الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يتجه مستقبل العراق نحو التقسيم

علي الشمري

2010 / 12 / 14
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


((هل يتجه مستقبل العراق نحو التقسيم؟؟))
بعد انتهاء حرب الخليج الثانية(غزو الكويت)وفرض الحصار الاقتصادي الجائر على شعبه,ووضع العراق تحت طائلة البند السابع وبموجب اتفاقية خيمة صفوان أصبح العراق بلدا دون سيادة,بلد تحت الوصاية الأمريكية وتتحكم فيه متى تشاء وشعبه وأمواله كلها مرتهنة للإرادة الأمريكية ,وكذلك وضعت الحماية الدولية لإقليم كردستان العراق ,تحت مسمى خطوط العرض ,لكن تلك الخطوط أهملت في القسم الجنوبي من العراق ,كل هذا مقابل بقاء الطاغية على كرسيه ليشبع العراقيين جوعا ومذلة وقهرا وقتلا وسجون وتعذيب ومقابر جماعية,وهذا متفق عليه مع الجانب الأمريكي لتطويع العراقيين مستقبلا بأي نظام يفرض عليهم ,في تلك الفترة (في نهاية التسعينات )من القرن الماضي أشاع الإعلام ألصدامي بأن هناك فكرة لدى القائد الضرورة لتقسيم العراق الى ثلاث أقاليم ,أقليم شمالي يحكمه نجله قصي,وإقليم الوسط ويكون تحت أمرة الطاغية,وإقليم الجنوب ويكون تحت أمرة نجله عدي,الإعلام الصدامي كان معروف عن فبركاته وأكاذيبه وتضليله للرأي العام ,فكان الغرض من بث هذه الإشاعة لمعرفة ردود أفعال المواطنين العراقيين لهكذا مشروع ,لكن الحقيقة التي كان يخفيها الإعلام الصدامي هي التهيأة لفكرة أمريكية لتقسيم العراق الى ثلاث أقاليم ,أقليم كردستان للكرد,وإقليم المنطقة الغربية مع قسم من مناطق وسط ا لعراق للسنة,وباقي مناطق الوسط مع مناطق الجنوب لتكوين أقليم الشيعة,
دارت الأيام وانتهت الورقة الصدامية وتم ازالتها من اللعبة,وأحتل العراق من قبل
أمريكا وقوات التحالف ,تحت عنوان جديد هو تصدير الديمقراطية للعراق ومنه تصدر الى الشرق الاوسط الكبير,وعلى غرار تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية الى العراق ومنه الى باقي البلدان في الشرق الأوسط ودول الخليج,.
فهل يصدق العراقيون أمريكا التي دمرت باحتلالها كل شئ في العراق ولم تعطي شيئا يذكر للعراقيين,أن تجلب لهم الديمقراطيةالحقة؟هل سلمت مقاليد السلطة الى من يؤمنوا بالديمقراطية حقا ؟أنها أبتدات بتنفيذ مشروعها القديم الجديد عبر مراحل عدة؟فهي أول الاحتلال من همشت وأبعدت السنة من مراكز القرار عبر تسليمها الأمور الى الأحزاب الطائفية الشيعية,ومن ثم آخذت تطالب بضرورة مشاركة شريحة السنة في العملية السياسية,لتزيد التناحرات السياسية بين المكون العراقي وتصل به الى الحالة المستعصية الحل ,لكي تطرح من جديد مشروع بايدن التقسيمي على الطاولة ,المرحلة اللاحقة والتي تجسدت معالمها في الانتخابات البرلمانية الاخيرة والتي تم من خلالها أبعاد وتهميش القوى الوطنية اعن العملية السياسية لان وجددها يعرقل تنفيذ المشروع الأمريكي للتقسيم ,كون القوى الوطنية هي الوحيدة المؤمنة بوحدة العراق أرضا وشعبا وقدمت الكثير من التضحيات خلال مسيرتها النضالية من أجل ذلك ,وبهذا تكون أمريكا قد قدمت خدمة لأحزاب الإسلام السياسي التي تبارت كلها وبسرعة للبصم لبوش بالعشرة في البيت الأبيض وعاهدته على تنفيذ كل ما يطلب منها مقابل بقائها في مواقعها السيادية,فاليوم نجد أحزاب الإسلام السياسي تتبع نهج صدام ذاته في قهر وأذلال العراقيين من اجل ان يوافقوا على الصيغ التي يريدون طرحها مستقبلا ,ويكون العراقيين لا مناص لهم غير القبول بها كأمر واقع. أطراف من الأحزاب الشيعية الطائفية تنادي منذ التغيير ولحد الآن بضرورة أقامة أقليم الوسط والجنوب للشيعة,الأكراد ومن خلال مؤتمرهم الثالث عشر للحزب الكردستاني العراق أعلن وبكل وضوح وصراحة أحقية الأكراد في تقرير مصيرهم ,على الرغم من إن الدستور العراقي لم يتضمن من بين فقراته أي أشارة الى حق المكونات العراقية في تقريرمصيرها؟فلو فرضنا جدلا أن الدستور العراق قد نص على ذلك ,ففي هذه الحالة يكون من الملزم للإخوة المسيحيين أن يقرروا مصيرهم ,وكذلك التركمان والشبك والايزيدية والأرمن ,والكلدواأشوريين والصابئة ,ان الأزمة السياسية التي يمر بها العراق اليوم ومنذ أكثر من ثمانية أشهر دون تشكيل حكومة وانشغال أطراف العملية السياسية في صراعاتهم وتجاذباتهم نحو مراكز النفوذ والسيطرة ,ما هو الا دليل أخر لطرح مشروع التقسيم من جديد عند فشل الأطراف السياسية في تشكيل حكومة.,أن ما نسمع عنه عن زيادة الوزارات العراقية واستحداث مراكز رئاسية جديدة ما هو الا مؤشر على خلل فاضح بالعملية السياسية برمتها والراعين لها.اليوم نسمع ان دولة القانون قد رفض ورقة مسودة القرار الخاص بأستحداث المركز الوطني للسياسات التي عرضت على مجلس النواب للتصويت عليها ,وأن هناك صراع مرير على الوزارات السيادية والمناصب القيادية في الرئاسات الثلاث,وهناك تعطيل لإقرار الميزانية التشغيلية للسنة الجديدة القادمة ,هناك تعطيل وتأجيل للبت في موضوع الدرجات الوظيفية المؤجلة من دورة البرلمان السابق ,وجموع الخريجين منذ سنوات تعاني من البطالة وقلة فرص العمل؟ووو الكثير ...
أن أحزاب الإسلام السياسي(أحزاب شيوخ الفتاوي)أهملوا كل شئ وبدأت فتاويهم تنهال على رؤوس العراقيين ,فاليوم أفتوا بالتحريم,وغدا بالتكفير والتجريم ,ومستقبلا سيفتون لا محالة بضرورة التقسيم..
فالراعي الأمريكي متوثب لطرح مشروعه وتنفيذه على ارض الواقع من جديد في حال فشل الاتفاق بين الكتل على تشكيل حكومة الترضية,وهو له دور فعال لتأزيم الأمور وعرقلة الا
طراف على الاتفاق من خلال وضع الحواجز والعثرات في طريقهم ,وأخرها إطلاق صافرة الإنذار النهائي من خلال دعوة الأكراد في مؤتمرهم وبحضور جميع أطراف العملية السياسية ,بحقهم في تقرير المصير وأنشاء أقليمهم الحلم,,,,
فهل ستكون دعوتهم هذه البداية للمشروع الأمريكي التقسيمي للعراق؟؟؟؟؟؟؟؟بعد ان بدأت أحزاب الإسلام السياسي بتنفيذ ما متفق عليه مع أسيادهم الأمريكان بخرق الدستور والتضييق على الحريات العامة والخاصة التي كفلها لهم ,من خلال أصدارهم قرارات جائرة وديكتاتورية ,تمهيدا لفرض قرارات اشد جورا وقسوة بدأت ملامحها تلوح في الافق ألا وهي قرارات التقسيم للقبول بها كأمر واقع....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احتمال
مازن البلداوي ( 2010 / 12 / 14 - 18:50 )
الأخ العزيز علي

احتمال كبير ان يتجه هكذا،لأني ومنذ فترة ليست بالقصيرة ارى ان استحداث المشاكل غير المبررة يهدف للوصول الى نقطة ما؟ ماهي.....لعلها التقسيم،ومالم تتخذ المنظمات الديمقراطية والليبرالية خطوات واسعة، فلا راد له.

تحياتي


2 - وارد جدا
علي الشمري ( 2010 / 12 / 14 - 20:23 )
الاخ مازن البلداوي المحترم
أن احزاب الاسلام السياسي الشيعيةتمويلها وولائها لايران وليس للوطن ,وهذا لا يختلف عليه أثنان من العقلاء,أيران لها أطماع تاريخية في العراق وخصوصا بالمدن المقدسة ودوما تدعي ان تبرعات حوزة قم هي من بنت المدن المقدسة,المرجعية الدينية مذهبيا وطائفيا تتعاطف مع ايران.من هذا نجد أن المحصلة النهائية تتوجب ان يكون أقليم شيعي يحكم ويدار من قبل أيران ,كما تدار العملية السياسية الان من قبلها,عزيزي مازن .كما تعلم أن للسياسة وجهان وجه معلن ووجه خفي ,,فأذا كان الوجه المعلن مقنع ,فكيف سيكون الوجه الخفي ,؟؟؟؟الله يستر
تقبل تحياتي ,


3 - لا خوف من التقسيم
عدنان الداوودي ( 2010 / 12 / 15 - 15:46 )
تحياتى للاخ علي ............
اخى لا داعي للقلق من تقسيم العراق فهي اتية سوى ان رضينا ام ابينا الحقيقة هي ان البريطانيين اخطائوا حين الصقوا كردستان بالعراق في القرن الماضي و التاريخ الماضي بسنواته الثمانين اثبتت بان كردستان لقمة اكبر من فم العراق ولا يستطيع من ابتلاعها و الافضل لي و لك من انم تقوم العراق برمي تلك اللقمة الغير سائغة اصلا من فمها و ترتاح و نرتاح , و الا ماذا تسمى ثمانون سنة من القتال و المشاكل و الطرد و التهجير و صرف الاموال الحروب بدل من البناء و بدلا من التكنلوجيا المدنية . بربك استقلال الكردستان مو اريح من الصاقها كرها بالعراق و ما تجلب كردستان للعراق سوى وجع الراس , فاذا كانت كركوك هي العقدة فلتكن كركوك كردستانية و للعراق البصرة و العمارة و ابارا كثيرة و شابة من النفط بدلا من ابار كركوك الشايبة .
اما بالنسبة للخطرا التركمانى فلا خوف منهم ياخي علي فهم ليس لهم بعد جغرافيا و لا ثقلا سكنيا ولا امكانيات اقتصادية بل اصلا ليس لديهم مطاليب انفصالية و هم اكثر عروبة من عرب العراق من ناحية و حدة العراق .
و الصابئة و الارمن بل حتى المسيحين اضافة الى الزخم السكانى و

اخر الافلام

.. هل تحرك تصريحات بايدن جمود مفاوضات الهدنة في غزة؟| #غرفة_الأ


.. ممثلة كندية تتضامن مع غزة خلال تسلمها جائزة




.. كيف سترد حماس على بيان الوسطاء الذي يدعوها وإسرائيل لقبول ال


.. غزيون يستخدمون مخلفات جيش الاحتلال العسكرية بعد انقطاع الغاز




.. صحيفة الغارديان: خطاب بايدن كان مصمما للضغط على إسرائيل