الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق تقرير المصير.. حلم أجيالنا.. دعونا نمنحهُ إمكانية التحقيق

كريم بياني

2010 / 12 / 12
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


في معرض إشاراته الى النتائج التي أفرزتها الحرب العالمية الاولى فيما هو متعلق بتجزأة وتقسيم كردستان شعبا و قومية و جغرافيا، يعيب الكاتب والمفكر اسماعيل بشكجي على السيد جلال الطالباني فيما يذهب اليه في الكثير من المناسبات بأنه : "لا يمكن إقامة دولة كردية في العراق. بالتالي فإن إقامة الدولة الكردية ليس حلاً مناسبا للكرد ولا يمكن إستمرار هذه الدولة. وفي حال تم تاسيس هذه الدولة، ستعمل دولاً مثل تركيا، إيران و سوريا على خنق هذه الدولة على الفور". ويدعو اسماعيل بشكجي النخب الكردية الى الوقوف مليا على الظروف التاريخية والجغرافية التي ادت الى تقسيم كردستان ويسرد بالارقام كيف أن اكثر من 200 دولة في العالم يتراوح عدد سكانها بين 350 أف نسمة و 8 ملايين، كلها دول مستقلة وتتمتع بعضوية الامم المتحدة . متسائلا عن ماهية المميّزات التي أهّلتها كي تصبح دولا تلعب ادوارا مهمة في تعيين و تقرير مصير الشعوب ومنها مصير الكرد؟ ويؤكد، بعد تشكيكه في مواقف الطالباني؛ بأن الأمر الصحيح هو إعلان الحقوق المشروعة للكرد والتشبث بها. ويحث الكرد على ان يعلنوا ان الحقوق القومية للكرد امر شرعي والمطالبة بها لا يهدد اية جهة. بل وإن الأمر الطبيعي و الذي لا يتلائم مع التطورات العصرية، هو عدم حصول الكرد على موقع ثابت لهم بعد الحرب العالمية الأولى وحتى الآن.
أسوق هذه المقدمة بمناسبة الاشارة التي وردت في كلمة السيد مسعود البارزاني في جلسة افتتاح مؤتمر الحزب الديمقراطي الكردستاني بخصوص بحث مسألة حق تقرير المصير ضمن أعمال هذا المؤتمر. وهذه لم تكن إشارة عابرة أو مسألة هامشية، بل أنها تأتي في مرحلة حرجة ومصيرية تواجه الكرد على اكثر من صعيد. ولا أظن انه قد غاب عن بال البارزاني حجم الصعوبات والمعوقات والتهديدات التي سيواجهها هذا المطلب القومي المشروع.
هنا وبالاشارة الى دور النخب الكردية الذي اشار اليه البشكجى، فإنه يتوجب علينا أن نعمل جميعا وعلى المستويات كافة، كي يتحول هذا المطلب من مجرد شعار حزبي مرحلى؛ الى هدف استراتيجي قومي يجد له خطوات عملية وملموسة على أرض الواقع. ولا نتذرع ثانية بمقولات الواقعية السياسية والخطر الاقليمي وردود الفعل الدولية أو التشكيك بجدوى المقاومة والكفاح المسلح وصولا إلى هذا الهدف السامي. ولنستعرض مليّاً خارطة العالم السياسية والجغرافية وما يطرأ عليها من تغييرات سريعة بدءاً من تقسيم الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا و جيكوسلوفاكيا مرورا بتيمور الشرقية وهاهو الان جنوب السودان. أم أن قدرنا هو أن نعيش مع حالة الاحباط والهزيمة التي يحاول بعض قادتنا إشاعتها من خلال السخرية وتسفيه من يدعو الى قيام كيان كردي حتى وإن كان حلما يراود الشعراء؟!.
إن حق تقرير المصير هو شعار قديم، كان يرفعه العديد من الاحزاب والتنظيمات الكردية، وظل هذا الشعار يتردد على لسان الكثير من القادة الكرد، دون التطرق الى فحوى ومضمون هذا الشعار. وكان هذا ولا يزال حال العديد من الشعارات القومية التي يرفعها الاحزاب الكردية خدمة لمرحلة معينة او مصلحة حزبية ضيقية.
المطلوب اليوم هو حث البارتي باعتباره الحزب ذات القاعدة الأعرض والذي بيده مقاليد الامور والادارة الفعلية، أن يتعامل هذه المرة بواقعية مع هذا الشعار ويجعله هدفا ذات مضمون و فحوى، وأن يحشد كل الامكانات المادية والبشرية لتسويق هذا المطلب وطنياً واقليميا ودوليا، في إطار مشروع وخطة مدروسة، يوكل مهتمها الى أناس يؤمنون بتاريخيّة المطلب، كقضية شعب يمثل أكبر مكون عرقي محروم من حقه في أن يكون له كيان مستقل، إن لم يكن على مستوى الوطن الاكبر، فعلى الاقل وكمرحلة اولى، على مستوى الاجزاء المقَسّمة قسراً.
ربما كان هذا في مرحلة من المراحل حلماً، وربما يظل كذلك ايضا على مدى المستقبل القريب، لكننا جديرون بأن نكون ليس فقط اصحاب هذا الحلم، بل ومكافحون في الوقت نفسه، من أجل تحقيقه وبشتى السبل، والواقع السياسي العالمي شاهد على امكانية تحقيقه. وكل المعطيات التاريخية واللغوية والثقافية والجغرافية تؤهلنا لكي نكون اصحاب كيان مستقل.
الكثير من النخب الكردستانية كانت تعيب على الاحزاب الكردستانية ربطها لمصير الكرد بالعملية السياسية الهشة الجارية في العراق والتي لم يتحقق للكرد خلالها ـ لحد الان على الاقل ــ اية من المطالب القومية بخصوص كركوك او الاجزاء المقتطعة من جسد كردستان والتي قبلت القيادة الكردية بتسمية (المناطق المتنازع عليها) توصيفا لهذه المناطق الكردستانية. وكنا ندعو ونتساءل ــ ونُتّهم بالسذاجة وعدم الواقعية والمراهقة السياسية ــ بأستغراب عن الموانع التي تحول دون قيام القيادة الكردية بالعمل من أجل وضع خارطة طريق توصل بالنتيجة الى رسم ملامح كيان مستقل. حتى أن الاندفاع الكردي نحو المشاركة الفعلية في العملية السياسية العراقية، وضعت الكثير من النخب الكردية في موقف محرج للغاية، فأصبحت تجد نفسها بين أن تكون عراقية؛ الامر الذى كان تهمة الى الامس القريب أو تكون كردية قومية؛ تدعو الى عدم الانجرار وراء هذه العملية السياسية والتي اصبحت هي الاخرى تهمة في نظر أصحاب المصالح والمنافع الحزبية والشخصية.
ولكن عندما يبادر رئيس أكبر حزب كردستاني الى طرح هذا الشعار القديم ثانية على مائدة البحث، فيجدر بنا وإن كنا مختلفين مع الكثير من توجهات البارتي، الى مباركة و تأييد هذا المطلب، لأنه ليس مطلباً بارتيّاً، أنه الحلم الذي يراود كل كردي يعي تاريخ أمته. ولكن في نفس الوقت يجب أن نتوخى الحذر كي لايتحول هذا المطلب ثانية الى شعار حزبي مرحلي وورقة يتم اللعب بها من أجل الحصول على بعض المكاسب في ما يسمى بالعملية السياسية في العراق، هذا الشعار كان في الماضي فارغ المحتوى، ولكننا ندعو الان الى أن يكون له اطاراً وهدفاٍ ومُسمّى، أن مفهوم (حق تقرير المصير) هو مفهوم فضفاض و مرن وحمّالُ أوجُهْ، من المخجل أن ندخل مرة أخرى وبعد هذه السنوات المريرة في متاهة تحديد وتفسير مدلولات هذا المفهوم. أنه حلم أجيالنا.. لنكن أصحاب إرادة.. ولنمنحه هذه المرة إمكانية التحقيق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عوامل تجزئة كردستان
عدنان الداوودي ( 2010 / 12 / 13 - 15:02 )
انا معاك يا سيد كريم ومع ذلك اود ان اظيف ما يلي .....تحية طيبة
نعم هناك عوامل اقوى من التمنيات و من رفع الشعارات , الا و هي عامل الجغرافية بالاضافة القوة العسكرية الغاشمة للدول المجاورة لحدود كردستان , ناهيك عن كون تلك الدول اسلامية , اى انهم متعطشون لسفك الدماء الكردية تارة باسم الانفال واخرى بدافع القران و ثالثا بتهمة التكفير لذا فان اية خطوة نحوى الاستقلال تعد بمثابة انتحا ما لم يت
اولا :تقوية الجبهة الخلفية بتامين تاييد و مساندة قوة عظمى .
ثانيا : توفر و تنشيط الدبلوماسية الكردية قبل كل شيء .
ثالثا : وحدة الصف الكردي من الداخل .

اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران