الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-ويكليكس - من غسان تويني الى جوليان أسانج مع التحيات

تاج موسى آل غدير

2010 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


كنت في بيروت عام 1973 حيث عقدت القمة العربية في الجزائر وكان الناس يتابعون ( أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ) في مؤتمرهم وما سيتوصل اليه قادة الامة من مقررات ومعالجات للوقوف في وجه التحديات التي تواجهها الامة في تلك اللفترة وهي كثيرة ومتنوعة في حينها , وبعد انتهاء اعمال القمة العربية عاد اصحاب الجلالة والفخامة والسمو كلٍّ الى بلده , ولا أحد يعرف ما تم التوصل اليه وما هي القرارات التي اتخذوها والرؤى التي وضعوها او اصاغوها , ولكن وسط حالة المتابعة والترقب والحوارات التي تجري على قدم وساق بين الشباب رواد المقهى الذي كنت اتردد عليه في منطقة الروشة في بيروت سادت في احدى الامسيات حالات ذهول وتعجب واحباط وكان سبب ذلك ما تفردت – جريدة النهار اللبنانية – بنشره حيث نشر السيد غسان تويني رئيس تحرير الصحيفة قرارات القمة العربية وبعض محاضر جلساتها , الامر الذي أغضب أصحاب الفخامة والجلالة . عندها مورست الضغوط على الرئيس الراحل سليمان فرنجية لمعاقبة غسان تويني على ما قام به , والحقيقة كما أذكرها ان تويني لم يجد بما قرره العرب أمرا خطيرا او انه بالغ السرية او انه فضح لاسرار عسكرية من شأنها الاضرار بالامن القومي العربي , وان نشره لتلك القرارات والمحاضر كشفت حالات من التدني في معالجة المشكلات التي يعاني منها العرب في حينها , او انها دون المستوى المطلوب . والنتيجة كانت هي ان السيد غسان تويني وبأمر رئيس الجمهورية اُقتيدَ الى الحبس في ( سجن الرمل ) في بيروت حينها دافع تويني عما قام به وقال كلمته المشهودة :- نحن شعب لا قطيع . وبعد يومين شاركت مع عديد من الشباب اللبنانيين في مظاهرة امام سجن الرمل وهتفنا جميعا بشعارات تحيي الاستاذ تويني .. الذي وهب قلمه وعقله لأظهار الحقيقة دون زيادة او نقصان وقبل سنوات عندما استهدفت سيارة ملغومة موكب إبنه جبران تويني وادت الى إستشهاده ومزقت جسده , لم يكن جبران تويني منافسا لاحد من السياسيين على موقع سياسي او سلطة اوجاه فلقد خَلِف والده برئاسة تحرير جريدة النهار ولم يكن منحازا لجهة دون اخرى , كانت الحقيقة هي هدفه والحرية هي قضيته والقلم كان وسيلته , وعندما حضر غسان تويني لوداع ولده جبران يوم دفنه لم يطلب تويني الاب بثأر او بفتح تحقيق او انتقاما من احد , لقد كان اكبر من كل هذه التفاصيل لكنه طلب شيئا واحدا فقط وهو يدفن جبران , قال :- فلندفن الحقد والثأر , دفن الحقد والثأر هو الطلب الوحيد الذي تقدم به تويني من قاتلي ولده , ولكن من يدفن هذا الحقد الذي ساد وتعمق في الكثير من النفوس حتى اصبح مرضا ملازما لاصحابه ولا سبيل للخلاص منه . ويطل علينا اليوم السيد ( جوليان أسانج ) صاحب موقع ويكيليكس وينشر كل ما يستطيع الوصول اليه من وثائق وبرقيات وتحليلات ووجهات نظر ومعلومات , كلها جميعا لم تحضى بنفي القوم جميعا , بل أصبحت قاعدة معلومات لجميع المحللين والمتابعين والسياسيين في كل العالم , ولم يجد الرجل من يقف الى جانبه سوى عدد من الشبان والشابات لا يتجاوز المئتين تظاهروا متضامنين في احدى ساحات مدينة ( سدني ) عاصمة استراليا وهو نفس عدد الشبان والشابات الذين وقفوا امام سجن الرمل في بيروت للتضامن مع غسان تويني بعد مرور 37 عام بين تويني وأسانج . ولكن ما هي رسالة أسانج ؟ هل يريد القول ان شعوب هذا الكوكب ليست قطعانا وان لهذه الشعوب الحق في معرفة ما يجري ام لديه اهدافا اخرى , نحن نجهلها ورغم كل ما يُقال يبقى التضامن مع السيد جوليان أسانج وموقعه ويكيلكس واجبا اخلاقيا وانسانيا لكل الاحرار . فتحية للكبير غسان تويني وللمجدد جوليان أسانج .

تاج موسى آل غدير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش