الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المس بل 00في الذاكرة العراقية

عباس متعب الناصر

2010 / 12 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


برزت على مدى الاعوام الماضية وبعد الحرب العالمية الاولى كثير من البحوث والدراسات والمنشورات وفتحت شهية كثير من الكتاب والباحثين لدراسة وكتابة التاريخ السياسي العراقي المعاصر وحيث ان الحقبة ما بعد الحرب العالمية الاولى تعتبر هي الاهم والاكثر غموضا بالنسبة لتاريخ العراق الحديث بسبب كثرة الاطراف الاجنبية المتداخلة في صنع هذة المرحلة الحساسة من التاريخ لهذا نجد ان كثير من طلبة الدراسات العليا وخصوصا في العراق قد تبنوا هذة المرحلة المعقدة بالذات فاثرواها من نقاشاتهم وتحليلاتهم النقدية من اجل نيل الشهادات العليا0
لم تكن تلك المرحلة من تاريخ العراق المعاصر مؤهلة لبروز مؤرخين مختصين لكتابة الاحداث العامة من كل جوانبها وخصوصا السياسية منها رغم معاصرة اكثر الشخصيات الفكرية والثقافية والادبية لتلك المرحلة ومنهم الشاعر معروف الرصافي والشاعر جميل صدقي الزهاوي والاب انستانس الكرملي وغيرهم الكثير غير ان هولاء الادباء والمفكرين والشعراء لم يختصوا بكتابة الاحداث اليومية العامة او السياسية منها او ماشابه بل تناول كل منهم حياتة الخاصة وكما يراها وحتى رجال السياسة انفسهم الذين عاصروا تلك الفترة وشاركوا في صنع تاريخها بكل احزانة وافراحه لم يتناولوا الاحداث بكل مفاصلها رغم وجود شخصيات كبيرة لها ثقلها وتاثيرها على المشهد السياسي العراقي ومن خلال التحالفات السياسية العلنية منها والسرية والتي خلفت لنا مشاكل جمة وخصوصا ما يتعلق بالحدود مع دول الجوار والاجزاء المستقطعة من دولة العراق بعد سقوط الدولة العثمانية00تلك الشخصيات اهملها التاريخ وليس عمدا بل لخلو الساحة من المؤرخين المختصين بالشوؤن الدولية والمحلية وعلى راسهم الملك فيصل الاول ونوري السعيد على المستوى المحلي والسر بيرسي كوكس وهنري دوبس ومكماهون وكلايتون وتشرشل جميع هولاء تركوا بصمتهم على المشهد السياسي العراقي سلبا او ايجابا ولهذا فان كثير من الدارسين والباحثين يجدون فجوة كبيرة في قراءة التاريخ العراقي المعاصر الا ما ارخ من قبل بعض السياسين العراقين الذين عاشوا تلك الفترة وكتبوا عنها فيما يخص حياتهم السياسية كمذكرات شخصية او ما شا بة وراح كل يكتب ليمجد نفسة لاطفاء طابع الوطنية على سلوكيتة في تلك الحقبة الزمنية ولهذا نجد ان كثير من الحقائق قد زورت او طمست معالمها 0
لكننا يجب ان نذكر وبانصاف باننا لم نكن نجد ما نقراءه من تاريخنا السياسي لولا ما كتبتة تلك المرأه الانكليزية (المس بل) والتي سميت محليا (الخاتون) وما كتبتة في رسائلها الى ذويها والتي اصبحت فيما بعد جزاء من الذاكرة العراقية وللتاكيد على ذلك فان جميع المفكرين والباحثين والمؤرخين للتاريخ السياسي العراقي المعاصر اعتمدوا تلك الرسائل في بحوثهم ودراساتهم لما تحتوية من تفاصيل واحداث مهمة وقد اعتبرت شبة المصدر الوحيد وللحقيقة نقول بان (الخاتون) اي (المس بل) لم تهمل شاردة او واردة في رسائلها اليومية عن الحياة السياسية والاجتماعية وحتى خصوصياتها وادق التفاصيل عن حياة السياسين العراقين وميولهم وتصرفاتهم وكتبت عن المناخ والتجارة والسياحة والاثار وعن الصحة والتعليم وباعة الخبز والخضار كما ذهبت لاكثر من ذلك عندما تحدثت مع الملك فيصل الاول عن معركة الطف واستشهاد الامام الحسين (ع) وصورت لنا مشاهد التعزية في يوم عاشوراه من عام (1921) وتحدثت عن الاهوار والزراعة والري واكثر مفاصل الحياة دقة في تلك الفترة الزمنية المنسية هذة المرأه (جيرتروود مرجريت لوثيان بل) التي توفيت ودفنت في العراق لها الفضل الكبير في معرفتنا اليوم بشواخص تلك الفترة المندثرة من تاريخنا وقد اصبحت رسائلها وثيقة تاريخية مهمة حيث نجد ان من ابرز المؤرخين لتلك الحقبة ومنهم الدكتور علي الوردي والاستاذ عبد الرزاق الحسني وغيرهم اعتمدوا رسائلها في دراساتهم وبحوثهم ولهذا فهي تستحق وبجدارة لقب(مهندسة السياسة العراقية الانكليزية) وقد لوحظ في رسائلها ان الجميع كانوا يلجؤن اليها للاخذ بمشورتها0
لقد ساهمت (المس بل)في تعزيز وتقوية صرح الامبراطورية البريطانية وخدمت مصالح دولتها في الشرق الاوسط وهذا حق لايمكن ان ننكره لها لكونها مواطنة انكليزية وليست عراقية لكنها اثرت مكتبتنا بالشيئ الكثير الذي نفتقده لمعرفة تاريخنا السياسي ولايمكن ان نسلخها ونجردها من انسانيتها ولا من ادراكها للحقائق واعترافها بحق الشعب العراقي بنيل الاستقلال كما كان يطالب بة الوطنين من السياسين وعامة الشعب وتلك حقيقة لايمكن انكارها عندما سألها الملك فيصل الاول ان تصارحة بحقيقة موقفها من الحقوق المشروعة للشعب العراقي وعلى راسها الاستقلال فكان ردها بانها مع هذا الشعب وحقة في الاستقلال لكنها لاتستطيع ان تبوح بهذا الحق جهارا كونها تعمل للحكومة البريطانية وهي جزء منها 00اننا اليوم نتسائل لو قدر لها وعاشت الى نهاية الحقبة الملكية التي حكمت العراق فهل سيبقى التاريخ كما شهدناه ام سيكون له سيرة اخرى لهذا فان الشعب الانكليزي مدين لها بالكثير وقد نعاها يوم وافاها الاجل وانتقلت الى مثواها الاخير حيث قال عنها00منذ بزغ التاريخ لم يفض لامرأه انكليزية ان تلعب دورا مهما كما لعبتة المس بل00 ولا يفوتنا ان نذكر بان سر موتها بقي غامضا ليومنا هذا وعلى الاقل بالنسبة لنا0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة :كارثة في الأفق ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مطعم في لندن طهاته مربيّات وعاملات نظافة ومهاجرات.. يجذب الم




.. هل تمتلك السعودية سلاحًا نوويًا؟| #التاسعة


.. روسيا تحذر...العالم اقترب من الحرب النووية!| #التاسعة




.. رئيس الاستخبارات الأميركية يلتقي نتنياهو لإنقاذ المفاوضات وم