الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سلام عبود في روايته السادسة - زهرة الرازقي

سناء الموصلي

2004 / 9 / 22
الادب والفن


لماذا إختار سلام عبود هذه الاسم لروايته السادسة؟ وماذا يريد أن يقول لقرّائه من خلالها؟ وهل صدور هذه الرواية مناسب في هذا الوقت الذي يمر به العراق؟ هذا وغيره من الأسئلة تدور في ذهن القارئ حين يبدأ بتصفح هذه الرواية التي تدور أحداثها في بداية ستينات القرن الماضي؟ إنه الرجوع بالذاكرة لأيام الصبا في مدينة العمارة الجنوبية التي كغيرها من المدن العراقية عاشت معمعات وتقلبات الأحداث السياسية أيام إنقلاب 8 شباط الأسود وذهاب المئات من الضحايا الأبرياء من شعبنا العراقي. يطرح سلام عبود على لسان بطل قصته الذي لايريد أن يفصح عن اسمه تطور الأحداث في أواخر حكم الزعيم عبد الكريم قاسم سنة 1962 ومروراً بإنقلاب 14 رمضان (عروس الثورات كما كان يحلو تسميتها من قبل البعثيين)) 1963. يصور لنا سلام مجتمع مدينته من خلال عدسة آلة تصويره كل ما يدور في بيوتها وأحيائها ومدارسها وشوارعها وحتى في بساتينها التي تشكل مسرح لأحداث روايته وعلاقات الحب والغرام والعلاقات الإجتماعية في ستينات القرن الماضي. يصور لنا الحياة العراقية بكل حلوها ومرها وأحداثها الدرامية والكوميدية من خلال أبطال روايته مثل علوكي وشهاب ورزاق وسعدية وكفاية ورباب وفريال وجميل الجراح والمعلم زهرون وعبد الواحد وسليم السامرائي وأبو الهلاهل وغيرهم الذين يعكسون نماذج حية من المجتمع العراقي.
نظر سلام عبود وحلل الأحداث والعلاقات الإنسانية عبر أشخاص روايته في المدرسة والبيت والشارع والزقاق والسوق وغيرها من الأماكن التي تطرح نفسها مسرحاً لما يدور في الحياة اليومية الاعتيادية وغير الاعتيادية. صور لنا التلميذ والمعلم في المدرسة والعلاقة بينهما ، صور لنا الزوجة والزوج وما يدور بينهما من خصام وعراك وندب حظ الزوجة التي وقعت أسيرة في يد رجل لايرحم، صور لنا علاقات الحب والغرام والهيام بين الحبيبة وحبيبها، صور لنا المجرمون الطائشون قي أهوار العمارة وقتل صياد السمك فعل أخ خصاف الأزيرجاوي على يد مجرمين عتاة ، صور لنا الحرس القومي أيام 1963 وما فعله من جرائم واغتصاب واعتقال الناس الأبرياء بشكل فكاهي مرة ومحزن وجدي مرة أخرى حسب ما يجري في الحياة اليومية لمنظمة شوفينية عسكرية والعلاقات البريئة وغير البريئة بينهم، صور لنا الحياة السياسية أيام الزعيم الأوحد قاسم والصراع على السلطة بين القوميين والبعثيين والشيوعيين، صور لنا إيمان الناس بالأساطير الدينية والروحية وحكايات الجن والعفاريت وزيارة الأئمة والأولياء الصالحين.
لقد نجح سلام عبود في سرد الحكايات الشعبية على لسان أبطال روايته الذين لايتوانون عن سبر غور رحلاتهم الأسطورية بين العالمين السفلي والعلوي؛ أنهم أنس وجن بحق وحقيق.
صور لنا مدينة يتألف سكانها من عدة قوميات وملل ونحل وينتمون لعدة فرق ومذاهب دينية يعج بها مجتمعنا كغيره من سائر المجتمعات الشرق أوسطية. لقد وثّق سلام عبود في روايته "زهرة الرازقي" مرحلة تاريخية قَلّما نجدها عند كتاب روايات آخرين. ومن هنا يكتسب عمله هذا كل الثناء والإحترام لما يقدمه من خدمة للقارئ العربي في الرجوع إليه ليس كمصدر علمي فقط ولكن كعمل يعكس فترة تاريخية مهمة في عراقنا الحبيب على شكل رواية تشد القارئ إليها من أول صفحة فيها إلى النهاية الحزينة لعلوكي وكفاية في الصفحة الأخيرة منها. أنها رواية تستحق القراءة والتقدير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا