الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جعفر إبراهيم عبدالله..النقابي السوداني..

ماجد القوني

2010 / 12 / 16
مقابلات و حوارات


جعفر إبراهيم عبدالله..
النقابي السوداني..
* قلتها لنقد: إذا لم يجتمع اليسار في مكان واحد، لن يكون هناك مخرج..
* البند الأول في المذكرة التي رفعها العمال بعد إضراب الحريات ..مساواة أجور العمال الجنوبيين بالشماليين
* قاسم أمين لعبدالله خليل: كل الذي لدينا قدمناه للشعب السوداني والحركة النقابية..
* في الحزب الشيوعي السوداني الآن.. لا يوجد عمال ولا مزارعين..
* الشفيع كان يتم انتخابه نائباً لرئيس نقابات العالم وهو في داخل السجن..
حوار: ماجد القوني
جعفر ابراهيم عبدالله من مواليد مدينة ودمدني 1934، تلقى تعليمه بالمدرسة الوسطى الأهلية ودمدني، عمل في قسم الأبحاث الزراعية بمشروع الجزيرة، عضو اتحاد نقابات عمال السودان. عضو بالحزب الشيوعي السوداني والمسئول السياسي للحزب بمدني قبل مشاركته في انقسام 1971. تحدث للجريدة عن عدد من القضايا الخاصة بتاريخ ونضالات الحركة العمالية، والانقسام الأشهر في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني .
كيف تصف إضراب الحريات؟
* الحركة النقابية سنة 47 هيئة شئون العمال ألوان الطيف الحركة السودانية للتحرر الوطني الختمية الاتحاديين والأشقاء. أثناء العمل الدور الأساسي كان للحركة السودانية للتحرر الوطني سنة 47 ، اضراب الحريات 33 يوم السكة حديد. وتم تصديق قانون المخدم الاستقالات التي تمت في عطبرة والدامر (461) استقالة، سنة 48 قانون المخدم والشخص المستخدم "جابوا خواجات" قاموا بوضع هذا القانون ومنحوا مساحة كبيرة للعمل الوطني. بعد هذا القانون تأسيس الحركة النقابية. فكان علينا السكة حديد النقل الميكانيكي، النقل والمهمات، الأشغال البريد والبرق، مشروع الجزيرة ووزارة الري والأبحاث الزراعية. وأسست للمؤتمر الأول لأتحاد نقابات السودان، وهذا المؤتمر الأول تم إنتخابه في مارس 1950 برئاسة محمد السيد سلام والشفيع أحمد الشيخ، وأول عمل قامت به اللجنة التنفيذية لأتحاد عمال السودان كان حادثة فصل (80) طالب وقفل مدرسة خور طقت، الاتحاد قدم مذكرة للسكرتير الأداري اشارت فيها إلى أن الذين تم فصلهم هم أبناء العمال، ونرجو فتح المدرسة وإرجاعهم، ولم يرد على المذكرة . بعد 4 أيام كتب الاتحاد مجددا للسكرتير مقدما إنذارا لمدة (3) أيام لتفيذ ذلك. جاء مندوب من السيد علي الميرغني" وقال عايز السيد سلام والشفيع أحمد الشيخ".. قال لهم أنتم كتبتم انذار للحكومة؟ قالوا له يا مولانا ديل أولاد الختمية وأنت ركن في هذه البلد. وفي ذلك الوقت كانت الجمعية التشريعية تعمل وبها زعماء العشائر. وقالوا للسيد علي أنت من يُفترض عليه أن يكتب وليس نحن، وفعلاً هناك أولاد ختمية من ضمن الـ(80) طالب. السيد علي أحضر ورقة وقال للشفيع أكتب إننا سحبنا الإنذار..
هل كانت هذه أول حادثة للتهديد بالأضراب؟
فعلاً أول انذار .. الاضرابات كانت كثيرة جداً .. والخواجات شعروا أن قانون المستخدم أعطى مساحة كبيرة للعمل الوطني لأن القانون في نصه يشير إلى أن من حق كل 50 شخص تكوين نقابة وكل 30 شخص من حقهم تكوين لجنة فرعية لكن ليس من حقهم التفاوض مع الحكومة ويمكنهم ذلك من خلال مؤسسة أكبر. والذي حدث في ذلك الوقت كان اضراب العمال والمزارعين والبوليس وطباخيي الخواجات في الخرطوم ويسمى بإضراب الحريات سنة 1952.
من وراء قرار حل الاتحاد العام لنقابات عمال السودان سنة 57؟
الحركة النقابية طوال هذا التاريخ قدمت 525 سنة سجون، وقالها السيد سلام في الاتحاد الاشتراكي .. أنتهى الاضراب والقانون كان موجود. سنة 1957 الرئيس نيكسون رئيس الولايات المتحدة كان في زيارة للسودان. حزب الأمة والاتحاديين اجتمعوا لترتيب هذه الزيارة ولـ(نضافة) الشارع أول عمل قام به عبدالله خليل هو حل نقابة عمال السودان وحلّ أتحادات المزارعين وقرر تكوين (4) نقابات في دار الصحف الاستقلالية وهي السكة حديد والنقل الميكانيكي والبريد والبرق ونقابة أخرى.. وخرجت ببيان فحواه أن الحكومة تريد من هذه النقابات تكوين اتحاد نقابات الحكومة دون اشراك القطاع الخاص في هذا الاتحاد. وحدد شهر 8 سنة 57 لقيام المؤتمر لأنتخاب الاتحاد الجديد. وتم ارسال الخطابات للنقابات المركزية المسجلة..
ما الدور الذي قام به الشفيع في مواجهة ذلك؟
الشفيع أحمد الشيخ انتظر حتى خروج هذه الدعوات للنقابات، وكان في مدني ثلاث نقابات مركزية وفي عطبرة وبورتسودان. وركب الشفيع قطر بضاعة وصل مدني وأنا في ذلك الوقت كنت في الابحاث الزراعية. حضر إلى ومعه حسن العبيد رئيس نقابة التاكسي، وقال لي الشفيع :" الليلة يا جعف المؤتمر في نادي العمال الساعة 8" والدعوات طلعت بالبوسته لكي لا يحضر العمال. لذلك نحن يجب أن نكون أو لا نكون، ولابد أن نحضر هذا المؤتمر ارسال دعوات للنقابات الحكومية للمشاركة في المؤتمر، لم يكن لدينا مال كاف في ذلك الوقت قمنا بجمع تبرعات لتأجير عربة للوصول للخرطوم، وأذكر إننا في مدني كان هناك ثلاثة نقابات مركزية كان لها دور كبير تحصلنا عبر التبرعات لجمع مبلغ (80) جنيه.
وأجتمعنا في موقف التاكسي وأستأجرنا عربة لاندروفر بمبلغ (20) جنيه ، عند وصولنا للخرطوم كانت العجلات الأربعة تسير بي مسمار واحد. الشفيع قال لي أنا سأمشي برجليي وسأقوم بارسال تاكسي ليحملكم، عند وصولنا لنادي العمال وجدنا أن البرنامج قد بدأ بتلاوة القرآن الكريم.. بعد جلوسنا طلبت من أحد الأخوة كان في نقابة الري ان يتحدث، وواجه الصحافة وتسائل قائلاً:" أدوكم كم ؟ كاش ولا شيك؟ هل ستشتركون في سرقة الحركة النقابية السودانية؟
لمن وجه هذا الكلام؟
للصحفيين المشاركين في المؤتمر، بعد ذلك خرج الموقف من أيديهم والبعض أراد أن يقوم بفصل الكهرباء عن مكان المؤتمر وهاج الناس و"اتفرتق " البرنامج، بجانب نادي العمال كان هنالك طلمبة بجانبها "عنقريب" جلس عليه الشفيع وقاسم أمين، قمنا بأرسال باقي الناس للكوندا في السكة حديد للمبيت حتى الصباح. أن والشفيع وقاسم ذهبنا إلى منزل عبدالرحمن عباس كان (تمرجي) في البيطري ضاحكاً في حكومة مايو " جابوهو" وزير للزراعة.
هل حقيقة قابل قاسم أمين عبدالله خليل بشأن هذا المؤتمر؟
نعم بعد المؤتمر قاسم قال لينا عايزكم في مشوار.. وأوقف تاكسي وبالظبط كانت الساعة 11 ليلاً وطلب من السائق أن يوصلنا إلى منزل عبدالله خليل، صاحب التاكسي رفض أن يستلم أجرته من قاسم وقال له: " إنتو ما بشيلو منكم قروش إنتو المفروض يدوكم".. فتح الخادم الباب وقال له قاسم: السيد عبدالله خليل موجود؟ أجاب الخادم نعم. أردف قاسم: قل له قاسم أمين وأخرين بالباب. دخلنا الصالون وحتى خروجنا أنا والشفيع لم نتحدث. قال قاسم لعبد خليل: يا سيد عبدالله أي شيئ في هذا البلد أدرك أنك تعرفه كل الذي لدينا قدمناه للشعب السوداني والحركة النقابية، الآن هناك هجوم على الحركة النقابية ونحن على أستعداد للنزول للشارع للدفاع عن الحركة النقابية. عبدالله خليل شكر قاسم وقال له " بكرة أقرأ صحيفة النيل والأمة". خرجنا بعد ذلك لمنزل عبدالرحمن عباس. الصباح قاسم أحضر الجرائد وفي الصفحة الأولى في النيل والأمة صرح عبد الله خليل قائلاً: أرفعوا أيديكم عن الحركة النقابية، وحتى هنا انتهت المعركة وبدأت المفاوضات بين الحكومة والعمال..
كانت أربعة نقابات تقف مع الحكومة، ونحن نمثل اتحاد نقابات العمال من جهة أخرى، تكون وفد المتحدثين فيه انا وعبداللطيف علي الدولي سكرتير نقابة. قدمنا ورقة بها خمسة مطالب سلمناها لهم لمناقشتها، لم يكن في ذلك الوقت وكلاء وزارات بل مديرو مصالح وكان رئيس وفد الحكومة المفاوض الدرديري نقد كان مدير المخازن والمهمات ومعه الحكيم مدير المهن الطبية، وكان البند الأول مساواة أجور العمال الجنوبيين بالشماليين لدعم عملية الانسجام والوحدة للجنوبيين مع الشماليين، بعد هذا البند تم رفع الاجتماع وحتى الآن لم يدعنا أحد لمواصلته.
ما الدور الذي لعبته الحركة النقابية في مواجهة المعونة الأمريكية؟
الحركة النقابية السودانية كانت عضو في نقابة اتحاد عمال العالم، الشفيع أحمد الشيخ كان نائب رئيس اتحاد نقابات العالم لمدة (20) سنة يتم انتخابه في كل دورة، وحينما يكون في السجن يتم انتخابه. في المؤتمر الثالث تم انتخابه رئيس لنقابات عمال العالم وفود العالم انبهرت بما يحدث وكان رأيهم أن الذي يحدث في السودان هو شئ غير طبيعي من خلال التنظيم والترجمة لفعاليات المؤتمر. الصحف كانت تكتب الشيوعيين والألوان الحمراء وما شابه ذلك. وقررنا أن تكون الحركة النقابية جبهة، وكنا ندعو الأنصار ورجال الدين وإدخالهم للجان والنقابات (ضاحكا) أنا رئيس النقابة بتاعتي سنة 1957 كان في يوم من الأيام حزب أمة اسمه عبدالرحمن عبدالله ..
اذا ليس صحيحا ما يقال عن سيطرة الحزب الشيوعي على مفاصل الحركة النقابية ..
لا لا.. الكلام دا كله كان من الـ(CIA) والاسلاميين.. وفي ذلك الوقت الشركات المريكية دخلت الخليج، واستخرجت البترول، ولكي لا يتمدد الخط الثوري، اهتمت الشركات بصورة كبيرة بالأسلاميين لتصوير الشيوعيين كفار ولا علاقة لهم بالدين ويقومون بالزواج من أخواتهم وما شابه ذلك، والدكتورات العملوها دي كلها عملتها لهم أمريكا، وبعد زيادة أعدادهم يريدون الآن أن يحكموا. نحنا في الشارع السوداني من سنة 1947 في جبهة الهيئآت أخدنا ثلاثة وزارات، اتحاد العمال وزارة شيخ الأمين وزير الصحة، أحمد سليمان وزير الزراعة والغابات..
هذا عن تاريخ الحركة النقابية حتى 57.. ماذا عن الفترة الحقيقية لظهور العمل النقابي للحركة العمالية في السودان.. وإلى أي مدى تأثرت بالحركة العمالية العالمية؟
التأسيس كان في سنة 1947 وكان يضم كل ألوان الطيف السياسي. السودان في سنة 57 كانت مصر في ذلك الوقت تغلي، قرأت لكمال حليم وهو شاعر مصري له ديوان (اصرار) وفي سوريا وفي كل العالم العربي كانوا يكتبون، وكان تدخل للسودان كتب كثيرة جداً، لم نذهب للمدارس لكن كنا نفرض على الجميع احضار ثلاثة كتب كل شهر وثمنها في ذلك الوقت لا يزيد عن (15) قرش، وكنا نتبادل الكتب..
دور الحركة النقابية في مقاومة الاستعمار..
الحركة النقابية في السودان كانت ضد الاستعمار في الداخل والخارج، سنة 1957 خرجنا في مظاهرة وقمنا بإضرابات لأن فرنسا كانت تستعمر الجزائر في ذلك الوقت، كنا مع اتصال مع الشعب الفيتنامي في حربه وكنا نرسل لهم الكراسات والأقلام، وكان لدينا اتصال وتعاون مع الشعب الكوبي وكل حركات التحرر الوطني وكان لنا دور في تأسيس المكتب الدائم للحركة النقابية في العالم، وكان ابراهيم زكريا يقوم بتعريف الكثير من دول العالم بهياكل وتنظيم الحركة النقابية في السودان..
ماذا قدمت الحركة النقابية للسودان؟
ليس هناك شئ لم تقم به الحركة النقابية في السودان، كونت اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل سنة 1952 ، وقد عاني الشباب امثال عبدالحليم عمر وصديق حمد وكامل محجوب و عثمان الشايقي وكان هناك (20) شاب في الميدان للعمل العام. في ذلك الوقت معاناة لا توصف حتى تكوين اتحاد المزارعين وعقد المؤتمر..
الحركة النقابية قدمت الكثير من أجل تأسيس حركة نقابية قوية (461) أعتقال بين عطبرة والدامر، أغلب هذه القيادات غيبها الموت ولن تتكرر مجددا.. سنة 53 و54 في القاهرة أثناء الاتفاقية حيث كانت توجد الوفود المشاركة، كان هنا في الخرطوم الصراع يدور حول الوحدة مع مصر و استقلال السودان قاسم أمين كتب كتاب اسمه الاتفاقية في الميزان، المقدمة كتبها الشفيع احمد الشيخ..
دور الحركة النقابية في ثورة أكتوبر..
الاضراب نفذته الحركة النقابية والمزارعين ركبنا العربات بالليل وطفنا بكل مواقع العمل والاضراب اصبح (مية المية) وهذا كان هو الشئ الاساسي في اكتوبر. وتحركت جبهة الهيئآت، محمد جبارة العوض جاب كسلا بالقطار أنا وفاروق احمد ابراهيم جبنا الجزيرة بعربات، دخلنا الخرطوم من أمام مجلس الوزراء.. والدور الكبر في اكتوبر كان هو دور الحركة النقابية.. لذلك تم تكريم الحركة النقابية بأن أصبح الشفيع وزير دولة بمجلس الوزراء والامين احمد الأمين وزير الصحة واحمد سليمان وزيرا للزراعة..
من أين أتت ثقة المواطن في الحركة النقابية؟
الحركة النقابية لديها برنامج لا يخرج عن مصالح العمال، لذلك كانت تضم حزب الأمة ورجال الدين والديمقراطيين، وكانت مفتوحة للجميع..
الانقسام في الحزب الشيوعي..
عندما تم الانقسام في الحزب الشيوعي كنت المسئول السياسي لمدينة ودمدني، فاروق علي زكريا أحضر لي بيان اللجنة المركزية يوم 27 الساعة السابعة والنصف، والمكتب التنظيمي كان مجتمع منذ الثانية ظهراً، يوم 25 مايو قامت البرجوازية الصغيرة المتذبذبة المتأرجحة غير قابلة على انجاز مرحلة التطور الوطني الديمقراطي، في المؤتمر الثالث جبهة وطنية ديمقراطية وحدد أشكالها عمال ومزارعين ومثقفين وطنيين. والمثقفين بعد هذه المرحلة وللأمام . والمثقف إذا هو مثقف وجا من طيبة ولابس مرقع ليست هي مشكلته ويجب الاقناع والاقتناع، لابس (كاكي) لكن برجوازي مالو!! مش حيجي يقعد معاي؟ يبقى دي مسؤوليتي الفكرية.. برجوازي لكن يجوز أن له قناعات يجب ان لا نحرمه..
الأخ نقد في المؤتمر الخامس لم يقل شئ، قال جبهة وطنية ديمقراطية، ودي قلناها في المؤتمر الثالث سنة 1956 . من الذي يبني الجبهة الوطنية الديمقراطية الآن. سنة 1971 قابلت الشفيع وقلت له: تذهب اللجنة المركزية غير مأسوف عليها، لكن القيادات النقابية والتنظيمات الموجودة الآن لن تتكرر، دعوها تكمل المشوار، تعلم وتتعلم ويتأثروا بها، دخلوا بعد ذلك في النقابات وقالوا "دا إنقسامي خلوه برا ومنحوا فرصة لآخرين"
كيف ترى هذا الانقسام؟
عشنا في هذا الحزب منذ الحركة السودانية للتحرر الوطني، اللجنة المركزية تناقش قضايا سياسية، ولأن الفكر لا يتقسم، والقضية تتمثل في الاقناع والاقتناع، " انتو الاربعين ديل اتقفلوا شهر حتى تصلوا لرأي وهذه عبقرية.. لكن تنقسمو 12 هنا و18 هناك.. هذا ما لا يمكن ان يحدث..
شيخ الأمين ضمن الـ (12) الذين خرجوا من الحزب؟
شيخ الامين لم يدخل اللجنة المركزية، وهو رجل محنك وكان هو وعدد من الكوادر الاساسية في الجزيرة جميعها خرجت وكانت ضد الانقسام، وفي الخرطوم خرج كبج ومحسي ومحمود ابراهيم جعفر وابراهيم حاج عمر وكثيرون..
هل ساهم الانقسام في اضعاف حركة المزارعين في مشروع الجزيرة نتيجة لخروج هذه الكوادر؟
لم يضعفها فقط بل انتهى منها تماماً..
الحركة النقابية والمطلبية الآن.. كيف يمكن أن تقود الصراع؟
دعاني بعض الاصدقاء للذهاب لتحاد العمال، وجدتهم جالسين في المكاتب وأيقنت وقتها أن لا قدرة لهؤلاء بالحكومة، وكذلك المفصولين للصالح العام وجدتهم منقسمين، وقلت لهم: " أنتو قضيتكم واحدة منقسمين ليه؟".. في السابق قمنا بأرسال ثلاث مذكرات لنقد وقلنا له أنه إذا لم يجتمع اليسار في مكان واحد، لن يكون هناك مخرج. عندما جاءت الحركة الشعبية قلنا لهم إننا مستعدون للحديث في منابركم ولا نريد انتماء ولا بطاقات..
هل القوى السياسية لا تمتلك القدرة على مساندة الحركة النقابية؟
الاحزاب التقليدية، الأمة والاتحادي والخوان المسلمين وغيرها منذ قيام هذه الاحزاب لم يكن لديهم تأثير في الحركة النقابية، وليس لهم اتجاه نحوها، ولم يصلوا الحركة النقابية لكن هي وصلتهم..
مايو كانت ضربة واضحة للحركة النقابية في السودان..
كنا نفتكر إننا لا يجب أن نعلن العداء لمايو، نحن لدينا فكر وبرنامج وقوة. نقد مع احترامي له لم يكن رجل ميداني ولم يأخذ حظه من العمل الميداني الشاق، لذلك لم تكن تقديراته بالشكل المطلوب. عبد الخالق محجوب عندما كان يقوم بزيارة للجزيرة كنت أقدمه الزميل سكرتير الحزب الشيوعي السوداني وليس أكثر من ذلك. الآن هناك (كاريزما) لقيادات الحزب ونظرة لا علاقة لها بالفكر الشيوعي والروح الرفاقية.
تركيبة الطبقية للحزب الشيوعي لم تعد كما كانت من الطبقة العاملة والمزارعين والبرجوازية الصغيرة والمثقفين الثوريين..
أيوة مافي.. لم تعد هناك طبقة عاملة اغلبهم مات فضلت أنا وتاج السر حسن، كل القيادات القديمة في الحركة العمالية ماتت، والموجودين الآن في الحزب " ماسكين شهادة البحث" للحزب الشيوعي السوداني لا يوجد عمال ولا مزارعين..
أعتقد البعض ان المؤتمر الخامس يمكن أن يسهم في تغييرأسم الحزب..
لقد حدث هذا من قبل في مؤتمر الجريف، وتم إعلان الحزب كحزب اشتراكي.. لكن تم إلغاء ذلك من داخل اللجنة المركزية.
أين أنت الان من الحركة النقابية؟
وصلني خطاب من رئيس الجمهورية لتكريمي في دار الرياضة، لم أذهب ولا يمكن ان أذهب لأني ادرك أن ذلك تم بإيعاز من الذين يمسكون الآن بـ"الكيكة" ويأكلون منها بأسم الحركة النقابية والعمال، المكتب النقابي كانت دورته سنة وتتم انتخابات بعد ذلك، بعد مراجعة الميزانية عند مراجع يسمى "يوحنا" واستخراج شهادة بذلك، من ثم مباشرة المكتب الجديد لمهامه. القيادات النقابية في الماضي كانت محترمة جدا، حضورنا للمشاركة في اجتماعات الاتحاد كانت تتم عبر كتابتنا لطلب نرجو فيه منحنا أجازة ليومين بحيث يتم خصمها من الأجازة السنوية.. كان العمل شريف جداً ولا شيئ يسمى تفرغ..
هل أضرت نقابة المنشأة بالحركة العمالية؟
لا.. بل هي كانت نهاية الحركة العمالية، كنا نتمنى ان نجلس مع غندور ونسأله عن الحركة النقابية التي قدمت أكثر من 500 سنة في السجون و18 شهيد..
على عاتق من يقع عبء النهوض بالحركة النقابية؟
مسئولية القوى التقدمية..
المؤتمر الوطني الآن استطاع تخدير الحركة الشعبية ووضعها في الانعاش، من مصلحة الحركة الشعبية أن لا يكون هناك انفصال، وللخروج من هذه الأزمة الحالية تحقيق جبهة وطنية ديمقراطية تشمل فئآت المستضعفين والثوريين من المزارعين والعمال، وهم موجودين ويمكنهم المساعدة في الخروج من الأزمة كما ساهموا من قبل. وإذا وجد الجسم المعافى يستطيع أن يخاطب " الجن الأحمر ذاتو"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا