الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منصب مستشار الامن القومي

عصام البغدادي

2004 / 9 / 23
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


قبل اربعين عاما من تاريخ العراق المعاصر ، كان بهجت العطية يشغل منصب مديرا للامن العام في العراق ، ويبدو ان ذلك المنصب كان كافيا لادارة الامن في العراق بسكانه الذين لايتجاوز عددهم انذاك سبعة ملايين نسمة، فهل العراق حاليا بحاجة لمنصب مستشار الامن القومي الذى يتصارع عليه اصحاب السيادة من حملة الجنسية الاجنبية ؟؟ هل الحكومة العراقية تستمر في التمسك بهذا المنصب الذى اخترعه لها بريمر ؟كنسخة تقليدية من منصب مستشار الامن القومي الاميركي؟ فدول مثل الولايات المتحدة او المانيا او فرنسا تحتاج الى مثل هذا المنصب نظرا لمصالحها الخارجية الواسعة والممتدة وبحكم التحالفات المعلنة والسرية.
وهذا المنصب في العراق ليس ضروريا ابدا حتى اذا سلمنا ان ظروف الاحتلال وموضوع استعادة العراق الصورية لسيادته، وما نجم عن تحول العراق الى ساحة تصفية الحسابات الدولية والاقليمية بكافة مجالاتها السياسية والاقتصادية والمخابراتية والطائفية والشخصية يتطلب رجلا ما يشغل هذا المنصب، ثم اذا شغله شيعيا تتكالب عليه السنة وان شغله سنيا سوف تتكالب عليه الشيعة ، بحكم الصراع الطائفي في العراق الذى بذرت بذوره المعارضة منذ صار لها كيان غير نقي وغير ناضج على ارض خارج العراق وتطور هذا الصراع الى حد الاغتيالات والتصفية الجسدية لبعض الرموز السياسية الواردة من مختلف البقاع والتى لا تملك الا الهوية بحكم ميلادها في العراق وهي البعيدة كل البعد عن حقيقة معاناة الشعب العراقي وهم لم ياتوا لخدمة العراق وشعبه بقدر طموحاتهم ومطامعهم الشخصية بالثراء كما حصل مع الوزير السابق للداخلية اذ غادر الى بريطانيا بعد قضية الاموال العراقية المهربة الى لبنان.
الغريب ان من يشغل المنصب ليس له ادنى خبرة مهنية ، فهل توافق الحكومة على تعيين مستشارا تربويا او تعليميا في احدى الجامعات العراقية اذا كا ن مثلا طبيب اسنان او شرطي مرور؟؟؟ بالطبع كلا ، وسيكون هناك عدد من الاعتراضات لا حصر له، اذن لماذا لايكون هذا المنصب اذا احتاجوا اليه ان لايشغله مهنيا محترفا في مثل هذا المجال؟؟؟ الجواب بسيط جدا : لان اقطاب السياسة العراقية الحاليين يخافون مثل هذا المحترف او "المهني" خشية ان يدبر لهم مقلبا يخشون خاتمته، اذن ليس عليهم الا ان يختاروا من سلة " الدكاترة : تلاميذ السى اي ايه " لحماية انفسهم وحماية حكومات هشة مضت وسوف تأتي لحين استقرار احوال العراق واعادة تربية الاجيال فيه وهذا سوف يحتاج عشرات من السنوات القادمة.
واذا كان ردهم : تأسيس هذه المناصب للمستقبل منذ الان ، فلماذا لا يؤسسوا للمجالات الاخرى الاكثر اهمية وحيوية من مجرد منصب وهمي ابعاده التنسيق بين الاجهزة الامنية المختلفة ، لكن يبدو ان لاشىء قد تغير البتة ، فهاهي حليمة ترجع لعادتها القديمة !!

نكتة:
مرة ابو بريص سكران كال لصاحبة لولا الشرب والنسوان جان هسة اني تمساح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية #سوشال_سكاي


.. بايدن: إسرائيل قدمت مقترحا من 3 مراحل للتوصل لوقف إطلاق النا




.. سعيد زياد: لولا صمود المقاومة لما خرج بايدن ليعلن المقترح ال


.. آثار دمار وحرق الجيش الإسرائيلي مسجد الصحابة في رفح




.. استطلاع داخلي في الجيش الإسرائيلي يظهر رفض نصف ضباطه العودة