع طلب حما