الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملف مفتوح – أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2010 / 12 / 21
المساعدة و المقترحات



حقا أن هناك العديد من الفضائيات العربية وهي في تزايد تصاعدي , معظمها إما تابعة للحكومات أو القوى الدينية والقومية أو الشركات الرأسمالية الكبرى ، إذ القوى اليسارية والعلمانية والديمقراطية في العالم العربي باتت اليوم بأمس الحاجة إلى فضائية يسارية علمانية تحررية متفتحة ، تقدم الأفكار التقدمية المتعلقة بقضايا اليسار, العلمانية, الديمقراطية, حقوق الإنسان, حقوق المرأة, الحركة العمالية والنقابية, التنمية والبيئة والتراث الإنساني والثقافة, وتروج لمجتمع إنساني , مدني , علماني , يكفل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية الأساسية للإنسان, والعدالة الاجتماعية والمساواة.

من هنا تم استنباط الأسئلة والنقاط أدناه من الوضع الراهن لتصيركمواضيع للنقاش:

1. ترجع أسباب عدم وجود مثل هذه الفضائية المنشودة إلى ألان حسب اعتقادي إلى عدم جرأة حتى العلمانيين بأنفسهم للإعلان عن مواقفهم الواضحة و الصريحة أتجاه مختلف القضايا وعلى رأسها الديانات و العقائد ، وعلاقتها بالمجال الساسي الذي لم يزيد إلا في استفحال ظاهرة التخلف ، ثم هيمنة القوى الإمبريالية الرجعية على السلطة ، والمال ، و الإقتصاد وبالتالي على الإعلام ، وبهذه الطريقة تمكنت هذه الإمبريالية من نصرتها للديكتاتوريات بالمجتمعات العربية و العالم ثالثية من أجل الحفاظ على مصالح تلك الإمبريالية نفسها، و بالتالي محاربتها لكل فكر علماني تحرري تقدمي قد يستطيع تنوير الناس وتحريرهم من التخلف و الرجعية الساسية و العقائدية ، لأنه من صالح هذه الإمبريالية أن يسود التخلف و الرجعية بالمختمعات المذكورة . ومن هنا لابد قبل خطو أي خطوة في اتجاه التفكير في إنشاء قناة إعلامية تقدمية أن يتم استحضار التحالف الرجعي الإمبريالي ضد هذه الخطوة النبيلة؟

2. إن أهمية و ضرورة الفضائية المقترحة هي بالأساس إعادة الإعتبار للمواطن العادي الذي يتم استغلاله بكل الوسائل ، وجعل هذا المنبر الإعلامي فعلا وقولا منبرا لمن لا منبر له ، سعيا لتنوير الرأي العام ، وخلق توازن إعلامي أمام هذا المواطن وجعله يوازي فكريا ووجدانيا وعقليا ما بين الإعلام التقدمي الذي ما أحوجنا إليه ، وبين الإعلام الإمبريالي الرجعي السائد ، الذي أساء لكل شيء بدءا بالمبادئء الإنسانية وصولا حتى الاستهزاء بالنضال وتوجهات اليسار العلماني ، بتروجه للأفكار المسمومة؟

3. بكل صراحة أرى أن توجهات الفضائية المقترحة يجب أن يتحكم فيها خط سياسي واضح ، وغير خجول ، كما لا يهم أن يكون متعددة الاتجاهات, لأن الإختلاف قد يؤدي إلى التطور، ولكن على أساس ديمقراطي لا يقصي أحدا ممن يعترف اساسا بالأخر وبحق الخلاف و الإختلاف، و الخط اليساري-العلماني المتفتح للحوار المتمدن في شكله الإجمالي يُعد تجربة فريدة في هذا الإتجاه على أساس أن يتم ترتيب كل شيء من قبل إدارة إعلامية من الأفضل أن يكون أعضائها علمانيين ديمقراطيين تقدميين يؤمنون حق الإيمان بالرأي الأخر .

4. في الواقع يجب أن تكون سياستها تجاه الأنظمة العربية الحاكمة وقوى التعصب الديني والقومي والطائفي والجنسي صارمة، تعتمد على فضحها ،وجعل صورتها مكشوفة للعالم .

5. لا يمكن من الأساس إدارة هذه القناة بإمكانيات محدودة لأن تلك هي الثغرة الوحيدة التي سيدخل منها سرطان الإمبريالية الرجعية التي تمتلك المال و الوسائل لدعمها لمثل هذه القناة لحاجة في نفس يعقوب ، وبالتالي ستصبح قناة مثل القناة الموجودة بدون حساب.

6. وفي حالة رفض العمولات المالية التي ستمنحها هذه الإمبريالية الرجعية لهذه القناة في شكل مساعدات أم تعاملات إشهارية يدخل في إطار التمويل , يبقى السؤال الشرعي و المشىروع الذي لا مفر منه هو : كيف يمكن لهذه القناة أن تولد وتستمر؟ في نظري يجب ربط الاتصال مع القوى التقدمية العلمانية ، والاشتراكية ، والشيوعية ، وكل التيارات اليسارية التي نتقاسم معها المباديء اليسارية. وخاصة بالبلدان التي فازت فيها القوى اليسارية بالحكم ببعض دول أمريكا اللاتينية كالبرازيل ، وفنزويلا ... ثم روسيا ، والصين وما إلى غير ذلك من الحكومات اليسارية. لأن القناة المتواجدة حاليا تستمد بدورها قوتها ودعمها من الإمبريالية الرجعية ، وما هو العيب في لجوء اليسار إلى الحكومات اليسارية لدعم مشاريعه الإنسانية التي تصب في المصلحة التقدمية للمواطن ، والعمل على تحريره من استعباد القوى الإمبريالية له.

7. في الحقيقة يجب أن تبث من أحدى الدول الأوروبية كهولندا أو السويد أو اسويسرا أي البحث عن دولة أوروبية تحترم حقوق الإنسان حقا. خاصة و أن المواضيع المخيفة والمهيمنة على اللقاءات ببعض الدول الأوروبية هو التخوف من صعود الرجعية الإسلامية المتطرفة بإوروبا. ومن هنا فهذه الدول في حاجة ماسة إلى الرأي التقدمي المتنور الذي بإمكانه أن يصحح بعض القناعات الخاطئة لأبناء الجاليات الذين ولدوا بأوروبا ويتخذون الدين بمنظىور أعمى قد يدمر كل شيء.

8. لا يمكن البدء بهذه القناة في ضوء إمكانيات محدودة ، لأن ذلك قد ينعكس عليه سلبا ، ويظهرها فقيرة تفتقر إلى الدعم ، وبالتالي جعلها عرضة للغزو و الهيمنة الإمبريالية ، أما العمل التطوعي بها فهذا أمر مرتبط بالوضع المادي وبقناعات المتطوع نفسه

.9 يبقى الجواب في من يدعمها مرتبط أساسا بحماس وتحركات ، وقناعات المجموعة الساهرة على تأسيسها . وبكل تواضع فأنا مستعد بكل ما أملكه من معرفة أو مال أو لغة ، أو علاقاتي السياسية أن أكون وبكل فرح وسرور داعما لها بأي شكل من الإشكال؟

10. كما سبق و أن أشرت إلى ذلك فإما أن تكون أو أن لا تكون ، لأنه من الأفضل أن نستجمع كل قوانا الحقيقية للخروج بهذا الحلم إلى الواقع كقناة فضائية تلفزية تنافس الجزيرة بمختلف اللغاة ، أو الإنتظار حتى أجل أخر ، لأن البث عبر الانترنت يمكن أن يكون ضعيفا وغير ذي معنى. كما أنه لا يمكن أن يفرض هيبته ، و مكناته التنافسية على الساحة الإعلامية ، وعلى كل حال فرحلة ألف ميل تبدأ بقدم واحدة .

وتقبلوا تقديراتي الخالصة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل