الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فضائح ويكليكس وكلينكس -الغيطانى-

هويدا صالح

2010 / 12 / 26
الادب والفن




ما بين فضائح " الويكليكس " .. وكلينكس الغيطاني

هويدا صالح
" إن عصر تولي فاروق حسني للثقافة لا يقل خطرا على مصر من نكسة 1967" تلك كانت كلمات الكاتب الكبير جمال الغيطاني وهو بقارن بين مجيء فاروق حسني لوزارة الثقافة وبين نكسة 67 ، حيث انتكست الأوضاع الثقافية بمصر منذ توليه ، الأمر الذي – بحسب الغيطاني- أتاح الفرصة للتيارات الظلامية لتنتشر بالشوارع. وهكذا رأى الكاتب الكبير أن صرح وزارة الثقافة أصبح يمثل وسيلة للربح ، بل وتمنى الغيطاني ألا يكون لدينا وزارة للثقافة من الأساس.. هذه المقارنة عقدها الكاتب الكبير جمال الغيطاني حين بدأ معركته الشرسة مع وزير الثقافة في نهايات القرن الماضي ، على صفحات جريدته المتخصصة " أخبار الأدب " . منذ ما يزيد عن ثلاثة عشر عاما قضاها جمال الغيطاني في حرب مستعرة من خلال عموده الأسبوعي " نقطة عبور " ومن خلال التحقيقات الصحفية التي يحررها صحفيو أخبار الأدب ، ويكشفون من خلالها فساد وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للآثار ، يكشفون المسكوت عنه ، ويؤلبون النخبة المثقفة التي هي القارئ الافتراضي لجريدة متخصصة ،قارؤها نخبوي متخصص .
وقد كان الوسط الثقافي يعرف بعلاقة الصداقة التي كانت تجمع الوزير الفنان ـ بحسب وصف الغيطاني له ـ وبين الكاتب الكبير ، ولكن لا أحد يعرف على وجه الدقة سبب تلك الحرب التي استمرت منذ نهاية فترة التسيعنيات وحتى بداية ترشح الوزير لرئاسة اليونسكو في عام 2009 . حتى الوزير نفسه لم يكن يعرف حسبما صرّح لمهدي مصطفى ومحمد جبوشة في 2007 ، في حوار خاص جاء فيه : " ذكرت ضمن اصدقائك جمال الغيطاني من قبل الوزاره لماذا كانت المعركه الدائمه بينكما بعد ذلك؟
" لا تسالني انا‏,‏ بل اسأله هو‏,‏ فليس لدي معلومات‏,‏ وأنا لم أبدأ أي معركة معه أو مع غيره"‏.‏
‏‏ كان الغيطاني واحدا من الذين أطلقوا عليك الوزير الفنان في الصحافة المصرية ؟
" أريد أن أقول لك شيئا‏,‏ ليس لدي أي شيئ ضد أي أحد‏,‏ لأنني لست موظفا في وظيفة قطاع خاص‏,‏ أانا جئت لأحتل وظيفة خدمية قومية ‏,‏ لكل المجتمع المصري‏,‏ للذين معي والذين ضدي‏,‏ وبالمناسبة ، أنا غير مستنكف لما يقوم به الغيطاني إطلاقا‏,‏ وأرجو أن تصدقني أن ذلك جزء من اللعبة الثقافية ‏,‏ لأن الأمر كان سيصبح ثقيلا لو أن كل شيئ صار جميلا وغير ناقص‏,‏ وفي النهاية هو له رأي ونحن لنا رأي‏"
إذن المعركة الضارية التي شنها الكاتب الكبير ضد الوزير الفنان كانت لعبة ، أو جزء من اللعبة ، لم تكن قضية قومية يدافع فيها الكاتب الكبير وتلاميذه عن آثار البلد ، أو ثقافتها ، أو مالها العام الذي يتم إهداره بوجوه متعددة ، بل كان لعبة لتحريك المشهد الثقافي ، بالطبع لم يهم أحد من أطراف اللعبة البسطاء والساذجين أمثالنا والذين يغضبون لهذا الوطن . لم يهمهم أن نشعر بالإحباط والقرف لأن على رأس وزارتنا فاسد وإدارته فاسدة ، كما دأب الغيطاني على أن يؤكد لقرائه . لم يهم أحد أن تُستغل جريدة قومية ينفق عليها من أموال الدولة المصرية في لعبة أو حتى عداوة شخصية من صديق انقلب إلى عدو لكاتب وصحفي كبير .
ولم يكتف الغيطاني في معركته بصفحات جريدة " أخبار الأدب " بل أصدر كتابا بعنوان «حكايات المؤسسة»، على شكل هجاء طويل لشخصيات وأحداث وقعت في المؤسسة الصحافية التي يعمل فيها. كما طالت معركته مع وزير الثقافة فاروق حسني ، حتى أن أعداء الغيطاني وقتها رأوا أن كل ذلك " معركة شخصية" . فهل الفساد في المؤسسة أم في الشخص الذي يديرها؟ يجيب: " في مصر المؤسسة هي الشخص الذى يديرها. أغلب مؤسسات مصر تخضع للشخصنة، وهي فكرة مملوكية أساساً" .

انتهت المعركة/اللعبة بينهما وتم الصلح دون أن نعرف أيضا لماذا تمّ الصلح ، وهل تمام الصلح بين الرجلين معناه أن الحال انصلح في وزارة الثقافة ، ولم يعد فيها فساد يؤرق الكاتب الكبير ، ولم تعد أموال العامة يضيعها الوزير وموظفوه ؟
هل تمام الصلح الذي لا نعرف سببه جعل الكاتب الكبير يغض الطرف عن كل مشاكل وزارة الثقافة ؟ ويجعله يصرح لموقع اليوم السابع في يوم 3 ديسمبر 2010 بأن ما ورد في موقع "ويكليكس" الالكتروني والذي جاء فيه أن السفيرة الأمريكية بالقاهرة مارجريت سكوبي أرسلت خطابا للخارجية الأمريكية تطالبها بالوقوف ضد فوز فاروق حسني المرشح المصري في انتخابات اليونسكو. جعله يرى أن " الوثيقة ، أثبتت وطنية الوزير وموقفه المشرف وجاءت بمثابة شهادة إيجابية فى حقه. وأكد الغيطانى، أن الوثيقة لم تمثل مفاجأة بالنسبة له خاصة وأنه كان يعلم بأمر رسالة سكوبى لكيلنتون منذ أن أرسلتها، مشيرا إلى أن هذه الوثيقة أكدت أنه حيل بين حسنى وبين هذا المنصب قصدا، وأن هناك ضغوطا كثيرة مورست عليه من أجل إقصائه من هذا المنصب "
وهنا يتبادر لذهن العارفين ببواطن الأمور ، الخبثاء أمثالي وأمثال القارئ المتعود على فكر المؤامرة ، وأن لا شئ يتم في مصر من قبيل المصادفة ، يتبادر سؤال جوهري من أين علمت يا كاتبنا الكبير بأمر الوثيقة ، وثيقة سكوبي لكلنتون منذ أرسلتها ؟! سأكتفي بعلامة استفهام كبيرة ، وعلامة تعجب أكبر ، فحتما أنت رجل فوق الشبهات برأينا المتواضع ، وصدمة كبيرة لنا أن نفهم أن لك علاقة بسكوبي أو بالمخابرات الأمريكية أو السفارة الأمريكية في القاهرة يجعلك تعرف بأمر الوثيقة حال صدورها . ستكون كارثة الكوارث لو صدقنا نحن البسطاء أن رموزنا المدافعين عن الوطنية والقومية والعروبة لهم علاقة بالأمريكان أيا كانت شكل العلاقة .
أنا واحدة من حوارييك يا عم جمال ، وتربت ذائقتي الثقافية والإبداعية على أدبك . وثقت في كل القضايا التي تثيرها في " نقطة عبور " ، وشعرت بالغضب حين كنت تفجر القضايا التي تدين وزير الثقافة وموظفيه ، وتندد بآثار مصر التي يضيعها الوزير الفنان . غضبت معك ولعنت الفساد طوال ما يقارب العقد والنصف ،وبكيت على شهداء مسرح بني سويف من المثقفين والمسرحيين ، وحزنت لضياع وحريق المسافر خانة ، وصدقت تماما أنك تريد خير هذا الوطن وتسعى للكشف عن الفساد وتحاربه . والآن بعد كل هذا التصديق وهذه المعارك من حقي أن أحاسبك
لماذا شننت هذه الحرب إذا كان الوزير نزيها وبريئا برأيك ؟ أذكر أنك شككت في وطنية الوزير قبل عقد الصلح المشبوه معه ، ونفيت عنه أحقية وجدارة أن يترشح لليونسكو ، هل أذكرك بتصريحك لموقع إسلام أون لاين في 31 مارس 2009 ؟ لقد قلت " فاروق حسني ظل لسنوات يعلن أنه ضد التطبيع ، ثم نفاجأ بحديث طويل لصحيفة إسرائلية ، ولكن إذا لم يكن هذا تطبيعا كاملا فماذا يكون التطبيع إذن ، وأضفت ـ بحسب إسلام أون لاين ـ أن حلم اليونسكو يتطلب شروطا أكبر كثيرا من إرضاء إسرائيل أهمها أن يكون المرشح صاحب نشاط في مجالات التربية والتعليم والثقافة ، ومجال إحلال السلام " وهذه الصفات نفيتها عن الوزير الفنان .
والآن بعد توريط القارئ في معاركك الخاصة ، وتصديق كل فضائح الوزير ،سواء كانت حقيقية أو مبالغ فيها أو حتى مفبركة لمدة سنوات كما أشرت أليس من حقنا أن نتساءل أيها الكاتب الكبير هل فعلا مجرد سطر أو سطرين في وثائق الفضائح الأشهر ( ويكليكس ) تحول موقفك تماما ، وأصبحت تؤمن ببراءة الوزير ؟! وأين كل الفساد السابق الذي نبشت فيه وفاحت رائحته تزكم الأنوف وتملأ القلوب غضبا على وزارة فاسدة بحسب وصفك لها ؟!.
هل بضع كلمات في وثيقة " ويكليكس " تجعلك تمسك بمنديل كلينكس وتمسح كل اتهاماتك، وتنكر كل الفساد الذي نددت به لعشر سنوات ونيف ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - فقرة غنائية بمناسبة شم النسيم مع الفنانة ياسمي


.. كلمة أخيرة - بعد تألقه في مسلسلي كامل العدد وفراولة.. لقاء




.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل