الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ٱلمطلوب فضآئية إنسانية وليس يسارية

سمير إبراهيم خليل حسن

2010 / 12 / 13
ملف مفتوح – أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية



ٱلفضآئيات ٱلعربية تعمل كلّ منها لمصلحة فئة من ٱلفئات ٱلاجتماعية ولا تأتى على ذكر أىِّ أمر يتعلق بمصلحة غيرها من ٱلفئات. وهذا شأن ٱلتطرف أىًّ كان لونه قومىّ أم دينىّ أم طبقىّ. ولن ننسىۤ أنّ لليسار نصيبه بين تلك ٱلفضآئيات خصوصا ٱليسار ٱلقومىّ ٱلذى ٱستولى على ٱلسلطة من دون عهد وميثاق وقعد فى سبيل حرية ٱلناس فى بلاده منذ ٱلستينات وما زال قاعدا.
ٱلأفضل فضآئية تحمل عنان "الحوار المتمدن" بين فئات ٱلمجتمع جميعها وبألسن مختلفة ولها ميثاق ينفى عنها ٱلميل إلى فئة من دون أخرى. أو قوم من دون قوم. ولا عمال وفلاحين من دون مالكين. ولا إسلام ولا يهود ولا مسيحيون من دون ملحدين. بل إنسان حرّ ومسئول بعهد وميثاق لمجتمع يعيش فيه أفراد أحرار من جميع ٱلفئات. وللمجتمع مجلس للذين يعلمون بسبيل ٱلناس إلى ٱلطعام وٱلأمن ويملكون وسآئله من مال وخبرة. ومجلس لفئات ٱلشعب ٱلأخرى ٱلتى لا تعلم بسبيل إلى طعامها وأمنها ولا تملك وسآئله. وتقوم ٱلسلطة من ٱلذين يملكون ويعلمون ويخبرون. فلا تقوم سلطة بسلام فى ملك إلا لمالك. فلا عمال ولا فلاحين فى مواقع ٱلسلطة. فلهم مجلس يمثلهم وفيه يعرضون مطالبهم وحاجاتهم من ٱلطعام وٱلأمن ولا يجنحون إلى ثورة تذهب بوسآئل طعامهم وأمنهم وتأتى بجاهلين بهآ إلى مواقع ٱلسلطة فى ملك لا خبرة لهم فيه فيتطرفون ويستبدون ويسرقون.
وبذلك لا يكون لهذه ٱلفضآئية ٱسم "يسار" ولا ٱسم "يمين". ومفاهيم ٱلديموقراطية وحقوق ٱلإنسان (ٱمرء وٱمرأة) لا تتعلق بيسار ولا بيمين. بل تحتاج لسلطة مالكين يعلمون بحاجة ٱلإنسان كاملة. وتقوم ٱلسلطة من أحسنهم علما وجسما ونفسا بعهد وميثاق يجعل من أوامرها "أمّة وسطا" لا تكره أحدا فيما يؤمن ولا تعاقبه على ما يقول.
ويكون لهذه ٱلفضآئية أن تعرض لرأى ٱلفرد (ٱمرء وٱمرأة) من أى فئة فى حلقات حوار تقوم بينهم من دون أن يكون لأهل ٱلفضآئية سلطة على ما يقوله ٱلمتحاورون.
لم تقم مثل هذه ٱلفضآئية حتى ٱلأن بسبب مفاهيم ٱلتطرف ٱلمهيمنة وأولها مفاهيم ٱليسار.
قيام هذه ٱلفضآئية حاجة إنسانية لشعوب ما زالت لا تفرق بين مفهوم بشر ومفهوم إنسان.
وجهة هذه ٱلفضآئية يحددها مفهوم "ٱلأمّة ٱلوسط". وٱلإنسان أعلى من ٱليسار وٱليمين ويسبقه.
لا يجب أن يكون للمحطة وجهة حرب مع أحد (الأنظمة العربية الحاكمة وقوى التعصب الديني والقومي والطائفي والجنسي). بل عليها مسئولية ٱلبثّ لمفهوم ٱلإنسان ٱلإلٰه علىۤ أرض لا حدود تمنعه من ٱلحركة فيها. فله أن يعيش حيث يريد وعليه مسئولية ٱختياره.
إدارة هكذا محطة تحتاج إلى خبرآء ومال من مختلف ٱلشعوب حتى تبقى. ولا يجب ٱلإغفال عن أهمية ٱلمالكين للمال وٱلخبرة فى قيام محطة فضآئية وفى قيام سلطة مجتمع عهدى. وٱليسار لا يملك ذلك ويحتاج لمفاهيم ٱلألفة مع ٱلمالكين وٱلخبرة فيها. وٱلمالكون هم ٱلذين يستطيعون تمويلها وإقامتها فىۤ أىِّ مكان من ٱلأرض.
ٱلتطوع وحده لا يكفى. وتحويل ٱلمحطة إلى ملكية إشتراكية يؤثر عليها بسلطة جماعة تنحرف عن منهاج ٱلأمّة ٱلوسط وتجعل من ٱلمحطة بعد حين مثل ٱلمحطات ٱلفئوية ٱلقآئمة.
فلتكن ٱلمحطة عبر ٱلانترنيت أو غيره. ٱلمهم هو ٱلمأرب منها وأن لا تنحرف إلى ٱليسار أو إلى ٱليمين.

مؤسسة ٱبن رشد لا تطعم من جوع ولا تؤمن من خوف. وهمّها هو ما تقدمه من جآئزة كلِّ عام لمفكر أطلق فقاعة فكرية لا صلة لها بمفهوم إنسان ولا بمجتمع له. وموقعكم "الحوار المتمدن" مشروع أكبر من تلك ٱلمؤسسة بكثير. وما قدمته له هذا ٱلعام لم يكن ٱلهدف تكريمه بل هو محاولة للالتفات عليه وتطويقه.
لكن ٱلجآئزة نافعة للموقع وسبيل له لتعزيز ما يعمل عليه من فتح للسبيل للجميع ليقولوا ما يفكرون فيه ويتحاورون. وحتى ولو كان بعض ٱلحوار سباب لا خوف منه. وهناك حوارات بٱلرصاص فى ٱلعراق وفى ٱلسودان. وقد يكون مثله فى بلاد أخرى بعد حين.
مآ أكتبه على موقعكم ليس له صلة بمفاهيم ٱليسار. ومع ذلك فأنتم تكرمونى بنشركم لمآ أكتبه. وهذا ٱلموقف منكم ليس من صفة ٱليسار أىًّ كانت وجهته لطرف قومىّ أم إشتراكىّ أم دينىّ. فٱلموقع بما هو عليه من فتح للسبيل للجميع يجعله فى موقع ٱلوسط وليس فى ٱليسار. فلا تستهينوا بمفهوم ٱلوسط أيها ٱلمتمدنون ٱلمحترمون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم
ياسر الحر ( 2010 / 12 / 13 - 17:21 )
نعم سيدي نريد فظائية للجميع للشياطين و الملائكة اي للقرظاوي وشاكلته وكامل النجارومن والاه


2 - أوافقك الرأى فهل لنا مؤيدون
محمد مصطفى ( 2010 / 12 / 13 - 18:34 )
أوافقك الرأى فيما كتبته بهذا المقال وأعتقد أنه يتفق تماما مع ما كتبته فى مقالى فضائية علمانية وليست يسارية ولكن هل تعتقد أن هناك أخرون يتفقون معنا فى الرأى وكم عددهم و هل تعتقد أن ماكتبته سوف يقرأه الأخرون ؟ كم عدد من سيقرأون مقالك ؟ وكم عدد من سيوافقون على الرأى؟ وهل هذا يؤدى الى فائدة مرجوة , أنا بختصار غير متحمس لهذا الموقع ( الحوار المتمدن ) لأن كم مايكتب فيه أكثر مما يقرأ وهذا جهد ضائع فما فائدة أن تكتب ان لم يكن هناك فرصة لوصول أفكارك للأخرين , أتمنى أن أكون مخطئ فى ظنى هذا


3 - فضائية للجميع ؟
أحمد الجاويش ( 2010 / 12 / 14 - 09:29 )
السيد سمير ألا تتعارض دعوتك لمثل تلك فضائية لا يكون لها وجهة حرب مع أحد مع الحنيفية و مفاهيم إقامة العدل ونصرة المستضعف ؟ ثم إن موقع الحوار المتمدن رغم كبر حجمه وفتح أبوابه النشر أمام شتى الطوائف ( ربما للتطويق كما مؤسسة بن رشد ) إلا أنه يتبنى أجندة واضحة في تدعيم حركات الإنفصال وتقسيم المنطقة العربية مما يتفق مع الأجندة الامريكية الصهيونية في إضعاف المنطقة والإستيلاء عليها فهل لك موقف من ذالك أم أن فتح باب النشر أمامك يكفي أن يكون الموقع وسطي وساحة للذين آمنوا ؟


4 - ماذا يفعلون هؤلاء في هذا الموقع
السيدة مانية على مزدك - مهاباد ( 2010 / 12 / 14 - 21:52 )
لم افهم في الواقع دعوتك لفضائية انسانية ولكن ليست يسارية وكانك تقول ان اليسار ليس انسانيا! إن اليسار-عموما- وفلسفته اقرب الى الانسانية الحقة من اي فكر او فلسفة اخرى حيث ان اليسار يتعبر الملكية الخاصة لوسائل الانتاج سبب استحالة العدل الانساني... بهذه المباشرة والوضوح
المتداخل 3 يهاجم موقع الحوار المتمدن بسفاهة ويعتبره مسبب الحركات الانفصالية... حقا اذا لم تستح فقل ما تشاء


5 - تعليق على التعليق رقم 4
محمد مصطفى ( 2010 / 12 / 15 - 00:06 )
رغم عدم أتفاقى مع كاتب المقال فى كثير مما يكتبه ألا أننى أتفق معه فى هذا المقال , هو لم يقول أن اليسار ليس أنسانيا ولكن الفكر اليسارى يستحيل تحقيقه فى الواقع وهذا الكلام مثبت علميا فى كتب التحليل النفسى لانه فكر يجهل طبيعة الانسان وببساطة ان تحول الملكية الخاصة لوسائل الانتاج الى ملكية عامة لا يضمن العدل الانسانى أيضا بل أن هذه الملكية العامة ستكون مرتعا خصبا لمن كانوا يدعون للاشتراكية وبعد أن تحقق حلمهم ووصلوا الى السلطة فاذا بهم ينهبون ويبددون هذه الملكية والعالم يشهد العديد من هذه الامثلة ان لكل فعل رد فعل مساوى له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه وحقا قد جاء اليسار الى الوجود كرد فعل لليمين واستبداده واعتقد ان العالم الان ( ولا اقصد بالطبع العالم العربى الذى لا يدرى عن العالم شئ ) أصبح يعى هذا الامر تماما والاتجاه الان نحو تبنى المنهج العلمى العقلى فى مواجهة استبداد الانظمة وهذا واضح فى الدول التى كانت فى الماضى معقل لليسار والشيوعية أن أصرار اليساريين العرب على تبنى هذا الفكر لا يختلف عن اصرار اصحاب الفكر الدينى وكلاهما لا يستند على عقل أو منطق

اخر الافلام

.. علماء يضعون كاميرات على أسماك قرش النمر في جزر البهاما.. شاه


.. حماس تعلن عودة وفدها إلى القاهرة لاستكمال مباحثات التهدئة بـ




.. مكتب نتنياهو يصيغ خطة بشأن مستقبل غزة بعد الحرب


.. رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: الجيش يخوض حربا طويلة وهو عازم




.. مقتل 48 شخصاً على الأقل في انهيار أرضي بطريق سريع في الصين