الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوسن بدر..الملكة المتواضعة

صفية النجار

2010 / 12 / 14
الادب والفن


صاحبة الوجه الهارب من فوق جدران معبد فرعوني, بشعرها الأسود وعينيها العميقتين.بقوامها الممشوق في عزة وتواضع تتقدم متهادية واثقة ,مثل سيدة على وشك تتويجها ملكة..تحتضن تاجها وترفعه عاليا لتهدي تلك اللحظة رائعة الحميمية لأبنائها, صائحة في فرح غامر مختلط بدموع النجاح,ياأولادي كنتم تسألونني أين أتأخر وأغيب..أنا كنت باجيب دي-مشيرة إلى شهادة التكريم-التي منحها اياها مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الرابعة والثلاثين كأفضل ممثلة...

مايميز سوسن بدر أنها لاتقيس أدوارها بالمازورة ولاتزنه بالكيلو, ولاتلقي بالا إلى مساحة الوقت الذي تظهر فيه على الشاشة, إنها تعشق أدوارها وتعايشها, طريقة وترتيب اسمها على الشاشة ليس مايشغل بالها, فكثيرات احتكرن الشاشة عقودا وبألقاب تفنن النقاد في إطلاقها..وذهبن مع الريح..,أدوار مكررة وأداء رتيب , نفس الأداء ,نفس طبقة الصوت . الانفعالات ذاتها برغم اختلاف الأدوار, مؤكد أن هناك حالات متميزة شكلت علامات في تاريخ الفن السابع, إلا أن سوسن بدر تنتمي الى مدرسة المعايشة , تعطيك احساسا بأنها هاوية على الدوام, باحثة عن الاختلاف, وتلك النوعية من الممثلين يرى فيهم ستانسلافسكي أداة طيعة للإبداع تتشكل وفق الحالة المطلوبة بعكس أولئك الحرفيين الذين يستدعون الشخصيات من دون ان يدركوا الفارق الرهيب في تفاصيل الحياة التي تجعلني أضحك بطريقتي وأبكي وأفرح وأغضب بطريقتي التي لايشبهني فيها أحد , ويقع عتاة الممثلين في مطب التكرار نتيجة حرفيتهم فيمارسون في الأداء ذات ردود الأفعال بذات الطريقة, مهما تعددت الأدوار واختلفت الظروف.,

يكمن تميز سوسن بدر في اختلاف أدوارها شكلا وموضوعا , ولعلنا من مواقع المتفرجين نرى في أدوارها الأخيرة نقلة نوعية ليس في أداءها فحسب بل في نوعية الأعمال التي شاركت فيها باعتبارها موضوعات فيها جرأة وتحدي, جرأة من صنّاع تلك الأعمال باعتبارها ظهرت في مرحلة تسود فيها الأعمال الكوميدية التي يقع العبء الأكبر فيها على نجوم الكوميديا والذين يشكل مجرد تواجدهم في العمل ضمانة لما يسمى بالايرادات , إما كوميديا وإما "أكشن " أو مايسمى بأفلام الحركة , والنوعين لهما نجومهما , ,,فيما عدا ذلك هناك مخرج شباك واحد, هو خالد يوسف , وهذه حالة فريدة لايهتم فيها عشاق السينما بنجوم االعمل قدر اهتمامهم بصانعه الذي أثبت أنه صاحب وجهة نظر.,,وسط هذه الأجواء كان هناك عملان شجاعان بصرف النظر عن اختلاف وجهات النظر بين النقاد في رؤيتهما , هذا ن العملان هما..إحكي ياشهرزاد وشاركت فيه سوسن بدر مع منى زكي..وتناول عدة نماذج من النساء وكانت فيه سوسن بدر أكثر من رائعة..وفيلم الفرح مع الرائع خالد الصاوي
دور لابد من مشاهدته لمن أراد معرفة قدرات هذه الممثلة. .هي الراقصة درجة عاشرة , راقصة الأفراح التي تصعد الى خشبة المسرح في الفرح الوهمي الذي نصبه البطل " خالد الصاوي" وآثار الضرب والكدمات على وجهها وجسدها إثر علقة ساخنة من البطل لامتناعها عن الرقص بعد أن اتخذت قرارا في تلك اللحظة بهجرة هذا الكار ...

رحلة طويلة امتدت لأكثر من ثلاثين عاما بدأتها سوسن بدر بأدوار الفتاة الطيبة المكافحة في كل من مسلسل احلام الفتى الطائر وفيلم سلام ياصاحبي امام الأستاذين عادل إمام و سعيد صالح,, وانتهاءا بدور المرأة المحبة المطعونة في كبرياءها وتسعى للإنتقام في مسلسل الرحايا أمام الأستاذ نور الشريف ,,

سوسن بدر , أداء محترف بعقلية هاوية, ننتظر منها ماهو أكثر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب