الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أساليب التزوير (1)

نصارعبدالله

2010 / 12 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


تعقيبا على مقال : " الحبر الفوسفورى " الذى نشرته فى الأسبوع قبل الماضى تلقيت رسالة من القارىء القديم والعزيز المهندس عبدالقادر متولى يسألنى فيها إن كانت لدى معلومات أخرى عن أهم الأساليب التى تتبع عادة لتزوير الإنتخابات!! ، كما يتساءل فى رسالته: " إذا كانت الإنتخابات الأخيرة مزورة بالكامل ، فلماذا جرت جولات إعادة لأعداد كبيرة من مرشحى الحزب الوطنى ، ولماذا لم تزور النتيجة لصالحهم منذ الجولة الأولى ؟؟ ، هل جولات الإعادة مجرد مسرحية للإيهام بأن هناك انتخابات حقيقية ؟؟ ثم يختتم المهندس متولى رسالته قائلا : " أنا شخصيا يصعب على تصديق أن جولات الإعادة فصل مقصود من فصول المسرحية، لكننى فى الوقت ذاته يصعب على تقبل مثل هذه النتائج أو تصور أنها نتاج انتخابات نزيهة بحال من الأحوال " ، وللصديق العزيز المهندس عبدالقادر متولى أقول: إن لدى ـ لحسن الحظ ـ قدرا من الإلمام لا بأس به بوسائل التزوير، وأبدا بالتنويه إلى أن هناك طريقة قديمة للتزوير لم يعد يستخدمها أحد للأسف ( وسوف أوضح وجه الأسف بعد قليل ) ...هذه الطريقة تتمثل فى استبدال الصناديق أثناء ـ أو عقب ـ نقلها من لجان الإقتراع إلى لجنة الفرز ، ومن أبرز من استخدموا هذه الطريقة المغفور له إسماعيل باشا صدقى فى انتخابات عام 1931التى جرت فى ظل دستور 1930 والتى فاز فيها حزب الشعب!! ، وحزب الشعب ـ لمن لا يعلم ـ حزب شديد الشبه بالحزب الوطنى الديموقراطى ، فهو ليس حزبا قام بتشكيل الحكومة ، ولكنه حزب قامت الحكومة بتشكيله ، حيث قام إسماعيل باشا صدقى بإنشاء الحزب حال كونه رئيسا للوزراء بالفعل ، وهو ما يذكرنا بما فعله المغفور له أنور السادات بعد ذلك بما يقرب من نصف القرن حين قام بإنشاء الحزب الوطنى حال كونه رئيسا للجمهورية يمتلك من الصلاحيات كل ما كان يمتلكه إسماعيل صدقى وما هو أكثر بكثير ، وقد كان من الطبيعى فى الحالتين : حالة حزب الشعب وحالة الحزب الوطى أن يجتذب إليه فورا كل الراغبين فى التمتع بجزء من مزايا السلطة الجاهزة دون تجشيم أنفسهم عناء منافسة الآخرين فى سبيل الوصول إليها، وفى حالة انتخابات 1931، فقد تم إعداد الصناديق سلفا وحشوها ببطاقات الإقتراع طبقا للنسبة المطلوبة ، وفى نفس الوقت تم تصنيع عدد مماثل من الصناديق وطباعة عدد مماثل من البطاقات الإنتخابية تم توزيعها على اللجان، ثم بعد إجراء الإنتخابات بكل ما فيها من قض وقضيض، تم نقل الصناديق إلى حيث أعدمت محتوياتها!! ، وبدأ فرز الصناديق سابقة التجهيز، لكى تعلن على الملأ نتائج الإنتخابات وهى فوز حزب الشعب وحده بنسبة 68% من مقاعد البرلمان، بينما تقاسمت باقى الأحزاب الأخرى ما تبقى من المقاعد !! مع ملاحظة أن ما حصل عليه حزب الشعب أكبر مما يحتاج إليه إسماعيل صدقى لكى يمرر منفردا سائر التشريعات التى يريدها ، وهذه الطريقة التى اتبعها إسماعيل صدقى فى التزوير على المستوى المركزى تتسم بميزة معينة تفتقر إليها أغلب عمليات التزوير التى جرت فيما بعد على مستوى محلى وشاركت فيها قوى وعناصر حكومية وغير حكومية تتمثل مهممتها الأساسية فى العمل بكل الوسائل الممكنة على زيادة نسبة التصويت لصالح أحزاب أو شخصيات معينة فى كل لجنة من اللجان على حدة بحيث تجىء النتيجة أعلى من الحقيقة الواقعية ، .فإذا عدنا إلى الطريقة التى اتبعها إسماعيل صدقى وجدنا أن لها ميزة واضحة تتمثل فى أنها تستطيع أن تحدد سلفا نسبة النجاح المطلوب على مستوى الدولة ككل، أما التزوير على المستوى المحلى، سواء تم بمبادرات طوعية أويتوجيهات من مستويات أعلى ، فإن كل مجموعة من العناصر المشاركة فى التزوير على مستوى كل لجنة يتركز مجهودها على تلك اللجنة وحدها ، وهو ما قد يؤدى فى النهاية إلى نسبة من النجاح على مستوى الدولة تتجاوز حتى ما خططت له المستويات العليا التى يهمها فوز حزب معين أو شخصيات معينة، مما قد يسبب لها قدرا من الحرج الذى ربما ما كانت تحب أن تجد نفسها فيه، وللحديث بقية
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على حلبة فورمولا 1.. علماء يستبدلون السائقين بالذكاء الاصطنا


.. حرب غزة.. الكشف عن نقطة خلاف أساسية بين خطة بايدن والمقترح ا




.. اجتماع مصري أميركي إسرائيلي في القاهرة اليوم لبحث إعادة تشغي


.. زيلينسكي يتهم الصين بالضغط على الدول الأخرى لعدم حضور قمة ال




.. أضرار بمول تجاري في كريات شمونة بالجليل نتيجة سقوط صاروخ أطل