الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية ومشيئة الأقدار !

حسين محيي الدين

2010 / 12 / 24
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


شاء القدر أن يتحكم في رقاب العراقيين ثلة ممن اختارهم الاحتلال وفقا لمصالحه الذاتية . الرعيل الأول منهم لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة . أمدهم بأسباب القوة ونفخ فيهم حتى توهموا أنهم أمل هذه الأمة . فمنهم من يدعي إن اختياره كان تكليفا شرعيا لا يمكنه التراجع عنه . ومنهم من يدعي إن الواجب الوطني أو القومي هو من فرض إرادته عليه . وبين التكليف الشرعي والواجب الوطني أو القومي أريقت دماء العراقيين وأهدرت ثرواتهم وبيع وطن كان إلى الماضي القريب عصي على الابتلاع . أمل كان يراود الجميع بعد حكم دكتاتوري بغيض أن يعيش العراق في بحبوحة من الحرية والديمقراطية والعيش الآمن . ومن مشيئة الأقدار أن تلتقي مصالح الاحتلال مع مصلحة الشعب العراقي في إزاحة الحكم الدكتاتوري في العراق .
وسرعان ما تتقاطع المصلحتين . فالرعيل الأول من المتعاونين ومن خلفهم الاحتلال لا يطمئنون إلى ديمقراطية حقيقية يكون فيها الحكم للشعب وحده ويكون مبدأ التداول السلمي للسلطة حقيقة واقعة . وتكون هناك صحافة حرة , وفصل بين السلطات كما هو الحال في الديمقراطيات الحقيقية . الشارع مغلوب على أمره والثروة والسلطة لا يملكها إلا المحتل وذلك الرعيل .

بدأ الرعيل الأول يدرك خطورة صراعه مع الشعب فتفتق ذهنه عن نظرية مفادها أن إغراق معارضيه بالمال السحت هو الحل السليم لمأزق الحكم في العراق , فوسع قاعدته بشراء ذمم القوى المتنفذة في المجتمع العراقي , رجال دين وشيوخ عشائر وكبار موظفي الدولة وأحزاب سياسية عريقة . ومليشيات طائفية وكل من يفترض به أن يقود عملية التغيير في العراق . الكل يعشق السلطة والمال ! لا مجال لمن يعارض السلطة أو يكون رقيبا عليها .
أن تكون مؤمنا بالعملية السياسية ومعارضا في البرلمان فهذا ما لا يرتضيه الاحتلال والرعيل الأول . وهنا للقدر ما يشاء برلمان مسخ يرفض أن يتبنى مصالح الشعب وقضاياه المطلبية . وحكومة ضعيفة , هزيلة , أمام تحديات جسام . وديمقراطية لا تحترم فيه إرادة الناخب العراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما اشبه اليوم بالبارحة
سيد كمنجه ( 2010 / 12 / 25 - 19:00 )
األم تقرأ في التاريخ الاسلامي ,كم كتب العراقيونمن رسائل الى الحسين يبايعونه فيها ويطلبون منه سرعة القدوم الى الكوفة ليكون خليفة عليهم,وكيف أستطاع ابن زياد ان يشتري ذمم أهل الكوفة باموال يزيد ؟؟؟وكيف أنفظوا عنه عند قدومه الكوفة بل الادهى من ذلك هم من بدأو بقتاله ؟؟فالمعروف أن التاريخ يعيد نفسه ,بصورتين اما مثل سابقته,أو أسوأ منها.
تقبل تحياتي

اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ