الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معايير الوطنية لا تقاس سوى بالممارسة وليس بالزي الفلكلوري

تميم منصور

2010 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية



الوطنية ليست هواية أو فلكلور يرتديه راقصو وراقصات فرق الفنون السياسية، لقد أصبحت الوطنية في نظر الكثيرين سطل دهان وفرشاه يحملها من يريد ويكتب بها من يريد وأينما يريد ومتى يريد، كما حولها هؤلاء إلى سرير ينام عليه من يريد.

ليس من حق من يدعون السير على دروب العمل الوطني حيناً ثم يتنازلون بسرعة عن مواقفهم السياسية ارضاءاً لمصالحهم الشخصية ان يستمروا في عملية الخداع بطرق لفظية ملتوية ، تتحول مصالحهم الى مقدمة فوق مقدمة المجتمع الذي اختاره كي يمثله في مواقفه المشرفة السياسية منها والأجتماعية .

لقد ادخلنا هؤلاء القادة العابرون الى محطات المزاج والتطهير اصبحت هذه المحطات عناوين اللجوء لهؤلاء الذين يصرون على امساك عصا الوطنية من الوسط ، حيث تميل العصا حسب المصالح الشخصية .

هل من حق هؤلاء التصرف كما يحلو لهم ؟ هل من حقهم ان الأستمرار في رسم المهازل دون احترام للذين يمثلونهم ؟ المواطنون العرب في اسرائيل يعانون من قبل كافة الوزارات والمؤسسات وفي مقدمتها وزارة الداخلية التي يقف على رأسها رمز العنصرية "ايلي يشاي" الذي وضع على اجندته تقليص الميزانيات وهدم البيوت العربية !! ايلي يشاي تلميذ عوباديا يوسف الوفي في كرهه للعرب يتحول الآن الى وزير فاشل تصب عليه اتهامات التقصير في كارثة حرائق الكرمل .. تلك الحرائق التي كشفت العري الاسرائيلي .

وفي نفس الوقت الذي يتخبط فيه ايلي يشاي مستنجداً ، يسارع 25 رئيس سلطة محلية عربية للاعلان عن مبايعتهم لهذا الوزير المعروف بوقوفه وراء قانون منع جمع شمل الألاف من الأسر والعائلات العربية الفلسطينية، فسبب لأبناء هذه الأسر كل معاني التشريد والحرمان والتمزق.

الوزير ايلي يشاي الغارق حتى الثمالة في مستنقع معاداة العرب والمغالاة في التطرف والمواقف اللا انسانية لسان حال والكرباج الذي يضرب به الحاخام عوباديا يوسف رؤوس وجلود المواطنين العرب، من خلال الفتاوى التي يصدرها بين الحين والأخر، وكان يشاي من الأوائل الذين طالبوا بالغاء الجنسية والمواطنة الاسرائيلية عن المواطنين من عرب (48) خاصة اولئك الذين يتهمون إما بالوقوف إلى جانب قضايا شعبهم أو يتهمون بقضايا أمنية، انه غني عن التعريف في مواقفه الرافضة وبإصرار لوقف زحف سرطان الاستيطان داخل الضفة الغربية.

أثبت هذا الوزير فشله في قضايا كثيرة وقد اتهمه مراقب الدولة مباشرة ، حمّل من خلاله يشاي مع اخرين مسؤولية كوارث الحرائق التي نشبت في جبل الكرمل .

من الطبيعي أن يرفض وزير الداخلية تحمل مسؤولية الفشل وحده، فاعتبره جماعياً خاصةً وأن غالبية وسائل الاعلام الاسرائيلية وجهت له سهاماً سامة من الانتقاد وطالبته بالاستقالة ولا تزال تغرقه بطوفان من مقالات النقد القاسي.

عندما شعر يشاي بأنه أصبح محاصراً ولا أحداً يقف إلى جانبه ويشد من أزره أوعز لاصدقائه من رؤساء السلطات المحلية كي يهبوا للتخفيف من لهب نيران الانتقاد التي تحيط به، لكنه لم يجد من يحمل اطفائية من الوسط اليهودي خاصةً من رؤساء السلطات المحلية، عندها سارع الأشاوس وأصحاب النخوة والشهامة من رؤساء السلطات المحلية العرب للوقوف إلى جانبه في محنته هذه، لقد انبرى 25 رئيس سلطة محلية عربية ووقعوا على عريضة أعلنوا من خلالها كل الدعم والأطراء للوزير المذكور، حقيقة ان هذه الرسالة تعبر عن نفاق هؤلاء وهي بمثابة العار الأسود بحد ذاته الذي سوف يلاحقهم، هل استشار هؤلاء المنافقون المتخاذلون المواطنون الذين اختاروهم قبل اصدار شهادات النفاق باسم سلطاتهم المحلية؟. اين كرامة ابناء مجتمعهم في هذا الإطراء (اليشايي) ؟

من بين هؤلاء الموقعين على عريضة النفاق (اليشايي) ، رئيس بلدية الطيرة في المثلث ورئيس السلطة المحلية في جلجولية، ، هل يعتقد هؤلاء وغيرهم ان المناسبات الوطنية بالنسبة لهم ازياًءا فلكلورية يرتدونها فقط في بعض المناسبات الوطنية. .
ما رأي الجبهة والحركة الاسلامية وحزب التجمع حين تكون التصريحات بعيدة عن الآلتزام الجماهيري وبعيدة عن المواقف الثابتة .

ام ان الغاية تبرر الوسيلة والفجوة بين المبادىء والواقع ليس مهماً في عرف الذين تصبح مبادئهم مجرد استثمار الكراسي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر