الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مساهمة في اثراء النقاش حول امكانية اطلاق فضائية تقدمية
يوسف نكادي
2010 / 12 / 13ملف مفتوح – أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية
من يوسف نكادي الى المشرفين على ادارة موقع الحوار المتمدن
ممالا شك فيه أن فكرة احداث قناة فضائية تقدمية، فكرة على جانب كبير من الوجاهة. بل أستطيع أن أقول أن انطلاقة قناة من هذا القبيل كان يجب أن
تتم منذ أمد بعيد. لاعتبارين أساسيين:
أولا لرد الاعتبار للفكر التقدمي الذي تراجع كثيرا، في أقطار العالم و من ضمنها أقطار الوطن العربي، بعد انحلال الاتحاد السوفياتي و انهيار جدار برلين. و ثانيا
لمسايرة التحولات الكبرى التي يشهدها المشهد السمعي- البصري في الوطن العربي منذ سنوات. بحيث أضحى من الضروري اليوم التسريع باحداث مثل هذه القناة،
في ضوء اكتساح هذا المشهد من قبل فضائيات كثيرة لا تخدم أي منها الفكر العلماني التقدمي. باعتبار بعضها يسعى الى ترسيخ فكر الجمود و التحجر، و بعضها
يسعى الى نشر الفكر الديني المتطرف، و بعضها يسعى الى نشر الرذيلة.
غير أن احداث قناة ذات توجه علماني تقدمي ليس بالأمر الهين نظرا لمجموعة اكراهات يجب أخذها بعين الاعتبار. و أهمها مسألة التوجه العام و مسألة المقر
و مسألة الموارد المالية.
ففيما يتعلق بالتوجه العام، أعتقد أن التوجه الذي يسلكه مركز "الحوار المتمدن" يمكن السير على هديه. لأن القائمين على المركز المذكور اكتسبوا من النضج ما
جعل المركز يحضى بثقة جمهور غفير من القراء و المثقفين العرب. و يحضى أيضا بثقة و احترام بعض المؤسسات الفكرية الوازنة. و لعل احرازه على جائزة
"ابن رشد " مؤخرا لخير دليل على مصداقية و رصانة هذا التوجه.
أما فيما يتعلق بالمقر، فان مباشرة القناة لنشاطها في جو سليم نسبيا يقتضي أن يتم البث انطلقا من أرض غير عربية. و ان كان ذلك سيكلف القائمين عليها
مصاريف اضافية و بالعملة الصعبة. و في أسوا الأحوال، يمكن أن يتم البث من لبنان بالنظر الى ما يوفره هذا البلد نسبيا من أجواء التعددية و الاختلاف تسمح
الى حد ما بالعمل الى جانب الفضائيات الأخرى.
أما فيما يتعلق بالموارد المالية، فالأمر شائك و يستلزم كثيرا من التفكير و التدبر و بعد النظر. لأن استقرار الموارد المالية شرط أساسي لضمان الاستمرارية.
و أقترح في هذا الشأن أن ينطلق البث في بادئ الأمر ببرامج، يحرص المشرفون عليها على البساطة و الجودة و الرؤية الطموحة، تتوزع على ساعات بث لا تتجاوز
12 ساعة و اعتمادا على امكانيات مادية محدودة تتمثل في اعانات و تبرعات الغيورين على المشروع. ثم يشرع القائمون على القناة بالموازاة مع ذلك في البحث
عن موارد اضافية من خلال فتح مساحات اشهارية و اعلانية مقابل أجر لبعض المؤسسات الصناعية الجادة و بعض المؤسسات الثقافية الملتزمة و كل جهة أو منظمة موثوق بها و ذات مصداقية.
أما على مستوى الادارة و التسيير، فيستحسن أن تتم ادارة القناة من خلال مجلس ادارة جماعي وفقا لقانون داخلي متفق على بنوده و مقتضياته تفاديا للتجاذبات
و الانزلاقات أو الانحراف عن المسار يعد مرور مدة زمنية على انطلاق البث.
أما على المستوى البشري، فيستحسن الاعتماد في بادئ الأمر على طاقم تقني محدود العدد تجنبا لكثرة المصاريف. على أن تتم زيادة العدد تدريجيا. لأن قناة
من قبيل القناة المراد احداثها تحتاج الى منشطين قارين و مراسلين دائمين عبر العالم لتغطية مختلف التظاهرات الثقافية و العمالية و الفعاليات الحقوقية و النقابية
و النسائية و ما الى ذلك.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صعود تاريخي للبتكوين... هل ينعش ترامب العملات المرقمة؟ | الم
.. #رابعة_الزيات تكشف عن عمرها الحقيقي بكل صراحة #ترند #مشاهير
.. تونس والمغرب: ماذا وراء طلب الحصول على صواريخ جافلين الأمريك
.. الجزائر: إدراج -القندورة- و-الملحفة- على قائمة التراث الثقاف
.. الجزائر: مجلس الأمة يدين -تدخل- البرلمان الأوروبي في الشؤون