الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو النهوض بالحركات الشبابية ..!!

تميم معمر

2010 / 12 / 15
حقوق الانسان


لا مراء أن الحرية رأس الخيرات للأمة , وأعني بالحرية في العادة تلك الخاصة التي تميز الكائن الناطق من حيث هو موجود عاقل تصدر أفعاله عن إرادته هو لا عن أية إرادة أخري غريبة عنه , بينما ليس على الأرض إنساناً له الحق في أن يملى على الآخر ما يجب أن يؤمن أو يحرمه من حق التفكير وحرية الكلمة والعقيدة , وما دام الإنسان على وفاق مع ضميره فإنه يستطيع أن يستغني عن كل من يعارضه في ذلك ومواجهة الضغط والقهر , مهما كانت الجهة التي ترأس هذا الضغط عليه سواء كانت حكومة أو فصائل أو حتى أسرة .. وهذا السلوك جزء من العنفوان الداخلي للشباب والاعتداد بالنفس من خلال شعوره بالحيوية فكراً وحركة ، وبما يشكل طاقة جبارة نحو التقدم . ولعلنا حديثنا هنا يرتكز بشكل خاص على شريحة الشباب باعتبارها عماد المجتمع والركائز القوية التي تستند عليها كل نهضة نحو بناء الأوطان وإرساء دعائمها , وقيادة الأمم والشعوب نحو الحرية والانطلاقات الواسعة الرحبة , والخروج بشعبهم من التقوقع والجمود , وبالتالي ما عليهم من مرتكزات في تربية الأجيال القادمة , حيث فترة الشباب هي المرحلة التي يتمتع فيها الإنسان بكامل قواه الجسدية , والتي تمثّل مرحلته أخصب المراحل في عمر الإنسان من حيث قوة جسمه وبنيانه واكتمال نموه ورشاد عقله , ولهذا كانت هذه المرحلة أهم المراحل في حياة الناس ومن هنا كان التركيز دوماً على الشباب للاضطلاع بالأدوار الصعبة والقيام بالمهمات الثقيلة وذلك لقوة التحمل الموجودة فيهم بالفطرة في هذه المرحلة من العمر , وعليه فإن ظهور الحركات الشبابية بمختلف مسمياتها ومبادئها , هي نتاج طبيعي لسعي الإنسان دائما وأبداً إلى التطور والتحول محاولاً اكتساب عناصر جديدة وعديدة , وهذه هي طبيعة الحياة نحو التغيير والتطور , في حين تؤكد لنا التجارب العميقة وبشكل يقين , بأنه لا يضمن الحرية للأفراد وإنصاف الشباب وحقوقهم إلا حكومة قوية , حيث علّمنا الاختبار الطويل أن الشعب متى كانت حكومته ضعيفة ظلم واضطهد , ولذا فإن أولئك الخطابيين الذين يعملون على تقييد حرية الفكر يرتكبون أشنع الجرائم ..! أما والقانون موضوع لحماية المجتمع فلا يمكن أن يكون أقرب إلى معنى العدل من المجتمع نفسه . وما دام المجتمع قائما على الظلم فستظل القوانين عاملة على حماية الظلم وتأييده , وهنا حق على كل عالم يؤمن بحرية الفكر أن يبدي رأيه مهما يكن , فالمجاهرة بالرأي لذة غالية الثمن لا يجب العفّ عنها , وهذا ما توجبه كرامة العقل البشري باعتبار ذلك وسيلة لحماية حقوق الإنسان في مختلف أماكن تواجده , واحترام إنسانية الإنسان و دعم حريته ، واستنهاض الهمم وتجمع الجهود الفردية الايجابية في بوتقة واحدة ليستظل في دفئها كل من يرغب في خدمة الإنسان بما فيه نفسه ، بعيداً عن الفروق والحواجز التي تنتجها الطوائف والأحزاب وتضعها بين الإنسان والإنسان . وذلك من خلال السعي لتشكيل تجمع فاعل للنضال المجتمعي السلمي الايجابي عن طريق ممارسة العمل الثقافي , السياسي , الاجتماعي , بالإضافة إلى مختلف أنواع الإبداع الفكري . وتحريك الأغلبية الصامتة التي يتناوب على حكمها فئات ترعى مصالح أعضائها فقط ، وتهمل هذه الشريحة التي لولاها لا تصل أي فئة لأي سلطة ..! كما يتوجب محاربة أي انتهاك للحريات العامة والحريات الشخصية والحريات السياسية وحرية التعبير وكل حقوق الإنسان الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية , ونبذ العنف المجتمعي كحل للتعامل مع قضايا الفكر والانتماء . كما أن ذلك يؤدي أيضاً إلى تثقيف المجتمعات عبر عصف للأفكار الايجابية وكيفية تحويلها إلى أفعال تخدم المجتمع . وانطلاقاً من ذلك أيضاً يأتي ضرورة الوعي الشبابي بواجباته ومسؤولياته تجاه التطورات الوطنية والمجتمعية ، وأهمية اتخاذه موقفاً ايجابياً فاحصاً لشتى المتغيرات . ومن منطلق الحرص على حرية الفكر , فإن العمل الشبابي بمختلف حركاته وتجمعاته هو فهم للماضي وإصلاح للحاضر ونهضة للمستقبل , وفهم الماضي هو فهم التاريخ وإصلاح الحاضر عن طريق نشر التوعية وحرية الفكر والنهضة بالمستقبل من خلال إعداد جيل واعي وقادر على بناء المجتمع - مهما حاولت بعض الأيادي الظلاميّة الخفية محاولات القضاء أو السيطرة على الحركات الشبابية وأفكارها النيّرة – وهنا فإن انطلاق الحركات الشبابية - لا سيما في وقتنا الحالي - سببه الرؤية العميقة بحجم المشاكل الموجودة والواقع المؤلم من مختلف جوانبه ، والخوف من الغد والمستقبل , فالشباب طاقة إنسانية تتميز بالحماسة ، الحساسية ، الجرأة والاستقلالية وازدياد مشاعر القلق إزاء الوضع القائم ، ولذا فإن الشباب المتقد بحيوية في تفاعله مع المعطيات السياسية ومتغيراتها ومع معطيات المجتمع ومتطلباته هو الضمانة للتقدم بثبات فيما تبقى مختلف الحركات التي لا تحظى بهذه الطاقة الخلاقة مهددة بالانهيار والموت أو على أقل تقدير التقوقع والمراوحة في ذات المكان . وأرى أنه لا بأس من وجود مرجعيات فكرية تؤمن بحرية الفكر من أجل مد الحركات الشبابية بالأفكار والتصورات التي تضمن استمرارها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في غياب آخر الشهود.. من سيحكي للطلاب قصص الحرب العالمية الثا


.. الإعلام الإسرائيلي يناقش المخاوف من إمكانية إصدار مذكرات اعت




.. سيناريو إصدار مذكرة اعتقال دولية بحق نتنياهو


.. مذكرات اعتقال محتملة بحق مسؤولين إسرائيليين ونتنياهو يؤكد ال




.. تهديدات وتحذيرات من إصدار مذكرة اعتقال دولية بحق -نتانياهو-