الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
فضائية تطلق سراح الكلمة الملتزمة؛ لكن ...
مديح الصادق
2010 / 12 / 18ملف مفتوح – أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية
قبل أن نستدرك بما اعتاد أن يتعوذ منها المستدركون، لابد أن نقف مليا كي نتناول التساؤلات المطروحة في هذا الموضوع، مشروع فضائية يسارية علمانية، الذي بات ملفَّا بحد ذاته دليلا على فاعليته، وضرورة صيرورته من حلم يداعب الخيال، أو مجرد تمنيات، والتمني يقارب المستحيل؛ إلى مشروع حي يتناوله بالبحث والدراسة نخبة المثقفين المتنورين
أولا : أسباب عدم ظهور هكذا فضائية إلى ألان؟ : يعلم الجميع أن الظهور المكثف للكثير من الفضائيات - المتفقة منها والمختلفة مع بعضها أيديولوجيا - هو نابع من حاجة المشرفين عليها، ومموليها، إلى ما يوسع قاعدتها من إعلام، والغاية عندهم تبرر الوسيلة، مهما كانت منزلة الوسيلة، تزييفا وتلفيقا وقلبا للحقائق، أم إيغالا ومبالغة بما هو قريب للحقيقة - وإن كان نادرا ذلك عندهم - لذا فإن الإعلام المبني على التعامل بالحقيقة، وهو بالطبع يفتقر للسند المالي الذي يحظى به الآخر؛ ناهيك عن أنه يهدد سلطة من يرتجى منهم الدعم، يبقى مقتصرا على ما بوسع النخبة التي تتعامل به من إمكانات محدودة، طبعا، ولعل ذلك من أسباب تأخر ظهور الفضائية موضوع الدرس إلى الواقع الملموس، إلى جانب أسباب موضوعية لها علاقة بتأخر اصطفاف لقوى التقدم واليسار
ثانيا : مدى أهمية و ضرورة الفضائية المقترحة ؟ الفضائية عموما أوسع وسيلة إعلام من حيث وصولها للمتلقين، أضف لذلك أن استخدام التقنية الحديثة له أثر في تقريب الحقائق إلى الأذهان؛ أما عن أهمية الفضائية ذات التوجهات اليسارية العلمانية، كمحور أيدولوجي، فإن الحاجة قد أمست ملحة لظهورها، وسط هذا الزحام الهائل، الخانق، لوسائل إعلام, وقنوات لا تبث سوى سموم تعصف بما بنته حضارة الإنسان، وتعطل الطاقات الخلاقة التي يعلق عليها الفكر التقدمي الآمال في تغيير مسار العالم نحو الأصوب، وأغلبها أدوات ترسخ سلطات الجلادين، وسارقي قوت الكادحين، ولنتذكر دائما بأن جيلا مثل الجيل المعاصر الذي أُشبع تسطيحا فكريا؛ بحاجة إلى من يأخذ بيده، ويرسم له خارطة الطريق من جديد، مباشرة؛ بل وجها لوجه
ثالثا : توجهات الفضائية المقترحة وهل تكون بخط سياسي واحد أم متعددة الاتجاهات, وهل يصلح الخط اليساري-العلماني المتفتح للحوار المتمدن لذلك؟ إن الخط اليساري العلماني الذي تبناه الحوار المتمدن قد كان سببا وراء هذا الحشد الهائل من الكتاب المتميزين، والجمهور الغفير من القراء والمتابعين؛ لذا فإن الالتزام بنفس الخط الفكري، والسياسة التي اتبعتها مؤسسة الحوار المتمدن، لهو صمام الأمان من أجل حماية تلك النافذة المرتقبة من الانجرار وراء سيناريوهات مشوهة للحقائق، نافذة ستكون بداية المسالك لتغيير ما يستوجب التغيير
رابعا : سياستها تجاه الأنظمة العربية الحاكمة وقوى التعصب الديني والقومي والطائفي والجنسي. : بما أن الأنظمة العربية الحاكمة حاليا تلتقي جميعا في أنها لا تمثل سوى أقلية من شعوبها، محدودة، تلتقي معها في المصالح ظاهريا؛ يحكمها صراع على المصالح، خفي، أما الأغلبية فهي بمعزل عنها رغم ما تبثه عن قربها منها، إعلاما مزيفا، ومبالغات؛ وتتنوع تلك الأغلبية ما بين طبقات لا تستقر مصالحها في ظل هذا النظام أو ذاك، أو قوى رجعية، منها القومية الشوفينية، والدينية السلفية الظلامية، والعشائرية المسخرة للنكوص؛ ويبقى إزاءها جميعا محدودا تأثير الفكر اليساري العلماني التقدمي؛ لذا فإنه معوَّل عليه ذلك الدور الذي ستلعبه فضائية تشهر الكلمة الواعية المدروسة سلاحا يقوض كل ما جاهدت لبنائه أنظمة فاسدة وما تخطط له قوى التعصب والتشدد، والظلام
خامسا : كيفية إدارتها بإمكانيات محدودة : لا شك بأن القصد من هذه الفقرة هو الإمكانات الفكرية؛ لأن السؤال السادس يتناول التمويل، فإنه معلوم لدى الجميع، من الأصدقاء، أو ممن هم غير ذلك، حجم الإمكانات الفكرية، والطاقات الإعلامية، التي تمتلك ما يؤهلها لإدارة فضائية هي صوتهم الحقيقي الصادق، وهي وسيلتهم لأداء رسالة بها التزموا، وتعاهدوا على أن يبقى صادحا عاليا صوت الحق، وواضح هذا من خلال ما كتبه أخوتي, وزملائي الكرام، ممن سبقوني، في إطار هذا الملف
سادسا : التمويل , من ؟ وكيف ؟ والاهم كيفية إدامة ذلك : بما أن هذا الجانب هو السند الدائم، وهو الضامن لاستمراره، وتطوره نحو الأفضل؛ لذلك فإنه لا بد من البحث المدروس عن مصادر عدة للتمويل، وهي تتراوح بين المشاركة الرمزية المحدودة كتلك التي أعلن عنها كثير من الكتاب والمعلقين، ومن لم يعلن لحد الآن، والدعم الدسم الذي يديمها، ويُغني برامجها بالاتجاه الذي نطمح إليه، وفي هذا المجال سبق وأن أبديت رأيا في معرض ردي على مقالات أساتذة سبقوني بالرأي؛ ذلك باستثمار دعم بعض عناصر البرجوازية الوطنية ممن لهم ميول وتوجهات تقدمية يسارية تقفز فوق انتمائهم الطبقي، وتوظيف مجال الدعاية البعيدة عن الإسفاف الفكري، وخداع الرأي العام، ويمكن البحث عن مصادر نزيهة للتمويل؛ قد تصل إلى حد طلب العون من دول لا تزال تنهج الخط الاشتراكي، وبعضها نظامها شيوعي
سابعا : من أين تبث في ضوء قوانين الإعلام وسطوة الأنظمة العربية في تقيدها محليا وعالميا؟ : من الطبيعي أن توجهات فضائية بالشكل الذي طرحناه ستشكل كابوسا مؤرقا ليس للحكام العرب المتسلطين فحسب؛ بل لكل الأنظمة الدكتاتورية في العالم، وحتما أنها ستلاقي المزيد من المضايقات التي قد تصل إلى حد التشويش، إن لم يكن قطع البث، فاللصوص في العالم أخوة لا يفرقهم تضارب المصالح، ولا الحروب؛ من هنا أرى بأن يكون البث من دولة - خارج العالم العربي - يحكمها النظام والقانون، بغض الطرف عن نظامها السياسي
ثامنا : هل يمكن البدء بها في ضوء إمكانيات محدودة وبالعمل التطوعي , وكيف؟ : هذا السؤال يمكن طرحه على مؤسسة، أو جهة إعلامية تجد في كوادرها، وإمكاناتها المتعددة، القدرة على البدء ببرامج قد تكون الخطوة الأولى على عتبة الطريق، مع استشراف المستقبل، وما يضمنه من مقومات الديمومة، والاستمرار بالمحتوى الذي عاهدت جمهورها عليه؛ ولعل تلك الجهة التي نتفق جميعا على قدرتها على النهوض بهذا المشروع، هي مؤسسة الحوار المتمدن، إن توفرت لها ما تديم هذا المشروع من مقومات، وأسباب
تاسعا : من يدعمها؟ وهل من الممكن أن تكون داعما لها بأي شكل من الإشكال؟ فيما يخص الدعم فقد تحدثنا عن جانبيه الفكري واتفقنا على غزارته، وديمومته؛ بل أن الظرف سيكون مناسبا لتفتح المزيد من الطاقات، وتفجر القابليات، لو أن الفضائية ابتدأت البث المستمر، تحت إدارة واعية ملتزمة، أما الدعم المادي فقد تناولناه في الفقرة السادسة، وسلطنا الأضواء عليه، أما ما يخص دوري شخصيا فأعاهدكم جميعا - معشر الطيبين - على أن أكون من أوائل الداعمين، بكل ما أمتلك من إمكانات
عاشرا :هل أن تلفزيون يبث عبر الإنترنت يمكن أن يكون مرحلة أولية للفضائية المقترحة؟ : مع تقديري واحترامي لفكرة البث الابتدائي من خلال الإنترنت، فإنني لا أرجح هذه الفكرة؛ لكونها ستكون تأخيرا، وتسويفا لمشروع حيوي يجب أن ينطلق بكل قوة تهتز لها عروش السلاطين، وتتساقط أشباح الظلام، والانتهازيين، لَعمري هي حرب، أساسها صراع فكري أزلي، فعليك أن تُشهر السلاح الموازي لما يحمله خصمك من سلاح
حادي عشر : أي نقاط أخرى متعلقة بالموضوع مرحب بها.: وهنا يكمن الاستدراك ب { لكن } ذلك أن مجلسا إداريا، فنيا، وماليا، تحكمه علاقات المحبة، والتجرد، وتغليب مصلحة المجموع على الأفراد، والالتزام بالخط الفكري، والسياسي الذي على أساسة يقام هذا المشروع؛ كل ذلك ضمانات للنجاح في تلك المهام النابعة من إيمان لا يتزعزع بأن الإنسان أغلى قيمة في الكون
أحييكم جميعا، إدارة، ومشرفين، وعاملين، كاتبات وكتاب، قارئات، وقراء، راجيا لكم النجاح، ومعلقا على قدراتكم المشروع من الآمال
December - 18 - 2010
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الف مبروک
ئارو عمر
(
2010 / 12 / 18 - 20:33
)
الف الف مبروک علی هاي خطوة الشجاعة زرع شجرة تفکير والمنطق متغير في وسط اشواک واسلاک الشائکة الغيبية والطائفية وعقول المتحجرة اتمنی لکم التوفيق وارجوا بها بث بلغة الکردية حتی نفهم اکثر اخواني إحنا هم ضحايا حقيقة المطلقة والثقافة العامة المتحجرة احلم باليوم العظيم يبث قناة العلمانية يدخل کل البيوت بائسة و الخائفة التي لا يعرف يمنه ويساريه
2 - لنتخاطب بكل اللغات المتاحة
مديح الصادق
(
2010 / 12 / 19 - 23:04
)
تحية عطرة لك - أخانا ئارو عمر - وتقدير
ما ورد في رسالتك هو تأكيد على أن الإنسان الواعي في المرحلة بحاجة إلى أكثر من منفذ إعلامي يساري علماني تقدمي؛ بغض النظر عن قوميته أو دينه أو البلد الذي يعيش فيه؛ فالفكر النظيف مثل رغيف الخبز لا يستغني عنه الإنسان، إن لم يكن مغموسا بالذل والهوان، ومن هذا المنطلق فإن الفضائية المرجو انطلاقها لابد أن تخاطب الناس بكل اللغات المتاح التخاطب بها، ولعل الكردية واحدة منها، كما هو معلوم
3 - دراسة رصينة
خالد الحيدر
(
2010 / 12 / 20 - 01:44
)
شكراً للكاتب على هذه الأفكار، فهي دراسة شاملة ورصينة تحتاج دراستها جدياً كي تصبح موضع التطبيق العملي والأغناء للإستفادة الأعلامية المنشودة من خلال الفكرة المطروحة من قبل موقع الحوار المتمدن الأغر وإسناده
4 - حشد كل الطاقات هو المطلوب
مديح الصادق
(
2010 / 12 / 20 - 03:35
)
إذا كان رصيد قوى التخلف والظلام والاستغلال والاستبداد، هو الزيف والتضليل
فإن الكلمة الصادقة الملتزمة بقضايا الإنسان هي أقوى رصيد بقبضة قوى التقدم واليسار، وبديهي - أخانا الدكتور خالد الحيدر - أن تكون كفة الخير هي الراجحة، وأن اندحار قوى الشر أمر محتوم لا محال، شكرا على المتابعة والتعقيب
.. فرنسا: الرئيس ماكرون يسابق الزمن لتعيين رئيس وزراء
.. حصري - سوريا: ما هي طبيعة مشاركة الجهاديين الفرنسيين في معرك
.. بعد سقوط نظام الأسد.. من هي القوى الخارجية الفاعلة في المشهد
.. مصر: زيادة أسعار الأنترنت تفجر الغضب • فرانس 24 / FRANCE 24
.. عهد جديد وحكومة جديدة انتقالية في سوريا.. ماذا نعرف عن رئيسه