الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضائية يسارية علمانية

شذى احمد

2010 / 12 / 17
ملف مفتوح – أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية


هناك نقطتان مهمتان تضمنتهما دعوة الحوار لكتابها. أولا العنوان فضائية يسارية علمانية . هل اليسار هو العلمانية هل العلمانية هو يسار هل هما صنوان رديفان. وجهان لعملة واحدة أم تؤمان سياميان. إن لا فهذا يعني أن الدعوة يريدها احد الطرفين ويموه بالأخر. ماذا عن الآخرين. الذين لا يقلون أهمية ودعما ومكانة وهم ينتمون لتيارات فكرية أخرى تلتقي مع اليسارية والعلمانية في بعض الأهداف وتبتعد عنها بأخر. هل سيكون صوتهم أوطئ بالحديث لان الحكومة في هرم القناة يسارية علمانية.
النقطة الثانية هي نقاط الحوار في الدعوة كانت احد عشر نقطة تذكرت القصة المشوقة التي وردت بالقرآن لما قص يوسف على أبيه .. يا أبت إني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدون لك.. انظر هل يمكننا أن نشبه. الحوار هذه المؤسسة الفكرية التي لا تملك أسلحة ولا تمويل اغلبهم بجيوب مثقوبة وأحلام تغيض السلاطين لكنهم لا يتوقفون عن الشغب . يتوعدون الراسخ الراسب في المجتمعات العربية بالتغيير. هل دعوة الحوار رؤية يوسف . هل علينا وهو يختارنا للإجابة القول: لا تقصص رؤياك على صفحاتك كي لا يكيد لك أخوتك من الأنظمة والإعلام المسيس. أم سنكون أكثر فطنة من أبي يوسف ولا نتركه يذهب معهم في رحلة الصيد المجهولة فيلقونه في اليم فيضيع حلمه وقد لا تمر به قافلة وتنتشله فلا يبقى بعد ذلك من يحلم أو يجرؤ على حلم كحلم يوسف. هه ما رأيكم ؟.

أم أن علينا التفكير بواقعية أكثر ونقيم ورشة عمل تشبع كل نقطة من نقاط الموضوع ال11 نقاشا وتحليلاً.
يختصر البعض بان الهم مادياً . جد ممول وينتهي الأمر. الأمر ليس كذلك فهناك قنوات ممولة من أثرياء لكن تأثيرها سطحي ولا تحقق نتائجها. يفوق أعداد القنوات الفضائية العربية التسعمائة قناة بحسب بعض الإحصائيات. والناس لا تتابع إلا بعضها لما؟.
في الدول المتقدمة لا يخيفها عدد المشاهدين بمعنى عدد من يتابع القناة لأنها باختصار تعتمد على طول النفس . هناك قنوات رصينة تدعمها الدولة لا تفكر بدعايتها ثم مردودها المالي لكنهم يفكرون في مضمونها وتميزه واستمراره. مثل دويتشه فله الألمانية والارته المشتركة بين ألمانيا وفرنسا وسويسرا. ولكل دولة قنوات رسمية لا تلهث وراء الربح المادي وبنفس الوقت هي ليست تابعة لأي حزب يحكم لان لعبة الديمقراطية لا تبقي الكراسي مغبرة لنفس الأشخاص لأكثر من أربع سنوات .
بمعنى أن هناك الخاص والعام.
ربما تجربة الانترنيت عملية. علها تستقطب مشاهدين يفوق عددهم مشاهدي الفضائيات الاعتيادية. لكن ما هي المواد التي ستبث. إن انفتاح القائمين على الفضائية على الوسائل الحديثة والبرامج المبتكرة كفيل بخلق أجواء تحفيزية للمتابعين. فإذا ما أرادت الفضائية أنتاج برامج ردح وصراع مثل التي تزخر بها الفضائيات فلن يكلف المرء نفسه عناء الذهاب لمشاهدتها على النت. و إذا ما اتخذت أسلوب الخطابة الممل فأنها لن تحاور سوى نفسها. مضيت أيام وأنا أتابع القنوات الدينية المتعصبة ـ تلك التي لا تبث إلا موادا دينية ـ هم يلعبون بعواطف الناس . بالأغاني بالموسيقى التصويرية بالمواضيع التي تشوقهم وتنومهم وتغيب وعيهم إلى حيث ما يريدون.
فما الذي تريده بقناتك اليسارية العلمانية؟.

من أروع ما سمعته عن بقايا الانضباط والتعبئة الشيوعية التي صارت اليوم في خبر كان من فم وزيرة خارجية أمريكا السابقة أولبرايت عندما زارت كوريا. قالت: من ضمن جدول الزيارة كان هناك دعوة لحضور احتفالا في مكان ما . تعجبت الصمت مطبقا. والمكان هادئ . دخلنا من رواق ما وكان مظلما وفجأة سطعت الأنوار . وإذا بنا في ملعب كرة قدم كبير ممتلئ وقدم الجالسون على المدرجات عروضا حبست أنفاسي وتملكني إحساسا لا استطيع وصفه.
هذه التربية التعبوية .هذا الانضباط صار في خبر كان. الآن الولد والبنت لا يعرفون إلا أغاني الراب. والأم لا تعرف إلا المسلسلات المدبلجة التافهة ماذا فعل مهند وماذا قالت سمر. ومن سيتزوج لارا. والى أين ستذهب المرأة المتآمرة. وان اجتمعوا فعلى مشاهدة احد أفلام التشويق والخيال. قد تعنى البرامج الحوارية نخبة طيبة من الناس لكنهم مع ذلك يفضلون بعض القنوات التي تبرع في التواصل مع هذا النوع من فن الحوار ومشاركة العامة فيها والأسماء معروفة لا تحتاجني للترويج لها.
صعب وشائك الطريق لكنه ليس مستحيلا. انه يبدأ من فكرة القائمين على المشروع وإيمانهم بضرورة جعل العمل جماعي وليس قرارا فرديا يتخذه من ستسجل باسمه القناة فيقصي ويبقي من يشاء. وحتى وان كان للمشروع رأس ككل مشاريع الأرض عليه أن يؤمن بان قوته من قوة العاملين معه. ومهارة كل منهم في اختصاصه. هل ستقبل الفضائية اليسارية بمقدمات برامج محجبات أقول لما لا بل أشجع . لكي يعرف الأخر الذي يفرض على مذيعة وضع الغطاء على رأسها في مقابلة مع رجل من هذا الحزب الديني أو ذاك بأننا نكفل الحريات ما دام كل منا يحترم الأخر ولا يعتدي على حقوقه. هل سيسمح بالبرامج الدينية لما لا ؟. لكن بيقظة لان المتشددين يملكون الوقت العريض للانتشار على مساحات الحوارات الفضائية وتنغيص كل دقيقة بآرائهم المتعصبة وأحيانا مشاركاتهم الوقحة. أما التمويل فلما لا يفكر المتمكنون بان الصراع محتد وحازم بين اختيارهم المدنية وقيمها السامية وبين انتظارهم لحكومات دينية متعصبة بقوانينها لتحكمهم . وتحجب مؤسساتهم وتحجر عليها بدعوى الكفر والبهتان وقتها لات ساعة مندم.
إن تمويل هذا المشروع ليس لغرض الترفيه أو منة بل عليه أن يكون وعيا مشتركا للجهات الداعمة وأصحاب المال غير المتطرفين دينيا لأنه يخدم خياراتهم الحياتية . ويخلق التوازن الاجتماعي المطلوب . ويبعد شبح العودة بالمجتمع إلى عصور مضت من التخلف وحكم المستبد العادل.
بعدها علينا قراءة تاريخ نجاحات الآخرين بتمعن. كما علينا إعادة قراءة قصة يوسف بإمعان. لا يكفي لوم أخوته فهذه أخلاقهم ، ومصالحهم لكن علينا لوم أنفسنا لأننا سمحنا لها بإعادة تأدية دور الأب في القصة بلا تغيير غير متعظين بما جرى من مصاعب بسبب تساهله وعدم تقديره للأمور حق قدرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - آخر رد لشذى أحمد والحوار
غريب الحاج صـابـر ( 2010 / 12 / 18 - 08:20 )
أن ترفضي مرتين ما كتبت وعلقت على مقالك هذا, بشكل فكري مهذب يعبر عن الرأي الآخـر..مشكلة. مشكلة لنا. مشكلة لنا مع الحوار وقناعتنا بيساره وعلمانيته, لأنك لا تتركين لنا مجال الاعتراض على اعتراضك على توافق علمانيته ويساريته. تفرضين الرأي وحدك..وتمنعين الرأي الآخر وحدك أيضا.. بصمت من مراقب الحوار أو مسؤوليه... وهذه المشكلة اليوم تحتاج إلى تفسير واضح.. هل يفرق الحوار ـ اليوم ـ بين علمانيته ويساريته. هل يترك شكا يتسرب بهذه القناعة, ويمنع من يعترض على هذا الشك من التعبير.. أو يشارك بمنع هذا التعبير...
نرجو التعبير بصراحة كاملة, حتى نعرف من نرافق على طريقنا. مع الشكر الجزيل.


2 - هذان تعليقان للسيد
شذى احمد ( 2010 / 12 / 18 - 09:27 )
اورد ادناه تعليقا السيد المشارك الذي لم يكن له بالامس شغلا وشاغلا غير موضوعي .. وددت تضمينهما في موضوع اكتبه لكنني لا اجد بعد نشر الحوار لتعليقه ضرورة لذلك . بل انت هنيئا لك الحوار واستجابته للاقلام التي لا تقرأ بل تصرخ وتصرخ
فضائية شذى أحمد
Friday, December 17, 2010 - غريب الحاج صـابـر

تلفزيون شذى أحمد. جميلة الصورة المنشورة مع المقال. ومن شبابيك جميلة مثل هذه, تتسلل الوهابية ودعواتها. وتتسلل الأساليب البنلادنية. تريدين يا سيدتي مذيعات بحجاب. وهل يقبل موقع إقرأ وغيره من المواقع الوهابية أو الأخونجية مذيعات بلا حجاب...ولماذا تعترضين يا سيدة شذا على علمانية ويسارية الحوار, ولا تعترضين على عشرات المحطات الطائفية العنصرية التي تدعو إلى تحليل دم الآخر (الكافر) وأبناء القردة والخنازير, وجميع الدعوات الكارهة المليئة بالضغينة 24 ساعة على 24 ساعة, ولا أسمع صوت مسلم (معتدل) معترضا على هذا الغباء العنصري المتواصل المدان من جميع المبادئ والقوانين والتشريعات الإنسانية.
يا سيدتي. أمل وحلم موقع أو محطة يسارية, رغم صعوبة تحقيقها في هذا الخضم من المحطات المغذاة بالكراهية والبترول...أتركيها لنا


3 - مشاركته الثانية
شذى احمد ( 2010 / 12 / 18 - 09:27 )


كلمة لمراقب الحوار
Friday, December 17, 2010 - غريب الحاج صـابـر

أيـة قـواعد؟؟؟ أية قواعد يا أهل الحوار؟ وهل تبقت في هذا الموقع قواعد يسارية أو علمانية. أم أصبح موقع طلعت خيري..وشذى أحمد…المنع.. المنع أصبح عادة سارية ضـد كل كلمة صريحة حـرة…كـــفـــا!!!


4 - لبس الحجاب
سلامه الحاج ( 2010 / 12 / 18 - 10:52 )
السيدة شذى أحمد اعتبرت لبس الحجاب من الحريات الشخصية ويجوز ظهوره على شاشة التلفزيون المقترح
أختي الكريمة ، إرتداء الحجاب إعتداء على الجنسين فهو بالإضافة إلى أنه إشارة دينية فهو يشير إلى قلة حياء غير المحجبات وهذا اعتداء على الآخر، كما يقول للرجل: حجبت شعري كيلا يثير فيك الشهوة، مع أن شعر الأنثى لا يثير الشهوة والرجل في الشارع أو على التلفزيون لا يبحث عن الجنس وفي هذا تحقير للرجل باعتباره مجرد كائن جنسوي
الحجاب هو العيب وقلة الحياء واستحضار الجنس بغير مناسبة
إنه اعتداء على الحريات
على السلطات في الدول المتمدنة أن تمنع كل لباس يرمز للدين باستثناء رجال الدين


5 - آخر رد للسيدة شذى أحمد
غريب الحاج صـابـر ( 2010 / 12 / 18 - 10:56 )
أما كان من الأفضل يا سيدتي الفاضلة أن تتركي المجال لتعليقي الأول, ومن ثم تردين عليه بكل روح ديمقراطية حوارية فولتيرية, حتى يسمع الرأي والرأي الآخر. أم أننا يجب أن نعتاد على متابعة القمع والمنع والحرمان, ماركة البلاد العربية والإسلامية المسجلة. ونصمت ونتابع الصمت. مقالك رأي قابل للنقاش, وكنت غير موافق مع هذا الرأي. ومن حقي الجواب وإبداء الرأي الآخر. كما يعطي (عادة) وبانفتاح كامل هذا الموقع للآراء الدينية والسلفية والوهابية. وحتى المتطرفة منها. بالرغم من أنه ـ مبدأيا ـ يساري وعلماني. أبديت (بكسر التاء) رأيك.. وأبديت (بضم التاء) رأي. انتهى النقاش. ولم ينته الـخـلاف. مع شكري لك وتحياتي.

اخر الافلام

.. صعود تاريخي للبتكوين... هل ينعش ترامب العملات المرقمة؟ | الم


.. #رابعة_الزيات تكشف عن عمرها الحقيقي بكل صراحة #ترند #مشاهير




.. تونس والمغرب: ماذا وراء طلب الحصول على صواريخ جافلين الأمريك


.. الجزائر: إدراج -القندورة- و-الملحفة- على قائمة التراث الثقاف




.. الجزائر: مجلس الأمة يدين -تدخل- البرلمان الأوروبي في الشؤون