الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب

احمد مصارع

2004 / 9 / 23
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


المشاعر الميتة لا تطلب الحياة، بينما يمكن للمشاعر الحية أن تطلب الموت.
شيءٌ من هذا يحدث في واقعنا المؤلم.
الأغنياء بشر لوحدهم وسواهم، وما عداهم شيءٌ من اللاشيء.
فالفقراء قد وجدوا لخطأ ما، وسيبقون كذلك، فما قيمة حياتهم ؟
فخيرٌ لهم أن يموتوا من أن يعيشوا.
ماذا لو قال البعض:
الموت قادمٌُ حقاً وقريب جداً، وأفضل أنواعه هو الموت بشجاعة.
والموت الشجاع هو دعوة له بغير أوان ولكن باحتفالية مشهدية عظيمة.
- لن تعيش لوحدك أيها المحظوظ، فتعال معي.
لنموت كبشر على قدم سواء هذه المرة.
أيها المترف كالقدر، فما الرفاهية من عمر الزمن سوى لحظات ومنها آلام مبرحة يسببها لك الأكلُ حتى التخمة وفي جسدك المرتع الخصب والنامي لكل أنواع الفيروسات المتسرطنة أو المتسلطنة، وموتك معنا نحن الجوعى خدمة لك، وإراحة وإزاحة من البريد السريع المستعجل إلى آخر صرعات العولمة. فلم لا نتعجل معاً الذهاب إلى العالم الآخر معاً، فإن كان فيه الخير عم علينا جميعاً، وإن كان فيه الشر ففي العجلة خلاص من آلام اللحظات الصعبة إلى دهور النسيان الأبدية.
من غير المعقول أن أكون غريقاً يشكو زمانه من البلل، ومن دهر الجوع المزمن أسماؤنا جميعاً مخطوطة بأقلام الرصاص الفاهية, وليس من الصعب محوها من خارطة الحياة حتى لو كانت الترجمة سيئة للغاية عن ألواح سومر
- خير للفقير أن يموت من أن يعيش.. فان وجد الخبز عدم الملح ، وان أكل اللحم عدم الحمل ....
الاختصار فيه خير كبير فألام اللحظات تسمو عالية على سني الألم بل أكثر قيمة وأكثر عقلانية.
لا تعتقدوا بكوننا نحن الفقراء إرهابيون بمجرد أنكم أنكرتم بالمطلق وجودنا كبشر لهم الحق بالحياة عند خط البقاء، بل تعدى الأمر خط الحياة نفسه ولم نعد نلقي إلا الموت واسطة للحياة.
أحجار الدومينو المتساندة في وقوف قلق، تنهار على التسلسل من لحظة بدء الإنهيار وحتى اللانهاية ومن الأسى اللعين نرى أن هذا كالقدر وهو الذي كان وهو الذي سيكون.
الكرامة التي تدعون مصونيتها وحفظيتها كالطاقة، أين هيَّ ؟
هل هي سلعة تباع وتشترى ؟ وكما الاحتمالات لا نهائية الإمكان.
الفقير يخون نفسه ويخادع، يبيع ويشتري، يسلع نفسه ويتشيأ.
وكل شيء ممكن حدوثه، كما ترغبون وتشتهون، فمن هو هذا الضعيف الزاحف على بطنه، الذي قد يدفع الكثير والكثير لمجرد مضاء يومه شبعاناً، ينتزع هذا النصر مؤقتاً، لأنه حلمه البسيط والتافه في أن يمضي يومه، ولو يوم واحد، بلا ألم.. وماذا بعد عن جيوش الفقراء، أمام زحف العولمة واانهيار الدول القومية واستسلامها البشع أمام الأهواء النزقة والقاسية للنهم المالي والمادي.
كل شيْ قابل للانسحاق، الدول والجيوش.. الفقراء ..
لقد استطاعت ( البلدوزرات ) تمهيد كل الطرق لحياة آمنة ولكن ما هو معنى وجود الإرهاب.
والموت الجماعي، والإبادة الشاملة؟..
أسئلة نحيلها باحترام وأدب بالغين إلى صندوق النقد الدولي والبنك الدولي, ودعاة العولمة بلا حدود إلا من حدود الإرهاب.
احمد مصارع
الرقة 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كريات شمونة في شمال إسرائيل.. مدينة أشباح وآثار صواريخ حزب ا


.. مصر.. رقص داخل مسجد يتسبب بغضب واسع • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الألغام.. -خطر قاتل- يهدد حياة آلاف الأفغان في الحقول والمدا


.. ماذا رشح عن الجلسة الأخيرة لحكومة غابرييل أتال في قصر الإليز




.. النظام الانتخابي في بريطانيا.. خصائص تجعله فريدا من نوعه | #