الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابارتهايد بشع كفكرة، لا تجملوا جدار التوسع والفصل العنصري

نضال حسن

2010 / 12 / 25
الادب والفن


الكثير من الرسومات والألوان المتداخلة التي أصبحت تغطي جدار الابارتهايد بشكل كلي تقريبا من جهة الفلسطينيين طبعا، اذ انه منذ بدء البناء في هذا الجدار، قد شهد حركة شبه دورية للرسم والكتابة عليه، الابارتهايد بحد ذاته كفكرة هو بغاية البشاعة واللاانسانية فكيف اذا سيكون تطبيق هذه الفكرة على ارض الواقع، ووقوع شعب كامل مع حقه التاريخي ضحية لهذه الفكرة، والتي هي نابعة أصلا من رحم الايدولوجيا والممارسة العنصرية الصهيونية منذ جابوتنسكي وجداره الحديدي، لا من اليوم او من بدء العمل في جدار شارون.

ان هذه الرسومات على الجدار لها فاعلية كبيرة في تشتيت انتباه وتركيز المارة والزائرين لمناطق جحيم الجدار، هذا اذا تبقى أصلا من مناطق بعيدة عن هذا الوحش العنصري. حيث ان الانسان لدى نظره للجدار وهو على هذه الحال من المؤكد والبديهي انه سوف ينشغل بتحليل الرسوم والخطوط والافكار، وينسى تلقائيا الحقيقة القائمة بحد ذاتها والتي ليست بحاجة لتوضيح، وهي الجدار نفسه.

فلماذا كل هذه الرسوم اذا !! اذا كان الهدف من ورائها هو التضامن، وهي بحد ذاتها تسبب الانشغال عن هذا الهدف، وعن العمل الحقيقي والفعل المباشر ضد الجدار وضد النظام الابارتهايدي المنهجي الاسرائيلي. كما ان مسالة الرسم على الجدار تمس حقيقة مدى شذوذ هذا الجدار عن البيئة والتاريخ وما يفترض ان يكون ضمن الفضاء الفلسطيني كاملا. كما ان هناك العديد من المؤسسات التي تدعم الرسم على الجدار، وتقوم بارسال المتطوعين من كافة انحاء العالم للمشاركة بالرسم عليه، شخصيا اقدر هذا التوجه والنزعة الإنسانية للتضامن مع القضية الفلسطينية، الا ان هذا النشاط هو نوع من التفريغ فقط وفعليا لا يغير من الحقائق القائمة في الواقع من شيء.

كما ان الاموال المنفقة على هذه العملية تذهب لشراء الاجريليك" نوع من الوان الرسم " بدلا من ذهابها لتجهيز عبوات المولوتوف، التي هي الافضل في مقاومة الفصل العنصري.

ان هناك ظاهرة مزعجة الى حد كبير، وهذه المسالة المزعجة تكمن في ان الرسم على جدار الفصل العنصري يبقى هنا في فلسطين ويكاد لا يراه احد غير الفلسطينين واحيانا جنود نظام الابارتهايد الصهيوني وبعض الصحافيين والمتضامنين العالميين، على الرغم من ان الرسوم تكون جميلة جدا ومعبرة الا ان موضعها ليس هنا، فالفلسطيني يعرف انه امام جدار فصل عنصري، ان موضعها الحقيقي هو هناك في اونتاريو وعلى جدران ميشيغن ويكون من الافضل والمتتع جدا ان انتقلت لجدران البيت الابيض لتقول للمخلوقات التي تلبس الزي الرسمي هناك هذا ما فعلته سياستكم انتم وحلفائكم بالشعب الفلسطيني، هذا هو سلامكم وهذا هو" كامب ديفدكم ".
ويبقى السؤال الاكبر هل انتهت طرق الاحتجاج ؟

في ظل الغياب والصمت الذي يخيم على واقع الفلسطينيين، يبرز سؤال مهم وكبير جدا، ربما تستعصي الاجابة عنه في مقال او في انتفاضة، اذ ان المسالة الجدلية تبقى حول كيفية ومعنى النضال !. وخاصة ان اباء الكفاح المسلح قد القوا الحديد والنار وأهدوا الصهيونية باقة ورود من اتفاقية اوسلو حتى مؤتمر هرتسليا مؤخرا.

لكن هل من الصحيح فعلا ان الفلسطينين يفتقرون للوسائل النضالية الكفيلة بارجاع حقوقهم او السعي لذلك؟ هل انه فعلا لم يتبقى لهم سوى الخربشة على الجدار لمقاومته؟ ماذا عن حملة مقاطعة الابارتهايد الاسرائيلي وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات؟ ماذا عن المقاطعة الأكاديمية والثقافية لنظام الابارتهايد ومقاطعة المنتجات؟ وماذا عن البندقية، هذا الخيار الآقدس؟لماذا لا يتم حراك جماهيري وحشد للجماهير باتجاه دعم هذه الحملات المناضلة.

يبقى السؤال الاكبر والاهم من كل معارضتنا او اتفاقنا مع الرسم على جدار الابارتهايد هو هل ان الحال كما هو في الطرف الاخر من الجدار "الطرف الذي يطل على باقي فلسطين التاريخية وصولا للبحر الابيض المتوسط !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم


.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24




.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو