الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التدخل الايراني والضربة القادمة

عصام البغدادي

2004 / 9 / 23
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


لا أحد ابداً سوف يختلف مع الطرح القائل أن ايران تحت شتى الذرائع وبمختلف الاساليب تمد مخالبها في اللحم العراقي ، ولا يشكل هذا التدخل السافر الا أحد جذور العداء الفارسى العميق والمتأصل ضد العراق خاصة والعرب عامة.

تختلف الاسباب التى تدفع ايران الى هذا النهج مع أختلاف الظروف التاريخية القديمة او المعاصرة ، ففى حقبة النظام الصدامي البائد كانت الذريعة ان صدام أسس جبهة عداء ضدها وفق مفهوم قومي وطائفي وأستجمع قواه بدفع غربي وخليجي هدفه أيقاف التبشير الايراني القائم على الطائفية ومايسمى بظاهرة ( الخمينية ) التى ارتدت غطاء الاسلام ومنعها من التدفق بسهولة من الخليج للمحيط ، وهي لا تختلف بذلك عن مفهوم البعث وشعاراته، وبهدف داخلي سعى اليه صدام وهو عسكرة الاجيال ورميها على تخوم جبهة الحرب الطويلة مع ايران للتخلص من زخم الحركات السياسية السرية المناوئة له ومن التحكم بالجيش تحكما مطلقا.

وفي الوقت الحالي فان ايران تستغل الحد الاقصى في الظروف العراقية الراهنة بتحوله الى ساحة لتصفية الحسابات الدولية والاقليمية والحزبية بحجة التصدي للضغوط الاميركية واقعة تحت ذات المفهوم الوهمي ان امتلاكها السلاح النووي سوف يجعلها دولة ذات تاثير على الجانب الغربي من حدودها بعد ان اصبح جانبها الشرقي محاطا بجدران الاسلحة النووية الهندية والباكستانية ولن يكون لها أي دور هناك.

نعلم ان سياسة الثور الاميركي سياسة عدوانية وغير عادلة مهما كانت ادعائتها المزيفة ، وهي سياسة لا تفرق ابدا بين صديق او حليف ، والشواهد التاريخية عديدة في هذا المجال سيما عندما تتعارض سياسيات الدول المستقلة مع الاطماع الراسمالية الاميركية ، وهي السياسة التى قامت على مدى عقود عديدة ماضية على الغباء في فهم وقائع تاريخ الشعوب وعواملها النفسية ونهجت سياسة الرجل المفتول العضلات الذى يستطيع ملاكمة ومصارعة الجميع حتى يجد من يجعله يعيد حساباته مرة اخرى والشواهد كثيرة ايضا كما حصل لقواتها في فيتنام والصومال ولبنان.

ان محاولة ايران التناطح مع هذا الثور ستكون نتائجه المستقبلية وخيمة ليس على ايران وحدها بل على العراق ايضا، فلن ينفعها ان تؤسس لها موطىء اقدام في الاراضى العراقية لمصارعة الولايات المتحدة التى انتهت الى توفير الحماية لحركة مجاهدى خلق التى تناصب النظام الايراني العداء منذ 30 عاما ، ان هذا سيضع ايران في عنق الزجاجة كما حصل للعراق نتيجة غطرسة صدام وممارسته شتى اساليب الخداع والتضليل للشعب العراقي وللهيئات الدولية والنتيجة منحه المبررات مجانا لغزو العراق وتدمير الدولة العراقية.

لاشك ان برامج واولويات السياسة الاميركية تعد من قبل اختصاصين محترفين وان هذ البرامج يتم تطويرها والعمل عليها مهما كان تعاقب الادارات والرؤساء مختلفا، ولاشك ان احتمالية التدخل العسكري المتوقع ضد السودان طمعا في نفط ويورانيوم دارفور سوف يشكل درسا اخر ضد عدو ضعيف بعد ان تم اضعاف العراق على مدى 23 عاما في حرب الثمانية سنوات وعقوبات ثلاثة عشر عاما ، سيضيف للولايات المتحدة ابعادا جديدة بعد تدخلها في افغانستان واحتلالها العراق وسيجعلها قريبة جدا من سواحل السعودية ومصر واليمن والقرن الافريقي . وهذا سوف يشجعها على القيام بمغامرة قادمة خلال العام المقبل ضد ايران حين تستقر الامور في العراق وتعيد ترتيب وضعها العسكري وتدفع بقطعات من جيش العراق باتجاه الحدود الشرقية مرة اخرى .

نعود الى مسألة التدخل الايراني في العراق ، فقد دعمت ايران محاولة عبدالغني الرواي وفاطمة الخرسان وسعدية صالح جبر في عام 1971 لاسقاط نظام صدام لكن الشاه وقع اتفاقية 1975 مع صدام ليحصل على الامتيازات في شط العرب ، وكف عن محاولته التحرش بنظام صدام لحين خلعه من السلطة بدعم اميركي معروف وتولى الخميني السلطة في ايران . وفي عام1991 تدخلت قوات بدر في انتفاضة المحافظات الجنوبية في محاولة الحصول على مكاسب سياسية مما دفع حكام الخليج تحت ظل الخوف من المناورة الايرانية الى الضغط على ادارة بوش الاب لتتخلى القوات الاميركية عن دعم الانتفاضة التى كان بامكانها ان تصل بغداد وتخلق ظروفا مختلفة كليا عما شضهده العراق لاحقا .

وهاهى ايران لم تستفد من دروس الماضى فدعمت ميليشات مقتضى الصدر في محاولة يائسة لاسناد بعض الاحزاب السياسية العراقية الموالية للسلطة الايرانية. وانتهى الموقف مرتين بمزيد من الدماء والضحايا المدفوعة من رصيد الشعب العراقي.

ولم تكف عن نهجها هذا بفضل التصريحات النارية لوزير الدفاع العراقي ، بل نتيجة سخونة ملفها النووي في منظمة الطاقة الدولية وامكانية تحويله الى مجلس الامن ، وشعورها بما تخططه الولايات المتحدة الاميركية لها من توفير المناخ المناسب وتحميلها الذرائع والاسباب التى ستدفع اميركا لفرض العقوبات الاقتصادية عليها والتي ستعزلها عن المجتمع الدولية وتحطم البنية التحتية لها كما جرى مع العراق لحين توجيه الضربة القاصمة لها.

الرأي الاردنية كتبت في 2004-08-30 وربما يكون توقعها لضربة لايران سليما وربما لا لان مثل هذه الضربة ستكون خاضعة لحسابات اكبر مما حصل في العراق.

استأنفت ايران عمليات تخصيب اليورانيوم، وهي لا تخفي عدم انصياعها لمتطلبات لجنة الطاقة الذرية التي يقودها محمد البرادعي وتسيطر عليها اميركا.وقد قرر الخبراء بان ايران سوف تمتلك القنبلة الذرية خلال سنتين.وسواء كان هذا التقدير صحيحا او مبالغا فيه فان السياسيين سيأخذون قراراتهم على اساسه.

تحول ايران الى دولة ذرية امر غير مقبول لما يسمى بالمجتمع الدولي، ويتناقض على الاقل مع رؤية ومخططات كل من الولايات المتحدة واسرائيل، وبالتالي فان احداهما سوف تتصرف بضرب المفاعل الذري في بوشهر كما ضرب المفاعل العراقي قبل 23 عاما.

الضربة الاستباقية قادمة بدرجة احتمال لا تقل عن 99% والتوقيت واضح وهو خلال شهري ايلول وتشرين اول، اي قبل اجراء الانتخابات الرئاسية الاميركية في مطلع نوفمبر المقبل. واذا كانت اميركا هي التي سوف تسدد الضربة فان ذلك سيتم قبل الانتخابات ليضمن جورج بوش فوزه في الانتخابات باعتباره رئيس حرب، ولا يمكن للشعب الاميركي ان يخذل رئيسه في وقت الحرب، واذا كانت اسرائيل هي التي سوف تسدد الضربة فانها ايضا ستفعل ذلك وهي تضمن ان بوش هو الرئيس الاميركي.

ايران تعرف هذه الحقائق، ولذلك تتخذ اجراءات لحماية نفسها، منها تسخين الحرب ضد الاميركيين في العراق، وما قام به مقتدى الصدر قد يكون جزءا من الخطة الايرانية لتعميق المستنقع العراقي، والحيلولة دون تفرغ القوات الاميركية في العراق للاتجاه شرقا.
من ناحية اخرى فان شمخاني وزير الدفاع الايراني وجه انذارا مبطنا عندما اعلن عن امكانية قيام ايران بحرب وقائية ضد القوات الاميركية في العراق، ولا يقلل من اهمية هذا الانذار ان يتم تخفيفه فيما بعد بالادعاء ان وسائل الاعلام لم تكن دقيقة في النقل.
الدول الثلاث التي سماها بوش محور الشر مرشحة لضربات عسكرية اميركية، والاولوية تتقرر على ضوء الكلفة.

فعندما اتضح ان العراق هو الهدف الاسهل في ظل التخلي العربي عن دعمه كان هو الاول، وعندما اتضح ان جيران كوريا الشمالية يرفضون الحرب لان صواريخها ستدمر مدنهم، ترددت اميركا ولجأت الى الحلول الدبلوماسية، ومن هنا تنتقل الاولوية الآن لايران.

ياترى الا يستوعب العجم شيئاً من دروس الماضى المعاصر فيتعضوا ويكفوا عن طعن العراق الجريح سرا وعلانية؟؟


نكتة: يقال انه خلال معارك النجف انضم جندى اميركي مع مدرعته الهامر الى قوات الصدر ، فرفعوا لافته عليها : " يا همر بني هاشم "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الوزراء الاسرائيلي يستبق رد حماس على مقترح الهدنة | الأ


.. فرنسا : أي علاقة بين الأطفال والشاشات • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد مقتل -أم فهد-.. جدل حول مصير البلوغرز في العراق | #منصات


.. كيف تصف علاقتك بـمأكولات -الديلفري- وتطبيقات طلبات الطعام؟




.. الصين والولايات المتحدة.. مقارنة بين الجيشين| #التاسعة