الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم..حق الأكراد العراقيين بالانفصال

ضياء حميو

2010 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


هذه "النعم" تنطلق عن قناعة بحق الشعوب بتقرير مصيرها ،بما فيه حق الانفصال.
ومن عربي عراقي "ضمن التصنيف القومي"عاش معاناة الكرد وعاشرهم في إحدى المدن الكردية لأكثر من ست سنين،والحديث هنا عن شعب يتمتع بكل المواصفات لإنشاء وطنه القومي "لغته ،وثقافته وتاريخه ،وتضحياته ،وأرضه التي يسكن فيها هو وأجداده من قبله"..!!
شعب صار ضحية لاتفاقات الكبار بعد الحرب العالمية الأولى ومازال..!!
عمليا فان أكراد العراق يديرون شؤونهم بشكل منفصل منذ عام 1992 أي قبل دخول الأمريكان بسنوات ،وقد عايشنا الفترة التي أوعز صدام بها لموظفي الدولة والجيش بالانسحاب من محافظات السليمانية ودهوك واربيل ،بحساب انه بهذا الانسحاب سيترك فراغ إداري وامني يسهل له العودة بطريقته هو ..ولقد نجح هذا الأمر الذي أسفر عن اقتتال " الإخوة الأعداء" لمدة ثلاث سنين بحرب عبثية ،دفع المواطن الكردي ثمنا لها باهضا ،ولكن ماتلى ذلك والى الآن اثبت ان الكرد قادرون على إدارة شؤونهم بشكل يحسدهم جيرانهم عليه.
يتم اتهام القادة الكرد بالبراغماتية ،وهذه التهمة هم لايردونها ...!!
لمَ يُطلب منهم ان يكونوا أكثر ملكية من الملك؟!
لو كنتُ كرديا لطالبتُ قادتي بان يضعوا مصلحة شعبهم فوق أي اعتبار،والى الجحيم بالطوائف وصراعاتها وصراعات البلدان التي تمولها وتأمرها.!
ولكن مهلا..!!
هل حقا يريد ساسة الكرد الانفصال؟!
لا اعتقد..!
لأسباب غاية في البساطة...ومن خلال الحساب البسيط...ماهو النفع الذي سيعود به الانفصال به عليهم؟!
إنهاء مشاكل المناطق المتنازع عليها؟ هذه سيتم حلها عاجلا أم آجلا وبدون انفصال أسهل منها بعد الانفصال.!
مكاسب سياسية؟ لدى الكرد سيادة كاملة سياسية واقتصادية على إقليمهم وبغطاء دستوري لن تستطيع أي حكومة مركزية ان تحد من سلطاتهم عليه.
من خلال مناصبهم السياسية والبرلمانية في الحكومة المركزية فهم شركاء فعالون في تسيير الحكومة، وهذه الميزة سيخسرونها لو اختاروا الانفصال.
الواردات المركزية هم يستلمون نسبة 17% ،وهنالك من يعترض على انها أعلى مما يجب ان تكون عليه 13% .
وبعيدا عن موضوعة إيرادات النفط والغاز وغيره تبقى المسألة الأهم وهي علاقة الكرد بجيرانهم الثلاثة " إيران ،تركيا ،وسوريا " والثلاثة لديهم مشاكل مع اكرادهم ويتحسسون من أي مثال كردي مستقل بنفسه،ولن يدخرون أي جهد بإفشاله وخلق المصاعب له ..!وسيكون هؤلاء الثلاثة بموقف أقوى فيما لو تحولت المواجه بينهم وبين الكرد العراقيين بعيدا عن العراق.
ولكن مايجعل موقف أكراد العراق قوي هو امتداده السياسي والاقتصادي في وسط وجنوب العراق ضمن فيدرالية كانوا هم من أوائل من دعا إليها وتشبث بها وثبتها دستوريا، هي وغيرها من الفقرات الدستورية الخاصة بعلاقة الإقليم بالمركز ،وهذه نقطة لهم كساسة أذكياء كانوا أقوياء بوحدتهم ومنظمين ،استوعبوا كل نقاط ضعف وحماقات الطرف الآخر الضيق الأفق.ولا لوما عليهم فقد كانت في مصلحة شعبهم الكردي.
الانفصال الذي هو " حق " لهم ،سيجعلهم يضعون كل المكتسبات التي حققوها منذ عام 1992 والى الآن في ميزان المجهول من جيران يتطايرون شررا من تجربتهم الناجحة ،ومن مجتمع دولي لغاية الآن لم يفعل شيئا لحقوق أخوانهم الذين هم ثلاثة أو أربعة أضعاف عددهم في بلدان الجوار الثلاث.
الطرف العربي في العراق سيكون خاسرا ايضا..!
وهنا ليست خسارة البترول هنا وهناك ،فكل لديه مايفوق الخيال من إيرادات وأسعار ستصل إلى مستويات لم يكن تخيلها سابقا..!
بل الخسارة في مكون وطني مهم جدا في التوازن السياسي لمستقبل عراقي ،تسد مكوناته المختلفة عرقيا ومذهبيا فيه أبواب التفرد المطلق.
والأحرى بالسياسيين العرب من العراقيين ان يرفعوا هم وعن قناعة شعار "حق تقرير المصير للشعب الكردي بمافيه حق الانفصال " لبناء ثقة غير موجودة بينهم وشركائهم في الوطن ،ويتركوا حساب خسارات الربح والخسارة في الانفصال للشعب الكردي ذاته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية للعزيز ضياء
كريم الزكي ( 2010 / 12 / 17 - 15:03 )
عاشت ايدك مقال رائع
ابو نبراس


2 - بوركت
ديار ريكاني ( 2010 / 12 / 18 - 06:04 )
مقال ينطوي على الكثير من المنطقية وحسن التحليل...بوركت


3 - الشكر والتقدير.. وسجال بسيط
حميد خنجي ( 2010 / 12 / 18 - 12:12 )
حقا يا زميل انك وضعتَ النقاط على الحروف في مسالة قومية تاريخية عصية وعويصة ،ببصيرة مركزة مكثفة ورؤية سياسية واضحة ولقد انصفتَ حقا هذا الشعب المناضل الابي! أتفق معك تماما وحتى الافق المنظور من وجود المنطقة الكردية القومية ضمن الفيدرالية العراقية افضل للكل، ولو ان هذا الحل الاممي الجميل سيغضب الشوفيين العرب، لأسبابهم الخاصة
اخي.. اقتراحك الذي ورد على سبيل الفَرَض، في جملتك الاخيرة يتحمل في طياته الايجابي والسلبي ! إنه اشبه بجنديين متقدمين منفصلين بعمود فقط على رقعة الشطرنج نسميها نحن في البحرين: بو راسين


4 - مقالان
عبدالله الداخل ( 2011 / 1 / 13 - 14:55 )
أرى جوانب إيجابية في مقالك هذا، فأنا أيضاً عشتُ بين الكـُرد، وأعرف جيداً كم هم أهلٌ لكل حقوقهم القومية، ولكنا جميعاً تربّينا على الأخوة العربية الكردية، وهذا شعارٌ خالد للأحزاب اليسارية العراقية، شعارٌ يُسيء إليه رجعيو اليوم كما أساء إليه فاشيو الأمس، ولا ندري ما يخبّئ الغد لهذا الشعب المظلوم؛
هذا الشعار في رأيي يمثل تكتيكاً صحيحاً في الاستراتيجية التي يؤمل أن توصل إلى بناء نظام إجتماعي عادل في العراق، ففي الغرب يتحدث المثقفون عن مجتمعاتهم بفخر باعتبارها
multi-cultural
فلماذا يكون هذا ممكناً في نظام ٍرأسمالي (المملكة المتحدة تحتوي على مجتمع مسلم منطو ٍ، بالإضافة إلى كونها من أربعة كيانات سياسية)، بينما لا ندعو إليه وأن يكون في ظل نظام إشتراكي أكثر تنظيماً وأكثر عدلاً بكل تأكيد؟

أقول - أعود إلى مقالك هذا بعد قراءتي المقال الأخير لمحمد نفاع على الرابط التالي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=241324
حيث أرى بعد قراءتهما ضرورة التوصل إلى فكر جديد يستطيع الإجابة على الأسئلة الصعبة بعد خسارة التجربة الإشتراكية فيما يتعلق بالمسألة القومية (في الإتحاد السوفييتي سابقاً)؛
تحياتي

اخر الافلام

.. المجلس الحربي الإسرائيلي يوافق على الاستمرار نحو عملية رفح


.. هل سيقبل نتنياهو وقف إطلاق النار




.. مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار عملية رفح بهدف


.. حماس توافق على الاتفاق.. المقترح يتضمن وقفا لإطلاق النار خلا




.. خليل الحية: الوسطاء قالوا إن الرئيس الأمريكي يلتزم التزاما و