الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحزاب الإسلام السياسي وديمقراطية آخر زمان!

حامد الحمداني

2010 / 12 / 16
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هنيئاً لك يا شعب العراق، وهنيئاً لكم يا من وضعتم بيضكم في السلة الأمريكية، وصدقتم بوعود بوش الابن بعراق ديمقراطي على أنقاض دكتاتورية صدام وحزبه الفاشي،فإذا الديمقراطية الموعودة التي بشركم بها المحتلون الأمريكيون نظام طائفي متخلف عفا عليه الزمن ليعيد العراق إلى الوراء 1300 عاما، بعد أن سلم الحكم لأحزاب الإسلام السياسي الطائفي،الذين تقاسموا السلطة، وسيطروا على البرلمان، وشرّعوا لنا دستوراً على مقاسهم، وفي كل مادة فيه ثغرة، وبكل ثغرة قنبلة موقوتة ليبقى الشعب يعيش في دوامة فقدان الأمن والعيش بسلام، دون أن يعكره عشاق الجنة، والحالمين بالحوريات الحسان، بسياراتهم المفخخة، وأحزمتهم الناسفة، وقنابلهم المزروعة في شتى الطرقات لتحصد كل يوم أرواح الأبرياء، ويخاطب القتلة ذويهم بأن لا تحزنوا على ضحاياكم فمأواهم الجنة الموعودة!!.
والحرية التي لا قيمة للمواطن بدونها، باتت ألعوبة بأيدي أحزاب الإسلام السياسي، تفسرها كيفما تشاء، باسم الديمقراطية العرجاء، طالما سمح لهم الدستور العتيد الملئ بالتناقضات في مواده كما هو معروف للجميع.
لم يعد لشرعة حقوق الإنسان التي أقرتها الأمم المتحدة مكان في قاموس المتأسلمين، فهؤلاء لهم شرعتهم التي يفرضونها على الشعب بالقوة، فيفرضون الحجاب على المرأة، بل لقد تعداها إلى الأطفال الصغار من الإناث الذين يمثلون نصف المجتمع، وتمادى المتأسلمون في غيهم ليفرضوا ذلك على الطوائف الأخرى من المسيحيين والصابئة والأيزيديين، وكأنما الشرف والأخلاق في عرفهم يتمثل بهذا السجن الرهيب.
لماذا لا يضعوا هم الأكياس السوداء لتغطي رؤوسهم كي تطفئ شهواتهم المكبوتة، فهم لا يفهمون من الحياة سوى شهواتهم الجنسية، ولا يعترفون بالمرأة كإنسانة على قدم المساواة مع الرجل، بل يعتبرونها عورة حسب زعمهم وهي في واقع الحال أقدس وأعظم وأنبل منهم.
لقد بات في عرف هؤلاء الذين يعيشون في القرن الحادي والعشرين بعقلية ما قبل ألف وثلاثمائة عام، ولا يدركون ان العالم قد تغير، وأن كل شئ في حالة تغير وتطور مستمر، ولن يستطيع أصحاب الأفكار السوداء الوقوف بوجه هذا التطور والتغير.
إن قيم الأخلاق ايها السادة تتمثل في الصدق والأمانة والعفة والنزاهة، واحترام حريات المواطنين الشخصية والعامة، وليس في منع الموسيقى ومختلف الفنون وإغلاق مقر اتحاد الأدباء والكتاب بدعوى تناول المشروبات!، وإذا كنتم حقاً حريصين على الأخلاق والقيم النبيلة فعليكم أولاً وقبل كل شئ أن تكونوا صادقين مع أنفسكم ومع المواطنين، ولا تحاولوا من خلال استغلال الدين، للتغطية على أهدافكم السياسية المتمثلة بمحاربة ذوي العقول النيرة من الكتاب والفنانين والشعراء، وقادة الفكر الذين يتابعون كشف الفساد والفاسدين، وتحاولون عاجزين عن تشويه سمعتهم، فالشعب العراقي يدرك تماماً ماذا تمثل هذه الفئة النيرة، وماذا تمثلون أنتم، فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.
لقد بلغ العراق على أيديكم الدرك الأسفل من الفساد الذي بات ينخر سائر جهاز الدولة من القمة حتى القاعدة، وهذا ما أكدته هيئة النزاهة، والمنظمة الدولية التي وضعت العراق في أول قائمة الدول التي ينخرها الفساد، والفاسدون لا يحق لهم التحدث عن الأخلاق والفضيلة، فهم والفضيلة على طرفي نقيض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألأتعاظ
عبد الكريم البدري ( 2010 / 12 / 17 - 01:49 )
ألأستاذ القدير ابا ناهض المحترم
طاب يومك البارد
احيي فيك هذه الروح التي تنبض بالأحساس الوطني والتنبؤ الذي توقعته وفق مقاييس حقيقية من خلال التجارب السابقة. هناك مثل روماني شائع يقول الآتي: اذا خانك احدهم مرة, فالذنب ذنبه. واذا خانك مرتين فالذنب ذنبك. والحليم تكفيه ألأشارة .
دمت بألف خير وصحة


2 - المعلم المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2010 / 12 / 17 - 05:52 )
امتنان وتقدير
على مداها ..اين قدمت امريكا خيراً..في كل بقعه وطئتها مزقتها..وكما قال الكريم البدري المحترم
يا سيدي هؤلاء قوم يدفعهم نقص عميق يفورون وهم يتقدمون وعندما يضربون يهربون ويتنكرون لما قالوا ووعدوا
لكم التقدير والأحترام


3 - حول تعليق الأستاذ عبد الكريم البدري
حامد شريف الحمداني ( 2010 / 12 / 17 - 11:42 )
أستاذي الفاضل عبد الكريم البدري:أن ما آلمني وما زال يؤلمني حتى الساعة هو الوضوع المأساوي الذي حل بالعراق منذ وقوع الغزو الأمريكي عام 2003 بعد أن وضعت أحزاب المعارضة العراقية بيضها في السلة الأمريكية، معتقدة أن أمريكا ستمن على العراقيين بالمن والسلوى، وسنحررهم من طغيان الفاشية القومية الصدامية وترسي قواعد نظام ديمقراطي في البلاد لا مكان فيه للاستبداد والقهر والسجون والتعذيب، وستعيد بناء البنية التحية المهدمة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والصحية...إلى أخره من الاحلام الوردية، ولقد حذرت من توقع كل هذه الأحلام ، بل وحذرت من الخراب والدمار والويلات المصائب التي سيسببها الغزو الأمريكي المنتظر للشعب العراقي، وها هي الأيام قد اثبتت لنا ذلك ، فقد تم استبدال نظام الفاشية القومية بنظام اشد بؤسا وهو الفاشية الدينية الطائفية الظلامية التي نشهدها اليوم باجلى مظاهرها


4 - عبد الكريم البدري وحامد
رحيم الغالبي ( 2010 / 12 / 17 - 22:10 )
صحيح...
لكن اكبر فاشيه في تاريخ الانسنيه وتاريخ الطغاة هي فاشية صدام...احواض التيزاب ومثرمة البشر ومئات القرى دفن جماعي وكيمياوي لاهتلر ولاموسليني ولايزيد بن معاويه
تحياتي لكما


5 - يا لعارهم!
سمير طبلة ( 2010 / 12 / 18 - 17:23 )
فمصيرهم لن يكون بأفضل ممن سبقهم!
قيل صدقاً وخبرة: الكفر يدوم والظلم لا يدوم. ولن يدوم!
مع التقدير لكلمات استاذنا الفاضل، وأصدق التمنيات للجميع بعام جديد آمن!


6 - الامريكان مره اخرى
فراس فاضل ( 2010 / 12 / 18 - 17:33 )
سيدى الكاتب الحمدانى المحترم --الامريكان حررونا من الطاغيه وانتهى دورهم والحكم بيد العراقيين --لماذا لايغيرون الدستور ويتكاتفون جميعا وينسون كل ضغائنهم --المالكى الان وقبله الجعفرى وعلاوى وووكلهم عراقيين لماذا نحن نعلق اخطائنا على شماعه الامريكان --اتمنى ان يحكم العراق السيد مقتدى الصدر كم شهر او الدلوعه عمار الحكيم او غيرهم وهم كثر والحمد لله --عندها ستقول الف رحمه عليك ياصدام ويا امريكا ويا هتلر----متى سنستفيق من نومنا ونكون كالبشر نحب بعضنا البعض ونحس بعراقيتنا


7 - رد على تعليق السيد فراس فاضل
حامد شريف الحمداني ( 2010 / 12 / 18 - 19:26 )
السيد فراس فاضل المحترم:أولاً وقبل كل شئ هناك فرق كبير بين التحرير والاحتلال،وامريكا كما تعلم استصدرت قراراً من مجلس الأمن بكونها دولة محتلة،وثانياً أمريكا ما تزال تحكم العراق من وراء الستار ، وقواتها العسكرية ما تزال في البلاد ، ولن تسحبها بشكل نهاني على المدى المنظور، وهي ستمارس نفس السياسة التي مارستها بريطانيا ابان احتلالها للعراق في الحرب العالمية الأولى وضطرتها ثورة العشرين إلى تغيير خططها في الهيمنة على العراق، فأتت بالأمير فيصل ملكاً على العراق، واقامت الدولة العراقية الملكية، لكنها استمرت في الهيمنة على مقدرات العراق حتى قيام ثورة 14 تموز،ولا أخال أمريكا ستترك ، ؟ ألعراق .وثالثاً من اتى لنا باحزاب الاسلام السياسي الطائفية إلى الحكم ، ألم يكن بإمكان امريكا اختيار حكومة من التنكو قراط من المستقلين لأعادة بناء المؤسسات العراقيى المهدمة؟
ورابعاً ألم يكن الجلاد صدام هو من يتحمل مسؤولية كل الكوارث التي حلت بالعراق؟وهل نسينا جرائمه البشعة بحق الشعب والوطن ؟هل يمكن نسيان حروبه


8 - لاسلام السياسي وماذا بعده
احمد بهاء الدين ( 2010 / 12 / 18 - 22:16 )
كاتبنا الا ترى ان السياسة الان تختلف عن سياسات خمسينات وستينات القرن الماضي السياسات تتغير باستمرار حسب الحالة الاجتماعية والمصالح والتحالفات السياسية سؤالي الم تكن القوى السياسية متوحدة القوى العلمانية والدينية والكردية من اجل تحرير العراق ولكن تنكلت بعض القوى الكردية والدينية للقوى العلمانية . الم يكن ازاحة الدكتاتور هدف الجميع ماذا حصل بازاحته الكل بدأ بنهش بالعراق لصالحه وخصوصا دول الجوار وامريكا كان وجود صدام يبعد المنطقة قليلا عن الاحزاب الدينية ليس بحكمته ولكن ببطشه ولكن ارحم مما وصلنا اليه المهجرون ازدادوا اضعاف اضعاف البلد كانت تنهب من التكارتة الان تنهب من الجميع ايران قوى تاثيرها بالمنطقة كثيرا ووصل الى لبنان ومصر امريكا تقدم خطوة وتتراجع عن ضرب ايران بعد تجربتها الفاشلة بالعراق المهم حصلى خلل كبير بالتوازنات بازالة النظام السابق العراقي ولايوجد من يشغله فبدأت تركيا وايران والسعودية تتنافس على موطن قدم للسيطرة على المنطقة الغنية بالنفط المهم الان التيار القوي الذي يحكم اي دولة هو تيار ديني او طائفي ولامكان للعلمانية وللآسف شعوب المنطقة تنجر نحو التعصب الديني


9 - رد واقعي
رحيم الغالبي ( 2010 / 12 / 18 - 23:02 )
ليس دول الجوار تنهش بالعراق انما رواتب البرلمانيين وحماياتهم ومرافقيهم والعمائم المزيف والاسلام منهم براء
لايوجد علماني سارق بقدر ممن اطال اللحيه بعد ان نزع الزيتوني
لو ينهض الحسين لحاربهم قبل ان يحارب يزيد


10 - تعقيب
رحيم الغالبي ( 2010 / 12 / 19 - 13:19 )
الوضع المأساوي حل بالعراق منذ شباط 63 الاسود وللان
لكن الوضع السيء الان لايبرر جرائم البعث الذين سوف يعودون تحت عمائم النواب الان بحيث اعاطوا طغاة البعث يوم امس ورفعوا عنهم الاجتثاث وسوف يعطوهم مناصب قياديه اذن توقيع هؤلاء المجتثي بالبراءه من البعث دليلا عللا جرائمهم المفروض يعتقلون ويحاسبون وفق القانون والدستور
المطلك الى اخر يوم بالحزب وعنصر مخابراتي مرتبط بمخابرات الرئاسه مباشرة مع صدام
راجعوا موقع براثا النص الاصلي من كتاب انتمائه لاخر يوم للمخابرات
الشعب لم يجد الرفاه والعيش السعيد فقط من 14 تموز 58 الى شباط 63 وبدأ
الخراب منذ شباط وللان

اخر الافلام

.. ا?غرب وا?طرف الخناقات بين ا?شهر الكوبلز على السوشيال ميديا


.. عاجل | غارات إسرائيلية جديدة بالقرب من مطار رفيق الحريري الد




.. نقل جريحتين من موقع الهجوم على المحطة المركزية في بئر السبع


.. سياق | الانقسام السياسي الإسرائيلي بعد حرب 7 أكتوبر




.. تونس.. بدء التصويت لاختيار رئيس الدولة