الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجزائر هي الجواب

علي شكشك

2010 / 12 / 16
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


هذا هو العرس الفلسطيني, يُعزفُ في الجزائر,
لأوّلِ مرة يلتئمُ ملتقى مثل هذا, يلم سنوات السجون وآهات الأسرى وما ترسب في قلوبهم من عبق الحرية وحكمة الصبر, وما استكنّ في أرواحهم من أريج الأمل, وما اشتاقت إليه نفوسهم من فضاء التحرر, يتمّ كلَّ هذا على أرض الجزائر التي تزينت نزلها بأرواح هؤلاء الأسرى ومناصريهم, الأسرى الذين عزَّ التقاؤهم وتجمّعُهم في أي مكان على وجه الأرض, تشابكت العناقات وتسابقت الأشواق وانفجرت أنهار الذكريات بين رفاق الأسر, انفجرت سخيةً وحارّةً على أرض الجزائر, يحدوهم جميعاً أملٌ وافرٌ في نهارٍ جديدٍ يبزغُ من الجزائر, نهارٍ يشرق على جبين الأسرى, الأسرى وقود الحرية والشهداء, يحملون نياشين الشرف, ويتزين بهم الشرفُ نياشين على هامة الشرف, ليزداد بهم المجدُ والشرف, شرفاً على شرف, وعلى أرض المجد والشرف, هنا في الجزائر,
الذين تفرقت بهم المنافي وبدّدتهم السجون وأحاط بهم المنون, هاهم يلتقون, هنا في الجزائر,
حين حالت بينهم الجدران والحواجز وقوانين المنع والاحتلال, وبعد أن تشتّتت نصوصُهم فيما تبقى من الوطن وما تناثرَ من عواصم, وما تكاثر من قواصم, كان لا بدّ من فضاء منطقيٍّ يجمعُ ما تناثر في النسيان أو انطوى, وطال عليه الأمد, أو زاغ عنه البصر أو طغى, وإذا كان لكلِّ مرحلةٍ إجابة, إجابة يستدعيها سياق التاريخ ومسار الأحداث, إجابة يستولدها منطق الأشياء وخصائصُ الإنسان, إجابة تُحدّدها بوصلة تكمن في جبلَّتها خارطة المسار, وجهة الخِيار, إجابةٍ يختارها السؤال, إجابةٍ تُحدّدُ السؤال, فكان لهذا أن كانت هي الجزائر,
هي التي من بين أسبابٍ وأسباب قد امتازت بحسم أمرها عند منعطفات الزمان في البر أو في لجج رياس البحر, وتواصلت في جيناتها مورِّثات الحرّيّة وثورات الانعتاق, وتحملت أكبر فاتورة للشهداء في التاريخ, وأكبر فاتورةٍ للأسرى, هي اليوم تحمل فاتورة الأسرى, وتحمل على كاهلها أكبر فاتورة للظلم وأكبر فاتورة لسنوات القهر,
وهي تحمل فيما تحمل من أوسمةٍ وسامَ صلاح الدين لتحرير بيت المقدس, ووسام ذراع سيدي بومدين, ووسام لالّة فاطمة نسومر,
وهي تملك فيما تملك من حجج, حجّةَ ملكية حارة المغاربة وساحة البراق, كما يقف لها حائط البراق,
وهي تملك فوق هذا نبلها القديم, حتى في التعامل مع المعتدين المستعمِرين المستدمرين, الذين أمعنوا ظلماً وعدواناً وقتلاً, لكنهم حين وقعوا أسرى في يدِ عبد القادر, الأمير, كان يُحسن معاملتهم إلى درجة أنه كان يحرص على حسن تغديتهم أكثر من تغدية جيشه,وعند نقص الطعام كان يحرص على إطلاق سراح أسراه, وكان يداوي جرحاهم ولا يسمح بقتلهم, وقد شهد بذلك الأعداء أنفسهم والجنود الفرنسيون العائدون من الأسر, وقد كان الأمير أول من وضع أصول وأسس معاملة المدنيين تحت الاحتلال, وصاغ لوائح معاملة الأسرى,
فإذا كانت الجزائر قد صاغت وأسست لحقوق الأسرى الأعداء حتى عندما كانت هي نفسها تحت الاحتلال, فكيف لا تنتصرُ اليوم لقضية الأسرى وهي جزءٌ من قضية التحرر والاستقلال, وهي تخص البوم الأهل في فلسطين الأشقّاء, إضافةً إلى أنّها اليوم حرةٌ مستقلة, لم تعد يُثقلها الاحتلال,
فإذا كانت الأمور على هذا الحال, فكيف لا تكون الجزائر هي الإجابة الكاملة على كلّ السؤال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث تحت الأنقاض وسط دمار بمربع سكني بمخيم النصيرات في


.. مظاهرات في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وإعادة المحتجز




.. رغم المضايقات والترهيب.. حراك طلابي متصاعد في الجامعات الأمر


.. 10 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في حي النصر شمال مدينة




.. حزب الله يعلن قصف مستوطنات إسرائيلية بعشرات صواريخ الكاتيوشا