الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديمقراطية ؟لا ......فدرالية ؟ لا.......... علمانية ؟لا....

ابراهيم البهرزي

2010 / 12 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق




حين تحدث السيد مسعود بارزاني رئيس اقليم كوردستان عن حق الشعب الكردي في تقرير مصيره تنادى حماة (الوطن الام ) وهم من صقور الطائفية المعلنة والمستترة ,بالاستغاثة خشية (التقسيم ) المشبوه للوطن المقدس , ولا ادري ما الذي تبقى من قدسية الوحدة الوطنية بعد كل تلك الجراح التي اعملوها في الوجدان الشعبي وحالة الريبة الجمعية التي غرسوها في ضمائر الحشود المسرنمة تارة باسم المظلومية التاريخية من طرف وتارة باسم الانخلاع من جسد العروبة من طرف اخر ,.....
مع ان حق تقرير المصير لا يعني باي من المعاني (قرارا) بالانفصال ,بل هو حق تقرير مصير لشكل الاقليم الفدرالي (والذي هو امر واقع ) في توجهاته االاقتصادية والاجتماعية وسياساته العامة , وهو حق وان لم يكفله ا لدستور (وقد كفله ) يبقى حقا مشروعا في ظل التخبطات التي تمارسها ا القيادات ا لمختلفه للمكون العربي (بجناحيه الطائفيين ) من تهديدات مبطنة بالانقلاب على الدستور (خاصة على فقراته الناصة على الحريات المدنية ) او التلويح باستنهاض الدولة االقومية المركزية بوساطة الانقلابات العسكرية (ما مغزى التعارك على المناصب الوزارية الامنية بين طرفي المكون العربي على هذه المناصب دون التفكير ولو على سبيل الافتراض بحق الاكراد فيها كمكون وطني ؟)
من حق الكرد في مثل هذه الاجواء ان يطرحوا (ولو على سبيل الاستبطان ) مثل هذا الحق خصوصا اذا ما قرنوه بحجة الخشية من الانقلاب على النظام الديمقراطي الفدرالي ) وهي الخشية التي استدرك بها الرئيس البارزاني مبررات تصريحه .....
ان الصراحة الطائفية التي صار يتمثلها المكون العربي فيما يبن جناحيه صارت مهدد ةبشكل جلي لكل المكونات الاثنية الاخرى (كرد وتركمان وكلدواشوريين وغيرها ) من حيث :
ان الطائفية ستجهز لا محالة على اي مشروع ديمقراطي مفترض ....
وان الطائفية ,تبعا ا لذلك ,ستقاتل (لاتقاوم فحسب !!) اي حراك يبغي تاسيس مجتمع مدني ...
....................................................................................................................................................


في حديث بث لمرة واحدة عبر قناة افاق وفي ساعة متاخرة ,ولمناسبة استشهاد الامام الحسين تحدث السيد نوري المالكي رئيس الوزراء المكلف في جمع من قيادات حزب الدعوة الاسلامية وبعد حديث عن موضوع المناسبة تحدث عن :
1-عدم السماح لمن يستغل الحرية في الدعوة الى تفشي مظاهر الفجورفي المجتمع ...
تبدو الدعوة مباركة من حيث المعلن فواجب الدولة صيانة معتقدات وتقاليد المجتمع وهي في ظاهريتها هذه لا تبتعد كثيرا عن دعوات صدام حسين الرامية الى صيانة المجتمع من السلوكيات الشاذة والوافدة (والتي كانت وقتها عزاءات عاشوراء ومظاهر التشابيه ) والتي وفقا لمبدا حماية المجتمع قام بتعطيل تلك الشعائر !!
2- عبر عن اسيتاءه لانشتار الكتب ذات النزعات الالحادية في الشارع العراقي (وتحديد النزعات والمفاهيم الالحادية فضفاض وقديستوعب روايات نجيب محفوظ مرورا بكل كتب الفلسفة ودواوين شعر المتنبي وابي نؤاس وحسين مردان صعودا الى معلقات امريء القيس وطرفة.....لان حكمك بتلحيد وتكفير الاخر يعتمد على طريقة فهمك للايمان والتدين وهو حكم من المحال ان يتمتع بقوة اطلاقية والا لاقتصرت الديانات والمذاهب على واحدة جامعة مانعة ...ولكن هيهات !!)
3- عبر السيد ريئس الوزارء عن استغرابه من خشية البعض من قيام دولة ديينة مبديا تمنياته بقيام (حكومة اسلامية ) وفقا لما استشهد من اجلها الامام الحسين وكان السيد رئيس الوزراء لا يعلم بان حكومة يستشري في مفاصلها الظلم الاجمتاعي من حيث تباين الدخول وهيمنة سدنة الكسب اللامشروع واستباحة المال العام هي ابعد ما تكون عن المثل والقيم التي استشهد من اجلها الامام الحسين ...


ان اولى مظاهر تقييد الديمقراطية تتجلى بداهة في اسكات الاخر المختلف بحجج التكفير والتسفيه والتنجيس , فليس لرجل السياسة اية قيمومة على الحق الشخصي في التفكير طالما لا يستخدم صاحب الحق هذا الوسائل المرعبة والمرهبة للنظام العام للدولة والا سيرتكس الى اليات الديكتاتورية قريبة الذكرى ...
ثم ان مجرد طرح مفهوم (الحكومة الاسلامية ) سيقود الى انشغالات فكرية خطيرة:
حكومة اسلامية وفقا لاي مذهب ؟
ثم وفقا لاية مرجعية في هذا المذهب ؟
وماحال الديانات والمذاهب والمرجعيات الاخرى (هذا اذا جزمنا بان غير المعتقدين بكل هذهاالمنظومات هم من المرتدين الذين يقع عليهم حد الردة وفقا لتشريعات الحكومة الاسلامية المنشودة )؟
........................................................................................................................
ليس كالحشود الهائجة من مفسدة للسلطات !!!
.......................................................................................................................

هل قصد الرئيس بارزاني هذه التوجسات وهو يتحدث عن حق الشعب الكردي (باغلبية توجهاته العلماينة ) بحق تقرير المصير مستبقا بفطنة من علمته الاتفاقات والانقلابات عليها طوال عهود الدولة العراقية , مستبقا نوايا الحلفاء الاخرين بانقلاب دستوري غير مفاجيء ؟؟!
هل ستكون الدعوة ل(حكومة اسلامية ) خاتمة للدولة المدنية العراقية الموحدة ومقدمة للولايات العراقية الطائفية غير المتصالحة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لم يعد الهروب من الحقيقة مجديا
حامد حمودي عباس ( 2010 / 12 / 18 - 11:44 )
طالما حيرتني بعض الاراء التي يجنح لها الكثير من الاخوة الكتاب العراقيين ، ومن المحسوبين على العلمانية المسكينه ، حينما يقررون بان السيد رئيس الوزراء الحالي هو النتيجة المطلوبة للانتهاء بالعراق الى حيز الاعتدال وبناء دولة القانون ، ولاعتبارات اولها بانه اكثر خبرة من سواه في ادارة الحكم ، ناهيكم عن انه رجل لا يدخل في حساباته أية اشتراطات دينية او طائفيه .. حتى اطلعت على ما عرضه الاخ البهرزي لجوانب حديث للرجل ، بين من خلاله ماذا يريد والى أي اتجاه يسير ... العراق شئنا ام ابينا تحكمه وسوف تبقى تحكمه التيارات الدينية الطائفية المتشدده ، واتخاذ القرار المطلق باعلانه دولة دينية كالسودان وافغانستان وايران ، مرهون بضعف وانتهاء فعالية الجبهة العلمانية المضاده ، والتي بدأت عمليات الاجهاز المنظم عليها وبشكل مبرمج ومشهود .. ولا مجال لانقاذ البلاد من الهوة السحيقة المنتظره ، إلا بوحدة الاطراف المعنية بهذا الانقاذ .. تحياتي الحاره لاخي ابراهيم البهرزي


2 - أبو رهام
شامل عبد العزيز ( 2010 / 12 / 18 - 12:05 )
تحياتي وتقديري صديقي العزيز لندع كاكا مسعود واقليمه وحق الانفصال والفدرالية وحق تقرير المصير ولنأتي إلى السيد أبو إسراء وهذا بيت القصيد , الفترة القادمة بتقديري الشخصي وهي المتبقية من حكمه كرئيس وزراء سوف تكون الفيصل في الحياة السياسية في العراق . إمّا إلى الوراء وإلى ظلاميات العصور الوسطى وتزداد تناقضات المجتمع وتتشرذم أكثر مما تم شرذمتها في 7 سنوات وإمّا سوف نضع أرجلنا على بداية الطريق في أن نكون فعلاً ننشد الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة ونبذ الطائفية والتحاصص ,
مجرد رأي ولكن مشكلتي اليأس فأنا أراهن أن تكون اكثر ظلامية لا سامح العقل
تحياتي أبو رهام


3 - الانياب الحقيقية
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2010 / 12 / 18 - 12:56 )
الصديق ابو رهام تحية لك ولكل الاصدقاء
ان المالكي والاحزاب الدينيه سوف تكشر عن انيابها الحقيقه في الفترة المقبلة وسيكون الصراع حادا وماساويا بين انصار النور والظلام .
لاحاجه للتذكير ان حزب الدعوه وكل الاحزاب الدينية تنادي الحاكمية لله وهم لا يختلفون عن القاعدة الا بالاسلوب.. احزاب شيعية او سنيه مرجعهم واحد هو ابن تيمية وتلميذه المودودي وسيد قطب
وللصديق شامل : ((ولكن مشكلتي اليأس فأنا أراهن أن تكون اكثر ظلامية ))..نعم هذا صحيح تماما وهذا ما سوف يحصل .. لا يمكن للمعلم يوما ما ان يتحالف مع البلطجي..


4 - علينا التركيز على المشكلة الأساسية
مارسيل فيليب/ ابو فادي ( 2010 / 12 / 18 - 20:16 )

حيث مشكلتنا الأساسية في الباب الأول من الدستور ( المبادئ الأساسية ) وتحديداً المادة الأولى
التي تنص على ان :
اولاً ـ الاسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدر اساس للتشريع .
أ ـ لا يجوز سن قانون يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام .
ب ـ لا يجوز سن قانون يتعارض مع مبادئ الديمقراطية .
حيث ان النص يتعارض ويتقاطع مع عملية التوجه لبناء نظام ديمقراطي ، لأنه يعني بشكل غير مباشر لألغاء حق للمساواة مع الأطراف الأخرى .
يلغي ضرورة ترابط التوجهات الديمقراطية المفترضة والتنمية وحقوق الأنسان والمساواة .
يلغي مفهوم تبني موقف وطني ايجابي من الحقوق المشروعة لكل القوميات والأديان المتأخية في الوطن .
يلغي ضمان حرية التعبير وبناء المؤسسات الثقافية ودعمها لابل يمكن ان يقف عائقاً أمام امكانية اعادة تربية الأفراد والجماعات وصولاً لبناء وعي ديمقراطي جمعي .
يلغي مبدأ الحوار والمساواة بين كل عناصر الطيف العراقي .
يلغي مبدأ ترسيخ وعي ومبادئ وثقافة وقيم التسامح والمساواة بين شرائح المجتمع العراقي


5 - تكملة لما سبق
مارسيل فيليب/ ابو فادي ( 2010 / 12 / 18 - 20:18 )
ومالم يتم تعديل الدستور فسنبقى ندور في حلقة مفرغة ، شجب وبيانات استنكار .. مقابل كاتم صوت ، وتغييب وقمع بأسم الذي لا يتعارض مع ثوابت احكام الأسلام .


6 - ايها الاصدقاء
ابراهيم البهرزي ( 2010 / 12 / 19 - 08:01 )
1-
الصديق العزيز حامد حمودي عباس
هذا للاسف هو واقع الحال واية رهانات تبشيرية ستدور وتعود لترتطم بهذا الواقع
مع محبتي
2-
الصديق العزيز شامل عبد العزيز
لا اعرف يا صديقي كم (اربع سنوات )سنهدر لنكتشف من بعد مقولة حمزاتوف (العصا العوجاء لا تصنع ظلا مستقيما
لك محبتي
3-
الصديق العزيز جاسم الازيرجاوي
اتفق معك تماما وهذا هو ما ستكشف عنه التشكيلة الوزارية الجديدة غدا
لك جزيل شكري
4-
الصديق العزيز ابو فادي
عملية تغيير الدستور رهينة بعملية تغيير من وضع هذا الدستور اما وهم قيمون عليه فصعب جدا ان يغيروا هذا الدستور الالعبان فهو دستور فضفاض يتيح لهم التلاعب به بما يضمن بقاءهم انه دستور واسع الحيلة والا يا سيدي هل تظن ان جاهلا قد وضع هاتين الفقرتين المتناشزتين اللتين اوردت ؟
كلا يا صديقي العزيز انهم مجموعة محتالين ضمنوا لانفسهم مستقبلا سياسيا مديدا قائما على التلاعب بفقرات هذا الدستور الدمية
وتبقى في الاخير مهمة الناخب الذي سيراهن كثيرا على الاوراق الخاسرة ويكتوي كثيرا بنيران خياراته الخائبة قبل ان يعي اهمية التغيير الجذري
لك كل محبتي


7 - ما اشبه اليوم بالبارحة والحر تكفيه الاشارة
التيار اليساري الوطني العراقي ( 2010 / 12 / 19 - 11:53 )
ما اشبه اليوم بالبارحة والحر تكفيه الاشارة
1973-1979
2003-2010

لجنة المتابعة
بغداد المحتلة


8 - المالكي الى أين؟؟
سهاد بابان ( 2010 / 12 / 21 - 00:30 )
الرائع أبراهيم بهرزي أوافقك تماما أنتباهك لما ورد في كلمة المالكي و هي بلا شك أشارة خطرة جدا تشبه الاطلاقة التي تخرج عن مسدس محكمي السباق و التي تعلن بداية المرتون الرجعي الظلامي و سباقه من أجل الاستحواذ على كامل الحريات الشخصية للمواطن العراقي الغير منظوي تحت لواء الاسلام السياسي و تىشير الى البدء بحملة الغاء الاخر التي بلا شك سوف تنتهي (بعلس) الدستور و كلما يقره من حريات. أما تناولك لتصريحات كاكه مسعود وموقفك منها و أنت العربي أبن لواء ديالى فيشكل صفعة قوية لكل الشوفينين من اليمين و اليسار و يضعك في صف الاممين الثوريين الذين يتبنون قضايا القوميات المضطهده و بكل جرائه و ان لم تكن القضية تخص قوميتهم التي ينتمون لها. أشد على يدك مفتخرا بثوريتك التي لا غبار عليها.

اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد