الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على ناقة الى بغداد

حسين السلطاني

2010 / 12 / 22
الادب والفن



على ناقة الى بغداد
حسين السلطاني


الوديع ... الحزين ... الجميل
المراق في نعاسه من زوج أثنين
العابر في الـتأخر
النائح ... الوحداني ... القاتم
ندمه لامعٌ
يخرج من حيرة في الفرات أو من حيرة الفرات
صاعدا نحو بغداد على ناقة كأنها في السراب
ناقة في السراب
بصره شديد
وقلبه عصفور مذعور
وسمعه كلمات ترن
وذوقه إناث يمرقن عاريات
في أخاديد ذاكرته
يكتب ... فما عساه يكتب ! لنتسمع

* * *

الحيرة خلفي على مد مرثية
أظهر وأختفي مثل سنام بين كثبان الرمال
باهض سيري
فلا أنا
ولا بعيري
نؤمن بالمعجزات

وثعلبي باسط مكره
ومن أجلي أخرج البببغاء لسانه
وأشار الى بغداد

* * *

ثم إنكسرت
إذْ دلف الحمام خيام الرعاة
وخرجتُ لإضطراب الأرض بالسؤال
عن الأين في اللا أين
وعن مدن شرحها الرصاص على سبورة الأقلام
وتهت في زحمة الفتى الغجري
ثم أستويت نائما فوق ترابي الأخير
فيا موت لاتفسر حافيا .. عاريا قبل أن ينام طويلا
قبل أن ينسى حماما دلف خيام الرعاة
وخيلا مسجونة في قفص الصهيل
لمن تركت صوتي في الصبغ يبتل
وبما أحيي بغداد .. ردي ياناقتي
أنا الأرنب وقد داستني المصائر في شسوع المصير
أنا التطوافي
في التجوال شرحت للثعلب قوة العنب
وبأراملي العشر تغنت بلادي
يا موت .. لماذا دلف الحمام خيام الرعاة
ألأن الرعاة هم ملوكنا الجدد
أهتزي لهم يابلادي



هذه نومتي الكبرى
وقد تعطل القلب عن الصبوة
والجسد عن الشهوة
فلا تفري من عيوني يا آخر الفراشات

* * *

في هلاكي رأيت هذا
وغير هذا رأيت
دبسا قاحلا ... فمن أين مرَّ القاحليون
ومرت ناقة في النزع الأخير
من ها هنا مرت
تلك أختي
كما الصحراء أختي
وكما الكتب القديمة
والبلبل يشرح نفسه
لننام في الأغاني
دقتان ونصل الساعة فلا تكسل يابعيري
سأذهب بنفسي الى نفسي البعيدة
سأدع الورد يتكلم والشعر يكتبه صبيان حياتي
لانام مرتاحا
فقط يؤرقني السؤال :-
كيف دلف الحمام خيام الرعاة
وأن أمي تنهض الى النهر لتودع الخطيئة



* * *

أنا الوطنيُّ النحيف
أركض في الأرض
كم ركضت عليك يا أرضُ
بكِ ملاعبي وبكِ حصاري
وعليك نساءٌ بللهنَّ القهر
ومن أجلهنَّ حرّقتُ قمصاني
فمن يعطني حصاة لارجم شياطيني
إذ دلف الحمام خيام الرعاة
فلا انا ولا ناقتي ندري
بأن الارانب قوة الحياة
وإذ أموت صغيركم أنا
وقد تهت في الصبح السحيق
والبَعدُ بُعدٌ مثلما لي شارحة في السؤال الكبير
أنا شهيد النار والليل فردوس
فما معنى أن تكون شهيدا
ويغيب عنك الليل
يافتى سأحدثك عن آخر رحيق في قميصي
وعن أبن آوى يدوس في المهاوي عشيقته

* * *

هيا أسترح الوقت عصرا


والبنات في حلٍّ من الرغبة
أذهب الى البيت كن وديعا وهادئا
ولا تحدث الاهل عن بغداد
كنْ قمر التلاوات
قلت :- وما مصير ناقتي ؟
قال :- أكلها ذئب مزيّف








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب