الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العودة الى الضفه قصة فصيرة

محمد عبد الله دالي

2010 / 12 / 23
الادب والفن


رجع إلى البيت في وقت مبكر هذه الليلة .. لفت نظرَ ، زوجته سوزان سألته .
- وسام .. اليوم على غير العادة ، رجعت مبكراً .
حاول أن لايرد على سؤالها – أشعلَ سيجارة جلسَ على أريكةٍ أتعبتها السنين ..اتكأ وأغمض لبرهةٍ من الزمن ..فتح عينيه رأى سوزان أمامهُ ..
- لماذا هربتُ من الجواب ؟ هل توجد مشكلةٍ .. أحد من أصدقاءك حدث له شيء ؟!!
أستمر بالسكوت ، سحابة سوداء تضلل عينيه ، حاولت مرة أخرى .
- وسام .. أقلقتني طمئني ..؟
- أرجوك سوزان .. ليس لي قدرة على الكلام ..دعيني أرتاح !.
تركته وهو يخرجُ دخان سيجارته من أنفه ، أخلد إلى الهدوء ..وهو يضع عدة احتمالات ، لوضع حلول سريعة .. لمشكلاته ..قفزَ مسرعاً كأن شيئاً وخزهُ ، أخذ مفتاحاً صغيراً ، فتح درج مكتبه جمع أوراقاً ، وبعض السجلات ، وبعض الرسائل ، ومصورات ، وضعها في كبس من النايلون ، ثم لفها بكيس آخر ، خرج إلى حديقة البيت ، وقف برهة ليختار مكان مناسب ، حفر بمسحاة الحديقة ، مكان وقع اختياره عليه ، دفن الكيس ثم ، حول نبته من الحديقة وزرعها فوقها .. وقف صامتاً كأنه يقرأ سورة الفاتحة .
إنسحب وهو يجر مسحاته على الأرض كأنه هُزِمَ في معركةٍ ، هذا المشهد كان أمام سوزان .. وهي تنظر من الشباك المطل على الحديقة حين لاحظت انكسارا على وجه وسام .
- فأجابته بقولها .. ثمن الحرية صعبُ ، والطريق للوصول إليها أصعب .
- سوزان ..أشعر أن الناس تحاسبني ، ولو أنا لم أقصر يوماً ، نحن نعمل من أجل هذه الطبقة المسحوقة ، وتريد من يضيء لها الطريق ، ولاتنسين هم عماد البلد ، بسواعدهم وبسواعد الآخرين من أمثالهم يتقدم الوطن .
- بارك الله فيك !..
وفي صباح اليوم التالي .. فتح الباب خلسةً ، أجال بصره في الطريق العام ، ثم خرج مسرعاً ..نظر إلى ساعته ، تأخر قليلاً ..سلمَ على حارس الباب ، دخل غرفته ، تبادل التحية مع زملاءه ، بادره أحدهم.
- وسام سأل عنك بعضهم .. لم نعرفهم ، وهذه أول مرة نراهم . ألتزم بالهدوء ، وبادرهم بابتسامة المعهودة . كانت بمثابة الرد على سؤالهم الغير مباشر .. صمت قليلاً ثم سحب ورقةً . وكتب عليها ديباجة لطلب إجازة خاصة ..ذيلها بتوقيع وتاريخ ، ودع زملاءه وخرج الى الإدارة ، دفعها للسكرتير ، ولم ينتظر الموافقة وخرج مسرعاً ، أجرى عدة اتصالات مع أصدقاءه وبعض العمال ، وبعد ساعتين من الزمن أكمل التزاماته ..
أفرغ صدره من الهواء .. بزفرةٍ قوية . أحست إنه أفرغ همومه ، أتجه إلى أقرب مقهى ، تناول فنجان من القوة ، دخن سيجارة ..ظناً منه أن يستعيد قوته على التكبر ، أخرج ورقة صغيرة من جيبه ،أعاد قرأتها عدة مراتٍ ، أحرقها بسجارته ثم غادر المقهى ، وأبتاع جريدته المعتادة طواها بيده وهو يحاور نفسه ، كنت قد حذرت من هجمة مضادة ، رداً على نشاطنا ، وهذا تهيئ بديهي ..أنه صراع أصبحت ضمن دوامته ، وخاصة على الساحة الثقافية ، ولكنه غير متكافئ ، البرجوازية تمتلك السلطة ... بقبضه حديدية لضرب كل القوى النقدمية ..ولو إنها حملت لواء التقدم في بادئ الأمر كستار لها . وهذا هو ديدنها في كل مكان وعلى هذه الأرض ولكن الغلبة دائماً للشعوب وحركة التاريخ لأتقبل المناقشة ، ألقى سيجارة على الأرض ، داسها بكعب حذائه ، هكذا نهاية الطغاة ، أستمر في طريقه . بعد أن أشعل سيجارة أخرى يظهر أن السيجارة أصبحت تشاركه تفكيره ..حدث نفسه ، مقال في الجريدة أرعيهم فأظهروا مخالبهم وأدموا الشعب ، وفتحوا عدة مشاريع لهم في جسمه ، قسموا الشعب عنصرياً .. ماتت كل البراعم أه ...أه ياوطن دخل إلى البيت واتجه نحو الحفرة وضع أعشاب الثيل وسقاها نادته سوزان .
- زرعت شيئاً جديداً أو أضفت للحفرة جديد ...!!
- لامجرد عشب ..!
- سوزان ..ولاتنسين أن تسقيها كل يوم .. وراقبيها .
- وسام كلامك .. هذا وراءه خبراً غير سار ؟!
- لاتكوني قلقة ..سأغيب مدة من الزمن .
كان قد أتفق مع بعض أصدقاءه ..على السفر . هيأ نفسه ، جمع المهم من أوراقه ، غير شكل ملابسه.
- نادى على زوجته ..سوزان !
وقفت أمامه ، والحزن يسيطر على كيانها ، امرأة محطمه ..مزقتها الأحزان ، وأيام التعب والتشرد ، من ظلم النظام ، أخذت دموعها تشق خطوطاً على خديها ، بدى عليها في هذه اللحظات ، تعب السنين ، يدان ترتعشان طوقت عنقه النحيف ضمته ..إليها ، أسندت رأسها على صدره ، قالت وسام ، خذني معك ، لاتعذبني ، هذه المرة ، الوضع يختلف ، وأجهشت بالبكاء ، ثم أغمي عليها .
بعد أن وضع رأسها بين يديه ، رفعه عن صدره ، قبلها على جبينها وطبع قبلتين على خديها كان لدموعها طعم خاص في فمه وخاطبها .
- سوزان عهدتك قوية ، ومتماسكة – كنت سنداً لظهري عندما أعجز عن الوقوف ، وسيدة قوية القرار ، بارعة في رسم الكلمات ، ما هي إلا أيام وأعود مجرد مهمة عمل فقط ...
- كنت تغيب داخل الوطن ، ولكن هذه المرة تختلف!
- اتفقت مع الأهل ، لتأتي والدتي معك .
- خرج وكأنه أودع أسرار الدنيا .. في البيت ، سوزان ومكتبه المتواضعة وبعض أسراره . أنسحب ببطء وهو يرجع إلى الوراء .. أغلق الباب ، وأستمر في السير وهو ينظر إلى ساعته ، وصل إلى مكان الموعد ، رأى رفاقه .. على أحر من الجمر ..
- يا أخي تأخرت أكثر من نصف ساعة ، ما السبب ؟ !
- سوزان ، ألمتني هذه المرة ، لاأدري ، العمر أثر عليها أو تعب السنين أو الخوف من المجهول ..
انطلقت السيارة من مركز المدينة ، متجه إلى الريف ، بمحاذاة ساحل النهر ، شارع سياحي جميل . يمتاز بكثرة أشجار النخيل والأنهار المتفرعة من الشط وتضيف أشجار الدثلة ، والجهنمي .. بألوانها الزاهية طابعاً خاصاً لهذا الشارع . ومنذ أن ركبوا السيارة ، كان وسام صامتاً .. وعيناه كانت تعد أشجار النخيل حتى المارة في الطريق ، أحس أنه يودعهم واحداً .. واحداً ، يقول الوطن أمانتكم قاطعه أحد الرفاق قائلاً .
- أين وصلت ؟ هذا حال الدنيا .. وأنشده بيت زهيري ((الدهر غدار ومراكب القضاة تجري)).
- داعبه الثاني . خرج من الدنيا وما لديه إلا سوزان .
- أراد السائق أن يخرجه من صمته قائلاً : هل رأيت بعمرك أجمل من هذا الشارع .. وأجمل من هذه الأنهار .. أنظر لهذه البساطة .
- جاملهم بابتسامة خفيفة .. حقاً انه جميل ، أستمد جماله من أرضه الطيبة وأهله البسطاء ..أشار بأصبعه إلى الفلاحين السمر ، وهو يحرثون ويزرعون أخذوا أسمارهم من ملوحة الأرض وعذوبتهم من الماء ، أنهم خلاصة أعظم نهرين في الوطن ، تركهم بصمتهم ..وغاب محدثاً نفسه .. أشعر أن شيئاً يقطع أوصالي .. وينتزع قلبي ويوزع أحشائي على الأنهار ، والطرقات ، كانت ضحكات زملاءه ، تقطع عليه خلوته مع نفسه ، يضحك مجاملةً لهم ... الطريق طويلة والسفر يحتم على المسافرين تبادل الحديث ، يقول السائق..
- السفر متعة ، تضيف إلى معلوماتك ، معلومة جديدة .
- ماذا تقول ...أخ وسام ؟ .
- نعم صحيح ، لكن أحياناً تمسح من ذاكرتك معلومة جميلة ،واهم من هذا أخاف أن تمسح من ذاكرتك من تحب !!
- ويستمر الضحك والنقاش ، أعلن السائق وصولنا إلى الطريق الفرعي النازل إلى شط العرب ..طريق ترابي ، وتكثر فيه ، المطبات وتشابك فيه أشجار النخيل ، وبعض الأشجار الحناء ...وهو يتمتم قائلاً .
- يعرفون فقط ، يبنون قصوراً ومزارعاً خاصة لهم ، وتركوا العراق ..((مثل الجمل ويحمل الذهب ويأكل العاقول)) .
أنقطع الطريق . طلب السائق منا النزول ، لإكمال الطريق مشياً ..وودعنا قائلاً :
- أتمنى لكم السلامة ... ولا تنسوننا ؟ .
- أجابه أحدهم أنتم في أحداق العيون .
واصلوا السير حتى وصلوا ضفة شط العرب ، كان في انتظارهم احد الرفاق الفلاحين .. رحب بهم .. كأن قد أعد لهم مجلساً على ضفة الشط ، وتحت شجرة التوت ، زاد في كثافة الظل أشجار النخيل والغرب يضيف إلى جمال الموقع . الحركة الدائمة للبواخر .. والزوارق المنتشرة في النهر .
شارف الوقت على الثانية بعد الظهر ، ألقى بنفسه على حصيرة ، أخذت برودتها من الأرض الطيبة ، حدق بخيوط أشعة الشمس من خلال أغصان الأشجار المتداخلة ، كانت رائحة القصب والبردي ممزوجة برائحة الطين وموسيقى الضفادع ، دعته أن يغمض عينيه ، وأخلد إلى قيلولة لبرهة من الزمن وطاف بجناحية المكسورتين بصعوبة حول سماء المدينة الخضراء ، ما أجملها !! ، ما أجمل هدؤها وهي تغفو تحت سعف النخيل . وتغتسل صباحاً ومساءً بمياه شط العرب ، وشرايين أنهارها قالوا عنها بندقية العرب .. ويضيف الى جمالها هذا المزيج من الناس من أنحاء العالم ، حقاً إنها ثغر العراق ..واكتحلت عيناه بالنار الأزلية أخذته الذاكرة إلى المريد والفراهيدي ، والجاحظ والسياب وأنتبه إلى صوت مضيفهم وهو يقول :
- الغداء حاضر ..
- طلبنا منه أن يكون الغداء في مكان جلوسنا .
- البيت بيتكم ، والأرض أرضكم ..
كانت مائدة رائعة ، يتقدمها التمر واللبن والسمك المشوي ، والخبز الحار والرز .
- بادر المضيف بقوله أخوان ، أرجوا المعذرة .. المفروض أذبح لكم خروفاً .
- رد أحد الزملاء ، هذه نعمة عظيمة ، أكل أخواننا الفلاحين أطيب من أكل العمال ..ضحك الجميع ..
- لايوجد فرق بين الأثنين ، هما أهم عناصر الحياة .
- قاطعه زميل قائلاً .. أخوان .. المائدة عليها الطعام ، وليس محضر اجتماع أكل الجميع .بنهم ..استعدادا للسفر ، نظر المضيف لصاحبه قائلاً :
- أخي ورائك سفر .. حاول أن تأكل ..
غسل الجميع أيديهم بمياه شط العرب ، كان الشاي معداً بموقد قرب مجلسهم وهم يتناولون الشاي ، اعلن مضيفهم .
- بعد المغرب ستعبرون إلى الضفة الأخرى ، وهناك يتولى أحد الرفاق شؤونكم .
- قال أحد الزملاء ، مداعباً ..يظهر أن أخونا ، مل من وجودنا معه .
- أجابه : مكانكم القلب وسويداء العين .. لكن أخاف عليكم من أولاد الحرام ..وأنتم أعرف مني بذلك ..المرتزقة في كل مكان ، الذي يبيع نفسه لايهون عليه أن يبيع وطنه ، وأنتم ثروة هذا الوطن ..وأمانة عندي .
- أجابه ..وسام الوطن عزيز ، وأنت ملح الأرض ، ولابد لليل أن ينجلي أحس الجميع أن شيئاً حدث لزميلهم ن بدا عليه شيء من الخوف .
- سأله أحد الزملاء ..هل تحس بألم ، أو أي شيء .
- أنا بصحة جيدة .. ولايهمك ...!
- أجابه المضيف ..سأعمل لك شاي لومي ، حتى يذهب عنك الدوار .
- لا .. صدقني ... أنا بصحة جيدة ..
- وهما يتبادلون الحديث ، أعلن زميلهم ...
- حان وقت العبور .
إنها الساعة الأولى من خط الظلام الأول ..أستعد الجميع لركوب الزورق .. يتبادلون التحية مع رفيقهم ، صاحب البيت .. ودعا لهم بسلامة الوصول نزل الثلاثة في الزورق ، جلس وسام في منتصف الزورق ، كان وجهه مقابل الضفة التي انطلق منها الزورق ... شعر وسام إن ضباباً خيم على عيونه ، وشيء يضغط على صدره ، أحس أن يداً قد انتزعت قلبه وكتمت أنفاسه ، وكلما أبتعد الزورق عن الضفة ازدادت حالته سوءاً وفي منتصف النهر ...أنتبه صاحب الزورق .. قائلاً :
- زميلكم ... ساءت حالته ...!
- قفز الاثنان .. قال أحدهم .
- وسام .. انتبه .. ماذا تشعر ؟!
رشوا عليه ماءً ..دلكوا يديه وصدره ..أصبحت حالته أسوء ، طلب أحدهم من صاحب الزورق بالعودة إلى الضفة ، خافوا من أصابته بنوبة صرع ، أو بوادر أزمة قلبية ، أستغرب رفقهم الفلاح لعودتهم ..خاف من ملاحقهم من أحدى الدوريات البحرية ، حملوا زميلهم ، وأنزلوه ، وأجروا عليه بعض الإسعافات الأولية ، وبعد فترة من الزمن ، هدأ وفتح عينيه ، وبصعوبة أشار بأصبعه لهم ، بمواصلت العبور الىالضفة الثانية ، أودعوه لدى رفيقهم ، واستمروا بالعبور ، المكان مقطوع ، لاتوجد سيارات أو أي واسطة لنقله للمستشفى .. أنتظر رفيقهم أول خيوط الصباح ، حمله وطلب من السائق الإسراع بهم إلى المستشفى التعليمي في المدينة ، رافقه إلى ردهة الطوارئ حتى تأكد من سلامته ، واستقرار حالته الصحية ، أجرى اتصالا سريعاً بزملاءه ، ورفاقه ، سلمهم وسام ، وعاد الى أهله وفي المساء طرق أحدهم الباب على سوزان ... وسلمها ورقة صغيرة .. وغادرها مسرعاً ، قرأتها ((وسام في المستشفى التعليمي – الطابق الثالث)) اندفعت مسرعة وركبت أول سيارة صادفتها ... كانت في حالة رعب وخوف رهيب ، وضعت عدة احتمالات ، هل طاردوهم ، أو غرق في النهر وأنقذوه أو حادث سيارة ..أو ..أو .. وضعت كلتي يديها على رأسها ، وبكت بصمت على كل العذابات التي مرت بها نزلت من السيارة كالتائه ... دخلت باب المستشفى ، ولم تستمع لنداء الحارس ، صعدت السلم تاركةً المصعد لشدة الازدحام عليه ، وصلت وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة ..أتكأت على جهة الباب ، سألها المضمد المسؤول .
- تفضلي أختي ؟ .
- قالت هل لديكم مريض أسمه وسام ؟
- نعم في الغرفة مع الطبيب . ومعه بعض أصدقاءه .
اندفعت مسرعة داخل الغرفة ... شاهدت طبيبين يجريان فحصاً مكثفاً له سألتهم ...؟
- دكتور ...أرجوك .. مابه ؟ .
- أجابها ، سلامات أزمة عصبية وضغط نفسي قوي ، سيجلس بعد قليل وسنعرف ذلك بعد التحاليل المختبرية ، انتظري أرجوك .
جلست تندب حظها ..خرج سالماً ، ولم يشكو من أي مرض ، مرة فترة قصيرة من الزمن ، جاء المضمد بالتحاليل ، ناداها الطبيب .
- أختي من فضلك ... المريض بحاجة إلى الراحة التامة ، إنه ذو حس مرهفٍ .
- سألته مرة ثانية ما هو مرضه ؟
- مرض زوجك يا أختي نادر جداً ، وهو مرض الحنين إلى الوطن .
- اقتربت منه ... قائلة – مريض بحب الوطن .
- نعم مريض بالحنين للوطن .
- قالت : وسام مريض بحبك يا وطن ، وانكفأت عليه وهي تبكي وتقول الشمس أجمل في بلادي من سواها ...والظلام .
حتى الظلام أجمل ...............!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مخرجة الفيلم الفلسطيني -شكرا لأنك تحلم معنا- بحلق المسافة صف


.. كامل الباشا: أحضر لـ فيلم جديد عن الأسرى الفلسطينيين




.. مش هتصدق كمية الأفلام اللي عملتها لبلبة.. مش كلام على النت ص


.. مكنتش عايزة أمثل الفيلم ده.. اعرف من لبلبة




.. صُناع الفيلم الفلسطيني «شكرًا لأنك تحلم معانا» يكشفون كواليس