الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضائية من اجل تحريك الركود العقلي.

مالوم ابو رغيف

2010 / 12 / 18
ملف مفتوح – أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية


إذا كانت رحلة الإلف ميل تبدأ بخطوة واحدة، فان موقع الحوار المتمدن قد غطى آلاف الأميال بخطوات الواثق من نفسه في رحلة التجديد اللانهائية ولا زال مستمر في مسيرة التطوير والتجديد. التجديد الذي أبدعه الحوار المتمدن ليس هو مشاركة كتاب كبار لا تشعر بأي ملل وأنت تقرا لهم مهما طالت مقالاتهم مثل وفاء سلطان وطارق حجي وقوجمان والسيد القمني وعبد الخالق حسين ونادر قريط وكثير غيرهم على رغم أهمية ما يكتبونه على صعيد إثراء وعي الإنسان الناطق باللغة العربية، الذي تحجر في قوالب أطروحات الدين والقومية ، إنما هو نوع الفكر والمنهج المطروح والمتبع في التحليل، هذا المنهج الذي لا يسعك إلا وتعبر عن إعجابك به حتى وان اختلفت مع الفكرة أو خلاصة التحليل، هذا هو الجديد الذي استطاع الحوار المتمدن إن يجعله الأسلوب الغالب المتبع في كتابة اغلب المواضيع حتى وان كانت دينية أو متشائمة النزعة أو طوباوية التفاؤل. الحوار المتمدن ( وهو جهد جماعي، كتاب ومحررون ومشرفون وموقع ) رغم إن اغلب كتابه يقفون في الجهة اليسار، إلا ن الموقع لا ينظر إلى الإحداث من منظار الجهة الواحدة، ولا ينحاز على حساب الحقيقة، الانحياز قد يصح في عالم السياسة، في عالم الثقافة والبحث يصبح مثل الذي يسمل عينه مختارا فلا يرى المشهد كاملا. في عالم التحليل والبحث نحتاج إلى أكثر من عينين لكي ننظر إلى كافة الاتجاهات ونحتاج لأكثر من عيسى لإحياء الكثير من الموتى، ليس كما يفعل الله والكتاب الإسلاميون لمحاسبتهم ثم إلقائهم في الجحيم، إنما لمناقشتهم وفق مقاييس عصرهم، لمعرفة ما قال زاردشت حقا وليس ما كما قال نيتشه، لن تجد ذلك كله في المواقع الأخرى، ستجده فقط في الحوار المتمدن.
وإذا استطاع موقع الحوار المتمدن أن يتميز عن المواقع الأخرى فاعتقد انه سيكون من المهم أيضا اقتحام عالم الإعلام الفضائي.
الفضائيات العربية التي استقبلها من خلال القمر الأوربي هوت بيرد، واعتقد إن الفضائيات الأخرى لا تختلف كثيرا عنها، كلها عبارة عن نسخة متكررة للغو يشكل الزاد اليومي لملايين المشاهدين الناطقين باللغة العربية. السياسة والدين يشكلان موجات الإرسال العربية التي تخترق ذهن الأطفال والكبار يوميا دون رحمة ولا تخلف سوى بصمات الحيرة على الأدمغة وتحيل الإنسان إلى متلق سلبي حتى وان شارك تلفونيا فهو مبرمج عقليا مثل الماعز التي تعود من المراعي تعرف الطريق إلى زرائبها دون توجيه من الراعي. الثقافة ليس لها مكان في عالم اللغو والهذر الفضائي العربي هذا. الثقافة يتيمة في عالمنا، والثقافة التي اقصدها ليست هي المعلومات عن الأدب والشعر والرسم والنحت والمسرح فقط ، بل هي تشريح هذه الأعمال بمبضع العقل وليس بمبضع العاطفة، هي تحفيز العقل على التفكير وخلق الجرأة عند الناس لمناقشة ما منعه الحكام وما حرمه رجال الدين، كسر جدران المحرمات وتحطيم سجون الغيتوات المفروضة على الأقليات. هي محاولة تجديد الدين وجعله إنسانيا وسحب البساط من تحت رجال الكهنوت الإسلامي ومساندة حركة الجرأة التي يشكل طليعتها السيد احمد القبانجي واياد جمال الدين وغيرهم.
إن مثل هذه الفضائية ستكون شرارة كبيرة في عالم الإعلام الفضائي، ستكون الكعبة التي تدور الناس حولها، ستكون الشرارة التي توقد مشاعل الفكر، ستكون الحجارة التي تحرك مياه الركود العقلي، ستكون المسمار الأول الذي سيدق بنعش الخوف من المجهول او من حساب الاخرة.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتمنى ذلك لكن؟
صالح حسن ( 2010 / 12 / 18 - 18:12 )
اخي العزيز قناة الجزيرة عملت حلقة مع الدكتورة وفاء سلطان بمناسبة الصور الكاريكاتورية لمحمد وانا لحد الان مستغرب كيف سمحوا ببث تلك الحلقة؟. هل تذكر الضجة التي حدثت بعد بث الحلقة؟ قامت القناة وعلى لسان القاسم بالاعتذار و حوربت بعدها الدكتورة وفاء بحيث لم تقدم لها اي دعوة او اي مشاركة في اي حوار تلفازي في اي قناة عربية. قناة الفيحاء اجبرت على الانتقال من دبي بسبب اتجاهها الوطني. على قدر ما نتمنى بظهور قناة بالمواصفات التي ذكرت على نفس القدر سيحاول الظلاميون على منعها من الظهور او تكون في متناول مواطنينا في الدول العربية. ستبقى محصورة في النطاق الاوربي او الغربي .انا اتفق معك موقع الحوار فريد من نوعه واتمنى له وكل الكتاب المزيد من النجاح .


2 - الاخ صالح حسن
مالوم ابو رغيف ( 2010 / 12 / 18 - 23:16 )
نعم اتذكر تلك المشهاد التلفزيونية للسيدة وفاء سلطان، ومجرد تذكري لها، وانا المصاب بضعف الذاكرة كبقية العراقين طيبي القلب والسريرة، هو ان وقع تلك المقابلة كان من النوع الذي لا ينسى، فلقد، وانا اعتقد جازما، بقى صداها في اذهان الملايين من الناس الذين صفقوا للسيدة وفاء سلطان طربا لانها افصحت عما يودون ان يقولوا لكن يمنعهم الخوف من المجتمع ان فصحوا او يفكروا بصوت مرتفع مثلما فعلت السيدة،
هذا ما نريده من فضائية الحوار المتمدن، ان لا تكون مجرد رقما يضاف الى عدد الفضائيات الموجود، بل استثناء منه يبدأ العد.
تحياتي


3 - البذرة
ابو سنحاريب ( 2010 / 12 / 20 - 04:00 )

استاذي الكريم

تاملات وافكار رائعة
قد تكون بمثابة البذرة الجيدة التي تسقط في الا ---رض الجيدة
نتوقع ان تحدث انقلابا فكريا في المجتمع العربي
احسنتم -


4 - الاخ ابو سنحاريب
مالوم ابو رغيف ( 2010 / 12 / 20 - 14:19 )
شكرا على المرور وعلى اتفاق الاراء
ان الامر مثل ما تفضلت به، نحتاج الى هزات وثورات وانفجارات فكرية
لايقاظ العقل من حالة السبات التي يمر بها، حالة الكسل الفكري المجبورين عليها،
فمعظم الناس لا تشترك بالتفكير، انما هم متلقون سلبيون لا يقوون على الاعتراض حتى لو لم يتفقوا مع المطروح، حالة رافقة الناس طويلا حتى اصبحت وكانها فطرتهم التي خلقوا بها..
تحياتي

اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام