الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطبيع أيضاً.. ما التطبيع؟!

اسحاق الشيخ يعقوب

2010 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


مع الناس -
مازال هاجس التطبيع يأخذ حيزاً ملتبساً لدى المثقف العربي.. وترى الثقافة العربية تتجافل إلى الخلف أمام الثقافة الإسرائيلية.. خلافاً للثقافة الإسرائيلية التي تذر قرنها في عمق الثقافة العربية وتتلمس أبعاد مفاهيمها ومعانيها الثقافية والأدبية.. فأي الموقفين أقرب إلى الصواب.. الموقف العربي.. أم الموقف الإسرائيلي؟!
فكيف أعرف عدوي.. إذا لم أعرف ثقافته؟!
إن التشخيص الأكثر علمية وواقعية يأتي عبر الدخول من معابر الثقافة.. ولا يمكن ائتمان غدر العدو.. إلا إذا أدركنا ثقافته وتعلمنا لغته.. وفي الحديث الشريف: «من عرف لغة قوم أمن شرهم».
إن العبرية لغة.. والعربية لغة.. والعداء بين العرب والإسرائيليين.. ليس في معنى ومبنى لغتيهما.. بقدر ما هو عداء للدولة الإسرائيلية التي اغتصبت الأراضي الفلسطينية.. واعتدت على أبنائها وشردتهم من ديارهم!! واللغة بناء ثقافي للدولة في غثه وسمينه وطيبه وخبيثه: أكان في ثقافة لغته العربية أم في ثقافة لغته العبرية.
والثقافات تتثاقف على وجه الأرض ومن العبث الحدّ من تثاقفها خاصة في عصرنا المحمول بالانترنت وثورة المعلوماتية..
يقول الدكتور جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة الذي قام بترجمة العديد من الأعمال الأدبية الإسرائيلية في سؤال له في «أخبار الأدب» عن التطبيع «باختصار شديد التطبيع هو أن تتعامل مع العدو الإسرائيلي تعاملاً يتيح لك ربحاً مادياً أو معنوياً.. وهذا الربح يأتي عن طريق إسرائيل.. إلا أن شعار معرفة العدو «اعرف عدوك» شعار تم رفعه في عهد عبدالناصر.. وكان لابد من ترجمة ما يكتبه الأعداء.. ويؤكد الدكتور جابر عصفور قائلاً «أنا أتمنى ترجمة كل ما يصدر في إسرائيل» وهو ما يفيدنا ويعطينا قوة أكثر في مواجهة العدو الإسرائيلي.. ولم تكن الدعوة إلى التطبيع تدخل ضمن الخيانة الوطنية كما يأخذ بذلك ذوو الميول المتطرفة والمتشددة تجاه الثقافة الإسرائيلية بطيبها وخبيثها.. أفي الثقافة الإسرائيلية من طيب؟!
ويرى جابر عصفور الفيصل في الترجمة بين خيانتين خيانة خلاقة وخيانة غير خلاقة.. ويقف منحازاً مع الخيانة الخلاقة التي تسهم في الحوار بين الثقافات وتسهم في عمليات التنمية.
والثقافات والآداب والفنون بشكل عام.. تتجلى مستحقات أممية هواجسها الإنسانية في عيون إشراقة منازلها على دروب الأدب العالمي من أجل سعادة الإنسانية في إيقاع لغات وثقافات شعوب الأرض طراً!
لندع جمالية اللغة تحاكي جمالية اللغة الأخرى.. فهل من الجريمة أن تقترب اللغة العربية من اللغة العبرية؟!
الحديث هنا عن اللغة وجمالية علاقتها الثقافية والفكرية والأدبية والموسيقية والغنائية.. وليس عن الدولة العبرية الإسرائيلية الباغية في أخلاقياتها وسلوكياتها ضد الإنسانية الإسرائيلية والإنسانية الفلسطينية على حدٍ سواء!!
وهل هناك شيء إنساني على أرضٍ اغتصبت الشرعية الوطنية من أهلها؟!
قد يتذكر أحدنا.. ذلك!! وكان في اللغة.. في أية لغة على وجه الأرض من يقف مع الحق.. ومن يقف ضد الحق.. مرة أخرى علينا الفصل بين الثقافة واللغة وبين الدولة ونظامها ولا يمكن أن نضع الثقافة واللغة في سلة واحدة وندفع بها على طريق الكراهية والبغضاء.. وكأن اللغة والثقافة والأدب والفنون والأفكار تتدافع في اتجاه واحد وعلى طريق واحد وفي دولة واحدة..
وإن ما يؤسف له أن العدو الإسرائيلي يعرف عنا كل شيء خلال لغتنا وثقافتنا.. ونحن لا نعرف عنه شيئاً.. لأننا ندير ظهورنا عن لغته العبرية وثقافته الإسرائيلية!!
ويتساءل الدكتور جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة قائلاً: «إذا كان اتحاد الكتاب قائماً على حرية الرأي والتعبير.. وكان «علي سالم» قد عبر عن رأيه أنه مع التطبيع.. فإن اتحاد الكتاب قد خان نفسه عندما أصدر قراراً بفصل علي سالم من عضوية الاتحاد».
ويبقى جَرَبْ «التطبيع» يأكل ظهور جِمال قبائل «المثقفين» العرب الذين يضعون بيضهم في سلة الإسلام السياسي المحمومة بالتشدد والتطرف.. ولم يكن التطرف في يوم من الأيام قد أدى إلى خدمة قضية وطنية واحدة في هذه الحياة!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل