الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة هي الحل

جورج حزبون

2010 / 12 / 13
القضية الفلسطينية


يصعب علي أحيانا أن افهم ، لماذا تكرر قيادات فلسطينية من جيل جديد حكاية (ابريق الزيت) كما يصعب إدراك مدى مسؤولية جيل مخضرم من القيادات تسعى باحثة عن بدائل للمفاوضات ضمن خيارات سلمية، وكأن الأمور مستجدة وتجربتها حديثة،فالأولون يهتمون بالدور الأمريكي وعلاقاته بإسرائيل ، وأنها منحازة وغير عادلة!!! والآخرون يضعون أجندة من سبعة نقاط / حسب التقاويم الدينية ( سبع سماوات...الخ)
إن هذا المناخ السياسي الفلسطيني يبدو عاجزان وهي مقدمة للهبوط نحو الهزيمة بمعناها المعنوي والواقعي، فالجميع يمينا ويسارا يطرح بدائل عقلانية وهادئة، في محاولة يائسة للتقدم أمام العالم بصورة حضارية، بعيدة عن الحركات الإرهابية الاسلاموية، مع محاولات جادة لوضع فوارق مع تلك الحركات لعل في ذلك ما يجعل من التعاطف سبيلا مساعدا لتحسين مركزنا التفاوضي الأمريكي الإسرائيلي.
إن أمريكا تختلف مع إسرائيل على شكل الاحتواء في الشرق الأوسط وليس على المضمون، فالطرفان واحد، يمارسان لعبة الاحتلال والاحتواء كل على طريقته ويلتقيان في خط واحد، وهو الهيمنة على العالم وتحديدا الشرق الأوسط الجديد حسب (بيرس) الذي أوضح ذلك في كتاب له قبل عدة أعوام وحسب ما أعلن بوش قبل مغادرة البيت الأبيض.
لا غرابة فيما قالته كلينتون، فهي تقول مثل ذلك في باكستان وأفغانستان والعراق، وفي كل مكان وبألفاظ مختلفة فقط، فهي مسئولة عن سياسة أمريكا الخارجية وتعمل موظفة براتب لتلك المهمة، وتدافع عن نهج بلادها التي ترى سياسة نتنياهو سياسة صديقة وربما أحيانا غير دبلوماسية، وما يجري في معسكر أصحاب النزعات الاحتلالية العدوانية للهيمنة على العالم ( أمريكا) وعلى العالم العربي (إسرائيل) هو نهج يجدون فيه مصلحة وطنية لبلادهم وللطبقة السياسية والاجتماعية التي يمثلونها.
وعلينا نحن أن تكون لدينا سياسة ونهج يمثل مصالح شعبنا ووطننا، ليس عبر استجداء الآخرين, بل عبر تمسكنا بنهجنا المتضمن مواجهة العدوان بكافة أشكال النضال، دون إلغاء أي شكل، ولكل شكل زمانه ومكانه وأسلوبه، ولا يجوز أن نلتزم بشكل أحادي..ونتعهد لخصومنا ان نعاملهم بلطف ........
وأريحية، لماذا ؟ هل خوفا أن نفقد شيئا؟ ؟ فقد فقدنا كل شيء فعليا وإذا كان هناك من يحاول البقاء بالألقاب التي وفرتها قيام السلطة، فليطمئن ، لأن إسرائيل ليست معنية بإنهاء السلطة حتى لا تحل مكانها،وتحمل أعباء حرصت طويلا على التخلص منها تحديدا زمن الانتفاضة الأولى ، ولان تلك الألقاب لا تعني شيئا أمام شعبنا وأمام الواقع، لقد دخلنا السجون وعانينا من صعوبات الحياة ولا نزال فلا باس من سنين أخرى، وإن كان ذلك ثمن النصر والأمن والحرية ،التي لا يمكن الحصول عليها بتلك ( الرزانة) الهزيلة، فعلى المحتلين أن يدركوا أننا كما قال الأحنف لمعاوية: إن السيوف التي حاربناك بها لا زالت في أغمادها، وليقال للمتابعة العربية، نحن نطالب إسنادا، ولا نطلب إشفاقا، ونحن ندافع عن الأمن القومي العربي، ولن نعود للمخاطبة بعد اليوم إلا للشارع العربي، فإما إسنادا وإما عودة للشعوب صاحبة الأمر والمصلحة والمستقبل.
لقد تغير العلم كثيرا ، وضاقت الفجوة مع إسرائيل التي تقترب من وضع جنوب إفريقيا في السبعينيات من القرن الماضي ، وتناقش مراكزها الفكرية اليوم هجرة العقول والشباب ، فلم يعد لدى إسرائيل جيل الكيبوتسات ، رغم امتلاكها قوة عسكرية تهتم بها ، لكنها لا تقنع هذه الأجيال بالعيش تحت حد السيف ، ولم تعد تستطيع الاستمرار دولة احتلال ، وعلينا إن نعيش ككيان ثوري ، ولنفصل بين الدبلوماسية والكفاح الوطني ، حتى لا يعيق احدها الأخر ، ولا نتعامل مع الأنظمة العربية كدولة ، ففي ذلك انعزال عن الشعوب العربية ومخاطبتها تمر عبر نظم لا تلزم الثورة ، كما تحرج اليوم الدولة ، ولعل الوطن العربي يحتاج الثورة ليعيد صياغة مفاهيم فقدها واتجه مع أزمات دوله تحو العزلة حتى بدا الانقسام ظاهرة عربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |