الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دكتور إياد .. كيف تسمعني أجب !

علاء الزيدي

2004 / 9 / 24
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ليس بليغا إلى المستوى الاحترافي في اللغتين ، العربية والإنكليزية ، لكنه ناجح تماما في " تحديد " ما يريد إيصاله إلى سامعيه ، وإن عجز عن إيصاله غالبا !
في " التحديد " فقط ، برع رئيس الوزراء الدكتور إياد علاوي . " تحديد " العبارات والتمنيات والأحلام ، التي تعتمل بها نفوس العراقيين ، غير أن رسائله الإتصالية ظلت مشوشة على الدوام . على حدٍّ سواء : للمراقب والمتابع والإنسان العادي .
هو يقول ، بالفم الملآن ، إن الديمقراطية ستنتصر في العراق على الإرهاب في نهاية الأمر ، إنما بأية وسيلة ؟ لا جواب ولا تفاصيل تثلج الفؤاد ، وتهدّىء من روع ضحايا الإرهاب القلقين .
يسأله الصحفيون بلغة الضاد ، في المبنى رقم عشرة بداوننغ ستريت في لندن ، حيث مقر رئاسة الوزراء ، فيجيبهم باللغة متعددة الجنسيات كونها " أسهل " كما يقول بالحرف الواحد . أسهل بالنسبة لمن ؟ متعددة الجنسيات ( بغض النظر عن ماهيتها : لغة ، قوات ، مواقف ) الرهان الأساس – إذن – إلى إشعار آخر بالنسبة لدولة الرئيس . وإلى إشعار آخر سيتداوى العراقيون بالتي كانت هي الداءُ ، شاء من شاء وذهب من ذهب وجاء من جاء !
ربما كانت حكومة الرئيس إياد علاوي ذات ملامح ديمقراطية في الكثير من تفاصيل صورتها ، مما لم يألفه العراقيون حتى في العهد الملكي الليبرالي . فكثيرا – كمثال فقط لكن ليس الآلوسي ! - ما جوبه وزير الداخلية العراقي السيد فلاح النقيب بشتائم المواطنين عند زياراته الجريئة والفورية لمواقع العمليات الإرهابية ، ولم يسمح لأحد من مرافقيه بإسكات الناس الغاضبين . المواطنون الغاضبون الخارجون توّاً من دهليز الإرهاب البعثي الوحشي إلى قبو الإرهاب الوهابي الأكثر وحشية ليسوا معنيين بمدى أناقة الوزير ولون نظارته الشمسية . هم يريدون أفعالا متحققة على الأرض ، لا أقوالا فحسب . لكن الوزير معني أيضا بتجذير الديمقراطية ، ولعله نجح في هذا الإطار الشكلي ، وفشل في الاختبارات العملية ، خاصة في النجف الأشرف ومدينة الثورة ( الصدر ) .
تنسحب الآية على الرئيس علاوي أيضا .
فماذا تساوي شكليات الديمقراطية إزاء إشكالات الواقع ؟
قد يحسن المرء التحدث بلغة العصر ، الملأى بالعبارات الجذابة : ديمقراطية .. بناء .. عراق جديد .. سلام .. وئام .. غرام وانسجام .. لكن التجارب الملموسة هي المعيار .
إن أبرز ما تتطلبه إعادة بناء الإنسان والحياة والكون في العراق ، مصارحة الشارع بكل شيء ، باستثناء ما يدخل في خانة الأمن الوطني ودرجات الحيطة المطلوبة القصوى . وليست الإقالة التعسفية لمستشار الأمن الوطني الدكتور موفق الربيعي أمنا وطنيا يتطلب إنذار جيم . وليست التهم الموجهة إليه فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران قضية شرف يجب " طمطمتها " بسرعة حرصا على سمعة بنت على وشك الزواج !
فإما أن يكون الدكتور الربيعي ومعه الدكتور إبراهيم الجعفري نائب رئيس الجمهورية ومعهما حزب الدعوة والمجلس الأعلى وكل الإسلاميين والمتدينين وأهل لا إله إلا الله " عملاء " لإيران ، فنضطر إلى الوقوف في وجوههم جميعا ، كما يقف الزملاء الكتاب اليساريون المتلبرلون في أكثر من " علوة " إنترنت ، وإما ألا يكون و لا يكونوا ، فتنتفي مبررات كل هذا التخبط والقرارات المتسرعة المبكية قبل أن تكون مضحكة ، في زمن غدا الضحك صفاقة وأنت ترى الأبرياء من كل جنس ولون يُذبحون أمامك ذبح الخراف باسم أكثر الأديان منحا للثواب على عِتق الرقاب .
إما أن يكون الدكتور الربيعي قد " فعلها " كما فعل الدكتور أحمد الجلبي الذي زوَّد إيران بتقارير سرية عن لون اللباس الداخلي للوسيم دونالد رامسفلد وزير دفاع العم والعمة سام ، فنبرأ منه و من فعلته النكراء علنا ، و إما أن لا يكون .
قولوا لنا بوضوح وصراحة ما الذي جرى وما الذي " يجرا " الآن – على حد ابتكار الصحفي المصري وحيد القرن مصطفى بكري – لنعرف رأسنا من رجلينا !
إذا كان التعامل العادي مع إيران وزيارتها أو الاتصال هاتفيا بأي تلفون هناك جريمة يعاقب عليها القانون ، فلماذا يربأ بها السيد رئيس الوزراء عن أي اتهام ؟
فقد أكد الدكتور علاوي بالإنكليزية والعربية وحتى السنسكريتية ، على مرأىً ومسمع من توني بلير ومعد فياض وعشرات آخرين ، هنا في لندن ، أن الإرهابيين يأتون إلى العراق من كل دول الجوار " لكن ذلك لا يعني أن تلك الدول بما فيها إيران موافقة على ما يفعلون أو لها ضلع فيه " !
ماذا نفعل إذن يا سيادتك مع من ملأوا الخافقين تحذيرا مما يحاك ضد عراقنا الجديد من وراء البوابة الشرقية ؟
كيف نفسر اتهام مصادر الحرس الوطني لإيران باختطاف أفراد الحرس ثم إطلاق سراحهم ؟
إننا بحاجة إلى تحديدات دقيقة لما يجري في بلادنا ، أو لما يعرفه سيادة رئيس الوزراء عما يجري ، ولا نعرفه ، لكي نكون على بينة من أمرنا .. فهل سيحين وقت الإجابة على أسئلتنا الحائرة ، ذات يوم ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أضواء قطبية -مذهلة- تنير السماء بفعل عاصفة شمسية -تاريخية-


.. النيابة العامة في تونس تمدد الاحتفاظ ببرهان بسيس ومراد الزغي




.. الجيش الإسرائيلي يعلن تكبده خسائر بشرية على الجبهة الشمالية


.. الحرب تشتعل من جديد في جباليا.. ونزوح جديد للغزيين




.. بعد الزلزال.. غضب في تركيا و-مفاجآت سارة- في المغرب