الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاناة أسرة من الطبقات الشعبية نتيجة تظاهر التلاميذ ضد الحرب على العراق

امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)

2004 / 9 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


معاناة أسرة من الطبقات الشعبية نتيجة تظاهر التلاميذ ضد الحرب
الأمريكية البريطانية على العراق

" رجال أمن بتارودانت قصوا شعر تلميذ ب " ملقاط المسامير " .
كان هذا عنوان مقال بجريد " الصباح" المغربية العدد: 947 بتاريخ 26 ـ27 أبريل 2003 و تضمن المقال ما يلي :
" ... و بحسب المعلومات التي حصلت عليها " الصباح" فإن قوات الأمن كانت اقتحمت إعدادية رحال المسكيني و اعتدت على التلاميذ الذين تظاهروا ضد الحرب الأمريكية البريطانية على العراق ، و اعتقلت المصالح الأمنية و جهاز الاستعلامات في هذا الصدد التلميذين عبد الصمد مواز و يوسف الريحاني .
و على حد قول الكاتب العام لفرع الجامعة الوطنية للتعليم بتارودانت و أسر التلاميذ فإن رجال الأمن قاموا بقص شعر التلميذ يوسف الريحاني بملقاط المسامير ، بعد أن بحثوا عن المقص و لم يجدوه ، و اعتبروا ذلك خرقا جسيما لحقوق الإنسان و مسا بحرية الأشخاص و خاصة القاصرين ..."
كان ذلك جزء من المقال المنشور حول تداعيات أحداث التضامن مع الشعب العراقي بتارودانت يوم 21 مارس 2003 ، حيث ووجهت تظاهرات التلاميذ بالثانويات و الإعداديات بالقمع المخزني
و استمرت بعد ذلك مضايقات أسرة التلميذ الريحاني بعد فضح ممارسات " رجال الأمن" بتارودانت الذين أصبح شغلهم الشاغل هو التخطيط للانتقام من هذه الأسرة الفقيرة التي تسكن في أحد الأحياء الشعبية المهمشة بالمدينة .
و قالت السيدة : فاتحة العماري أم التلميذين يوسف و يونس الريحاني في شكاية للوكيل العام بمحكمة الإستئناف بآكادير حيث ينابع التلميذ يونس الريحاني في ملف مطبوخ عدد : 254/03 و الذي تم اعتقاله يوم 22/5/2003 ليحال على جنايات آكادير ، قالت الأم في شكايتها :
" ... لقد ضاع مستقبله و طموحاته و أمنياته أن يصبح رجل قانون ، كيف لهذا التلميذ المظلوم أن يبني حياته ؟ لقد ذهب ضحية مؤامرة أحيكت ضده من طرف ضابط شرطة بمفوضية الأمن الوطني بتارودانت اسمه : جعران عبد الرحيم الذي " أقسم بأغلظ إيمانه حتى ينتقم منه بعد مقال صدر بجريدة الصباح ، جاء فيه أن رجال الأمن قصوا شعر تلميذ بملقاط المسامير و هذا التلميذ هو أخ يونس الريحاني يدرسان معا في نفس الإعدادية و أصغر منه سنا، ورد اسمه ضمن التلاميذ الذين اعتدت عليهم الشرطة على إثر تظاهرة نظمها تلاميذ إعدادية رحال المسكيني ، و اعتدت على التلاميذ الذين تظاهروا ضد الحرب على العراق ، من بينهم يوسف الريحاني فهو ثابت على صدر جريدة الصباح ليوم 27/4/2003 ، و ما كاد الشهر يمضي حتى قام الضابط المسمى جعران عبد الرحيم الذي اعتدى على التلميذ بتدبير مكيدة حيث اتخذ وسيلة من منحرف ليوقع بالتلميذ ، و قد سبق لهذا المنحرف أن كسر لهذا التلميذ رجله و قضى عقوبة حبسية نتيجة ذلك، و بلغت تكلفة العلاج أزيد من 10 آلاف درهم و ما زال العلاج مستمرا لأن رجله بها قضيب من الفضة و يعاني التلميذ من آلام الرأس المزمنة .
لقد تم القبض عليه دون إشعار العائلة ، و الذي تكلف بالقبض عليه هم نفس الضابط الذي قام باعتقاله من المؤسسة التي يتابع فيها دراسته و بتهمة ملفقة و هي حمل السلاح الأبيض في حق المنحرف ، الذي يملك هذا السلاح بالفعل و بشهود استمعت لهم المحكمة ، لقد تعرض ابني لأقصى دروب التعذيب من طرف الضابط المذكور و هو مريض و مكسور الرجل يصرخ و يستنجد بحضور الشهود و أبصمه على المحضر بالقوة ، و أخرج سكينا من عنده و أمره بمسكه بيده و لما رفض غرس له شوكة البركار في يده مع العلم أن التلميذ يحمل معه أدواته المدرسية بعد اعتقاله من الاعدادية."
هكذا و بعد أزيد من سبعة أشهر من التحقيق بمحكمة الإستئناف بآكادير الذي استمر من 22 ماي 2003 إلى بداية يناير 2004 حيث أطلق سراح التلميذ يونس الريحاني بعد الحكم عليه بالبراءة .
و بذلك يكون يونس قد قضى سبعة أشهر من السجن التعسفي بسجن إنزكان المشؤوم و هو قاصر بفعل ممارسات السلطات الأمنية بمدينة تارودانت ، التي ما فتئت تراقب المواطنين العزل و تتربص بهم لطبخ ملفات ملفقة لهم في حين تغض الطرف عن القضايا التي تهدد حياة السكان و خاصة القاصرين منهم ، و المتمثلة في ترويج المخدرات و الشذوذ الجنسي على الأطفال القاصرين الذكور من طرف الأجانب بالرياضات التي يتم يناؤها بالأحياء الشعبية ، و قضية الفرنسي و الأمريكي اللذين ضبطا من طرف الشرطة يمارسون الجنس على الأطفال الذكور من بينهم تلاميذ غنية عن التعريف ، إلا أن الغريب في الأمر هو من وراء تسهيل مغادرتهما للمغرب و الهروب من العدالة ؟ سؤال مطروح على وزارة العدل التي لم تقم بإصدار مذكرة في الأمر لمنعهما من الفرار ، و حتى بعد إصدار الحكم بالسجن في حقهم لم يتم إصدار مذكرة البحث عنهما و إن تمت فما هو مآلها ؟
و هكذا تتابع الشرطة ملاحقتها لأسرة الريحاني و تقوم بطبخ ملف ثاني للتلميذ يونس الريحاني في 27 ماي 2004 بنفس الطريق ، حيث تم اتخاذ أحد المنحرفين للإعتداء على التلميذ أمام مرأى من الشهود في الشارع العمومي ، ليصبح يوسف الريحاني حسب محضر الشرطة القضائية هو المعتدي على المنحرف ، و للتأثير على نفسية الأسرة تم نشر مقال بإحدى الجرائد بتاريخ : 12 يوليوز 2004 جاء فيها :
"... أقدم متشرد على الإعتداء على شاب من مواليد 1986 ... و حسب ما توصلنا به فإن المسمى يونس الريحاني عاطل قام بتوجيه طعنة سكين لهذا الشاب مما أدى إلى نقله إلى مستشفى الحسن الثاني بأكادير في حين تم القبض على الجاني ليتم إطلاق سراحه لأسباب مجهولة رغم حصول الشاب على شهادة طبية مدتها 30 يوما .."
و كان رد السيدة : فاتحة العماري أم التلميذ يونس الريحاني أن قدمت شكاية للنيابة العامة بابتدائية تارودانت بتاريخ 14 يوليوز 2004 تحت رقم : 1819/2004 ث ضد مدير جريدة " أخبار الحوادث " التي نشرت هذا الخبر الذي يسيء للأسرة خدمة لجهة معروفة ، إلا أنه و إلى حد الساعة لم تتم الإجراءات القضائية في هذه القضية عكس ما يجري في الملفات المطبوخة للتلميذ يونس الريحاني ، فمن يقف وراء هذه الممارسات ؟ و ما هي الجهة التي تستفيد من عرقلة شكاية السيدة فاتحة العماري ؟
و قضية الجثث الثمانية التي تم اكتشافها في منطقة " واد الواعر " بالمدينة و هي لأطفال قاصرين ذكور تم قتلهم بعد ممارسة الشذوذ الجنسي عليهم من طرف أحد الشواذ ، الذي ظل يمارس أفعاله الإجرامية على الأطفال الذكور أبناء الطبقات الشعبية الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 و 16 سنة ، حيث يختطفهم ويعتدي عليهم جنسيا منذ سنة 2001 إلى 20 غشت 2004 عندما رمى بالجثث على قارعة الطريق بالشارع العمومي .
و رغم أن أسر الضحايا الثمانية قد وضعوا شكايات لدى الشرطة حول اختطاف أبنائهم إلا أن هذه الأخير لم تعر هذه الشكايات أي اهتمام يذكر ، و حسب أسر الضحايا و ما نشر بالصحف الوطنية منذ 20 غشت 2004 تاريخ التمثل بالجثث إلى حين القبض على المجرم في 7 شتنبر 2004 ، فإن مصالح الشرطة بالمدينة تعتبر شكاياتهم عادية كأي شكاية حول سرقة دراجة هوائية حيث انتشار ظاهرة سرقة الدراجات .
لكن عدم اعتبار سلامة المواطنين من طرف شرطة تارودانت جعلت الجاني يتمادى في جناياته حيث الأرضية مواتية له في ظل تهاون الشرطة و ملاحقتها للمواطنين الأبرياء .
فهل سترد الدولة المغربية الإعتبار لأسر الضحايا ؟ أم أنها ستعتبر هذه الأحداث الأليمة جزءا من سياساتها الطبقية التي تعتبر الإنسان المغربي عبارة عن خدم ؟
و هل من حق أسر الضحايا مقاضاة الدولة و المطالبة بالحقوق المدنية و حق التعويض عن الأضرار الجسيمة التي لحقتها ؟
أسئلة مطروحة على المنظمات السياسية و الحقوقية التقدمية لتحمل مسؤولياتها في ملف شائك ذهب ضحيته أطفال أبرياء و تعاني بفعله أسر من الطبقات الشعبية ، و التي يتم ملاحقتها من طرف الشرطة و المضايقة عليها بسبب تصريحاتها للصحافة الوطنية التي تفضح فيها ممارسات الشرطة ضدهم أثناء تقديم شكاياتهم حول الإختطاف ، و حسب معلومات من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان حيث تم إجراء مقابلة مع أسر الضحايا ، فإن هذه الأخير تشتكي من مضايقات المسؤولين عن الأمن بالمدينة بعد التعبير عن آرائها للصحافة حول القضية .
إنه سلوك شاذ للمسؤولين عن أمن المواطنين بمدينة تارودانت في زمن يدعي فيه النظام المخزني ثقافة حقوق الإنسان و الديمقراطية ، و لا غرابة من تعامل رجال الأمن في مدينة مهمشة تهميشا ممنهجا مع المواطنين العزل بهذا الأسلوب و الضحايا كثيرون ، ليس إلا لإخضاعهم من أجل فتح المجال أمام مزيد من استغلال الثروات الفلاحية بالمنطقة من طرف الكومبرادور و الملاكين العقاريين الكبار ، و تحويل المدينة إلى بؤرة للطبقة العاملة الرخيصة و خاصة المرأة العاملة و الأطفال الذين يتم استغلالهم استغلالا مزدوجا و نشر الفساد بالأحياء الشعبية في ظل التبعية للسياسة الليبرالية المتوحشة التي تتسم ب :
دوليــــا :
ـ ضرب حق الشعوب في تقرير مصيرها و محاولة فرض أنظمة اقتصادية و سياسية تبعية للإمبريالية الأمريكية لتسهيل استعمارها و استغلال خيراتها .
ـ محاولة تفكيك التنظيمات السياسية التي تقاوم السياسة الاستعمارية لأمريكا و حلفائها .
ـ دعم النظام العنصري الصهيوني في أرض فلسطين المحتلة و شن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني.
ـ احتلال فلسطين والعراق و أفغانستان ومحاولة افتعال بؤر توتر في مناطق أخرى كالسودان و لبنان و غيرها.
وطنيــــا :
ـ سن نفس السياسات الاقتصادية و الإجتماعية و الثقافية الطبقية و التي تضرب حق الشعب المغربي في تقرير مصيره .
ـ التعامل بدستور لا تتوفر فيه الشروط الديمقراطية لبناء دولة الحق و القانون .
ـ محاولة طمس ملف الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان و الترويج لما يسمى بطي صفحة الماضي من أجل الإفلات من العقاب .
ـ إرتكاب إنتهاكات جسيمة جديدة لحقوق الإنسان في ملفات ما يسمى بأحدا 16 ماي المأساوية و تحت ذريعة "محاربة الإرهاب" .
ـ إنتهاك حقوق الطبقة العاملة المغربية بعد المصادقة على مدونة الشغل الرجعية التي تشرعن للتسريح الجماعي للعمال و ضرب الحق في الشغل القار .
ـ انتهاك حقوق المرأة رغم بعض الإيجابيات الشكلية لمدونة الأسرة التي لا تستجيب للمطالب الإساسية للحركة النسائية العمالية .
ـ حرمان أبناء الطبقات الشعبية من الحق في التعليم و ذلك بإقصاء عدد كبير منهم من الدراسة في جميع المستويات و الأسلاك .
ـ تهميش الثقافات المحلية و ذلك بالتمادي في إقصاء اللغة و الثقافة الأمازيغية من التدريس مما يحرم العدد الكبير من أبناء الشعب المغربي في ممارسة ثقافتهم .
ـ ضرب الحق في التطبيب بعد الزيادات المهولة في أثمان الإستشفاء بالمستشفيات العمومية .
تارودانت في : 24 شتنبر 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يؤيد قصف منشآت إيران النووية: أليس هذا ما يفترض أن يُض


.. عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: هذا ما سنفعله مع إيران




.. عاجل | نتنياهو: لم نستكمل تدمير حزب الله وهذا ما سنقوم به ضد


.. قصف مدفعي إسرائيلي وإطلاق للصواريخ أثناء مداخلة مراسلة الجزي




.. نائب عن حزب الله للجزيرة: الأولوية لدينا حاليا هي لوقف إطلاق