الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخلاق المسيحيين وأخلاق الطائفيين!؟

محمد علي الشبيبي

2010 / 12 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في المقدمة أقدم أسمى التهاني لجميع أبناء شعبنا وأخص بالذكر الأخوة المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، وأقول لهم أن قلوبنا وضمائرنا معكم. وإننا سنناضل سوية من أجل حرية الإنسان العراقي وتحرره من الجهل والظلامية التي تنشرها قوى سوداء ظلامية باسم الدين.
لقد هزت جريمة الإرهابيين في كنيسة النجاة الرأي العام العراقي والعالمي. وكتب عنها الكثيرون. فهي جريمة وحشية بامتياز. وتبارت –نفاقا- بعض القوى العراقية المدعية بالإسلام في استنكار الجريمة. وللأسف إن الدولة هي الأخرى كان موقفها منافقا لحد ما!؟ فقد ذبحوا ويذبحون وسيذبحون هذه الأقليات المسالمة والتي تؤمن بالحب والإخاء مع الشعب العراقي بأكثريته المسلمة، ولكن لم تتخذ الدولة أي موقف جاد لحمايتهم! فالمسؤولين في الدولة اتخذوا كل الإجراءات لحماية أنفسهم. وإلا لماذا لم يفلح الإرهابيون لأغتيال أو تفجير وزيراً ينتمي للأحزاب المتنفذة!؟ أليس مهمة الإرهابيين مقارعة الحكومة ومسؤوليها!؟ حتى في حالة الاختطاف لا نعرف كيف يتم تحرير مسؤولا أو شقيقة وزيرا حزبه متنفذا في السلطة ولا يمكن إنقاذ آخرين؟
وعلى أثر هذه التفجيرات أضطر المسيحيون أن يلغوا احتفالاتهم بأهم عيد من أعيادهم، وربما العيد الوحيد الذي يتهيئون للاحتفال به خلال السنة، محاولين نسيان جراحهم. لقد سمعت القرار الاضطراري للأخوة المسيحيين في إلغاء الاحتفالات، وأحسست بغصة وأسى لهذا القرار –المجامل-. وتساءلت: عجبا ما هو موقف حكومتنا العتيدة؟ وما هو موقف الأحزاب المتنفذة والمراجع الدينية من هذا القرار؟ هل يعقل أن يصل عراقنا إلى تشجيع الإرهابيين في ممارسة إرهابهم ضد الأقليات من خلال السكوت عن إلغاء المسيحيين لاحتفالاتهم لتجنب الذبح!؟ هل يعقل أن حكومة قادرة على حماية مسيرات مليونية تستمر لعشرة أيام وأكثر وتقطع مئات الكيلومترات، لكنها تعجز عن حماية احتفالات المسيحيين ليوم واحد أو يومين!؟ أليست هذه مفارقة وتناغم مع الإرهابيين؟ أليست هذه هي الطائفية المقيتة؟
أنا أرى أن الحكومة وأحزابها المتسلطة تساهم –بقصد أو بدون قصد- مع الإرهابيين في تمرير مخططهم في القضاء على المسيحيين. وأعتقد أن بعض الأحزاب الدينية –الإسلامية- وبعض أطراف الحكومة أثلج قلوبهم قرار المسيحيين. ومن يعتقد أن هدف الإرهابيين هو التهجير فهو خاطئ. هم يفهمون الإسلام الوهابي أن المسيحيين وغيرهم من الأديان عليهم أن يسلِموا، وإلا تتم تصفيتهم.
لابد من التذكير أن حكومة البعث ومذ أيام رئاسة البكر كانت دائما تتحين الفرص لإلغاء احتفالات المسيحيين، وكما أذكر حدث هذا أكثر من مرة. فما أن يتوفى رئيس عربي، أو تحدث نكبة حتى يصدر بيان بإلغاء الاحتفالات بحجة الحزن!؟ هل يعقل أن نحتفل نحن المسلمين بكل شعائرنا وتوفر الدول كل طاقاتها من أجل حماية أبناء طائفتنا في شعائرها، وتقف حكومتنا موقفا لا أباليا من حماية الطوائف الصغيرة في القيام بشعائرها؟ وبعد كل هذا نقول نحن دين المحبة والتسامح!؟ نعم، وأقولها نعم بصوت عال، إن ديننا دين محبة ولكن القيمين على الدين والمتنفذين في السلطة في يومنا هذا يخفون طائفيتهم المقيته بالعجز عن تجسيد هذه المحبة في الواقع؟ وإلا ماذا يعني السكوت وترك المسيحيين يلفهم الحزن في أعظم عيد بالنسبة لهم!؟
وإذ يبرر البعض أن أعياد رأس السنة تصادف في شهر محرم وهو شهر حزن للشيعة وربما بعض السنة، ولكن احتفالات المسيحيين هي محصورة في كنائسهم وبيوتهم وهذا لا يتعارض مع قيام المسيحيين باحتفالاتهم، فلكل طائفة طقوسها، ويجب احترام جميع الطقوس والشعائر وهذا ما نص عليه الدستور، لا أن تضحي طائفة صغيرة بشعائرها من أجل طائفة أكبرن فهذا هو الاستغلال بعين .
لذا أنا أدعو الرئاسات الثلاثة والمراجع الدينية أن تضغط لتوفير الحماية للمسيحيين العراقيين للاحتفال بأعيادهم؟ وبغير هذا الموقف أقولها بصوت عال أنكم لا تختلفون عن الإرهابيين وإنما سهلتم مهمتهم.

محمد علي الشبيبي
السويد ‏23‏/12‏/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يبقى العراق بلد عظيم باهله الشرفاء
بشارة خليل ق ( 2010 / 12 / 23 - 20:49 )
هذا هو زمن الخزي والعار الذي يجتاح شعوبنا. همجية الفكر الوهابي الذميم اخذت مداها ووصلت روائحها العفنة شتى ارجاء المعمورة , ولكن , كلي ايمان ان طيبة الانسان في منطقتنا ستتغلب على هذا الفكر المريض لا محالة. كيف ,متى لا اعلم.كل ما اعلم ان بترودولاارات نفط الارهاب الاسود الى زوال
تحياتي الخالصة لك استاذ محمد علي الشبيبي للافكار النبيلة التي تتبنا وكل عام وحضرتك والعائلة وللقيمين على الحوار المتمدن والكتاب والزائرين والجميع بخير وفرح وسلام بميلاد امير السلام


2 - سؤال برئ
هارون عمران ( 2010 / 12 / 23 - 23:54 )
هل تفريغ الشرق الاوسط بتخطيط البترودولار من المسيحيين بدأوا فى العراق والان بمصر يحمى المسلم من المسلم ؟ فهل العراق الان بعد ان اصبحت تقريبا خاليه من المسيحيين هل المسلم يأمن للمسلم الاخر ؟


3 - يطبقوا تعاليم رسولهم وقرأنهم
جاك عطالله ( 2010 / 12 / 24 - 15:58 )
التطهير العرقى بداه رسول الاسلام عندما ذبح رجال وشباب اليهود واستولى على نسائهم واطفالهم غنيمة و السرقات حللها و الاغتصاب والاسترقاق وابنائه من دولة القاعدة يطبقون تعاليمه ضد مسيحيى العراق ومصر بتمويل مملكة الشر المستطير -- و صكوك الغفران هو من اخترعها عندما استولى بالحيلة على قصر ابا الدحداح وبه ستمائة نخلة مثمرة مقابل قصر بالجنة باية ان تقرضوا الله قرضا حسنا -- ووجه جريمة النصب والاحتيال هنا لا تقع فقط فى الاستيلاء والادعاء بتبادل القصر بقصر فى الجنة وهو افتراء على الله ولكن ايضا المحتال يعرف انه سيذهب الى قاع الجحيم على ما فعله ضد الامنين من قتل وسرقة واغتصاب وكان عليه ان يعرض على ابا الدحداح مكانا بقعر جهنم لان هذا ما لديه ان كان صادقا- ورحم الله ليوناردو دافنشى الذى رسمه بقاع جهنم- عزائنا وقلوبنا مع اخوتنا مسيحيى العراق وارجو من كل من يتم تطهيره عرقيا ان يتحول الى مناضل ناشط وصلب ضد التعاليم الشيطانية التى دمرت العراق هذا البلد الجميل والمتحضر ولنعمل جميعا يدا بيد لازاحة الغمة الدينية الشيطانية عن البشرية جمعاء

اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة