الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادب قصة قصيرة

عباس داخل حسن

2010 / 12 / 19
الادب والفن


تعودت صباح كل يوم ان ادخل تلك البناية المعزولة نهاية الزقاق ،ادخلها بخطوات خاطفة مواجها جدار من الصناديق الخضراء المنضودة حد السقف ، رشت على واجهاتها عشرات الارقام بصبغ ابيض لايمحى بسهولة كثيراً مايذكرني بصبغ اللافتات السياسية وشعاراتها الجوفاء التي لانعرف ماهيتها لانها لاتمت لحياتنا بشىء سوى انها تبعث على الاشمئزاز والملل من كثرة الخداع والكذب والتكرار .يزداد شعوري بالتشويش كلما دخلت الى هذه البناية الغارقة بعتمة باهتة التي لاتمنح المرء سوى مزيدا من البرودة لقتامة الجدران ورطوبتها ، مثل دورة مياه عامة مهملة في محطات المسافرين .
غرزت المفتاح في الصندوق رقم (7) وبدأ قلبي يخفق كالعادة بضربات متسارعة نافضة عن كاهلي شعور الانتظار والملل وباحساس خليط من الفرح والحزن ،الشعور ذاته ينتابني كلما وقفت امام هذا الجدار من الصناديق المتراصة. اخيرا سحبت بيدي اليمنى ثمة مظرف بريدي بلون ازرق وصمت حوافه بخطوط بيضاء ، رمقته بنظرة فاحصة خوفا من الخطأ في العنوان لان موظفوا البريد لازالوا يعملو بآلية بلهاء من اللامبالات والاهمال مع رسائلنا التي تحمل مسراتنا واحزاننا ، فتحت المظرف بروية وتلقائية ,لم اجد شيئا سوى بطاقة بيضاء بلون الحليب خالية تماما لم يكن عليها اي اثر لحروف اوكلمات ، فتشت المظروف بعناية مرات لم اجد شيء.
فكرت ملياً بلاْمر واقتنعت دون لبس ان هذه البطاقة خالية من الحروف تماماً ، قلبت المظروف وتفحصت العنوان مرات انه عنواني واسمي مكتوب بخط جميل .لم يشغلني كثيراً حل لغز هذة الرسالة لانني لااريد انتظار اخبار لاتطاق وانتظر خبرا يجعلني اقفز فرحاً لم ياتي بعد وانقطع عن المجيء لهذه البناية المعزولة
تركت البنابة خارجاً ، وشعرت بامتلاء نقي مثل هذه البطاقة البيضاء التي منحتني شعور بحسن الطالع لبقية اليوم .كنت احاول الحوؤل عن المارة وكل ماحولي لان لايتسللوا لافساد هذه النشوة العارمة بعدم سماعي اية اخبار مهما كان مصدرها .شممت رائحة هذه المساحة الصغيرة من البياض كان لها شذى شفيف ايقظ الحواس الغافية والهبني احساس آسر مثل حنيين لشيء ما .
قررت الاحتفاظ بهذه الرسالة الى الابد مردداً مع نفسي
- اكيد انها رسالة حب لكن ليست من كوكبنا اانها من كوكب آخر ...ربما من عطارد .
عباس داخل حسن قاص عراقي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي