الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على الأصولية المسيحية

عيسى ابراهيم

2010 / 12 / 25
العولمة وتطورات العالم المعاصر


بدأت أصواتٌ تتعالى في الحوار المتمدن من الكُتاب ومن القُراء ضد المسيحية ويهاجمون المسيحية ،وكأن المسيحية أصبحت سبباً لجميع مصائبنا وتخلفنا،ويملون على القراء والكتاب على أن ينتقدوا ويكتبوا عن صكوك الغفران وعن الحروب التي وقعت في القرون الوسطى والقديمة بين المسيحيون في أوروبا وعن الحروب بين البروتستانت والكاثوليك،بالرغم أنه في القرن السابع عشر لم تشن حرب بسبب الدين في أوروبا ،الا انه لا تزال فكرة الجهاد تسيطر على الكثير من الحروب في المناطق الإسلامية مثل الحرب في لبنان ضد الاجتياح الإسرائيلي والجهاد الذي كان ضد السوفيت في أفغانستان والروس في الشيشان والآن في أفغانستان ضد التحالف وفي العراق ضد الأمريكان.

فأنني هنا لست بصدد الدفاع عن المسيحية أو أكتب كي يهلهل لي بعض من القراء في هذا الموقع وهذا مع احترامي وتقديري لكافة الكتاب والقراء .
فأنا شخصياً كنت مسلماً بالوراثة وتربيت في عائلة مسلمة ومع ذلك لا اؤمن بالإسلام ولا بالمسيحية حتى،ولكن كما يقال (أجلس عوج وأتكلم عدل) ،فلذلك أرى من البديهية أن نداوي ونطبب المرض الخطير قبل الذي أقل منه خطراً وضرراً.
فإن صح التعبير وقارننا بين المجتمع الإسلامي والمجتمع المسيحي في بلداننا ،فأننا سنرى بأن المجتمع المسيحي أكثر نضجاً ومدنيةً وعقلانيةً من المجتمع الإسلامي (لكل قاعدة لها من الشواذ نصيب).

فإن الأمة الإسلامية كمستوى حضاري تعيش الآن في ذيل أمم الأرض البشرية بسبب الأستبداد والقمع والدكتاتورية الإسلامية المتمثلة في شخص الشيوخ والفقهاء وأصحاب الفخامة والسمو والجلالة.
فخطاب هذه الأمة ما هو إلا ذاك الخطاب السلفي المتشدد ، وفي ظاهرها التقدم وباطنها الوصولية والانتهازية، وهو خطاب مليئ بالشعارات ، وترديد الآيات والأحاديث التي عفى عليها الزمن من أحاديث ابو هريرة وعائشة ومسلم وغيرهم من الرواة.
ومن بين تلك الأحاديث كيفية تأديب الرجل للمرأة وضرب الطفل،والتدخل في فن الطبخ والملابس ،وكيف تلعن الملائكة النامصة والمتنمصة ،وتلبية المرأة لرغبات الذكر حتى لو كانت وراء البحار،وكيف تدخل الحمام وتخرج من البيت وتدخله وكيف تغسل صحنك بعد ولوغ الكلب فيه وكيف تبتعد الملائكة عن الكلاب والتماثيل والصور ووووو ......إلخ.
والأنكى منه هو تدخل المدعوزين في العلم وجعل من القرآن معجزة علمية بحتة ليبينوا بأن القرآن قد جاء بهذه العلوم قبل قرون.
وأحياناً يرفضون العلم ولغة العلم وحتى ابن عثيمين الذي حرّم تعليم اللغة الانكليزية مبرراً فتواه بقوله: " فاقتضاء الصّراط المستقيم مخالفة أهل الجحيم" ويتابع" إن الّذي يعلّم صبيّه اللغة الانجليزية منذ الصّغر سوف يُحاسب عليه يوم القيامة" حتى اصبح العلاج ببول الابل وكلا من الرّيح و الأمطار ظواهر مكلّف بها ملائكة، وكما تؤدب المرأة بالسوط اي أن يضرب الرجل زوجته ضربا غير مبرّح الذي هو عشرة أسواط...إلخ
فيا أخوتي هل هناك من داع أن ننتقد المسيحية وحروبها وتخلفها في الماضي والتي أصبحت عبرةً لنا كي نعتبر،وهل يوجد في التعاليم المسيحية شئ يفرض عليك هذا او ذاك ،او يحلل لك هذا ويحرم هذا أو يفرق بين الأخوة بسبب الفكر المختلف،ثم اذا كان المسلم يؤمن بكل الأديان حقاً وبكل الرسل فعليهم أن يحترموا هذه الأديان ويحترموا كتبهم ونصوصهم ،ولا أن يتهم الكل بالتحريف وبالتزوير ويقوم بأختراع اليهودية والمسيحية وتفصيلها بالشكل الذى يتوافق مع طبيعة تفكيره وطبيعة قرآنه.
وفي النهاية لكي نخرج من نفق التخلف الطويل نحتاج إلى الوعي وثقافة التسامح ويجب أن نقبل بالآخر ونكشف عن المتناقضات الموجودة في أي عقيدةٍ كانت أوأي فكر كان، وأخيراً باب الحوار مفتوح أمام الجميع من الكُتاب وحتى من القراء، ولا أحد يمنعهم من نقد وكشف المتناقضات في المسيحية أو البوذية والأيزيدية ،ولا حتى في العلمانية واليسارية ،وهذا إن وجد فيها شيئاً يستحق نقده وفضحه مثل ما هو فاضح ومتناقض مع الإنسانية في الأصولية الإسلامية وإسلام اليوم.
ودمتم للحوار ودام الحوار لنا جميعاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكفر والفكر عدوان لدودان للإسلام
الحكيم البابلي ( 2010 / 12 / 25 - 04:14 )
الأخ عيسى أبراهيم
ونحنُ أيضاً لاحظنا الحملة التي يقوم بها عدد من الكتاب ضد المسيحية التي لم تنالهم بأي سوء ، بل السوء مرتبط بالسياسة والمنافع الشخصية والدولية وليس بالمسيحية التي قبعت في جحورها
ولكن ... الهجوم خير طريقةٍ للدفاع ، وقبل أن تتغدى بيَ سأتعشى بك كما يقول المثل
نعم الإسلام بعيد عن التحضر ، و بسبب نصوصه الصريحة التي لا ينتطح في مفهومها كبشان وكل من يُمثل الإسلام قديماً وحديثاً كان ضد التحضر والعلم والتمدن وحتى الإنفتاح على العالم الآخر المحيط بالدولة الإسلامية
لقد بلغ التطرف والغباء والمسخرة حداً بمحمد عبد الوهاب ، وهو الإمام الذي إهتدت منظمة ( القاعدة ) الإرهابية بخطبه ومواعظه وكراريسه ، وهو الرجل الذي رفض النقد وأبسط مفاهيم العلم يوم قال : ( الفكر والكفر شيئٌ واحد ، لأن كليهما يتكونان من نفس الحروف ) !!!! أوليس هذا أكبر مثال على عبقرية من يمثل الإسلام !!!؟
فلماذا لا يقبل بعض الأخوة بالنقد ومحاولة تفصيخ الإسلام الذي نجا خلال قرون لسببين ، أولهما ملاحقة أي مشكك وقتله ، ثانياً الجهل المُقترن بالإسلام والذي يحاول زعماء الإسلام الحفاظ عليه لديمومة إسلامية أطول وأجهل
تحياتي


2 - إلى الأخ البابلي
عيسى ابراهيم ( 2010 / 12 / 25 - 10:16 )
بدايةٌ أهنئ الأخوة القراء بأعياد الميلاد ،وكل عام وانتم بخير...

ثانياً الى الاخ البابلي فالمسألة يجب أن تكون بعيدة عن موضوع الهجوم والدفاع ولكن البعض يريد استخدام حصانة العصمة لإغلاق الأبواب أمام أية محاولة للنقد أو كشف الحقائق الغائبة حتى وإن كانت بحياد وموضوعية. ولم يقتصر الأمر على تحصين نبي الإسلام بل امتد وأصبح يشمل محاربة أية محاولة لنقد فكر وتعاليم عقيدة الإسلام ، وأصبح لزاما على المسلمين السباحة في تيار واحد يقوده رجال دين، واقتصر الاجتهاد على المعممين ولكنه كان اجتهادا مبنيا على اساس عدم الخروج عن النص، وكان الارهاب والوعيد والتهديد والقتل من نصيب كل من حاول بنقد وتحليل ودراسة الإسلام، ولعل من اقرب من هذه الحالات المعاصرة الدكتور طه حسين، والدكتور نصر حامد، والدكتور فرج فودة الذي راح ضحية هذا الانغلاق الذهني .


3 - شيخنا الجليل عيسى ابراهيم
نادر عبدالله صابر ( 2010 / 12 / 25 - 11:28 )
طاب يومك وكل عام وانت والجميع بالف خير
لا فض فوك ايها الرائع .. نعم ان ما تقوله لا غبار عليه بتاتا .. فلقد سبق وان طالبني البعض مثل هذا الطلب وأجبته كالتالي : تصور أن ابيك وقد عرض عائلتك للتشرد والجوع بعدما باع ممتلكاته ليصرفها في اوجه معينة وأن ابيك هذا سيء الخلق وعصبي ومهزوز مما ولد لكم ( انت وامك واخوانك ) بغض وكره ونظرة سلبية من الأخرين !!! فهل تقوم بنقده شخصيا ؟؟؟ أم انك ستقوم بنقد بقية أعمامك ؟؟؟أنت لست معنيا بنقد تجارب الأخرين بل انت معني بنقد المظلة التي تظلل مجتمعك وتؤثر عليك سلبا
مقالة جميلة لكاتب جميل
محبتي واحترامي دوما


4 - استاذي الكريم
مارا الصفار ( 2010 / 12 / 25 - 11:29 )
دعني اقتبس من كلامك شيئا
ما حصل في اوربا في العصور الوسطى
يجب ان يكون درسا جيدا لنا
كي ندرك ان التطرف والتعصب وكراهية وتكفير الاخر
لن يجني سوى القتل والاجرام والفساد الاجتماعي
وايقاف التطور بكل انواعه

شيوخنا العظام يجب ان يفهموا هذا الدرس جيدا
كي نتقي شر التطرف والتعصب الديني

ولكننا نرى العكس تماما
بل تفوقنا على ظلم الكنيسة باشواط

تحياتي استاذي


5 - إلى الإستاذ والشيخ محمد الحلو
عيسى ابراهيم ( 2010 / 12 / 25 - 13:09 )
جزاك الله خيراً أستاذنا الفاضل على هذه المعلومات القيمة .. وهى فى نظرى بمثابة غذاء للروح وسكينة للقلب وإدراك للعقل ..
دائما تضفى لمسات واحاسيس صادقة مشرقة وبنكهة خاصة وحلوة....فشكرا لك على الدوام مع التقدير والاحترام لفكرك وقلمك الرائع
وشكرا على هذا المرور والذي يشرفني دائماً وكل عام أنت بخير يا أستاذي وشيخي الجليل من مريدكم
أبو عصام ....


6 - الرائعة والمتألقة دائماً مارا الصفار
عيسى ابراهيم ( 2010 / 12 / 25 - 13:14 )
شكراً على مرورك وكلماتك الجميلة والمعبرة ......
فأنا أتفق معك تماماً بأننا تفوقنا بالظلم وبالتخلف والرجعية والشعوذة على جميع جميع الامم .
ودمت بخير وكل عام وانت بخير وسلامة مع مودتي واعتزازي بك أيتها المتألقة .
عيسى ابراهيم


7 - تحياتي
أحمد هيثم ( 2010 / 12 / 25 - 14:19 )
بالفعل كما تفضلت بأنه من البديهية أن نداوي ونطبب المرض الخطير قبل الذي أقل منه خطراً وضرراً....
فالإسلام بكافة تعاليمه ومذاهبه وشيوخه أصبحت من الماضي ولايستحق بأن نعاصر هذا الزمن بهذه الخرافات من التطير والكرامات....فأعتقد بأن الإسلام أولى بأن ننتقده ونفضحه ولكن ليس من باب الهجوم من قبل الأديان الأخرى.
فشكرا لك وكل عام وانتم بخير


8 - إلى الأخ احمد هيثم
عيسى ابراهيم ( 2010 / 12 / 25 - 14:27 )
شكرا على مرورك يا عزيزي وكل عام وانت ايضاً بخير ...أوفقك في الرأي ولكن المدعوزين وآسني الفكر هم من يهجمون على المسيحية واليهودية والايزيدية والبوذية وطبعاً سيكون لفعلهم رد فعل بالتأكيد....
مع تحياتي ومودتي لك


9 - كل عام وجميعكم باف خير
بشارة خليل ق ( 2010 / 12 / 25 - 23:57 )
في اسرائيل مقولة شهيرة (بلي يداييم) اي بدون ايادي والمقصود فليقتصر حوارنا على الكلام.فقد لاحظ يهود اوروبا (ليسوا معتادين على الهمجية) ان كثيرا ما ينتهي الحوار مع عربنا بالعنف الجسدي.على فكرة يعرف هذه المقولة كل من عاش في دولة اسرائيل وهي نتاج تصادم الحضارة مع التخلف,حتى نسبة تعلم الفلسطينيين المرتفعة ما هي الا ردة فعل لهذا التصادم الصدمة لنا
يا اخي مرحى بالاصولية المقتصرة على الفكر(مع الحيطة منها) ولا لتلك التى تنتهي بالتمييز والتفرقة والاضطهاد والقتل والتفخيخ والارهاب
مقال جديد لتحريك ركود العقل للسيد عيسى ابراهيم
تحيتي للكاتب والقراء


10 - الى الإستاذ بشارة خليل ق
عيسى ابراهيم ( 2010 / 12 / 26 - 13:28 )
مرحى بالاصولية المقتصرة على الفكر(مع الحيطة منها) ولا لتلك التى تنتهي بالتمييز والتفرقة والاضطهاد والقتل والتفخيخ والارهاب .
لافض فوك يا أخي بشارة .....ومااجمل ان نتعلم من حضارة كل دولة وشعبها ماهو مفيد في حياتنا ،ولكن للأسف نحن نربي اطفالنا على الشعوذة والكذب والإقصاء والتخلف ،وحان الوقت الآن في هذا الزمان ان ندرس أبنائنا ثقافة التسامح والحوار والاعتراف بالخطاء.
فشكرا لمرورك وكل عام وانت بخير مع تحية حارة لشخصك الكريم

اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه