الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسيحيوا العراق .. ليسوا جالية

تاج موسى آل غدير

2010 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


منذ وقوع الاعتداء الارهابي على كنيسة سيدة النجاة في بغداد والاعتداءات اللاحقة , سلطت الاضواء الاعلامية في المنطقة وفي العالم على وضع المسيحيين في العراق وفي البلاد العربية ويدور الحديث عن مستقبل المسيحيين في العراق وفي الشرق عموما وكأنهم جالية لا جذور لها ولا تأريخ إذ أن وسائل الاعلام الدولية بكل ما تملكه من قدرات كبيرة تتناول هذا الموضوع ابعد من كونه أمرا امنيا يرتبط وجوده بوجود الارهاب الذي اراد عبر هذا الاستهداف للمسيحيين ان يقول بأنه موجود في الساحة وان الحكومة في بغداد غير قادرة على حماية مواطنيها والمسيحيون بشكل خاص ويريد الارهاب من خلال إستهدافه للمسيحيين ان تحظى عملياته الاجرامية بتغطية اعلامية واسعة واستثنائية على مستوى العالم .
وللأسف فقد نجح الارهاب بتحقيق ما يصبو اليه في الجبهة الاعلامية خاصة ضمن إطار الاعلام الغربي الذي يحظى بسطوة كبيرة ومؤثرة . ومن جانبنا كعراقيين نقول ان المسيحية في بلادنا موجودة في أصل تكويننا , فقد ظهرت في العراق في القرن الاول الميلادي اي قبل الاسلام واستمرت معه وتعايشت معه بكل محبة وتفاعل عبر كل هذه القرون التي مضت , وفي العصر الحديث لعب المسيحيون في العراق دورا كبيرا في رسم صورة العراق الثقافية والحضارية كما لعبوا دورا رياديا في مجمل حركات الاستقلال الوطني على مستوى البلاد العربية وهذا امر لا نحتاج الى توضيحه.
وفي المرحلة الراهنة ومنذ اكثر من عقدين من الزمن ولحد الان تشهد المنطقة عموما بروز تيارات فكرية تتخذ من الاسلام عبائة لها تقوم على اسس واجتهادات وقيم خطيرة لم نشهدها من قبل اذ ان هذه التيارات تستند الى رؤية طائفية تكفيرية تفتي بقتل من يخالفها في الرأي او الاجتهاد , فمن جهة تقوم هذه التيارات بتقويض المجتمعات الاسلامية والعربية وزرع الفتنة بين طوائفها الاسلامية ومن جهة اخرى تعتبر غير المسلمين هم من معسكر الكفار وقد افرزت هذه التيارات مجموعات مسلحة خطيرة استغلت اوضاع العراق الامنية وانتشرت في مناطق عديدة مخلفة وراءها آلاف الضحايا من العراقيين من خلال تنفيذها الاعمال الارهابية ضد الابرياء من المدنيين مسلمين ومسيحيين وصابئة و أيزيديين .
أما إستهداف مسيحيو العراق بالشكل الذي حصل فمن الواضح كما قلنا في البداية ان الارهابيين كانوا ولا زالوا يريدون ارسال رسائلهم عبر هذا الاستهداف ولكن ما الذي يجب ان تفعله الحكومة ؟ , ان الشعب العراقي بكل مسلميه يقف مع اخوانه المسيحيين بقوة ولكن ما هو واجب الحكومة الجديدة تجاه ابناء ثاني ديانة سماوية في العراق كما ينص الدستور العراقي على ذلك .
اننا نرى التمثيل المسيحي في المسرح السياسي العراقي يكاد يكون رمزيا ونحن في العراق نحتاج ان يتم تمثيل المسيحيين في العراق بطريقة فعلية ولعل هذا يعد الرسالة الاكثر اهمية التي ترسلها الحكومة المقبلة لقوى الارهاب .
ومن شأن ذلك ان يعكس حجمهم الثقافي ودورهم الريادي في بناء العراق ونهضته, إذ لا يجوز ان ينحصر التمثيل المسيحي في العراق استنادا الى حجمهم السكاني العددي بل ان التمثيل يجب ان يشمل كل تأريخهم وثقافتهم في العراق . أقول هذا لانني أرى في مسيحيي العراق أكثرية ثقافية رغم كونهم أقلية عددية وجميعنا نرى بغداد وهي تتباهى بأحتضان كنائسهم الستين , وجميعنا نشارك المسيحيين العراقيين في آمالهم بالحصول على العدالة والحرية والأمان .


تاج موسى آل غدير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب