الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حبيبات مطر .. ونمت امنة ....قصتان قصيرتان

منال حمد النيل

2004 / 9 / 25
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


قصة قصيرة ....نمت آمنة ............
امتطيت جلدك من ركامي...

تخبأت به لائذه...
تعمد حمايتي واحتوائي...
وقبل ان تغشوني الافاقه من صقعه دهشتي....
رأيت الليل يتفتت بانقشاع الضوء...
وشهدت صقيعيه دروبي تذوي ثم تذوب....ثم تتلاشي...
اتحول الي غاز خفيف يهوم في سماء العشق....
تأنف روحي ان تجتنس الا وروحك....
حين توحدنا....تدفأ كل العراه....اطمأن الفقير....
لم ينم طفل (القوي)....وكان ان كف الارهابيون عن ممارسه التفجير...
وكما امتطيت جلدك امس...امتطيت ملابسك...بنطالك البني...وتي شيرتك البيج...
رأيتني فيك ورأيتك في ...
لم يتبقي سوي ان ارتدي احد جواربك لاصبح انت...
حين طللت بالمرآة اصفف شعري قبل النوم ...لم اري سيوي وجهك انت...
كم دفأني ان التصق بك كل هذا الالتصاق...
ونمت آمنه ...فقد نمت بجلدك...
16يناير 2004
الرياض


-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


قصة قصيره.................حبيبات مطر...............

اليله شتائيه ممطره....
اراقب حبيبات المطر المتكوره علي زجاج نافذه السياره وهي تنزلق بسرعه ...في طريقها الي اسفل النافذه...ثم تقف فجأه بطريقه لا تتناسب وايا سرعتها الاولي...وكأنها تتردد في الانزلاق منتحره ...لتمتصها الحافه السوداء...
غرقت في افكاري...وغفوت يقظة احلم بها...ابتسم لذكري ما فعلته هذا الصباح....حين وقفت امام المرآة عارية الا من امتلائي بك...اتفقد نعومتي والتفافاتي-كما لم افعل قط- وكأني اخشي ان تكون البلاده والتجمد التان تحيطان بي ههنا قد التهمتا منهما شيئا...وهرعت اتغطي -قبل ان اتأكد-حين التقت عيناي بعينيك...فقد كانت صورتك قبالتي بالتسريحه...فأدرتها علي ظهرها....
هل تغار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟......
فأنا اعيش وايا صورتك حياه كامله وقصة مكتمله...احادثك واناجيك واحاورك....انيمك واوقظك....امازحك واضاحكك...ويصيبني الحياء حين اكتشف وانتبه الي اني افعل شيئا يجب الا افعله بحضرتك....وكأن صورتك انت..
بل هى عندى انت ..
وانت ؟..
تسكن خلايا العصب المتوتر ... المملؤ بك ..يقيمك نبض قلبى رجلى الاوحد .. الذى اختزل كل الرجال ..
وانا افكر فيما يحدث معى فى ساعات صدقى واسترخائى ...فى لحظات تشبه السقوط من قاع الغفو الى سطح الاغماء ..اكتشف انه يصعب على تفريق بعض عن بعض ..الحقائق والاحلام .. واتوه فيما بينهما ..واحايين اخرى يبدو لى ان الامر كل الامر اضغاث احلام تتلاشى فى رحاب كونى واسع ..اعجز فيه عن لملمة خيوط الواقع والخيال معا ..عجزى عن ادراك ماهية ذلك الرحاب المخيف الممتع معا ..فاكتفى بأن اعيشه فقط دون ارتعاب من فكرة الخوف او خوف من انتهاء اللذة ..
ولا اكاد اسعد باعادتك لى الحياة ..حتى اتناقض واقر ان حبى لك هو الجحيم عينه ..
وانت ..
انت الرجل الذى يترك فى فمى طعمين : هزيمة ونصر ..ويحى فى كل ضعفى .. يوقظ فى امرأة غجرية.. تقدم من ادغال ذات طقوس استوائية ..امرأة لم اعهدها فى قبلا .. او بالاحرى ما افرجت عنها قط كما تحرضها انت الان فتية ويانعه ..تملى على نضج حاجاتها .. امرأة تترنح زهوا .. يعج فى اعطافها , جنون قبيلة من النساء ..
اراقب حبيبات المطر المتكورة على زجاج نافذة السيارة , المتردد فى الانتحار عند الحافة السوداء ..واخرج من تأملاتى على صوت مكتوم جراء كبح الاطارات ..وكأنه يذكرنى بضرورة ممارسة لهواية كبح مشاعرى ..
لكننى لن افعل ....وساغدق بك على ..
تسلل الى خياشمى عطرى الهادىء .. يعزز احاسيسى بك ..يضوع فى انحاء ذاكرتى المشحونه بنبرات صوتك الدافىء ..صوتا ينضح بالوعد . يحدث عن رجل ناضج وعميق .
آه, كم انتظرتك وانتظرتك .. حتى ظننت انك لن تأتى ابدا
ايا رجلا يسرقنى مفتحه العينين .. كيف انك تخرجنى من رطوبة شرنقتى .. صمت تقوقعى ..تسحبنى , حتى وانت لست معى ..فى حوار متسق متصل حلو لذيذ ..يسكنك روحى وقلبى وعقلى قبل ان تباركك كل مسامى وخلاياى وصولا لبقيتى ....
ايقظنى للمرة الثانية صوت زميلتى تؤكد لى انا قد وصلنا ..القيت نظرة اخيرة على حبيبات المطر المتكورة على زجاج نافذة السيارة والمترددة فى الانتحار على الحافة السوداء ..وكأننى ارتبطت بها لامتزاجها بافكارى ..
ترجلت ..ورغم انى ارتدى فستانا انثويا بسيطا , معرى الصدر , والجو بارد نسبيا , الا اننى , تمنيت ان تلامس زخات المطر , جسدى .. عله يخفف من زخم مشاعرى ويغسل غربتى ووحشتى ........
كان الفستان رماديا تمنيته اللون الرمادى الاخير , الذى يفصل بين اسوداد ايامى وابيضاض قوادمها ...
ولجنا قاعة الحفل ..
اطفال ونساء ونساء ..من كل حدب وصوب .. رقعة مسطرة من جحيم العالم , ولارتباط المطر فى مخيلتى بالطين ,وطئت لارى حذائى , الا انه لا يزال نظيفا ولا معا ..ورغم انه يؤلمنى قليلا الا اننى لن اخلعه ..فانا لا ارغب فى افساد اناقتى وكاننى فعلا , على موعد للقاء بك ..فقد اوحيت لنفسى حين صحوت ممتلئة بك ان اتزين باحساس اننى سالتقيك ..
وسرعان ما فصلت عن محيطى وعدت الى عالمى مرة اخرى .. سالنى الصغير .. ابتسمت له دون ان اعى ما يقول .. كم كان رائع الطفولة , عفوى الضحكات , صادق الاستجابة . فى انبهاره بكل سحر العالم , وتساؤلاته التى لا نهاية لها ..
وانت ؟!..
انت .. طفلى الاروع ..
طفلى الرجل ...
الذى يعيد الى الدماء ويشعل ساحاتى املا ووعدا , غنى الاخضرار ..
وهؤلاء النسوة !!!!.....
تجولت فى وجوههن المغضونه , ورغم الجهد المبذول فقد انهكها التعب والسهر , والكف عن طلب الحياة ..فضلا عن الاستسلام لحاجة كنز المال دونا عن حاجات البشر الاخرى ..
كم اشعر انى اتفوق الان عليهن بعشقى لك ..الا يكفينى البريق الذى اهديته عينى ؟!..
ما يزال المطر يهطل مكونا تلك الحبيبات المترددة فى الانزلاق , منتحرة عند الحافة السوداء ..واشعر بشوق دافق لان الامس تلك الحبيبات كطفلة .. تنتابنى احاسيس شتى , اوضحها حلمى بك , وافتقادى لك ..
علمت دوما انى امتلك ينابيع مشاعر .. عاطفة دافقة .. اختزنتها لرجل احتل روحى منذ ملايين السنين .. يفترسنى بحب التهامى النزعه ..نازى النزعه , جعل رضاى وانسجامى مستحيلا .. كلما اطل فى الافق طارح غرام ..
فرغم عدم وضوح معالمه وملامحه داخلى , الا اننى شعرت به دوما , كلما اقتربت من شفافيتى ورهافتى ..واتوغل انا بعدا , كلما ولجت عتمة حزنى ومادية تفاصيلى ..الا انه كان دوما هناك ..يرقبنى , ويسكننى ..رجل لم التقيه قط ..ولم انتظر هبوطه هكذا على حين غرة , ودون سابق انذار ..
عدت ممتلئة , يفترسنى شوقى لك , يزحف الى كل عصبى , يعمنى كلى ..
وشرعت منومة -- دون ان تسؤنى الفكرة -- ارتدى لك اجمل ما رايت انه يروقك من قطع رقيقة ..
كم اجدك فى كل شىء فى , دمى . نبضى . انفاسى .. كل , كل خلاياى ..
هل اننى واضحة اكثر مما يجب ؟!.. هل اننى لا اخفى مشاعرى نحوك , ذات الصبغة الجنونية ؟!.. هل يمكن ان يخضع وضعى لمقاييس الخفة والثقل على طريقة جدتى؟؟ .. هل يمكن ان تحتمل اعصابى المزيد من المواربة ؟ هل استطيع ان اراوغك , وفقا لقوانين لعبة الصائد والفريسة ؟ لعبة الرجل والمراة التاريخية !!!...لا .........
اشعر اننى لا استطيع الا ان اعيش كل احساسى بك , كمعركة احتاج فيها كل صدقى , لاهزم واقعا ,هشا . محاطا بالفراغ . واقعا استمد صلفه من الخرس والسكون . من البله والتجمد . واقعا حاربته دوما , بقدرتى على التعرى امام نفسى . بقدرتى على الانسلاخ من كل الكاذيب . وفوق ذا وذا , احاربه الان . بالقدرة على الحب , رغم كل الاطواد .. وتلك ارادتى .. ان التقيك . ان اكون معك . بك . ولك .. احبك ..
ايا رجلا , يشاركنى ربيعية احلامى , قل لى انك لن ترهق تبريرى وانك الوحيد الذى يفهمنى , فى عالم ينتهج البربرية ..
اشعر اننى , بحاجة لان انغمس فيك حتى اذنى . عل عاطفتى تطفىء عقلى قليلا ..وعل حلمى يختزل الشجون . وعل واقعى , يعتزل الشحوب , فيمسى قزحيا يشسع بالوان خرافية ..
اشعر اننى احتاجك ..
احتاج ان اغوص فى دهاليز مدنك .. ان اتوغل فى استوائية طقسك , المشبع باريج هواء بلادى .. احتاج ان اشبع بك , شوقى لكل تفاصيلى هناك ...
يا رجلا ينضو عنى , اريحية السكون يبعث فى الحياة .. يثير تمردى فى اجواء الفجيعه ..
ساصبح بك هتلر , وموسولينى , ستالين ..ساصبح بك الفاشية والنازية ,, التتار والمغول .. وساتوحش بك ضد كل مؤلم ..
وساقتل بك الفجيعه ..
فهل تطفىء توقد حزنى ؟؟ هل تسكت ازيز عقلى ؟ هل تملا فراغ روحى ؟ ..
ساصبح بك ارشميدس . سأطفو فى بحار كل ما يزعجنى .. ولن اغرق ..لن اغرق الا فى بحارك انت ..
فهل تمهد وعورة جبالى .. ووهاد تضاريسى ؟؟.. هل تاخذنى من نفسى , من غدى من امسى؟؟ وتغيب بى فى غياهب بعيدة ؟؟ ..
ها قد فعلت ..
ولا ادرى لم تطوف بذاكرتى صورة حبيبات المطر المتكورة على زجاج نافذة السيارة والمعتزمة الانتحار فى اقدام .. دونا عن صورة تلك المترددة ..
الانتحار حبا
الرياض يناير 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتياح رفح.. هل هي عملية محدودة؟


.. اعتراض القبة الحديدية صواريخ فوق سديروت بغلاف غزة




.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه