الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شالوم (1) שלום

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2010 / 12 / 18
الادب والفن


(جبهة الحرب)
(أصوات قوية لتفجيرات دامية تدوي في الأصداء .. المسرح في حالة إظلام دامس، الإضاءة متقطعة بالتزامن مع شدة التفجيرات )
صوت امرأة ضعيف : ولدي .. ولدي .
( صمتٌ مطبقٌ، إظلامٌ تام، ضوء أحمر خافت في وسط المسرح، تظهر امرأة ممددة على الأرض تلفظ أنفاسها الأخيرة، بجوارها حقيبة سفر وفي حضنها طفل رضيع، يصرخ من شدة الخوف، يزداد الضوء الأحمر سطوعاً، تظهر في خلفية المسرح، أحجار مبعثرة على الأرض، حطام سيارة، شظايا زجاج متطاير )
يدخل الميجور جنرال إلياهو برفقة ضابط الاحتياط عزرا، ومعهما ثلاثة جنود
عزرا (يتلفت يمنة ويسرة، يجمد في مكانه، يكفهر وجهه، ومن ثم يشير بيده نحو المرأة الممددة على الأرض): سيدي .. سيدي، لقد ماتت.
إلياهو ( يقترب من جثة المرأة، يحدق فيها بعدم اكتراث): وماذا يعني موتها؟ ألا تعلم أن الحرب الضروس لا تفرق بين حي وميت ؟.
عزرا (يومئ برأسه): بلى سيدي (يحدق ملياً في الطفل).
الطفل ( يكف عن البكاء، يبتسم ابتسامة بريئة لعزرا، ومن ثم يعاود البكاء).
عزرا (يحمل الطفل بكلتا يديه، يضمه إلى صدره): سيدي، إنه جائع وخائف.
إلياهو (يشير بيده لأحد الجنود): أيها المجند، أفحص هذه المرأة جيداً.
الجندي (يستقيم باستعداد): أمرك سيدي (يجثو على ركبتيه، يضغط بإبهامه على وريد كفها الأيسر) لقد فارقت الحياة يا سيدي.
(يشرع عزرا بتقبيل الطفل وهزه إلى صدره)
إلياهو (يحدق بالجنود): أيها الجنود، احملوا هذه المرأة بعيداً من هنا، هيا بسرعة.
الجنود (بصوت واحد): أمرك سيدي (يهم الجنود الثلاثة بحمل المرأة إلى خارج المسرح).
إلياهو (يلتفت نحو عزرا): أراك شديد الاهتمام بهذا الطفل.
عزرا (بشعور ممزوج بالفرح والحزن): أجل، فهو طفل بريء.
إلياهو (ممتعضاً): وما سر هذا الاهتمام المفاجئ ؟.
عزرا (مرتبكاً): لا .. لا شيء (مستعيداً توازنه) ما ذنب هذا الطفل البريء أن يقضي صريعاً بنيران الحرب، كما قضت للتو أمه، وهل من العدل أن يلقى به في قارعة الطريق، ليكون لقمة سائغة لوحوش هذا الظلام الدامس؟.
إلياهو (بخبث ودهاء): ما أخشاه، أن يكون عطفك لهذا الطفل، نابع من كونك عربياً حينها ...
عزرا (مقاطعاً بحدة): حينها ستقول بأني خائن، أليس كذلك؟.
إلياهو (ببرود): اطمئن، لن تصل الأمور إلى هذا الحد، فلست أنا مَن يخون الآخرين.
عزرا (بحدة): إذن، ما معنى كلامك هذا؟ إلى متى سأظل محل شكوك الآخرين، فقط لكوني يهودياً من أصول عربية؟.
إلياهو (متأففاً): أوف .. أوف .
عزرا (يشهر سبابته في وجه إلياهو): ألست سيادتك مَن يتفاخر أمام حشود الأصدقاء والضباط، بأصولك الألمانية، أحلال عليك التفاخر بأصلك، وحرام علي التفوه ببنت شفة؟.
إلياهو (مرتبكاً): الولاء للدولة فوق كل اعتبار.. وولائي القوي لا يزايدن أحد عليه.
عزرا (حانقاً): حسناً، فليكن ولاؤك لهذه الأرض المقدسة، بمقدار ولائي لأجدادي الذين ولدوا وعاشوا عليها قبل آلاف السنين.
إلياهو: أجدادك هم أجدادي .
عزرا (بزهو): أجل، أجدادي هم أصل دولتنا، أما أجدادك فهم الفرع .
إلياهو (مقاطعاً): دعنا من هذا الجدل العقيم، أخبرني ماذا ستفعل بهذا الطفل؟.
عزرا (يحدق في وجه الطفل): إنه طفل جميل، وجهه يشع نوراً وصفاء، وثغره باسم كثغر الملائكة، لقد أحببته منذ أن أبصرته عيني.
إلياهو (بتحد): سأطلب من الجنود حمله وتسلميه لمنظمة الصليب الأحمر، لتتكفل به وترعاه ككل الأطفال الذين فقدوا ذويهم في الحرب.
عزرا (غاضباً): كلا .. كلا، لن يمسسه أحد سواي، سآخذه معي إلى البيت، لتعتني به زوجتي سارة.
إلياهو: ولكنك بقرارك هذا، تخالف القانون أشد مخالفة، وستترتب عليك تداعيات كبيرة، قد تطيح بك من الخدمة العسكرية.
عزرا (بثبات): أياً كان الأمر، لن أدع هذا الطفل ضحية لعبث المنظمات الدولية، قدره أن يكون ابني، ولن أتنازل عن قراري قيد أنملة.
إلياهو (كاظماً غيظه): إذا كان هذا هو قرارك النهائي، فإنني ورغم صلاحياتي العسكرية التي تخولني التدخل والاعتراض، سأدعك تواجه العواقب بنفسك.
عزرا (بعدم اكتراث): استأذنك بالانصراف (يغادر حاملاً الطفل).
إلياهو (يومئ برأسه حانقاً) : رجلٌ مجنون (يخرج مغادراً المسرح).

إظلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2010 / 12 / 21 - 01:05 )
العزيز ثائر ايهما جاء قبل اليهوديه ام العربيه وكيف اصبح اليهودي عربيا هل انا الكلداني الذي عشت واجدادي بين العرب اصبحت عربيا علما لي لغه وتاريخ وتراث لا يملكه العرب واتكلم العربيه بطلاقه لا يمكن ان ندعو شخصا عاش في بلد ما اصبح من ذلك البلد اعيش في امريكا ويشرفني انني احتفظ بعراقيتي واقول لااحفادي انتم ولدتم هنا ولكنكم عراقيون دما ولحما ونسبا اما اليهودي فهو يهودي وان عاش في اي بلد وتطبع لان القوميه هي طبع وليست تطبع ..تحياتني
شالوم (السلام )كلمه يستعملها الكلدان واليهود والاراميين


2 - التركيز من مصلحة النص
سامي يلدا ( 2010 / 12 / 23 - 13:20 )
أنت تريد أن ترمي عشرة عصافير بحجر واحد وبهذا تحقق الانتحار من خلال التشتت والتعلق بشعارات وترديد أقوال جاهزة. اعتقد أن مذكرات دجاجة التي كتبها اسحق موسى الحسيني قبل ولادتك بكثير أكثر نجاحا في تصوير الصراع مع اسرائيل. ولم يلجأ إلى الاستهانة بالعدو وعقيدته وأصله وتراثه الاجتماعي، أعتقد أن وظيفة المثقف أكبر بكثير من المستوى الذي يتعامل به النص، راجيا تقبل رأيي مع التقدير


3 - كوننا بشر.. هنا تكمن المشكلة
شهود ابراهيم ( 2011 / 1 / 2 - 23:17 )
يا لها من مشكلة انسانية صعبة كيف يقتل العربي العربي اذا ما اختلف معه في الدين
اقدر لمحاتك الانسانية الجميلة في المسرحيةو التي تتسامى على لوثة العنصرية والتعصب للدين.....
لكن يبقى سؤال هل هذا مايحدث فعلاً على الارض.....لست متشائمة ولكن يؤسفني ان عزرا سيتسلى بقتل الطفل لان الدم الذي يجري في عروقه من ابوين غير يهوديين هذا اذا لم يفكر ان يحتفظ به ليرسله عندما يكبر ليقتل اهله وقومه المسلمين او المسيحيين هذا الواقع الذي نراه كل يوم و خلافه -للاسف- هو الشاذ.

اخر الافلام

.. هام لأولياء الأمور .. لأول مرة تدريس اللغة الثانية بالإعدادي


.. اعتبره تشهيرا خبيثا.. ترمب غاضب من فيلم سينمائي عنه




.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان


.. الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان -كان- بفستان بـ-ألو




.. مهرجان كان 2024 : لقاء مع تالين أبو حنّا، الشخصية الرئيسية ف