الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جاءت الحكومة فاين البرنامج

حافظ آل بشارة

2010 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


حكام البلاد ونخبتهم يعتقدون ان اهم ما في هذه الأيام من مشاريع هو تشكيل الحكومة وتقطيع الكعكة بسكين عمياء يصعب فيها القطع ويتأخر التقسيم ، أما سواد الناس فيعتقدون أن الاهم من الحكومة هو برنامج الحكومة وحكومة بلا برنامج كمقاتل بلا سلاح ، اهم شيء هو البرنامج ، ويتمنون ان لايكون الوزراء ضيوف البرنامج بل يكونون المعدين والمنفذين ، ويتمنى الناس ان لا تكون جائزة البرنامج للوزير والحاشية بل للمواطن الذي هو الخاسر الاول في كل كارثة والرابح الاخير في كل غنيمة ، ولأن حسن الظن سائد يعتقد المواطن المستضعف هذه الايام ان حكومة المتدينين سوف تجعل قضية الحكومة جزء من لطميات عاشوراء اخلاصا وتسليما وثوابا ، ويرون ان هناك من يفكرون ببرنامج الحكومة ويناقشونه ويتفقون عليه ويبدأون بتطبيقه ، لكن المتخصصين في شؤون التنمية والاعمار متشائمون ويعتقدون ان القضية ليست قضية اعلام وكاميرات واضواء وسلق كلام و(تطيير فيالة) انه امر صعب مستصعب ، فما بال القوم يتكلمون عن برنامج الحكومة بهذه الطريقة التي تفت القلب وتجعل السامع يلطم على رأسه ويحطم التلفاز الصيني المظلم الذي امامه ؟ يا سادة اعلموا ان برنامج الحكومة ليس موضوعا للاعلام الا على سبيل ما يفعله الاخيار من تذكير وتحذير واجمال للاولويات أما تفاصيله التخصصية فهي انعكاس كامل لخطة التنمية الشاملة ، وهي خطة استراتيجية ضخمة يعدها قوم متخصصون في اولويات وجداول وارقام وسقوف زمنية وتكاليف وقد تكون مدتها المقررة خمسة وعشرين سنة مرفق معها جدول اجراءات ، وفي هذه الخطة هناك تشابك معقد بين القطاعات المختلفة ولا يمكن لقطاع اقتصادي ان يسير بمعزل عن القطاع الآخر لأن تنمية البلد كمعمل يخيط الثياب فمن يخيط الاكمام متكامل في عمله مع من يخيط الياقة او يهيئ الازرار والخيوط ولا يمكن لصاحب اختصاص ان يسبق صاحب اختصاص آخر ولا يمكن لقطاع ان ينجح وشريكه فاشل فأما ان ينجح الجميع او يفشلوا معا ، وهنا يتضح جهل بعض المتعصبين وهم يسعون لافشال الوزارة الفلانية لانها تابعة للحزب الفلاني وانجاح الوزارة الفلانية لانها محسوبة على الحزب الفلاني ، هذا تفكير رعاة غنم وليس ساسة ، في الوضع العراقي يجب ان تعمل الوزارات كفريق تنموي موحد متناغم يكمل بعضه بعضا ، ولا يصح ان تقترح كل وزارة خطتها على حدة بل تقدم خطة عراقية شاملة للسنوات الاربع المقبلة وكل وزارة تعرف حصتها في هذا البرنامج ، وموقعها في مسير (اليس يم) المتناغم وفي هذا السياق تتغير كثير من المفاهيم ومنها مفهوم الكفاءة الذي يجب توفره في أي وزير ، ولم تعد كفاءة الوزير او المدير تعني دقة المتابعة والحرص واتخاذ القرار الصحيح فقط ، بل تعني اضافة الى هذه العناصر قدرته على الاندماج في برنامج التنمية الشاملة وتعاطيه مع القطاعات الاخرى تعاطيا تكامليا وليس كماليا ! . هل تفهم وزاراتنا برنامجها بهذا الشكل ام ان هناك فهما من نوع آخر ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصة قتل مو?لمة والضحية الشاب باتريك.. ???? من القاتل؟ وما ال


.. لا عيد في غزة.. القصف الإسرائيلي يحول القطاع إلى -جحيم على ا




.. أغنام هزيلة في المغرب ومواشي بأسعار خيالية في تونس.. ما علاق


.. رغم تشريعه في هولندا.. الجدل حول الموت الرحيم لا يزال محتدما




.. لحظات مؤلمة.. مستشفيات وسط وجنوب غزة تئن تحت وطأة الغارات ال