الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الفضائية الحلم ... الفضائية الطموح
خالد أبو شرخ
2010 / 12 / 18ملف مفتوح – أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية
بداية اتقدم للرفاق والزملاء في اسرة تحرير موقع الحوار المتمدن, باطيب التهاني والتمنيات بمناسبة فوزهم بجائزة مؤسسة ابن رشد, وبالذكرى التاسعة لانطلاقة موقع التنوير والحداثة والفكر الحر, موقع الحوار المتمدن, هذا المنبر الديمقراطي التقدمي الذي أغاث كل قلم حر ونزيه في عالمنا العربي, وروى عطش سنين الحرمان للجمهور القاريء المتعطش للراي المنحاز للفئات الشعبية, والعدالة الاجتماعية, ولقيم التنوير, والتقدم, والحداثة, وشكل قفزة نوعية وهامة في مسيرة الاعلام الالكتروني, وما تفوقه على غالبية المواقع الاعلامية الاخرى بعدد القراء والكتاب, بالرغم من الفارق الشاسع في الامكانيات المادية, الا دليلا على المكانة التي يحتلها موقع الحوار المتمدن الاغر في عقول وقلوب جماهير العالم العربي بمختلف اطيافهم القومية والدينية والعرقية.
أما بالنسبة لموضوع اطلاق فضائية يسارية ديمقراطية علمانية, ومدى اهميتها وضرورتها في ظل هيمنة فضائيات العهر الديني, والدعارة الطائفية, والخنوع السلطاني, والقمع الملوكي, والانحلال الاميري, والاستبداد الرئاسي, التي تعتقل عقولنا, وتغتال قلوبنا, وتفسد اذواقنا, وتزيف تراثنا, وتشوه أدبنا, وتبتذل فننا, وتعكر أمسياتنا, ولا نجني منها إلا إستهلاك أقراص الباراستيمول لتخفيف ما تسببه لنا من صداع, ومن هنا تاتي أهمية فضائية تحاكي قضايا الطبفات الفقيرة المهمشة, والمسحوقة, والمقموعه, وتتبنى همومها وقضاياها وطموحاتها, فضائية منحازة لقيم الحرية, والمساواة, والعدالة الاجتماعية. فضائية تبشر بقيم الديمقراطية, والتقدم, والتنوير, فضائية تكون قيمة الانسان وكرامته وتقدمه, هو همها الاول والاخير.
وبانحياز الفضائية لقضايا التحرر, والتقدم, والمساوة, والعدالة الاجتماعية, ولقضايا المسحوقين والمهمشين, وبحملها للواء الفكر الحداثي والتنويري والمنهج المادي العلمي, تكون قد خطت توجهاتها كفضائية يسارية ديمقراطية علمانية.
أما بالنسبة لقضايا تمويل الفضائية, وإمكانية البدء بها بالعمل التطوعي, وكيفية إدارتها, فلن أذهب أبعد مما ذهب اليه الكثير من الزملاء الذين كتبوا في هذا الموضوع, وهو ان تكون الفضائية شركة مساهمة, بالاضافة للتبرعات والإعلانات, واعتقد جازما ان كافة مدمني موقع الحوار المتمدن, من قراء وكتاب, لن يتوانو لحظة عن التبرع و شراء الاسهم, ولكنني أضيف أن دورا هاما وبارزا يجب ان يكون عند القوى اليسارية والتقدمية والديمقراطية في العالم العربي, سواء أحزاب وقوى سياسية أو منظمات اهلية ومدنية أو شخصيات مستقله, فنهج الفضائية والمباديء والقيم التي تبشر بها, هي برامجهم واهدافهم, وبالتالي تقع عليهم مسؤولية ادبية واخلاقية تجاهها, فهي ستكون نافذتهم التي يطلون بها على المجتمع, والبوابة التي يعبرون بها الى كل اسرة, وجسر التواصل بينهم وبين كافة شرائح المجتمع, والرئة التي يتنفسون منها, بعد خنق الفضائيات الرسمية والدينية والاعلانية لانفاسهم.
إن من أهم أسباب غياب فضائية يسارية ديمقراطية علمانية هو عدم تظافر جهود قوى اليسار والديمقراطية لاطلاق مثل هذه الفضائية, بل لم تكن يوما ما ضمن برامجهم, باستثناء بعض المحاولات الفردية من قبل بعض الاحزاب, والتي وئدت في مهدها, مثل تجربة الحزب الشيوعي اللبناني مع فضائية الجديد, لذا أرى أن تتوجه هيئة إدارة الحوار المتمدن وبشكل رسمي, إلى قوى اليسار والتقدم (احزاب, شخصيات, منظمات اهلية), بطلب أخذ دورهم في أطلاق هذه الفضائية, ومن النواحي التالية :
اولا : المساهمة في تمويل الفضائية كالتزام رسمي من قبلهم
ثانيا : المساهمة في الترويج لاسهم شركة الفضائية
ثانيا : البحث عن مصادر تمويل في بلادانهم
ثالثا : المساهمة في توفير أفراد وطواقم عمل, تعمل تطوعا في البداية
رابعا : التكاتف حول الفضائية, من أجل حمايتها من أي محاولة تشويش أو منع او أية مضايقات أخرى, وباعتقادي ان فضائية يلتف حولها عددا كبيرة من فعاليات العمل السياسي والاجتماعي في عالمنا العربي, تكون أي خطوة ضدها محسوبة بألف حساب.
أما بالنسبة لمقر ومكان البث, فيجب ان يكون خارج بلداننا العربية, لما ستثيره الفضائية من قضايا, قد تتعرض به للبلد المضيف نفسه, أو تتسبب لتوتر العلاقة بينه وبين بلدان عربية اخرى, قد يؤدي هذا وحتما سيؤدي, لمضايقات تتعرض له الفضائية من قبل البلد المضيف نفسه.
تجربة البدء بتلفزيون عبر الانترنت, أرى انها مفيدة لاكتساب التجربة والخبرة, فالاعلام المرئي يختلف في جوانب عدة عن الاعلام الالكتروني المقروء, وفضاء الحرية به يختلف عن فضاء حرية الانترنت, فمن خلال تلفزيون الانترنت, وفترة بث تجريبية, نستطيع من خلالها قياس مدى نجاح البرامج, وما هي الطريقة الامثل لايصال رسالة الفضائية, هل هي البرامج الحوارية؟ أم الوثائقية؟ أم الإخبارية؟ أم التسجيلية؟....الخ
إن كثرة المساهمات والإقتراحات, وهذا الإلتفاف الهائل حول فكرة إطلاق فضائية يسارية ديمقراطية في عالمنا العربي, لا تدل إلا على الحاجة الموضوعية لهذه الخطوة الجبارة, إن كتابات الزملاء لا تعبر إلا عن أحلامنا ورغباتنا وإرادتنا بوجود هذه الفضائية, فهل تتحول احلامنا إلى حقيقة؟....إن هذا لا يذكرني إلا ببيت الشعر الذي قيل عند تدشين السد العالي
كان حلما فخاطرا فاحتمالا ثم أضحى حقيقة لا خيالا
فهل تصبح فضائية اليسار والتقدم والديمقراطية, فضائية الحلم الطموح, حقيقة لا خيالا؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - اسراء معراج
معراج
(
2011 / 5 / 19 - 16:01
)
انا البطل الواحد الفضاء الحرب
الاسم اسراء معراج
.. فقدت زوجها بسبب إرهاب الأسد.. سوريون يتأملون الخسائر -التي ل
.. هل يقود طموح الجولاني سوريا إلى مرحلة جديدة من الفوضى؟ | #ال
.. كيف تحولت الحواجز العسكرية من مسميات الرعب إلى التعاون بين ا
.. نازحون من الفاشر وزمزم يترقبون شتاء قاسيا بلا مأوى
.. مراسل الجزيرة من داخل فرع فلسطين الأمني يرصد شهادات مروعة عن