الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(البطاقة التموينية ومعانات المواطن)

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 12 / 17
كتابات ساخرة


حكايات أبي زاهد
لا يخفى على أحد ما للبطاقة التموينية،من تأثير على أبناء الشعب،فهي المتنفس الوحيد لجميع العراقيين،لا يستطيع الاستغناء عنها إلا الراسخون في العلم،ومن يأتيهم رزقهم من حيث لا يحتسبون ،وأصحاب المناصب والرتب والنياشين ،والشركات والمقاطعات،ومن انتفخت كروشهم من الرزق الحلال في الحوا سم الصدامية القديمة والجديدة!! أولائك الغيارى الذين أكلوا( اللحم والعظم) وقلت فيهم أوائل السبعينيات:
لمن حكمنه الأجنبي باگ اللحم
ولمن حكمنه أبن الوطن
شكبن لحمنه والعظم
چـاويـن أبـن دجلــــــــه الشهم
وابن الفرات المـــــــا يهــــــــم
ساكت يعيش بهـــا الهظــــــــم
مــن ظـالمـــه مـــا ينتقـــــــــم
وألما يهــــــــــم
أحسن لون لفـــــه المــــــــوت
لقد أصبحت البطاقة التموينية المصدر الوحيد للعوائل الفقيرة،وكان الكثيرون يقترون على أنفسهم،لبيع الفائض منها،لشراء أدام خبزهم ،لأن رواتبهم لا تكفي ألا لأيام معدودات،ومنهم من لا يمتلك عملا يدر عليه،يدر عليه ما يقيم أوده،أو تسيير أموره،وكان النظام السابق،يعتمد سياسة عجيبة غريبة في بابها،ويتفنن في خلق الأزمات،فقد لا توزع مادة الطحين لأشهر،فترتفع الأسعار بصورة خيالية،ثم يقوم بضخ الوجبات المتراكمة في أيام فيصبح سعره بأسعار التراب،وهكذا الأمر في المواد الأخرى،فيندفع تجار السحت الحرام،لشراء المواد الفائضة بأسعار بخسة،ويعاود الكرة بعد فترة من الزمن،فيباع الكيس الواحد بثلاثين ألف دينار،بعد أن اشتراه التاجر الشريف بخمسة آلاف دينار،وهؤلاء ومن مالئهم في وزارة التجارة،يكنزون الملايين من هؤلاء الحفاة العراة ،وبعد سقوط النظام توسمنا خيرا في القادم من الأيام،وكما قيل(تفاءلوا بالخير تجدوه) ولكن تفاؤلنا لم يكن في محله، فهاهي المافيات السابقة تهيمن على السوق من جديد،وهاهي الأزمات تأخذ بخناق المواطن الفقير،وأصحاب الدخل المحدود،فقد (عادت حليمة إلى عادتها القديمة) وعادت ذات السياسات السابقة تطبق في العهد الجديد،وأصبح مجال التبريرات واسعا للمسئولين،بسبب تردي الوضع الأمني،وقيام الإرهابيين بالاستحواذ على سيارات وزارة التجارة،قبل وصولها إلى المخازن،والكل يعلم أين تباع مفردات البطاقة التموينية،ومن يبيعها في أسواق جميلة.
أن هذه الأزمات الكثيرة تأخذ بخناق المواطن،فإذا انتهت أزمة الطحين،حدثت أزمة الزيوت،وإذا تخلصنا منها ،جاءت أزمة السكر،والوزارة الجليلة ناعمة بالنوم في بناياتها المكيفة،وترمي بأخطائها على عاتق الآخرين من الصداميين والتكفيريين والإرهابيين،والجن والأنس أجمعين،إلى آخر المصطلحات التي يتعكز عليها من فقد قدميه،واليوم هناك أزمة كبيرة وداهية دهياء،يعاني منها المواطن،أنها أزمة قلة ما يجهز به المواطن من مواد البطاقة ومنها الشاي...! الشاي الذي لم يجهز به المواطن منذ عدة أشهر،والشاي عندنا نحن العراقيون كالماء والهواء،وكما يقول خالد الذكر "أبو گاطع" (العراقيين يگدرون يصبرون عن القيل والقال،وما يگدرون يصبرون عله فراگ الچاي والتتن)لقد أرتفع سعر الكيلو الواحد من (500) إلى أربعة الآف دينار،بسبب قصور وزارة التجارة عن تأمينه طيلة شهور،وتصور كفاءة وزارة لا تستطيع تأمين الشاي.... قاطعني سوادي الناطور(وروح أبوك هاي أحسن حچايه گلتها بحياتك،بويه قبلنه عالكهرباء،ورضينه بالماي ال ماكو،ونسينه الخدمات ،وطلگنه الأمن،وعفنه قانون التقاعد،النوب وصلتوها للچاي،وهو شنو المصبرنه عله ضيمكم غير الچاي والتتن،ولوما هنه چا العراقيين طگوا مثل(لعابة الصبر) اللي هيه صبر وآني صبر وچم دوب گلبي يصطبر،ويگومون واحد ياكل الآخر،چا بويه إذا الحكومة بعظمتها،ما تگدر توفر الچاي،شلون ربعكم التجار بالبازار يجيبون ملايين الأطنان وترسوا السوگ،وإذا انتم ما تعرفون،خلو واحد من التجار وزير للتجارة،لو واحد مخلص إعدادية تجاره،يعرف بمصلحته،لو كل الوزراء لازم أطباء حتى يداوون أمراض العراق المزمنة،ولو همه يداوون چا طيبوا رواحهم،بوكت نوري السعيد جابوا محسن شلاش ،تاجر من أهل النجف ،وصار وزير،والرجال أده العليه ومشه الأمور عله أربعه وعشرين حبايه،هسه أنتم شمالكم ،ست أشهر تستنگون يالله سويتوا الوزارة،هاي حمره وهاي فطيره ،وهاي نص حبايه،وتاليها(صام..صام..وفطر عله جرييه)ورحم الله أبوه الگال:
من چومة الملگوط وأنطاني شيصه
وطلبت منه الزود حطلي النگيصه
وأودعناكم!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شبعنا ودريعنا
علي الشمري ( 2010 / 12 / 17 - 19:03 )
الاخ ابا زاهد المحترم
عمي الناس شبعت من كثرة مفردات الحصة التموينية ,والوزارة الموقرة اعتبرت الشاي من المواد الكمالية ولهذا قررت شطبه من البطاقة التموينية,وبحسب فتاوي الشيوخ وتحليلاتهم المختبريةأكتشفوا بأن هناك مادة كيمياويةفي الشاي تؤدي الى ضمور الخصيتين ,وحول في العينين,وانتصاب دائم لما بين الفخذين,,وهذه اعراض تضر بالشباب المسلم وتعطله عن أعماله اليوميه,فعلى الاحوط اصبح حجبه عن البطاقة واجب شرعي,
تقبل تحياتي


2 - الاخ محمد على محى الدين
على عجيل منهل ( 2010 / 12 / 17 - 19:58 )
البطاقة اصبحت مهمة لغذاء الفقير والاتعس شهادة جنسية جديدة بطاقة تعريف- ماهو الحل ما العمل مع الحرامية والسراق- تحياتى لك واحترامى لهذا الموضوع الحيوى والمؤلم


3 - ما أشبه اليوم بالبارحة
علي الشمري ( 2010 / 12 / 17 - 20:44 )
الاخ أبا زاهد المحترم
خويه بوكت نور السعيد جان العراق فقير بامكانياته المالية وجائوا بمحسن شلال الى وزارة المالية لغرض تسديد رواتب موظفي الدولة العراقيةمن ماله الخاص, بعد ان عجزت خزينة الدولة العراقية انذاك عن دفع رواتبهم,اليوم الدولة العراقية بوزاراتها وخزينتها اصبحت خاوية بفضل الشفط الاسلامي الغير محدود,وهناك عجز مالي وعضوي لدى الحكومة,ويتجهون الان للاقتراض من البنك الدولي لسد العجز,وهناك في النية اعطاء الوزارات الخدمية كلها الى ملياديرات العراق الجديد لغرض تسديد ديونها ,فأذا كان لديك الاستعداد المالي لشغل وزارة التجارة وتوفير مواد البطاقة التموينية من أموالك الخاصة فلا باس أن تقدم طلب الى الاخ مام جلال أو الشيخ نوري ليتم تعينك فورا حتى لو كانت شهادتك مزوره,أستغل العفوا مادام موجود.
تقبل تحياتي. .


4 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 12 / 18 - 15:29 )
الأخ علي الشمري
لعل في التقسيم الوزاري الجديد ما يصلح الأخطاء فالنية متجهة الى تسليم وزارة التجارة للكرد عسى أن يحسنوا أدارتها وتناهت الأنباء بأن البرلمان العراقي بصدد أستجواب وزير التجارة عن الفساد الحاصل في وزارته
الأخ علي عجيل منهل
لا ريب أن البطاقة التموينية لها أهميتها مما يستدعي الأهتمام بها لأنها قوت المواطن الفقير الذي يشكل النسبة الأكبر في البلاد ولكن موازنة العام الحالي لا تبشر بخير وربما النوايا معقودة لألغائها

اخر الافلام

.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال


.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما




.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم


.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا




.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور