الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تصدقهم عندما يقولون لك دك------تور !!

حسين محيي الدين

2010 / 12 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


يقع الكثير من محبي الشهرة في زماننا هذا إما ضحية لطموحات شخصية فات عليهم الزمن لتحقيقها ,لأسباب ذاتية أو موضوعية لست في وارد ذكرها الآن . لكنها بالتأكيد سوف تجلب عليهم العار لما تبقى من حياتهم الشخصية . أو لطمع في مركز سياسي أو اجتماعي لم يكن مؤهلا له من الناحية العلمية أو الاجتماعية . ألا وهو الادعاء بمركز علمي هو أبعد ما يكون عنه . هذه الظاهرة بدأت تنتشر بين العراقيين في الربع الأخير من القرن الماضي . وخصوصا بعد أن شرعها الرئيس المقبور صدام حسين لنفسه ولحاشيته من المتخلفين الرعاع . حيث منح نفسه رتبة المهيب الركن ولهم ما شاء من رتب عسكرية وعلمية . لم تنطلي هذه المزحة على أحد لكنها وجدت في عقول الناس بعض الرضا وأثارت في عقول الضعفاء رغبة التقليد . لقد أوجدت هذه الظاهرة ارتباكا كبيرا في حياة المتعلمين من الناس , فلم يعد الأمر شيئا مستهجنا أو غير مستساغ . فقد يقدم شخصا ما نفسه على أنه الدكتور (س) فترى الآخرين يتقبلون الأمر وكأنه حقيقة مع علمهم بزيف هذا الإدعاء . بعد انتشار هذه الظاهرة لم يعد ينظر إلى الشهادات العلمية التي يحملها العراقيين بالاحترام والتقدير الذي كان ينظر إليها من قبل , بل تعدى الأمر ذلك إلى شيء من الشك والريبة بكل من ادعى ذلك .

قبل عشر سنوات راجعني مجموعة من ألأساتذة العراقيين من حملة شهادة الدكتوراه والماجستير ممن يعملون في جامعة الفاتح الليبية صدر بحقهم قرار بالطرد من الجامعة لتزوير شهاداتهم بناء على استفسار من جامعة الفاتح لوزارة التعليم العالي في العراق . حملة الشهادات يدعون بأنهم معارضين إلى السلطة وان النظام العراقي أراد بذلك تشويه صورتهم وإرغامهم العودة إلى العراق . من جانبنا فقد أصدرنا بيان نستنكر هذا الإجراء التعسفي من قبل النظام العراقي ونطالب الحكومة الليبية بالتراجع عن قرارها هذا . وفعلا استجابة لنا الحكومة الليبية واستمر الأساتذة في مباشرة عملهم حتى نهاية العام الدراسي ومن ثم إلغاء عقودهم . تبين فيما بعد بأن الأساتذة المحترمين من حملة شهادة البكالوريوس أو الماجستير زوروا شهادات دكتوراه في اختصاصات مختلفة . كم كان معيبا ذلك بحقهم وبحق زملائهم ؟ حتى إن الليبيين كانوا يستهزئون بزملائهم العراقيين عندما يقدمون أنفسهم لزملائهم على إنهم يحملون شهادة الدكتوراه . ليكون السؤال (( أنت دكتور أو دك----تور ))

كنت أتمنى أن تلي كلمة رئيس الجمهورية كلمة المناضل وكذلك رئيس الوزراء وكبار المسئولين في الدولة العراقية الوليدة . فهم زائلون لا محال . لكي تبقى الدرجات العلمية خط أحمر لا يتجاوزه الرعاع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اختلاط الموازين
علي العراقي ( 2010 / 12 / 21 - 08:14 )
الأخ حسين محيي الدين لازلت تدهشني بهذه المقالات الرائعة و التي ابرز ما ألحظه بها انها تشخص واقعنا بصورة جميلة و مختصرة ولكن مشكلتنا الحقيقية هي طغيان التخلف و الرجعية على منهج العقلانية و العلمية فعلى الرغم من وجود نخبة من المثقفين و المتعلمين و الذين يشار إليهم بالبنان إلا أننا نعوم في بحر من التخلف و الرجعية يقودها زمرة ممن يدعون التدين و الذين ما انفكوا ينتحلون صفات لا تليق بهم كما اسلفت في مقالتك فسفهو نخبة العراق المتعلمة و خلعوا عليها صفت الجهل و التخلف و الوصولية بغية تحقيق اهدافهم التي لم و لن تدر على العراق غير الإنحطاط و المزيد من الشرذمة هؤلاء الدكا.....ثرة


2 - كلهم مناضلون
علي الشمري ( 2010 / 12 / 21 - 19:51 )
الاخ الكاتب حسين محي الدين المحترم
الشعور بالنقص عند الانسان في اي مجال يحاول سد ذلك النقص في نفس الاتجاه, نقص في المال يعوض من المال العام السائب ,في الاولاديعوض بالزواج من ثانية وثالثة او ما ملكت أيمانهم ,في الشهادة ,.هذه سهلة وتعوض ما دام
(سوق مريدي )في العراق بالوجود ومعاهد منح الشهادات في بيروت بمبالغ سخية,لكن الاهم والاصعب والذي لا يعوض هو الضمير ,فعندما يموت عند الانسان لا يعوض بكنوز الدنيا كلها ,وعندها يكون في أستطاعة فاقده عمل كل شئ مشين,وبدون حياء
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال


.. روسيا تواصل تقدمها على عدة جبهات.. فما سر هذا التراجع الكبير




.. عملية اجتياح رفح.. بين محادثات التهدئة في القاهرة وإصرار نتن


.. التهدئة في غزة.. هل بات الاتفاق وشيكا؟ | #غرفة_الأخبار




.. فايز الدويري: ضربات المقاومة ستجبر قوات الاحتلال على الخروج