الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكومونة والسوفييتات -12: ماركس والثورة الروسية

أنور نجم الدين

2010 / 12 / 26
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


إن الانبعاث الاجتماعي في روسيا في القرن التاسع عشر، وبناء السكك الحديدية، وتطور المؤسسات الصناعية، والحماية الجمركية للصناعة الوطنية، جعل من المدن الروسية مدنًا صناعية بالمعنى الرأسمالي للكلمة.
تلك كانت الأسباب التاريخية التي يمكن من خلالها انطلاق ثورة بروليتارية في روسيا في ظرف تاريخي معين، تؤدي في الوقت نفسه إلى نشوب ثورة بروليتارية في الغرب. فوجَّه الشيوعيون في القرن التاسع عشر أنظارهم إلى روسيا، وبدؤوا يسألون كما يسأل ماركس:

"أبوسع الملكية الفلاحية عند الفلاحين الروس -التي هي شكل متفكك جدا من ملكية الأرض المشاعية البدائية- أن تنتقل بصورة مباشرة إلى شكل أعلى، شيوعي لتملك الأرض، أم ينبغي أن تتبع في بادئ الأمر طريق الانحلال الذي عاناه التطور التاريخي في الغرب؟
إن الجواب الوحيد الذي يمكن إعطاؤه على هذا السؤال في الوقت الحاضر هو: إذا أدت الثورة الروسية إلى نشوب ثورة بروليتارية في الغرب، وكانت الثورتان إحداهما تتمم الأخرى، فإن ملكية الأرض المشاعية الحالية في روسيا يمكن أن يكون نقطة انطلاق لتطور شيوعي" (البيان الشيوعي، ص 12).

لا بد من أن التطور الاجتماعي في روسيا في القرن التاسع عشر وصل إلى حد بحيث إن ماركس مثل أحد مراقبيه استنتج أن تطور القوى الإنتاجية الاجتماعية بلغ حدًّا يمكن أن يصبح أساسًا لثورة اجتماعية تؤهل ظرفًا تاريخيًا لانتقال مشاعاتها إلى الشيوعية مباشرة.

وماذا نستنتج من ذلك؟

أولا: كان ماركس ينتظر ثورة بروليتارية في روسيا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بينما لينين يعرف الثورة البروليتارية الروسية في عام 1905م، أي في القرن العشرين بثورة برجوازية، وحتى في عام 1917م، أي أثناء الثورة السوفييتية الثانية في روسيا، كان لا يزال يتحدث لينين عن مهمات برجوازية غير مكتملة.

ثانيًا: إذا ما باءت الثورة الروسية ومعها الثورة الأوروبية بالفشل، فسينتقل على العكس المشاعات الروسية، وبعدها بالتأكيد المشاعات الهندية، والاسترالية إلى الرأسمالية. وبالفعل انتقلت هذه المشاعات كلها إلى عالم الحضارة الحديثة، العالم الذي يستعيض عن العلاقات البشرية الموجودة في هذه المشاعات بذرات متخاصمة. وإذا كنتم لا تصدقوننا فانظروا إلى ما خلفته البلاشفة وراءها بعد 70 سنة مما يسمى بـ (الاشتراكية العلمية).

ثالثًا: للمرة الثانية انطلقت ثورة بروليتارية في روسيا في شباط عام 1917م، وأدت هذه الثورة بالفعل إلى نشورب ثورة بروليتارية في الكثير من الدول الأوروبية -النمسا، هنغاريا، ألمانيا، إيطاليا- ابتداءً من عام 1918م، ودامت الثورة إلى عام 1923م، لذلك فاطلق اسم (ثورة 1917 - 1923) على هذه الثورة التي كانت بالفعل ثورة أممية تتمتع بتضامن أممي بين البروليتاريا العالمية، فصاحبت هذه الثورة حركات واسعة في الشرق أيضًا -الصين، الهند، ايران، تركيا- الثورة التي قامت بإغناء دروس الكومونة في طبيعتها الأممية بالذات، أي قامت بتكميل ما لم يكن بإمكان الكومونة تجاوزها من النواقص والأخطاء في حينه نظرًا لعدم النضج التام لعناصر الثورة، لذلك أصبحت الثورة الكومونية في روسيا والغرب خطيرة للغاية بالنسبة للرأسمالية العالمية، فأصبح آنذاك أمر القضاء عليها مهمةً عاجلة بالنسبة للبرجوازية العالمية، فتعرضت الثورة لهجمات الثورة المضادة بمختلف الأشكال، وأهم ما في الأمر هو تحريض البروليتاريا نحو إعادة الحياة للدولة المهدومة أمام الحرب العالمية وثم الثورة السوفييتية، ومحاولة نسيان الكومونة كهدف للثورة البروليتارية، وتعريف الكومونة بـ (جنون فَوْضَوِيّ)، فكأن الكومونة جريمة ارتكبتها البروليتاريا الفرنسية، أما السماء فقامت بإرسال عظماء أمثال لينين وتروتسكي وستالين بمستطاعهم تصحيح مسار التاريخ، وما هذا التصحيح؟ إنه العودة إلى إحضان سلطة الدولة، فالدولة هي الأب، لا يمكن منازعتها.

وهكذا، فبدلا من انتقال المشاعات الروسية بصورة مباشرة إلى شكل أعلى، شيوعي لتملك الأرض، اتخذت هذه المشاعات طريقًا آخر، طريق البلشفيين، طريق الرأسمالية، فساهمت البلاشفة بالاتفاق مع الدول التي انطلقت فيها الثورة تحديدًا، بإعادة البروليتاريا بسلامة إلى أحضان البرجوازية ودولتها من خلال سحق الثورة داخليًّا والبدء بالاتفاقات السرية ابتداء من صلح بريست ليتوفسك عام 1918 وانتهاء بانشاء العلاقات مع الدول في الشرق.
ولكن الدور المميز للبلاشفة ليس هو سحق الثورة الروسية والمساهمة في سحق الثورة الأممية فحسب، بل وتلويث البيئة البروليتارية بمفاهيم جديدة عن الثورة البروليتارية ومهماتها أيضًا، فالثورة ثم الملكية الجماعية للمجتمع في قاموس البلاشفة مثلا تعني جعل الوسائل الإنتاجية ملكية الدولة، أي رأسمالية الدولة، فالدولة هو الأب الأكبر، والعمال جميعًا هم أُجَرَاؤُها، وهذه هي اشتراكية البلاشفة -اشتراكية الدولة البرجوازية، الدولة التي ساهمت أكثر من غيرها في التخلص من الشروط الثورية التي خلقت فرصة تاريخية أمام المشاعات الروسية للانتقال المباشر إلى التملك الشيوعي للأرض، فالخدعة البلشفية تبدأ من:

أولا: نشر الأوهام بخصوص طبيعة الثورات البروليتارية الروسية في القرن العشرين بوصفها ثورة برجوازية، تستهدف إلغاء العلاقات التي تسبق الرأسمالية لا الرأسمالية ذاتها.

ثانيًا: نشر الأوهام بين العمال في العالم بحجة وهم (الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية)، فما تسمى الإمبريالية طرحت على بساط البحث مسألة جديدة في التاريخ ألا وهو (الأمم الظالمة والأمم المظلومة) حسب البلاشفة، فالشعار الأممي الجديد للبروليتاريا يجب أن يكون: (يا عمال العالم، وأيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا!).

هكذا بدأت رحلة جديدة للثورة البروليتارية، فالثورة الآن تستهدف إنقاذ (الأمم المظلومة) من (الأمم الظالمة)، أي البرجوازية الوطنية حديثة التطور من البرجوازية الاحتكارية، حسب لينين، فبدأ البلاشفة الآن بتشويه الشيوعية وهدفها فقرة فقرة، وأضاف إلى قاموسهم السياسي مسألة جديدة وهي (حق تقرير المصير) وبوصفها أممية بروليتارية.

وهكذا فتح البلاشفة في النهاية مدرسة اشتراكية جديدة موادُّها تتألف من أفكار العظماء لا تاريخ الثورات البروليتارية، وفي هذه المدرسة لا نجد سوى محاربة ثورة الكومونة فقرةً ففقرةً، فكل ما يناقض أهداف ثورة الكومونة ينشرها البلاشفة باسم الشيوعية والبروليتاريا. فأصبحت الاشتراكية ملكية الدولة -رأسمالية الدولة- كما أصبحت الأممية هي الدفاع عن الأمم المظلومة، ففي مدرسة البلاشفة نجد (حق تقرير المصير) بوصفه فكرة شيوعية أممية، وعلى البروليتاريا تطبيقها بعد انتصارها.

هكذا قام البلاشفة بتشويه منهج ثورة البروليتاريا، منهج الكومونة، فأصبحت الدولة السوفييتية منبرًا مزيفًا للبروليتاريا العالمية، في الغرب كالشرق، وأخذت مسألة الأمم بدل الثورة الشيوعية مركز الصدارة في المنهج السياسي للدولة السوفييتية، وبعد استيلائهم على السلطة يطرح لينين أسئلةً لا علاقة لها ألبتة بالبروليتاريا، ومنهجها التاريخي، ومهام ثورتها بعيدًا أم قريبًا:

"ما هو الأمر الأهم في موضوعاتنا؟ ما فكرتها الأساسية؟ إنها الفرق بين الأمم الظالمة والأمم المظلومة" (لينين، استيقاظ آسيا، ص 55).

وهكذا، بدأ البلاشفة بتسميم بيئة البروليتاريا بأفكار والعزة القومية لصالح البرجوازية حديثة التطور في الدول المتخلفة -البرجوازية الوطنية، فقام البلاشفة بالاستعاضة عن الأممية البروليتارية بالأممية البرجوازية، فكأن الأممية البروليتارية تعني الدفاع عن الأمم المظلومة لا التضامن بين البروليتاريا العالمية.

حق تقرير المصير أممية برجوازية:

أن مفهوم (حق تقرير المصير) يُنسب تاريخيًّا إلى الرئيس الثامن للولايات المتحدة الأمريكية (توماس وودرو ويلسون) بالفترة التاريخية من رئاسته 1913 - 1921. أما كمبدأ مقرر دوليًّا فيعود تاريخ (حق تقرير المصير) إلى اتفاقية فرساي بعد الحرب العالمية الأولى. وإن هذا الحق حق برجوازي بالمعنى التاريخي للكلمة -حق من حقوق الأمم المتحدة- ولا علاقة لها إطلاقًا بالشيوعية، وما حاول البلاشفة ليس سوى تشويه معنى الأممية البروليتارية، فالأهم في الفكرة البلشفية، -حسب لينين- هو الفرق بين الأمم الظالمة والأمم المظلومة بدل العلاقة بين العمل والرأسمال، لذلك فأصبح الهدف هو التحرر من الاستعمار بدل التحرر من نظام العمل المأجور، وكأن التحرر من الاستعمار -التحرر الوطني، طريق أقرب إلى الهدف.

السوفييت والتحرر الوطني المزعوم:

إن أول ما قام به البلاشفة في الشرق هو نشر أفكار مثلتها العدالة، والمساواة التي رافقت الثورات البرجوازية الأوروبية بدل مبادئ السوفييتات -التعاونيات الخاضعة للإدارة الذاتية، فالدولة السوفييتية نقلت تراثًا إلى الشرق تحاربه البروليتاريا في الغرب منذ ثورة عام 1848م.
وما قام البلاشفة بإضافته إلى المفضلة، هو ملكية الدولة - رأسمالية الدولة، وحق تقرير المصير، أي إقامة السيادة السياسية للبرجوازية الوطنية على تراب الوطن واحتكار ثرواته، وهذا ما كان يناسب التطور البرجوازي اللاحق في الشرق ومطامح برجوازيته الوطنية، فالشرق على العموم غدا من المناطق الهامة للمصالح الروسية في كل الميادين الاقتصادية والسياسية، ابتداءً من التبادل التجاري، وانتهاءً بالأغراض العسكرية، وأمن المناطق الحدودية، ثم ازدياد القوة التنافسية في السوق العالمية، فأصبحت أسواق الدول النامية سوقًا للمنتجات السوفييتية، وخاصة الأسحلة والمعدات العسكرية، فوصلت حصة البلدان المتخلفة في آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية مع الوقت إلى 80% من صادرات السوفييت، الأمر الذي صاحبه في الأخير انهيار السوفييت نفسه.
فكيف حدث الأمر هكذا؛ أي عكس ما قام لينين بادعائه؟

لا يمكن للتاريخ أن يتحرك باجتهادات السوفييت، أو بريطانيا، أو أمريكا إلى النهاية، فلقد تحررت سلسلة كاملة من الدول من الاستعمار في الدول النامية، ولكن لم ينتهِ الأمر في النهاية إلا بانهيار الإمبراطورية السوفييتية ذاتها، فعلى عكس ادعاءات لينين، أصبح الغرب أقوى، بينما انهار السوفييت نهائيًّا نتيجة لظهور منافسين جدد في السوق العالمية في المناطق التي تسيطر الإمبراطورية السوفييتية عليها بالذات، والاختلال في التوازن التجاري للسوفييت، فبدأ السوفييت مثلا بإدارة الفائض التجاري مع شركائهم الأوروبيين الآخرين في الثمانينيات من القرن الماضي، ونتيجة لذلك، فقد استخدم السوفييت الإيرادات السوفييتية من صادرات الوقود مثلا لسد القروض الناتجة من الاستيراد من الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، واستراليا (انظر: الاتحاد السوفييتي: أسطورة اشتراكية القرن العشرين! في الحوار المتمدن).
وبالإضافة إلى ذلك فقد واجه السوفييت في نفس الوقت المنافسين الجدد حتى بين زملائه في السوق العالمية، ففي إنتاج كلاشينكوف مثلا، جابه السوفييت الصين بوصفها منافسا عملاقا في السوق، ثم كوبا.

وهكذا، فالتحرر السياسي للدول يعني في الأخير انكماش الاقتصاد السوفييتي نفسه، وتغيير الخارطة السياسية للعالم، واتساع سيطرة رأس المال على العالم، ثم إطالة عمر الرأسمالية.
وإذا كنتم لا تصدقوننا فانظروا إلى ما خلفه البلاشفة من خارطة سياسية وراءهم في العالم، وإذا كان حقل تجاربنا هو التاريخ لا الأفكار، فنجد ببساطة أن البلاشفة لم يقدموا إلى البشرية سوى ما قدمت الرأسمالية العالمية إليها، فبدافع الحرب، والمجاعة، وتدمير الجيوش الرأسمالية كانت البرجوازية العالمية مهددة من قبل الثوار الكومونيين في العالم فيما بين 1917 - 1923. ولكن لم يقدم البلاشفة إلى هذه البرجوازية سوى حلول تسكينية لأمراض مجتمعهم باسم الشيوعية.
وإذا كنتم لا تصدقوننا فانظروا إلى العالم الرأسمالي الذي يوجد أمام أعيوننا، فهل يطابق شيئًا من عالم اليوم مع ما قام البلاشفة بادعائه في حينه؟ وإذا كان الجواب رهن المستقبل، فها هو المستقبل موجود أمامنا، ولكن دون مطابقته مع ادعاءات البلاشفة، فالملكية المشاعية الروسية، كالهندية والاسترالية، انتقلت إلى شكل آخر من الملكية، ألا وهي الملكية الرأسمالية للأرض، فساهم البلاشفة جديًّا في أن تتبع هذه الملكية طريق الانحلال الذي عاناه التطور التاريخي في الغرب، فالبلاشفة المتربعون على دست الحكم -حكم الأقلية على الأكثرية- أوجدوا نظامًا لم يشبه في دكتاتوريته سوى دكتاتورية الأنتلجنسيا والفلاحين، دكتاتورية هؤلاء الذين ساهموا جديًّا في مؤامرة ضد ثورة الكومونة من خلال تحويل مسار الثورة، الثورة التي لا تستهدف سوى تحويل أسلوب الإنتاج الرأسمالي إلى أسلوب الإنتاج والتوزيع الشيوعي، فأدت الثورة الروسية بالفعل إلى نشوب ثورة لا في الغرب فحسب، بل في الشرق أيضًا، وفي قوتها خلقت ثورة مضادة حاربت الثورة الكومونية في العالم بكل قواها الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية، والفكرية. ونظرًا لعدم تكامل الشروط التاريخية للكومونة في المستوى الأممي، فقد انتهت الفاجعة الختامية بانتصار دكتاتورية الأنتلجنسيا على الثورة السوفييتية، دكتاتورية لا مثيل لها في التاريخ.
ونحن لسنا من مكتشفي الحقائق التاريخية بخصوص هذه الدكتاتورية، فقبلنا بزمن طويل، وأثناء حكم لينين، عبَّر العمال عن آرائهم حول دكتاتورية البلاشفيين على الشكل التالي:

"ستصبح سوفييتاتكم مع الوقت عضوًا تنفيذيًّا نقيًّا لإرادة الحكومة المركزية، وسوف نشاهد تشييد سياسة دكتاتورية وجهاز دولة، والتي تقود كل شيء من الأعلى، وتبدأ في القريب العاجل بتحطيم كل شيء بقبضتها الحديدية، فالويل لكل ما لا يتفق مع السلطة المركزية"، "كل السلطة للسوفييتات تتحول عمليًّا إلى كل السلطة لقادات الحزب" (فولين 1882 - 1945).

هذا هو تعريف الناس للدولة السوفييتية في عهد لينين، ولقد تحققت هذه الدكتاتورية منذ الأيام الأولى لسيطرة البلاشفة على سلطة الدولة، وحول البلاشفة بالفعل "كل السلطة للسوفييتات" إلى "كل السلطة لقادات الحزب".

و الآن لننظر إلى الآداب الاشتراكية والشيوعية التي استلمناها من البلاشفة بصورة جاهزة، فلم يتوقف البلاشفة عند إعادة تصميم هندسة الملكية الجماعية بوصفها ملكية الدولة فحسب، بل وقاموا أيضًا بتصميم حركات بروليتارية في آسيا حسب مصالح الروس القومية الخاصة. فجعل البلاشفة من الحركات الوطنية والأبطال الوطنيين والقوميين حركات وأبطالا بروليتارية مُتَخَيَّلَة، فبفضل البلاشفة جاء صن يات صن، وغاندي، وجمال عبدالناصر، وعبد الكريم قاسم، وقازي محمد، ومصطفى البارزاني إلى مقدمة المسرح في تاريخ الشرق الحديث، فظهرت في الشرق "شيوعية وطنية" تنطلق من التحرر من الاستعمار بدل التحرر من العمل المأجور، فقدم الأبطال البروليتاريين المئات والألوف من الضحايا لأجل الدفع بالبرجوازية الوطنية إلى العرش، وإعطائهم السوط بأيديهم ليديروهم كيفما يشاؤون. أما حصة البروليتاريا من هذا العرش ومن الثروات الوطنية والقومية، لا تزيد عن لقمة عيشهم. وإذا كان من الصعب أن تصدقونا فانظروا إلى السيادة السياسية لساسة السياسيين في العراق بكردستانه، وإلى الفقر في الصين، والهند، ومصر بعد تحررهم من الاستعمار. فليس هؤلاء الفقراء -الذين لا يأخذون اليوم شيئًا من الثروات الوطنية غير لقمة العيش- سوى أحفاد البروليتاريين الذين ضحوا بكل شيء، بعوائلهم، وبحياتهم من أجل طرد الاستعماريين، وبأمل تغيير اقتصادي لصالح أولادهم في ظل (وطن حر)، ولكن لم يرث هؤلاء الفقراء من أجدادهم وآبائهم مما بعد التحرر الوطني والسيادة السياسية للبرجوازية الوطنية إلا الفقر.
Email: [email protected]

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا ادري كيف؟؟؟
احمد البغدادي ( 2010 / 12 / 26 - 12:45 )
الاعزاء جميعا ...تحية طيبة
لا اردي كيف ينكر كاتب هذا المقال على البلاشفة ما قدموه من ثورة بولتارية في غاية الروعة تجسدت بثورة اكتوربر الاشتراكيسة العظمى.
لا انكر انا ان هذه الثورة حرفت عن مسارها بعد وفاة لينين وتولي ستالين السلطة وتطبيقة نظريته -الاشتراكية في بلد واحد- هنا بالذات حرفت الثورة عن مسارها ولذلك حدث بدأ الخطأ بالتراكم حتى اثمر في النهاية عن انهيار التجربة الاشتراكية برمتها.
لو تتبعنا بوضوح الماركسية لوجدنا ان ماركس وانجلس تحدثوا عن ان الاشتراكية تبنى على انقاض الرأسمالية وهذا يعني ان روسيا لا تصلح ابدا لقيام الثورة في ذلك الوقت لانها ذات اقتصاد اقطاعي والبرجوازية غير مؤهله لقيام ثورة برجوازية ولا يمكن اقامة ثورة برجوازية بقيادة العمال، كل هذه المتناقضات جعلت الاشتراكيين في حالة ارباك واثرت في تشتته وتشققه، حل تروتسكي هذه المسألة بفكرة تصدير الثورة البوليتارية الروسية عالميا وجعلها محفز لبوليتاريا العالم الرأسمالي المتقدم لقامة الثورة هناك ، لكن ستالين حصار الثورة بحدود قومية ولم يسمح بتصديرها وهذا هو الخطأ.


2 - وجهة نظر وليس حقائق تاريخية
عيسى شتات ( 2010 / 12 / 26 - 14:35 )
للاسف الشديد هناك خلط واضح زعدم وضوح منهجي في تناول الكاتب للتاريخ وخاصة تاريخ الثورة الاممية التي رافقت نهاية الحرب العالمية الاولى الكاتب لا يتبع منهجا علميا في تحليل الاحداث التاريخية بل يذهب مذهبا انتقائيا ويظلم الثورة البروليستارية في المانيا وروسيا ويفسر عدوان الامبرالية على الثورة الاممية تفسيرا خاطئا مخالفا لكل الوقائع التاريخية اليتي درسناها خلاال القرن الماضي من مؤرخين سوفييت امثال لوتسكي ومن مؤرخين غربيين موضوعيين كل ما اورده الكاتب وجهة نظر شخصية وليس حقائق تارليخيةلاعلاقة له بالوقائع التاريخية المعروفة ويفسرها تفسيرا خاطئا ا


3 - الاستاذ احمد البغدادي
أنور نجم الدين ( 2010 / 12 / 26 - 16:52 )
لا يتحدث لينين عن ثورة السوفييتات البروليتارية عام 1905 إلا بوصفها ثورة برجوازية. أما بخصوص ثورة السوفييتات عام 1917 فيمثل البلشفيين في رسالتهم كلا من الرأسمالية والاشتراكية، حسب لينين. والسؤال هو: هل معقول أن يمثل حزب اشتراكي –اذا كان هو بالفعل اشتراكيا- ان يمثل الرأسمالية أيضا؟
انظر: الجزء 10 من (الكومونة والسوفييتات) رجاء.
تحياتي


4 - الاستاذ عيسى شتات
أنور نجم الدين ( 2010 / 12 / 26 - 17:06 )
ما هذه (الوقائع التاريخية) المعروفة لديكم، وغير معروفة لدينا؟ واذا كان هناك وقائع أخرى، فلكان من السهل الاشارة اليها من قبلكم.
السؤال الذي نبحث التاريخ من أجل جوابه هو:
هل كانت الثورة الشيوعية عام 1905 في روسيا ثورة برجوازية؟
هل كانت الثورة الشيوعية عام 1917 في روسيا ثورة برجوازية – اشتراكية؟
هل كان الانبعاث الاجتماعي في القرن العشرين، سبب انطلاق ثورة بروليتارية في روسيا، وثم ثورة بروليتارية في العالم أجمع أم لا؟
وكيف حدث ان هذه الثورات في الشرق انتقلت إلى ثورات برجوازية وطنية؟ وكيف حدث ان الامبراطورية السوفييتية أصبحت قلعة للبرجوازية الوطنية في الشرق؟
ما تفسيركم لطفا؟
تحياتي


5 - الرفيق انور تحية رفاقية
فؤاد محمد ( 2010 / 12 / 26 - 18:56 )
شكرا على هذا الجهد الماركسي الرائع في كشف الحقائق التاريخية
التي حجبت من قبل السوفيت واحزابهم الذيليةالبرجوازية
نعم ان البولشفيك بقيادة لينين وتروتسكي وستالين ما هم الا انتجليسيا سرقت الثورة واقامة دكتاتوريتها
وافشلت الثورة البروليتارية الكومونية المجالسية
واقامة راسمالية الدولة بدل الملكية الجماعية وابقت على العمل الماجور والغت الكومونة
تحياتي الرفاقية
اعانقكم


6 - الاستاذ فؤاد محمد
أنور نجم الدين ( 2010 / 12 / 26 - 19:31 )
مع نهوض البرجوازية في الشرق، وقبل الفترة التي تسبق الحقبة الجنينية من الصراع الطبقي بين طبقات المجتمع الحديث، تسللت أفكار إلى الشرق باسم البروليتاريا لا علاقة لها ألبتة بهذه الطبقة، فقامت الدولة السوفييتية بتصدير أيديولوجيتها الاشتراكية الجاهزة إلى الشرق –فكرة ملكية الدولة أي رأسمالية الدولة، فالشرق لم يصرف لذاته أي جهد لصياغة مبادئه الاجتماعية الحديثة عن البروليتاريا ومهماتها، كما لم يقم باستعارة هذه المبادئ من مصدرها الأصلي، أي من الكومونة –التعاونيات الخاضعة للادارة الذاتية للمنتجين، فقامت الدولة السوفييتية بزرع أفكار في الشرق تتناسب ومصلحة الروس القومية، ومن خلال هذه الأفكار الجاهزة، جعلت الدولة السوفييتية من البروليتاريا في الشرق ذيلا هزيلا وراء مطامح البرجوازية الوطنية قبل أن تقف هذه الطبقة على قدميها بوصفها طبقة اجتماعية مستقلة لها مصالحها وأهدافها الخاصة، فجعل السوفييت من التحرر الوطني بديلَ التحرر الاجتماعي لدى بروليتاريا حديثة التطور في الشرق.
تحياتي الرفاقية


7 - الحقائق التاريخية
عيسى شتات ( 2010 / 12 / 27 - 07:18 )
الحقائق التاريخية ان الثورة البرولتارية اطاحت بنظام العبودية والرق في روسيا ونهض نظام جديد دولة صناعية دولة عمال وفلاحين حكم ثوري فضح الامبريالية البريطانية والفرنسية ومخططاتها لاستعمار الشرق وتقاسم بلادنا الثورة الروسية كانت منارة لكل مناضلي وثورييى العالم في القرن العشرين وبفضل دعم السوفييت لحركات التاحرر تم القضاء على الاستعمار من الهند الى الهند الصينية الى الشرق الاوسط الى افريقياة


8 - السيد شتات: الحقائق التاريخية
أنور نجم الدين ( 2010 / 12 / 27 - 07:48 )
اتفق معك حول هذه الحقائق التاريخية: لقد نهض نظام جديد في روسيا، ولكن لم يكن هذا النظام سوى رأسمالية الدولة -حتى حسب تعريف لينين نفسه- وهو يقول: أن رأسمالية الدولة ستكون خطوة إلى الأمام!
واتفق معك أيضًا: كانت الدولة السوفييتية قلعة للشرق، ولكن لبرجوازيته الوطنية على حساب الشغيلة في الشرق، فحسب لينين لم تظهر الثورات في الشرق إلى السطح إلا بوصفها ممثلة البرجوازية الوطنية المتحررة من الاستعمار، فحاول السوفييت منذ البداية تكييف كل هذه الحركات مع مطامحها القومية المستقبلية بدل مساعدة البروليتاريا في انجاز مهمتها التاريخية التي اعلنتها في ثورتها السوفييتية في روسيا واوكرانيا وأوربا. وهل ممكن اعطاء نموذج واحد فقط من الدعم الذي قدمته الدولة السوفييتية إلى الحركات البروليتارية في الشرق من عهد لينين وتروتسكي أو عهد ستالين وخروتشوف؟
انك يا عزيزي تقوم بتفسير الاحداث من وجهة نظر مثقفي الاربعيات القرن الماضي، أي من وجهة نظر مصالح البرجوازية الوطنية.
يتعلق الجزء اللاحق من (الكومونة والسوفييتات) بالحركات التحرر الوطنية بالذات.
خالص تحياتي


9 - هذا تشويه وليست حقائق
احمد البغدادي ( 2010 / 12 / 27 - 13:46 )
الاساتذه الاعزاء ...انا على اتفاق معكم ان مجالس العمال(السوفيتات) لم تأخذ دورها الحقيقي في قيادة الدولة السوفيتية وكان هناك نوع من الدكتاتورية الفردية، لكن ليس لينين ولا تروتسكي من الغى دور هذه المجالس ان من الغاها حقا هو ستالين.
اعتقد انكم بحاجة ماسة للاطلاع على مجريات الاحداث بصورة اوسع خلال تلك الفترة..ناضل تروتسكي بعد وفاة لينين ضد البيروقراطية والدكتاتورية التي لفت حكم ستالين للدولة السوفيتية.. فكان ذلك سبب في طرده من الحزب ونفيه الى الخارج ومن ثم اغتياله في المكسيك على عملاء ستالين.
اعزائي جميعا
ان ما يتكلم عنه كاتب هذا المقال هو تشويه فض لثورة اكتوبر العظمى وهذا التاريخ امامكم يقر وبوضوح شديد ما قدمته هذه الثورة ورغم كل الاخطاء التالية لستالين ومن خلفه الا انها كانت ثورة بوليتارية عمالية خالصة رفعت راية الكادحيين ونادت من اجل الاشتراكية لذلك فهي تستحق منا كل التقدير.


10 - الاستاذ العزيز احمد البغدادي
أنور نجم الدين ( 2010 / 12 / 27 - 15:06 )
أسئلة تحتاج جواب:
من كان رئيس جيش الأحمر في عهد لينين؟
تروتسكي.
من قاد الجيش الذي قام باحتلال اوكرانيا؟
تروتسكي.
من قام بسحق كومونات اوكرانيا؟
تروتسكي.
من قام بالقتل الجماعي لثوار كرونشتاد؟
تروتسكي.
فالارهاب الأحمر يا عزيزي هو ارهاب الجيش الأحمر، ومنظمة التشيكا الاستخباراتية، الأول كان يقوده تروتسكي، والثاني لينين نفسه.
فمع القليل من الاطلاع على التاريخ الفعلي، وهو يتلخص من الحل التدريجي للمجالس العمالية التي قامت بانشاء التعاونيات الإنتاجية والاستهلاكية، الخاضعة للادارة الذاتية للعمال، من قبل الجيش الأحمر والتشيكا –يعني من قبل لينين وتروتسكي- سنلتقي في مفترق الطرق بين السوفييتات والبلاشفة.
تحياتي الحارة

اخر الافلام

.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو


.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza




.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال