الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا مو هذا هو

عدنان الداوودي

2010 / 12 / 21
الادب والفن


لا مو هذا هو ...............

كان جالسا مشبكا كفيه من وراء راسه , يتامل البعيد حيث الذكريات الجميلة مع عائلته وهم يقضون يوم كامل في زيارة الى الوالد مع الوالدة في قرية هه فته غار بصحبة اخوهم الكبير , وقد لمح كسرعة البصر , عدد من الرجال , اصحاب البدلات المرقطة ينزلون من سيارة بيكاب شوفرلية وهم مدججين بالسلاح وما طال الانتظار دخلوا الى الغرفة التي هو فيها . سئلوا منو هو فرمان علي حةمة خان , فاخذت الانظار تتجه نحوه هو , و من غير ان ينبت ببنت شفه , اتوا اليه وهم مسرعين , و طوقوه من كل الجوانب , و اخذت الاسئلة تنهار عليه , كصلية الرشاش :
انت فرمان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مو انت كاكه فرمان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
طوم ولك لا تسوى نفسك غشيم ...............
حيث اوقفوه عنوة وشدوا عينيه بعصابة , بداؤا ينهالون عليه بالضرب باخمص البنادق و بالركلات مع البصق و اللعنات و هم يرددون ... انعل ابول لا ابوك ... خاين ابن الخاين ... كردى ابن الكردى ... ابناء الزانيات كلكم ...

كاد قلبه ان يتوقف من الدق , اصبح مذهولا , و كذلك , زملائه , ولا احد يتجرا ان يسال , ماهي المسالة .
سحلوه الى السيارة الواقفة من الخارج , اصعده مع الضربات الموجعة , حيث قفز جميع على ظهرالسيارة و قسم منهم داس بحذائه الثقيل على بطنه , اسرعت السيارة عبر الروب الملتوية و التعرجات الحادة , عبر رحلة مدة ربع ساعة و كانها ربع قرن , الا ان توقف السيارة , حيث انزلوه بالركلات و السحل و الاهانات الى داخل بناية تنبعث منها رائحة الدم و تزكم الانوف من التلوث البيئى النتن , يا ترى ما هذا المكان اللذي يقشعر منه الابدان من غير ان ترى , فقط بالشم و الاحساس , جروه كما يجروون شاة الى الذبح , و بعد ان دخلوه الى غرفة , ارغموه على الوقوف حيث اخذ كل جزء من جسمه المنهك يتالم من الضرب المبرح , فتحوا العصابة من عينيه , راءى رجلا قصيرا نحيلا يرثى له , منتصبا امامه , و ساله رجل بدين و صاحب شنبا كث , حاملا بيده كرباجا الذى نادى على الرجل الضعيف :
- احضى صدط هذا هو فرمان علي .....
تامل الرجل وجه فرمان و بعد هنيهة قال بنفس كسير .
- الله ما يقبل مو هذا هو ذاك فرمان علي ............
- انت متاكد مو هو .....
- نعم سيدى .. متاكد . مو هو .
- خذوا هذا الكواد. تفوا عليك و على كل الكراد .
شدوا على عيون فرمان مرة اخرى و بالركلات و السحل و الاهانات جرجروه الى السيارة كمااصعدوه و اخذوا به الى دائرته مثلما اتوا به و انزلوه بالركلات حيث فكوا عينه , وهم عادوا مسرعين الى دائرتهم لعلهم يعثرون على فرمان الحقيقي في المرة القادمة .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة