الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعث يعود من جديد

محمد الخفاجي

2010 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


انتخابات 2010 للبرلمان العراقي افرزت فوزا لبعض الكتل والكيانات والأحزاب ، وتراجع واضح للبعض الأخر ، وكانت هذه النتائج تتناغم وتتشابه إلى حد كبير مع هذه القائمة الفائزة التي حصلت على المرتبة الأولى في المنطقة الوسطى بفارق بسيط ، باعتبارها تمثل مكونا ذا بعد طائفي معين رغم إنكار ذلك التوجه من قبل القائمة ذاتها إن هذه القائمة الجديدة برزت على السطح بعد خلافات وتناقضات كادت أو عصفت بأركان الائتلافات السابقة بمستوياتها المحلية والإقليمية ، واحتدم الصراع بين تلك الكتل بالموافقة على اجتثاث بعض القادة المشاركين في العملية السياسية منذ البدء ، واستغل هذا الموضوع جماهيريا من قبل الطرف المناوئ لذلك التكتل وبرر موقفه هذا أن المشمولين بقرارات الاجتثاث هم من مروجي فكر حزب البعث المحظور دستوريا ، ووقف دعاة الاجتثاث موقفا حديا صلبا للحيلولة دون مشاركة المجتثين في الانتخابات البرلمانية ، حيث استخدم مناصري الاجتثاث كل الأساليب للنيل من غرمائهم من الطرف الآخر متناسين إنهم كانوا معهم لوقت قريب من رموز العملية السياسية ـ ووصل الحال بين الطرفين المتناقضين مذهبيا وفكريا ويمثلون الأضداد في العملية السياسية من حيث التوجه والشعار إلى مستوى التناحر والتصادم والتشهير والتشويه وإظهار العيوب وكشف المستور حد التنابز بالألقاب والتسقيط ، الأمر الذي اثر سلبا على العملية الانتخابية ، تلك العملية التي شكك بها البعض قبل إقفال صناديقها ، ومنهم من دافع عنها بقوة لنزاهتها ، وبعد ظهور النتائج انقلبت الصورة ، فمن كان معها بقوة صار بالضد منها واتهم المفوضية بالتلاعب والتدليس لهذا أو ذاك ، ومن شكك بها للوهلة الأولى دافع بقوة عنها وعن ما أفرزته تلك النتائج ، لأنها جاءت لصالحه ، وجاء إعادة العقد والفرز ، ولم يتغير شئ على ارض الواقع ، واستسلم المشكك بنزاهتها بعد عملية العد والفرز لنتائجها واعتبره تنازلا عن حق له لا نقاش فيه ، وبرر قبوله بنتائجها بالتضحية من اجل سير العملية السياسية بخطها المستقيم كما ادعى في حينها ، ودار صراع مرير استمر لأكثر من ثمانية أشهر لتحديد الكتلة الفائزة والتي يمكن أن تكلف بتشكيل الحكومة ، وما بين المد والجزر ، تشكل تحالف يجمع قوى متناقضة في الأهداف والرؤى والتوجهات وما يجمعها سوى أن تكون ا لكتلة الأكبر وهي من يوكل إليها تشكيل الحكومة ، ونجحت في هذا وأصبحت الكتلة الأكبر بعد قرار المحكمة الاتحادية الذي أعطى حق تشكيل الحكومة للكتلة النيابية الأكثر عددا ، وبدأ الصراع بين هذا التحالف ومكوناته للنيل بالظفر في تسمية رئيسا لمجلس الوزراء وكل من إطرافه يحاول تسمية مرشحيه ودارت رحى معركة حامية بين التحالف الجديد ووصل عدد مرشحيه إلى أكثر من خمسة ولم يتفقوا ووضعت الخطوط الحمر والخضر والسود فيما بينهم معللين فشل التجربة السابقة في رئاسة مجلس الوزراء وكيلت التهم الجاهزة لبعضهم البعض ، وفجا’ ودون سابق إنذار تراجع البعض عن خطوطه تلك ورشح رئيس المجلس السابق ، وانسحب بعض إطراف التحالف ، وأيد الطرف الآخر باعتباره الفائز في الانتخابات وحاول من خلال هذه اللعبة تمرير مرشحه من خلاله واستنزفنا كثيرا من الوقت والجهد والدم ، فالصراع كان من اجل حصة الأسد ( رئاسة مجلس الوزراء ) الكل استمات لقضمها ، حتى لو تنازل عن مبادئه وطروحاته وصولاته الذي قاتل من اجلها لفرض سلطة القانون ودولتها كما كانت شعاراته في حينها ، ولكن سرعان ما نسى أو تناسى تلك المواقف ليضع يده بأيدي من قاتلهم بالأمس ويكونوا له ظهيرا وناصرا ومعينا في قيادة السفينة التي تحيطها المخاطر والأهوال والمصائب من كل جانب ومكان ، المهم أن يحصل على رئاسة مجلس الوزراء حتى لو كلفه كل شئ ، وكان الشعب العراقي يئن من الذبح بالمفخخات والتفجيرات والاغتيالات التي طالت الأبرياء ليكونوا وقودا يؤجج تلك النار المستعرة من اجل المصالح اللامشروعة لتلك القوى ، الكل يتربص للكل ، لقد استمرأ هؤلاء لعبة حافة الهاوية ليجدوا مخرجا لصراعاتهم التي لا تنتهي لا من اجل الوطن ، فالوطن لم يكن في قاموسهم السياسي وآخر من يفكرون به ، ان فكروا ، والشعب تتلقفه الأهواء ، يترنح في مهب الريح وغبار تلك المعركة التي وقودها الناس والحجارة ، وأصابنا الدوار مما يحاك في أروقة تلك الدهاليز الداكنة الظلمة ، وشع بصيص أمل بمبادرة السيد ا لبرزاني الأخيرة ، تغير كل شئ وتنفسنا الصعداء بقرب الحل واتفقا الكبار على حل المعضلة التي طال أمدها وتشعبت فصولها ، وقسمت الغنائم بين هذا وذاك وتوسعت حصة الغنائم لتشمل الكل وبدون استثناء ، ثلاثمائة وخمسة وعشرون نائبا يريد أن يكون وزيرا وبدء صراع الكتل بدواخلها ، وانشق هذا عن ذاك وتشكلت كتلا جديدة سميت ( بأسماء ليس لنا سوى ألفاضها )، ودارت عجلة التشكيل والشروط ، وقد فاجئنا مجلس النواب بجلسته يوم 18/12/2010 بالتصويت بإلغاء اجتثاث من اجتثهم بالأمس وحرمهم من المشاركة في الانتخابات ليعيد لهم الاعتبار ولا ندري لماذا اجتثوا ولماذا أعيدوا وما هي نهاية الصفقة ، وما تؤول إليه الأوضاع في تلك الدهاليز والمساومات التي لا تقف عند حد ، إلا في حالة الانقضاض على التجربة الديمقراطية الوليدة ، نتساءل ببراءة ، هل أن حق مجلس النواب أن يصوت على قرار رفع الاجتثاث عن البعض دون الأخر ، وهل هناك مواطنون من الدرجة الثانية مجتثون لايشمهلم قرار إلغاء الاجتثاث ، وهل إن قرارات الاجتثاث تشمل البسطاء من الناس ممن اجبروا أو خدعوا بشعارات البعث وانساقوا تحت مظلته السوداء ، وهل يمتلك هذا البرلمان حق التدخل في هيئة المسائلة والعدالة التي قالوا عنها أنها هيئة مستقلة ويتخذ قرارات نيابة عنها وكأنها غير موجودة ، إذن ما هو موقف تلك الهيئة ـ وكيف تسمح للتدخل في صلب عملها ، وأين أصبح فصل السلطات واستقلاليتها ، إن صمتت فهي مصيبة تزيد من مصائبنا التي لاتعد ولا تحصى جراء السياسات المتخبطة الهوجاء ، فعند صدور قرار الاجتثاث طعن به من قبل المجتين واتهموا القرار بالمسيس ، وهذا الإلغاء يؤكد علامات الاستفهام التي إحاطته ، ومن هنا نقول إن من حق الذين اجتثوا أن يقيموا دعوى قضائية لاسترداد ما فقدوه ، والمطالبة بالتعويض ، وان هيئة المسائلة والعدالة ملزمة أن تعترف بخطئها وتسييسها للإجراء وان تتحمل نتائج هذا القرار الذي اضر بالسادة المجتثين ، أو تقول العكس وتصر على موقفها وترفع دعوى قضائية ضد البرلمان العراقي الذي اصدر قرار ليس من صلاحياته وتطعن في مشروعيته ، وهذا خرقا دستوريا آخر يضيفه البرلمان لانجازاته بعد الجلسة المفتوحة التي أفتى وعاض السياسة الجدد دون وعي لمفردات الدستور ، تلك الحوادث تجعلنا نفكر جديا في الانتخابات القادمة ومن هم الذين يستحقون أصواتنا حتى لا نكون مخدوعين للمرة الإلف ، سنحدد معالم الطريق ونسير عليه رغم كل المتاعب والمصاعب والألم والتضحيات ولم نخدع بشعار أو كلام معسول ، فبريق التنظير والشفافية أفل بريقه وصدأ معدنه ، وسنضع الملح بالعيون لكي لانغفل أو نستغفل كالمرات السابقة نتيجة التضليل والخداع الذي كشفت جميع أوراقه ، وحسن النوايا من جانبنا ، كل هذا يحصل لتحقيق مصالح ضيقة لا تفكر بمستقبل العراق وأهله الذي لازمته المعاناة واستمرت معه وهو بين القهر والعسف والظلم والاضطهاد ، والانكى من ذلك كله ، تحاول تلك القوى المحسوبة على العملية السياسية والتي تضررت منه كما تدعي بشعاراتها الفارغة إن تؤهل حزب البعث وتبرئه من كل جرائمه وتعيده لحظيرة العملية السياسية العرجاء لتزداد اعوجاجا وانحرافا وتمهد السبل لعودة البعث الفاشي للسلطة بشعارات ملئها الضعف والهوان والتخاذل والانبطاح لتحقيق بعض المصالح الإقليمية و الشخصية تحت مسميات كفر بها الشعب العراقي ، ألا وهي المصالحة ... المصالحة مع من ؟ مع القتلة والمجرمين ؟ ، أنسيتم الأنفال وشعبنا الكردي يهربون مذعورين يتساقط أطفالهم وكبارهم وشيوخهم الواحد تلو الآخر ولم يلتفت إليهم احد لشدة الرعب والخوف وهم يعبرون الحدود ، أنسيتم يا سادة ان من أوصلكم هو هذا الشعب بدمائه وإرادته الخيرة إلى ما انتم عليه الآن ، ماذا دهاكم وما أصابكم ، وهل أن لسحر الكراسي ينسي جالسيه كل شيء ؟ ، نذكركم ، بتجفيف الاهوار ، والمقابر الجماعية ، وأحواض التيزاب ، بحيث أصبح الإنسان في زمن العهر السياسي لحزب البعث حقل تجارب بالأسلحة الكيميائية والجرثومية ، نسألكم ببراءة ، هل اعتذر هؤلاء القتلة من قاتليهم حتى نصفح عنهم ، أم أنهم لازالوا يمجدون أفعالهم الشنيعة ويزدادون حقدا وصلفا ويتوعدون الشرفاء بالقصاص عبر فضائياتهم المأجورة ، وهل أدانوا أو تبرؤا من ذلك الحزب الفاشي ، وان صح ذلك كما تدعون ، لماذا لا تعرض براءتهم في وسائل الإعلام ، هل تم إنصاف ضحايا البعث ؟ وهل اعترف العبثيون بمآسيهم التي خلفوها لذوي الشهداء وقوافل الأرامل واليتامى والمهجرين ، أم أنهم راكبين رؤوسهم الخاوية التي لأتعرف سوى القتل والدمار ، فالبعث دمار شامل ، ومن يصافح الدمار ، فشبيه الشئ منجذب إليه ، ولا تخدعنا الشعارات واللف والدوران ، إن كنتم حقا مع العراق ، ففعلوا اجتثاث البعث ورموزه فكرا ومنهجا وثقافة ، واصفحوا عن من غرر بهم أو أرغموا للانتماء لهذا الحزب بعد إثبات أنهم لم يشاركوا من قريب أو بعيد بتلك الجرائم ، على أن ينصهروا مع المجتمع بعيدا عن أفكارهم السوداء التي جثمت على صدورنا دهرا من الزمن ، أما الذين لازالوا يفكرون بنفس العنجهية وكأنهم أصحاب القرار والسلطة وينظرون للناس نظرة العبيد ، ويحاولون فرض شروطهم للقبول بالانقياد لهم وقبول جرائمهم ، فالشعب يستصرخ الضمائر الحية ، هل من ناصر ينصره على الأفاقين والمتلاعبين بالألفاظ وتزويق الكلمات ، أو إن يسلك الطريق الذي لايتمناه احد في استرداد حقوقه المسلوبة وخذلان الأقربون له ـ، نقول لكل هؤلاء بمسمياتهم المختلفة وشعاراتهم التي آكل الدهر عليها وشرب ، نقول لهم لن تخدعنا اطاريحكم ، لقد ولى زمن البعث وانهار وقبر رمزه وسيده ، فلا مكان لهم في عراقنا الجديد ومن يغازلهم أو يتعاطف معهم فسيكون مصيره مصير جرذ العوجه في قبوه وحفرته البائسة ، إن عفا عنه العبثيون وهذا ما لا يحدث مطلقا ، فالعبثيون لايدخل في قاموسهم العفو ، وسينقلب المجرمون العتاة إلى محاربة كل العراقيين ممن وقفوا ضدهم ، نناشد الشرفاء أن يقفوا وقفة لا تهادن فيها ولا ضعف ولا هوادة مع من يحاول إعادة العصابات الفاشية التي دمرت وأذلت الشرفاء ، وليكن بيان رقم (( 13 )) المشئوم بإبادة الشرفاء خير شاهد ودليل عن دموية هذا الحزب ، ننصح أرباب العملية السياسية والمتصدين لها وعرابيها ، أن يكفوا عن ذلك ، فلن نسامحكم أو نرحمكم بعد الآن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا بعد سيطرة إسرائيل على معبر رفح وما موقف القاهرة ؟| المس


.. أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا




.. انتفاضة الطلبة ضد الحرب الإسرائيلية في غزة تتمدد في أوروبا


.. ضغوط أمريكية على إسرائيل لإعادة فتح المعابر لإدخال المساعدات




.. قطع الرباط الصليبي الأمامي وعلاجه | #برنامج_التشخيص