الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديموزي : بورتريه شعري

عبد العظيم فنجان

2010 / 12 / 18
الادب والفن


* الإله ديموزي / تموز ، حسب باحثي السومريات ، هو المخلّص الذي ينتظره الناس كل عام في سومر وبابل ، ومن اسطورته انتقلت هذه الفكرة / المخلص ، حتى وصلت وتطورت على يد ديانات الخلاص المعروفة ، سيما عند الشيعة الامامية .


.............................

لم أعد أحتمل هذه الطبقات من النواح والترانيم ،
هذا اليأس ، وهذا الحنان ،
هذا العبء الذي أفقدني خفّتي ، وصار يجرجرني إلى القاع ،
لم أعد أحتمل .

رأيتُ إليهن قادمات من هنا ، آتيات من هناك . يخرجن من الساحات ، يتقافزن من النوافذ ، ومن الأزقة : موحلات وجميلات ، يعولن ويضربن خدودهن ، يتناوحن ويلطمن صدورهن : سومريات ، بابليات ، آشوريات ، نساء كثيرات ، امهات و ارامل ، عاشقات وصبايا ، تحت وهج الشمس ، يتبخرن ويتساقطن دموعا وآهات ، والموكب يقطع الشوارع ، يكبر من شارع إلى شارع ، من مدينة إلى مدينة ، يتسع من قرن إلى قرن ، وكلهن ينتظرن أن أخرج إليهن ، أن أفي بوعود لم أقطعها ، فبكيتُ ، ولم أحتمل ..

لم أعد أحتمل هذه الطبقات من النواح والترانيم .
لم أعد أحتمل هذا اليأس ، وهذا الحنان .
لم أعد أحتمل هذا العبء الذي أفقدني خفّتي ، وصار يجرجرني إلى القاع .
لم أعد أحتمل .

أنا أيضا ، مذ كـُتبتْ اسطورتي على ورق الحاجة ، أدخلُ الموكب مع النسوة كل عام ، وأفعلُ مثل ما يفعلن ، بانتظار خروجي ، لأصرخ بكل قوتي :

لم أعد أحتمل هذه الطبقات من النواح والترانيم .
هذا اليأس ، وهذا الحنان .
هذا العبء الذي أفقدني خفّتي ، وصار يجرجرني إلى القاع .
لم أعد أحتمل ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط