الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاكراد وحق تقرير المصير

محمد نبيل الشيمي

2010 / 12 / 12
حقوق الانسان


طالب رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزانى فى خطابه امام القيادات العراقيه خلال مؤتمر للحزب الديمقراطى الكردستانى الذى يتزعمه "ان الحزب يرى ان المطالبه بحق تقرير المصير والكفاح العاصى والسلمى لبلوغ الهدف تنسجم مع المرحله المقبله مشيرا الى انه سيتم طرح مسألة تقرير المصير امام اعضاء المؤتمر بأعتبار ه حقا جوهريا واستكمالا لجهود المرحله السابقه
واعتقد ان مشكلة جنوب السودان والتى وضعت ملامح فصولها النهائيه من خلال اتفاقيه نيفاشا والتى منحت اهالى الجنوب حق تقرير مصيرهم شجعت العديد من الاقليات فى العالم على المطالبه بتقرير مصيرهم اسوة بماحدث فى السودان .. وقد يأتى يوما ترى فيه الاقليه النوبيه فى مصر والامافيزيغ فى بلدات المغرب العربى تطالبان بحق تقرير مصيرهم .. خاصة وان هناك فى الغرب من يؤيد مثل هذه المطالب فهل ينجح الاكراد فى مسعاهم ..؟
يشكل الاكراد رابع اكبر مجموعه اثنيه فى منطقة الرشق الاوسط . وحسب التقديرات فأن اعدادهم تتراوح بين 25 مليون و45 مليون نسمه يعيش اغلبهم فى منطقه كردستان الموزعه جغرافيا فى مساحه شاسعه على اجزاء من تركيا وايران وشمال العراق وشرق سوريا وهم يمثلون اغلبيه اكراد العالم ثم بعض منهم فى سوريا ودول اواسط اسيا الاسلاميه المستقله عن الاتحاد السوفيتى السابق .
يشير الباحثون ان جذور الاكراد ترجع الى قبيله المهديين وهى ذات اصول عرقيه آربة انتقلت من القوقاز قبل حوالى ثلاثة الاف سنه ولغتهم قريبه من اللغه الفارسيه وان كانت ذات لهجات مختلفه والاكراد يدين غالبيتهم بالمذهب السنى خاصة المقيمين فى شمال العراق وجنوب شرق تركيا وبعضهم الاخر شيعى وهم اقليه ويقطنون فى ايران وبعض دول اسيا (اذربيجان وقرغيزستان وطاجاكستان واوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان )و بعض الاكراد يعتنقون بعض المذاهب اللادينيه القديمه .
وقد احتفظ الاكراد بهويتهم واستقلالهم كنتاج لطبيعه الارض الوعرة التى تكون مناطق تواجدهم وحالت دون تمكن الجيوش الغازيه من ملاحقتهم وكان ذلك احد اهم اسباب بقائهم وقد كان الاكراد اقرب مايكون الى قيام وطن قومى لهم بمقتضى معاهدة سيفر فى عام 1920 بعد سقوط الامبراطوريه العثمانيه ولكن كان اعتراض تركيا وعدم تصديقها على المعاهده سببا فى عدم ولادة الدوله الكرديه بل ان معاهدة لوزان عام 1923 قطعت اوصال الاكراد وقسمتهم بين دول المنطقه والواقع ان معاناة الاكراد من عدم قيام دولتهم المستقله كمحصله لسياسة التوازن فى العلاقات الدوليه ستستمر.. فالولايات المتحده لن تضحى بمصالحها فى تركيا لاجل عيون الاكراد ..وهى سياسة امريكا التى تقوم على نهج المصالح بغض النظر عن ماتدعيه واشنطن من مبادئ وقيم انسانيه تؤكد على حق تقرير المصير للشعوب ..
فضلا عن الطبيعه المعقده الناتجه عن كون اكراد العراق محاطين بدول تقطن فيها اقليات كرديه لن تسمح حكومات هذه الدول مطلقا لهذه الاقليه بان تنفصل عنها وهى فى ذات الوقت يمكن ان تحاصر الكيان الوليد لو سمح له ان يري النور وهذا كفيل باسقاطه .. وهكذا فأن لاامل فى دوله كرديه مستقله فى شمال العراق وليتأكد مسعود البرازانى من ان الوضع المعقد فى المنطقه ليس فى صالحه وان دول الجوار العراقى تختلف عن دول الجوار السودانى ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة: إزالة دمار الحرب في غزة يتطلب 14 سنة من العمل


.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة




.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل


.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د




.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج