الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شمر بخير ما يعوزها غير الخام والطعام

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 12 / 14
كتابات ساخرة


بعد تحرير أو احتلال العراق...لا أدري فالفرق بينهما كنسيج العنكبوت،كنا نتوقع الخير الكثير،فالخلاص من الدكتاتورية حلم لم يتوقعه الكثيرون،وخصوصا المتشائمون،أما المتفائلون فقد كان لأحلامهم الوردية صداها في التاسع من نيسان،وكنا نتوقع من قادة العراق الجديد،والقادمين من بلدان العالم الحرـ كما يقولون ـوالذين نعموا بالديموقراطية وحقوق الإنسان،أن تكون عقلياتهم بمستويات لا ترقى إليها عقلياتنا المشبعة بنيكوتين الاستبداد والتسلط والحكم الفردي،ولكن حساب الحقل ليس كحساب البيد ر ،فقد كان بعض القادمين من الخارج دكتاتوريين حتى النخاع،وربما أكثر دكتاتورية من صناع الدكتاتورية في مختلف العصور والأزمان،فقد أصبحت لغة البنادق،والعيارات النارية،لغة الشارع السياسي،بدلا من الحوار الهادي الرصين،وأخذ هؤلاء يتكلمون بلغة نارية دونها النازية الهتلرية،وأصبحنا نحن أبناء الحروب والمعارك،والذين تعلمت أيدينا على اللعب بالنار،وألفت آذاننا أزيز الرصاص وانفلاق القنابل،بمنتهى الشفافية والموضوعية،وأساتذة في الحوار المتمدن،في الوقت الذي أصبح فيه السلاح سيد الموقف،والفيصل في حل الخلافات،ولا أدري ما الذي تعلمه هؤلاء من ثقافة الخارج،وما أضافوه لثقافة الداخل،فالكثيرون منهم لا يعرفون الإنكليزية أو الفرنسية والألمانية،رغم أنهم على ما يدعون حائزين على أعلا الشهادات العلمية من كامبردج والسور بون وأكسفورد،ويحتاجون لمن يترجم لهم ما يقوله الضيف الأجنبي،فأذا كانوا يجهلون لغة تلك الشعوب،ولم يكتسبوا ثقافتها،فهم مثلنا من العرب العاربة،وعليهم أن يتكلموا بلغة نفهمها،وثقافة لا نجهلها،وأن لا يرفعوا رؤوسهم على من في الداخل،لأننا في الهوى سوا،.
لقد كان الفساد المالي والإداري،سمة للعاملين في دوائر الدولة،بسبب تدني الرواتب،وقلة الأجور،وارتفاع الأسعار،أبان الحقبة الصدامية،واليوم زادت الرواتب عشرات الأضعاف،يقابلها مئات الأضعاف من الفساد المالي،ولا أدري كيف أضطردت النسبة بهذه الصورة،ولعل ذلك بفضل اقتصاد السوق،أو الرأسمالية أو العولمة،وغيرها من الصور الباهتة للماضي المهزوز للإمبريالية العالمية،التي تجدد من أصباغها وألوانها كلما رث قديم.لقد أصبح الفساد المالي سمة العراق الجديد،وبعد أن كانت سلطة القرية هي المدنسة بالمال الحرام،أصبح الأكثر ون والحمد لله حاسرين اللثام عن سرقاتهم،وربما يفاخرون أيهم يستطيع سرقة الأكثر،وها هي أموال إعادة الأعمار تذهب للجيوب الجديدة،وها هي الحسابات والأرصدة تملأ البنوك العربية والأجنبية،وهاهم أبناء العراق النشامى يشترون القصور والفلل الفاخرة في العواصم العربية والعالمية،وقد أزكمت روائح سرقاتهم الأنوف،ألأجل هذا ناضل المناضلون،وحاربوا الدكتاتوريات والأنظمة العفنة،وكافحوا ضد الفساد والمحسوبية والمنسوبية،لبناء العراق الجديد الخالي من الاستغلال والفساد.لتقر عيون الشهداء وهم يرون بلدهم الذي ناضلوا من أجله رهين الأيادي العابثة والمدنسة بالمال الحرام...قاطعني سوادي الناطور وقد تحشرج صوته(هم رديتنه عالفساد والفاسدين،هي هاي القوانه تخلص،هاي آني بآخر العمر وشفت هواي حكومات ،من وكت الأنكليز لليوم،وأحنه ذاك الطاس وذاك الحمام، وياهو اليلزم الدف يگوم يغني،يوم العبود ويوم لبو فرهود،وطايحه براس المگرود،بس كريم قاسم خلص عمره ،السماء والطارق،لا بيت ولا سبيت،حتى بيت أبوه سواه مدرسه بالصويره،وطول عمره لابس الخاكي،وياكل بالمطاعم،ولا حسبالك زعيم العراق،ومثل ما يسموه أخوتنه....الدكتاتور الأرعن،وما شفنه لا گبله ولا وراه السوه سوايته،وظلت صفحته بيضه،واليوم لو نشدت الوادم شحصلتوا من العراق الجديد،يگولون ما حصلنه غير الأرهاب والفساد،وحرامي العام هوه حرامي السنه،والشاص شاص والحمل حمل،وما قبضنه غير الهوه،لن شوفة عينك اليحچوه بالليل ينسوه بالنهار،وأحنه طايحين بين حافرها والنعل،يگولون..فرحان باشا شيخ شمر،چان ينطي لرجاله كل سنه اللي يعوزهم من الخام والطعام،ويوم من الأيام چان گاعد بالديوان طب عليه واحد من العشيرة،جاي من مكان بعيد،نشده الشيخ:شلون حالكم يخوي؟ گاله يمحفوظ شمر بخير ما يعوزه غير الخام والطعام...!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اليوم العراقيين عايزين كل شئ
علي الشمري ( 2010 / 12 / 14 - 20:50 )
الاخ أبا زاهد المحترم
ان العلاقة بين زيادة الرواتب وزيادة الفساد هي علاقة طردية,وبما أنك ضعيف في علم الرياضيات فسوف لم تتمكن ان تفك شفرتها ,وعليك ان تدخل خصوصي في درس الرياضيات,لان عمليات النهب اصبحت ارقامها فلكية لا تتمكن من الالمام بها,أما بخصوص شمرالامس وأحتياجهم من الخام والطعام,فاليوم أشد سوءا حيث انهم بحاجة الى كل شئ وخصوصا الحرية التي غلا ثمنها وقل وجودها,وهم يتطلعون الى فجر يوم الخلاص أسوة باخوانهم العراقيين.
تقبل تحياتي ,


2 - الاخ العزيز محمد علي
ناصر عجمايا ( 2010 / 12 / 15 - 03:01 )
الجماعة تعلموا ودرسوا اساليب جديدة تفوق استاذهم الدكتاتوري الصدامي السابق
لذا هم اساتذه النهب والسلب والفساد في العصر الجديد بلا شفافية ولا نزاهة على مستوى حكومي متكامل ، ليتحول العراق من بلد الفرهود الاحادي الجانب الى بلد فرهود بالملايين وليس بالالاف ، والوطنيين والنزيهين لا وجود لهم ، في عراق اليوم لعصر جديد ، هم اساتذه الففساد والرشاوى ماليا واداريا ، كخيوط العنكبوت التي لا يمكن حلها ، ولا حسابها الا بهدم تلك البيوت قبل استحدات اليرقة ومن ثم العكبوت القاتل ، هؤلاء الحكام الجدد ، عنكبوت قاتل للشعب وللوطن
دمت ودام قلك ايها العزيز


3 - المن تشكون اخان ؟؟
يوسف يعقوب الو ( 2010 / 12 / 15 - 05:42 )
اكو مثل وكلنا نعرفه زين واشتهر هوايا بعد سقوط الدكتاتورية لأن كام ينكال بالمباشر والقلم العريض ويسمعوه ويقروه كل ابناء شعبنا وكبلهم اصحاب الكراسي والحرامية واصحاب العمايم اللي اتضم جواها ابشع طرق التخويف والتخلف !!!!! اخواني المثل هو ( ان لم تستحي فأفعل ما شئت ) واعتقد ان الفكرة وصلت .... بس كبل ما وصلتلكم اكيد واصلة للي يغضون الطرف عنها بس ميدرون هذولا راح ينطبق براسهم مثل ثاني وهو ( ما طار طير وارتفع الا كما طار وقع ) بعدين راح يعضون وحدة ويسيبون اللخ ومتفيد ويظهر انو اللي صار بالدكتاتور الأكبر مستفادوا منه والفلوس وملاذ الدنيا عمت كلوبهم ورجعوا العراق وشعبه للتخلف والحرمان والتشرد لكن يضل شعبنا هو الأقوى شكد ما يحاولون يضعفونه لأن شعبنا هو شعب تموز14 وشعب المناضلين فهد وحازم وصارم وسلام وسعدون والقاسم وغيرهم فبالتأكيد راح يجيلهم يوم وهو قريب طبعا وما يحسون والا هم بأسفل السافلين واحدهم يشفع للآخر تقبلوا تحياتي


4 - شمر دومهم بخير
مارا الصفار ( 2010 / 12 / 15 - 11:59 )
الله وكيلك ......حرامية اليوم هم انفسهم حرامية الامس
الوجوه تغيرت واصبح اثر الصلاة والتقوى واضحة كبقعة ظلماء في الجبين ..... وزادت المحابس الفضية من الايمان الشئ الكثير .... بل ستدخل صاحبها الجنة بإذنه تعالى
والملابس تبدل لونها من الخاكي الى الدشداشة الطويلة
وتحولت السرقات من (من اجل الحزب والثورة) الى ( في سبيل الله وكرامة لوجه ابا عبد الله)

بعد شمر شنو يريدون اكثر من هذا الخير ؟؟؟؟؟؟؟


5 - رد1
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 15 - 13:12 )
الأخ علي الشمري
ما بين حانه ومانه ضاعت لحانه وصدقت جدتي في أمثالها حيث يبدو أن طبخة اليوم أكبر من المتوقع فالتصريحات المنشورة تشير الى أن الحكومة القادمة أكثر نزاهة من سابقتها فقد صرح القيادي البعثي حسن العلوي أن القائمة العراقية وزعت وزاراتها على المحاسيب والأقارب وهناك من قال أنها تباع في الأردن حسب أهميتها مما يعني أن الجماعة تقاسموها بيناتهم وقرة عيون العراقيين بأختياراتهم الموفقة


6 - رد2
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 15 - 13:16 )
العزيز ناصر عجمايا
نعم كما بينت لا فرق الا ان الجلال تبدل وما يجري حاليا أكثر سوءا من العهد المقبور وقد تطول المعاناة ولا حل في المستقبل فأن القوى المهيمنة -عضت- السلطة بأسنانها ولن تعطيها الا بسيول من الدماء لأن ما حصلوا عليه من أموال وأمتيازات لم يحلموا بها يوما لذلك ستكون الأعوام المقبلة أكثر خيرا وجهزوا أنفسكم للخير القادم فالحريات المصانة حسب الدستور لأن الاحزاب الديمقراطية العراقية تؤمن بالديمقراطية للكشر والى خمسون عام قادم في ظل هؤلاء


7 - رد3
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 15 - 13:23 )
الأخ يوسف يعقوب
وكم أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
لقد بينا طبيعة هؤلاء والمستقبل الزاهي الذي ينتظر العراقيين في ظل حكمهم الكريم ولكن ما من سميع وها هي الأيام تثبت وتكشف صحة ما قلنا فما العمل هل نسكت أم نقول الحقيقة وهل هناك من يسمع الحقيقة أو يسير خلفاها أم أن الأمور سائرة بهذا الطريق وأن القيادة السياسية للحزب والثورة سنتذوق مرارتها لعقود قادمة ..لعل الناس تعي وتحاول التغيير


8 - رد4
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 15 - 13:23 )
نعم لا فرق بين الماضي والحاضر سوى أن السرقة السابقة أطرت بأطار الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة والبعث طريقنا واليوم أضيفت عليها أثواب يتبرء الأسلام منها وأصبح الأسلام طريقنا بدلا من البعث وهم ذات اللصوص السابقين نزعوا الزيتوني وأرتدوا الأسود وسيلبسون الأحمر اذا حكم الأحمر فهم مثل الطماطة لكل شي ترهم وأعوام قادمة مليئة بالممنوعات وكل عام هجري ونحن بخير


9 - أرجوكم لا تجيبون طاري كريّم بعد
عبدالله الداخل ( 2010 / 12 / 15 - 17:29 )
أبو زاهد مسّاك الله بالخير

هذا كريّم لا تجيب طاريّه بعد أخوك. ليش انت ما تعرف كل الدكَايكَـ من جوّه راسه؟ نزاهته من الناحية المالية ما تبرر سوالفه ودسايسه من جوّه ليجوّه، ولا الطركَاعة الجبيرة وكل المصايب الطاحت علينه من وراه. جان كل هاي (ولا الأكبر منها) ما صارت؛ ليش نظل ننظر لنزاهته ونبالغ بيهه من وجهة نظر عجيبة: والله شنو؟ إي .. جان عنده بالبنك من مات سبع مية فلس. شنو؟ جنـّه نريده يبوكَـ؟ مثل الجانوا كَبله؟ يا نزاهة هاي اللي في وقتها عزل القضية الجبيرة عن الشعب وكَال هذي مالتي لأن -آني فجّرتها-! بزمان ابن كيفية جان مئات من خيرة أبناء العراق موقوفين ومحكومين، من اللي جانوا هم صانعي تاريخ العراق الحديث وعشرات منهم محكومين بالإعدام وحتى من الناس البسطاء، اللي جان بالخطأ يكَول -جيبه ليلو- جان يروح لبو زعبل، هاي كلها نسيناها؟ ومن أجوا البعثيين بتوجيه من السفارة البريطانية لكَوا كل شي حاضر محضّر وما جان عليهم بس تطويق المحلات الفقيرة والتعذيب وتنفيذ أحكام الاعدام. ليش هوّه ما جان محسّب هالحساب، لو بس جان يعرف يكًول تره يطشرونـّه شذر مذر؟
يتبع


10 - تتمة
عبدالله الداخل ( 2010 / 12 / 15 - 18:01 )
ليش هوّه ما جان محسّب هالحساب، لو بس جان يعرف يكًول تره يطشرونـّه شذر مذر؟ أشو من كَال أبو كَاطع (آنه سمعته بذني هاي) ينتقد جهاز الدولة الفاسد بالاذاعة سنة تسعة وخمسين (المْطـَيْ مْطـَيْنه بس جْلـَيْله مبدَّل) فصله من الاذاعة وذبّه جوّه.
يعني هو مفهوم النزاهة عام ، مو خاص، وأنا أربطه بالسلوك والتفكير الوطني السليم؛
هسه شكَد كَاعدين يحاولون يبيضون صفحة نوري السعيد؟ كل واحد لازمله جلاّية ويفرك، شي بالتلفزيون، بالتمثيليات، شي بالصحف أما بالإنترنت خوب خليهم على يمناك وانت تعرفهم مثل ما يعرفهم جاسم المطير ويجيبهم بخويطهم، هم فادهم شي؟ مستحيل، نوري السعيد هوّه هوّه
هذا الحجي (كَولتهم) ماينفـّه، والخلاصة: كَبل جنت أكَول ماكو شي إسمه بورجوازية وطنية، هذا كلاو، وهسه أريد أضيف شي أكبر (هـَمْ كلمتين) بس ما ينطيني كَلبي!؛

على كل أنا عيني ع الوطن مو بس كلما أتذكر شي إله علاقة بالعراق، لأنه هو -الشي- الوحيد اللي أتذكّره بعد عشرات السنين، وأنتظر شيئاً من عطره يهب مع نسيم الذكريات.

كل ما أمر عَ الدرب
عيني على الباب
أنتظر نسمة تهب
من عطر الأحباب

تحياتي الصادقة


11 - رد6
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 15 - 18:55 )

الأخ عبد الرحمن الداخل
تحياتي لك
ما طرحته من أمور وتفاصيل فيها الكثير من الوجاهة ولعلها من الأسباب التي جائت بهؤلاء وقبلهم البعثيين الى السلطة ولأن الموضوع يتعلق بالنزاهة ذكرنا نزاهة عبد الكريم قاسم لأنه على رأي حتى أعدائه كان نزيها وفي عهده فتحت أفاق واسعة للفقراء وعاشوا في حال أفضل رغم أن سياسته خالطها الكثير من الأخفاق

اخر الافلام

.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال


.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما




.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم


.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا




.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور