الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمر البشير - في وثائق ويكيليكس المسربة !!

عبدالغني بريش اللايمى

2010 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


بسم الله الرحمن الرحيم 000000
عمر البشير - في وثائق ويكيليكس المسربة !!
عبدالغني بريش اللايمى/الولايات المتحدة الأمريكية
كشفت وسائل الاعلام الاخبارية العالمية التي تنشر وثائق ويكيليكس المسربة - وفي برقية دبلوماسية أمريكية بتاريخ الأربعاء 3 ديسمبر 2008 ان عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية قال للمدعي العام للجنائية الدولية " اوكامبو" الخاص بالجرائم التي ارتكبت في اقليم دارفور غربي السودان ، ان العرب جميعا مستاؤون من الرئيس السوداني عمر البشير ، سيما بعد ان طلبت منه أمانة الجامعة تسليم المتهمون بارتكاب مختلف الجرائم في دارفور ( كشيب ، أحمد هارون ) لكنه تجاهل هذا الطلب ، بل رفض التعامل معه بإيجابية بحجة أن تسليم مواطنين سودانيين لجهات أجنبية لا يتفق وسيادة السودان 0
وذكرت تك البرقية أن الجامعة العربية أعربت عن استيائها ، بسبب قيام الرئيس السوداني عمر البشير بتوفيره الحماية لمرتكبي جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وجرائم أخرى فظيعة ارتكبت في اقليم دارفور ، وقال عمرو موسى لأوكامبو إن هناك اقتناع لدى جميع الدول العربية ، بأن عمر البشير يحمي الجناة والقتلة ، ورفضه تسليمهم للمحكمة الجنائية الدولية لم يعد أمرا مقبولاً 0
وكلام السيد عمرو موسى يُبين لنا مدى النفاق الذي يعيشه العرب 0 وبينما مواقفهم العلنية الرسمية هو رفض قرار المحكمة الجنائية الدولية ، وعدم التعامل معه بحجة أن تلك المحكمة لم تقم بواجبها الدولي الجنائي تجاه القضية الفلسطينية واحتلال العراق وأفغانستان 0 إلآ ان نفس الأنظمة والحكومات تؤيد سراً اعتقال البشير وتسليمه للجنائية الدولية بخصوص جرائم دارفور 0
كما ان كلام السيد عمرو موسى يعطينا صورة واضحة وحقيقية عن عمر البشير في نظر نظراءه العرب ، وكيف أن بقاءه في السلطة يسبب لهم إحراجاً دوليا ، خاصة مع الإتحاد الأوروبي الذي يطالب الدول العربية بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لإعتقاله 0 وكانت الضغوطات الدولية التي تعرضت لها ليبيا مثلا اضطرتها لإلغاء الدعوة التي كانت قد وجهتها لعمر البشير لحضور القمة الأوروبية - الأفريقية التي انعقدت بمدينة طرابلس الليبية في 29 نوفمبر 2010 0
العرب في قرار أنفسهم مقتنعين بارتكاب عمر البشير لجرائم ضد الإنسانية في اقليم دارفور ، لكنهم جبناء وعديمو اخلاق وضمائر ، وليس لديهم الشجاعة الكافية لقول الحقيقة ، والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لإعتقال البشير للقصاص منه على جرائمه تلك 0
وهذا الموقف المخزئ للدول العربية ، تفسيره الوحيد - هو أنهم لا يريدون أن يعطوا أي إشارة تغضب حكومة السودان ، وفي نفس الوقت لا يريدون أن يبدو أمام الدول الغربية وكأنهم ضد احقاق العدالة ، ولذا كان موقفهم السري - نحن مع العدالة في اعتقال البشير 0 ونحن نقول يا حبذا لو عبرت الدول العربية عن موقفها الحقيقي الضميري الأخلاقي الإنساني من قضية البشير للملأ حتى تسُهل مهمة المحكمة الجنائية الدولية لإعتقاله 0
وتقول وثية أخرى من الوثائق المسربة والتي نشرت في صحيفة الجارديان البريطانية ، أن عمر البشير سرق ما قيمته 9 مليار دولار ، ووفقا للغارديان فإن دبلوماسيين قد نقلوا عن المدعي العام للمحكمة الجنائية قوله إن الجزء الأكبر من هذه المبالغ قد يكون أودع في بنوك بالعاصمة البريطانية لندن 0
ونقلت البرقيات المتبادلة عن أوكامبو قوله لمسؤولين أمريكيين إن بعض هذه الأموال قد تكون مودعة في مجموعة مصارف لويدز المملوكة جزئيا للحكومة البريطانية، وترديده مرارا بأن الوقت قد حان للكشف علنا عن حجم السرقة التي قام بها البشير 0
وينقل تقرير عن دبلوماسي أمريكي قوله " اقترح أوكامبو أنه إذا ما تم الكشف عن الأموال المسروقة (وقدر المبلغ بنحو 9 مليار دولار) فستغير فكرة الرأي العام السوداني عنه من مناضل إلى لص " 0
ويقول مسؤولون إنه إذا ما كان ما قاله أوكامبو حول ثروة البشير صحيحا فإن الأموال التي ستكون مودعة في لندن تشكل عُشر الناتج الإجمالي المحلي للبلاد 0
غير أن الحكومة السودانية وعلى لسان المتحدث باسم السفارة السودانية في لندن خالد المبارك نفى هذه الاتهامات قائلا إنها دليل آخر على الأغراض السياسية للمحكمة الجنائية في تشويه سمعة حكومته 0 وقال المبارك للجارديان " الادعاء بأن يإمكان الرئيس التحكم في وزارة المالية وسحب أموال ليودعها في حساباته الخاصة إدعاءات تثير الضحك لسخافتها. إنه إدعاء مثير للضحك من قبل مدعي المحكمة الجنائية " 0 وأضاف " أوكامبو شخص يعمل خارج السياق، والادعاءات جزء من أغراضه السياسية. ولقد فشل بشكل يثير الرثاء في جميع قضاياه ورفض التحقيق في العراق أو غزة، هو بحاجة لتحقيق نجاح ما وقد استهدف البشير لزيادة أهميته " 0
واستطرد " محاولات التشهير لا بالبشير فحسب بل والسودان ككل معروفة تماما، ومرتبطة بشكل واضح بالمعاداة للعرب ورهاب الإسلام " 0
النفي الحكومي لسرقة البشير لأموال مواطنيه طبعا شيئ متوقع ، فحتى لو قال البشير إنه فعلا يملك حسابا في البنوك الأجنبية - فسيأتي من يقول لك سيادة الرئيس لا يملك أي حساب في الخارج ، أنه رجل عفيف ولا يتلاعب بأموال السودانيين ووووو !! 0
إننا لا نشك اطلاقا في ان عمر البشير وكذا جميع زبانية الإنقاذ سرقوا عشرات المليارات من أموال الشعوب السودانية لأكثر من عشرين عاما ، لأن السودان وبالرغم من انتاجه للنفط منذ أكثر من عقد من الزمان ، إلآ ان المواطن السوداني لم يرى فوائد عائداته حتى الآن ، وليست هناك تنمية حقيقة في جميع المجالات منذ وصول حكومة الإنقاذ إلى السلطة - في التعليم ، الصناعة ، الزراعة ، الطرق والكباري ، التنمية البشرية ، 00 الخ 0 إذن لا بد ان تكون مليارات الدولارات من عائدات النفط قد ذهبت إلى جيوب القائمين على أمر الحكومة ، سيما أن هناك من أجازوا سرقة أموال الدولة ، لتتحول الحكومة السودانية برئاسة البشير إلى اللصوصية والحرامية والنشالة والمحتالون والمزورون والنصابون والمضاربون 00 الخ ، ويدوسوا بأقدامهم القذرة الكريهة على كل التعاليم السماوية والأخلاق والقيم السمحاء لتطال أياديهم المتسخة كل ما يستطيعون من شطفه ، مستغلين السلطة والدين لتنفيذ أغراضهم الشيطانية الدنيئة 0

نعم ما جاءت من معلومات في وثائق ويكيليكس المسربة عن سرقة عمر البشير ، وعن فضائح الحكومات العربية ، كشفت المستور من أحاديث مسؤوليها مع الدبلوماسيين الأميركيين ، وخوفا من تدفق هذه الأسرار للقُراء الكِرام ، منعت الحكومات العربية التي نالها سهام ويكيليكس الصحف ، وقرصنة مواقع إلكترونية في عموم الشرق الأوسط ، كما اتبعت تكتيكات مختلفة للتقليل من حجم الأضرار الناجمة عنها 0
وحسب صحيفة غارديان البريطانية فإن دولاً مثل السعودية وتونس والمغرب ، حاولت منع تدفق ما يكشفه موقع ويكيليكس سواء أكان متعلقا بالفساد أو الدكتاتورية أو الإحراج الناتج عن لقاء مسؤولين أميركيين لمناقشة قضايا خاصة تتعلق بالمجتمع0
وأردفت غارديان أن قصصا تتعلق بالسيطرة الاقتصادية لملك المغرب محمد السادس أو سيطرة الأقارب في حكم الرئيس التونسي "غير الشعبي" زين العابدين بن علي قد لا تجد اهتماما كبيرا في الصحيفة البريطانية لكنها بالتأكيد لها قراؤها في صحيفة لوموند الفرنسية ، وهو ما جعل السلطات تحظر نسختها المطبوعة في المغرب 0
أما المواقع الإلكترونية فقد تعرضت لقرصنة عندما أوردت خبرا عن دعوات الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز لضرب إيران وبرنامجها النووي 0
وتعرض للأمر ذاته موقع صحيفة الأخبار اللبنانية حيث نشر نحو 250 برقية تتحدث عن ثماني دول عربية قبل أن يتعرض للقرصنة عقب نشر برقيات عن الرئيس التونسي –الذي تحظى دولته بأسوأ سمعة في علاقتها مع المواقع الصحفية الإلكترونية 0
إذن هرولة الحكومات العربية لمنع الصحف وقرصنة المواقع الإلكترونية التي تنشر وثائق ويكيليكس دليل قوي على صحة ما وردت في هذه الوثائق عن زعماءها وملوكها ورؤوساءها 0 وإلآ لماذا الحجب والمنع ؟؟ 0
إنها معلومات صحيحة 100% وذلك للأسباب التالية :
أولاً - بعد نشر ويكيليكس للبرقيات الدبلوماسية الأمريكية مباشرةً قامت وزيرة الخارجية الامريكية السيدة هيلاري كلينتون الإتصال بجميع الشخصيات العالمية التي لحقتها آلهبة ويكيليكس الحارقة لتعبر عن آسفها الشديد لهذه التسريبات 0
ثانياً - لم تنكر الوزيرة الأمريكية صحة ما وردت في وثائق ويكيليكس 0
ثالثاً - اعتبرت الوزيرة الأمريكية أن ما جاءت في الوثائق وإن كانت صحيحة ، إلآ أنها لا تعبر عن الموقف الرسمي للإدارة الأمريكية 0
رابعاً - طلب الإدارة الأمريكية من وزارة عدلها بحث كل الوسائل والطرق القانونية لتوجيه تُهمة ما لمؤسس موقع ويكيليكس " جوليان أسانج " دليل على صحة ما وردت في الوثائق ونشرها على الملأ تضر بالدبلوماسية الأمريكية 0
خامساً - الصمت العالمي والعربي دليل على صحة ما وردت في وثائق ويكيليكس 0 فبالرغم من ورود أسماء لشخصيات عالمية مهمة كــــــــــ { الرئيس الروسي ديمترس مديفديف ، ورئيس وزراءه فلاديمير بوتين ، المستشارة الألمانية ميركل ، رئيس الحكومة الإيطالية سالفو برليسكوني ، غردون براون ، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ، رئيس الوزراء التركي طيب أوردوغان ، بان كي مون ، خامئني ، 00 الخ } إلآ أن هناك صمت كامل تجاه هذا الموضوع - وكما يقولون الصمت علامة القبول أو الرضا 0
أما فيما يتعلق بسرقات الجنرال السوداني عمر البشير ، وبما أن أبواق إعلام نظامه ، وأزلام حكومته سارعوا بالدفاع عنه ، وقالوا ليس لسيادة الرئيس حسابات بنكية لا في داخل السودان أو خارجه ، وقولهم أن وثائق ويكيليكس ملفقة 00 إلآ ان العبء والمهمة تقع على عاتق البشير نفسه لتبرئة ذمته ، عن طريق كشف كل حساباته البنكية الداخلية والخارجية منذ توليه السلطة في عام 1989 حتى الآن للعامة 0 لأن من حق السودانيين معرفة مصادر ثروته الخيالية الهائلة 00 وفي حال عدم إقدامه على هذه الخطوة ، فما على الشعوب السودانية إلآ اعتبار ما وردت في وثائق ويكيليكس صحيحة 100% ، ومطالبته بإسترداد هذه الأموال إلى الخزانة العامة ، لأن الوطن بحاجة ماسة إليها وهو مقبل على فترة تاريخية حاسمة قد تفصله إلى دولتين 0
[email protected]









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -